شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   قبل ان نختلف ، لنتعلم كيف نختلف (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=6499)

زعيم الخيال 05-22-2008 04:22PM

قبل ان نختلف ، لنتعلم كيف نختلف
 
بسم الله الرحمن الرحيم

قبل ان نختلف ، لنتعلم كيف نختلف


مما لاشك فيه ان الباري عز وجل خلق الكائنات الحية مختلفة عن بعضها البعض وحتى ان هذا الإختلاف لم يعد حكرا الأجناس المختلفة بل نراه يمتد ليصل الى ابعد من ذلك مـُمثلا في الكائنات البشرية والتي تنتمي إلى ذات النوع ومايهمني في هذا المقام هو الإنسان ذلك المخلوق الذي اثار الكثير من الجدل والتساؤلات حول كيفية نشأته وتطوره وذلك بحسب اختلاف الأزمنة والعقول فعلى سبيل المثال هذا داروين صاحب أشهر نظرية في هذا المجال قد ذكر في كتابه اصل الأنواع ان الانسان ينحدر من أصول حيوانية الى ان تطور فيه كل شي ووصل الى شكله الحالي ، وقال عالم النفس النمساوي فرويد قولا يشابه ماذكره داروين في كتابه، وبالرغم ان العلم والعقل واصحاب الفطر السليمة لم يوافقوهما فيما قالا الا ان هذه القضية تعتبر مسألة خلافية وان رأى البعض انها لاتستحق مجرد الوقوف والنظر واقصد هنا مجرد النظر اليها .
بعد هذه المقدمة اردت ان اعرض مااستنتجته فيما يخص الاختلاف ولماذا الكثير منا لايفقه هذا المعنى بالرغم من ترديده لبعض الكلمات بشكل ببغاوي والتي اشك ان لم اكن جازما بأنه لايدرك معنى مايقول
فالكثير منـّا يقرأ ويسمع ويقول دائما ً ان الإختلاف في الرأي لايفسد للود قضية .
فلماذا الآن اصبحت اكثر القضايا افسادا للود هي قضية الأختلاف في الرأي ؟
اعتقد ان الإجابة على مثل هذا السؤال تحتاج الى كتاب مستقل ولكن سأقوم بتناول الموضوع على شكل اضاءات عابرة بحيث تصل الأفكار بأقل الكلمات وأيسرها ، بداية سأتطرق للأراء العامة والتي تخص المجتمع بشكل عام فأقول ان اهم الأسباب لذلك هو التشنج والجمود في التفكير او مايطلق عليه ( الدوغمائية ) فتجد معظم هؤلاء يتسمون بالأحادية في التفكير ويعتقدون جازمين بأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة دون غيرهم ولاتجد كلمات الشافعي مرتعا ً آمنا ً في تلافيف أدمغتهم حيث قال ( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ) ، هذا هو النموذج الرائع للمرونة في التفكير ، ومما يساهم في خلق مثل هؤلاء الدوغمائيين هو مصدر التلقي الواحد فنجدهم لايقبلون الرأي إلا من أناس لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة فهو في هذه الحالة لم ولن يستمع بأي شكل من الأشكال لأشخاص آخرين ، وأجد انه من المناسب ان أذكر مقولة الخليل بن احمد الفراهيدي حيث قال ( لايعرف المرء خطأ معلمه حتى يـُجالس غيره ) وهذا واقع لايـُمكن لأحدٍ إنكاره .
كما أحب أن أشير إلى سبب آخر لا أراه يقل أهمية عمـّا ذكرته سالفا ً وهو أن هؤلاء يحتاجون إلى الكثير من الفهم لكي يدركوا أنه حتى في أسوء مواضع الاختلاف يجب أن لا يتحول خلافنا هذا إلى الشخصنة والتي تتمثل في رفض الشخص ككيان وعقل بشكل كامل ، فالرأي المخالف ليس بالضرورة أن يكون عدواً يستحق أن ندق طبول الحرب عند رؤية صاحبه أو عند قراءة مايقدمه من أطروحات ، فالذي لاتتفق معه في وجهة نظر حول موضوع معين قد تجد نفسك موافقا ً له في مواضيع أخرى وفي نهاية الأمر تظل الأمور نسبية بمعنى قد تتفق معه في نفس الموضوع بشكل عام وتختلف معه في التفاصيل ، ولكي لايكون حديثي عن هذه النقطة مجرد تنظير فإذا قفزنا للواقع سنجد ان ابرز مايتمثل فيه هو اختلاف القــُرّاء مع أي كاتب أحتل احد زوايا الصحف اليومية حيث نجد الرفض التام لما يقدمه هذا الكاتب او ذاك لمجرد أنهم اختلفوا معه لمرة واحدة وبالتالي رفضوا كل ماقدمه فيما بعد ، فرؤية اسمه في رأس المقال تكفي لنقده سلبيا ً وللإنتقاص منه ، وفي أسوء الإحتمالات لن يكون هذا الشخص اشد تعنتا ً وإضلالا ً من الشيطان الذي قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم في قصة أبي هريرة ( صدقك وهو كذوب ) عندما اوصاه النبي الكريم بحفظ الزكاة
إن هذا الداء الذي مزق اشلاء الأمة ليس حديث العهد ولم تعد المسألة حكرا على الاطروحات الاجتماعية بل إن الامر تجاوز ذلك بكثير ووصل الى الاختلافات الفقهيه فبعض أتباع أصحاب المذاهب الاسلامية المختلفة أصبحوا أشد حماسة من مؤسسي المذاهب أنفسهم ، فعلى سبيل المثال ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أن بعض المتعصبين لمذهب الحنفية وضعوا حديثا ً في فضل أبي حنيفة وذم الشافعي ونسبوه إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام كذبا ً فقالو ( سيكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفه هو سراج أمتي ، وسيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته على أمتي أضر من فتنة إبليس )
رغم أن أصحاب المذاهب كانوا يتعاملون مع الاختلاف بمرونة واضحة ويتمثل ذلك في قول يونس الصدفي حيث قال : مارأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني واخذ بيدي وقال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا ً وإن لم نتفق في مسألة .

اخي القارئ أيا ً كان هذا الإختلاف فتذكر انك تمتلك عقلا ً يتسع للجميع




تقبلو تحياتي

منقووووول

خاطر 05-24-2008 11:52AM

زعيم الخيال


الله يعطيك العافيه يارب

قبل ان نختلف ، لنتعلم كيف نختلف


عنوان لفت نظري حقاً






يطول التحدث عن ماذكرت




ونشكرك علي النقل


كل التقدير والاحترام



مشكور

المستشار العاطفي 05-24-2008 01:15PM

زعيم الخيال


الاختلاف له ثقافته الرائعة

ليتنا نتعلمها جميعا

سرني التواجد بين اسطرك الرائعة

لك مني التحية والتقدير والاحترام


الساعة الآن 11:42AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية