شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

بروز أشواك
غمست ريشتي في مجامر آلام ( الهنوف ) وصنعت منها لوحة مقهورة يبكي لها الوجدان,
لوحة تعاني من الإحساس المرهف الذي ارتطم بجدار الظلم ,كانت في هذه لوحة زوايا
زاوية التعب والعذاب والآلآم ....
ما أشاهده من هذه الزوايا دموع تسيل ,, أسمع صوت مخنوق يخرج من الزوايا ,,وقفت على خفايا ألمها المكبوتة
سألت الهنوف
لماذا الحزن ؟؟
قالت لا أعلم ماذا أقول حياة مليئة بالماسي وبالإحزان لم يبقي للي سوء دمعتي وحزني على حياتي
لا أستطيع أن أخفي حسرتي
رمت بنفسها في أحضاني وأخذت تبكي بحرقه
رفعت رأسها وعيناها مليئة بدموع
لقد تعبت من الصبر الذي لا يدواي جروحي ولا يكفف دموعي
حتى الفرح الذي انتظره طويلا لم يستمر
كيف أصفح عن الماضي الذي هو طريق للحاضر
أنا مقهورة ومظلومة
وضعت يدي على رأسها وقلت لها : لماذا القهر و من الذي ظلمك ؟؟
قالت : المجتمع الذي لا يرحم , أشعر بأن نظرتهم كالسوط تعذبني
أنا أخطيت نعم وأعترف أني تصرفت بطريقة أثارت الشكوك حولي
قلت: لها ما هو التصرف
قالت : كان هناك رقم يزعجني على هاتفي الخاص وفي هذه الفترة كنت مسافرة مع زوجي
ونحن في طريق العودة إلى الرياض اتصل المزعج على هاتفي لم أجيب عليه
فكرة بان أرسل له رسالة أخبره باني إنسانة متزوجة لعله أن يكف إزعاجه عني
ولكن رصيد هاتفي صفر فكرت أن استخدم هاتف زوجي بإرسال الرسالة
أخذت هاتفة وكتبت في رسالتي (أتمنى إن تقف إزعاجك عني أنا متزوجة )
ولم أمسح الرسالة من قائمة الرسائل المرسلة لحسن النية , الذي حصل بعد أسبوع من وصولي من السفر أن زوجي قرأ الرسالة وفسرها بأنه يوجد علاقة مع هذا الشخص ولم يسألني عن الرسالة , بل حدق بي بعينين أمتزج بها الشك والكره
وقال بصوت متهدج النبرة يمتزج معه الغضب الهنوف جهزي نفسك للذهاب إلى أهلك .
شعرت بان الحياة تتقلص أمامي وبان هناك شيء غريب يحدث ولكن لا أعلم ما هو ؟؟؟
نفذت ما طلب مني . ركبنا السيارة وكان طول الطريق صامت لا يتحدث
قلت له : سعود ماذا يجري لم يجيب علي كررت السؤال فقال بصوت قوي لا أريد أن اسمع صوتك
في هذه لحظة أيقنت أن هناك مصيبة تنتظر الهنوف , شعرت بخوف وبروده وحيره
أخذت أفرقع أصابعي واستغفر الله حتى وصلت إلى منزل أهلي
نزل وتوجه نحو باب منزل أهلي أم أنا لم أستطع أن أتحرك من السيارة وأخذت انتظر الحدث المجهول
فانظر لي وحدق بي وأشار لي بيده انزلي من السيارة نزلت بخطوات ثقيلة وفكري يجول به كل فكرة مرعبه
اتجه بخطوات سريعة نحو مجلس الرجال الذي كان يجتمع به أبي و أخواتي
إلقا السلام عليهم
وقال : أسمعوني حتى النهاية بصراحة أنا لست رخيصاً و لا أجلس في مجلسكم لغرض الهدم ولكنني
اشك بان ابنتكم على علاقة مع شخص !! وأنا أحضرتها لكم وسوف أطلقها ,أبي وأخوتي واكبتهم هالات من الذهول والخيبة وارتموا في ظلمات الشك والحيرة
ولم يناقشوا زوجي على أي أساس بنيت الشكوك
هل هناك دليل قاطع على علاقتها مع هذا الشخص ؟؟
خرج زوجي من منزلنا ولم يحكي والدي أو اخوتي بكلمة واحده
كنت أنا في هذه لحظه جالسه مع والدتي دخلوا أخوتي علينا وكان الشر يخرج من عيونهم, اكتمل لي إطار المجهول وتهيأت معالم التهمه وبدت انسج خيوط الخوف من القادم ,انهالوا ضرب علي بدون رحمة
وسحبوا مني هاتفي ومنعوا خروجي من المنزل والى اليوم هذا وأنا محاسبة على شك أوهن من بيت العنكبوت لي ثلاث سنوات والظلم مستمر والضرب والحرمان من العطف والحب العائلي وقسوة الشعور وشراسة القدرة على الانتقام
وصلت إلى درجه لا أ طيق نفسي
تعلمي ماذا أريد منهم
قلت: لها ماذا ؟؟
قالت : الثقة , والاطمئنان
قلت لها : أنتي تعيش فجوة عميقة وحضيض الواقع , مجتمعنا تثيره علامة الاستفهام
الهنوف أنتي ورده جملية لها عبير ولكن بروز الأشواك حول عنقك أصبحت حائلا بينك وبين أهلك ومجتمعك
أين دفاعك عن شرفك وكرامتك ؟؟
المجتمع في مسالة الشرف يتحول إلى ذئاب مفترسة , يخرج منه سموما لا ينفع في معالجتها دواء الزمن (النسيان.).
الهنوف أنتي بسكوتك انتقصتِ من قيمة نفسك و أرخصتي كبريائكِ وتأكدي إذا طال الصمت سوف تجني الألم والحسرة والحرمان وعقوق المجتمع لكِ. انتهى

ريميـات
ـ الشرف يخشى كل شيء يصادفه حتى لو كان ظله.
ـ الهنوف كالمرآة التي فقدت نقل الصورة بشكل أكثر وضوح ومصداقية في مجتمعها .
ـ الحكمة هي صمام الأمان من الإندلاج في الظلمات .
ـ الرحمة جامعة تقود إلى قلوب مشرقة متألقة بالخير ممزوجة بحلاوة الإيمان بالله .

بقلمي / ريما