شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   الفكر والأدب (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   ام محمد الصابره (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=28171)

سـعود 10-07-2011 04:40PM

ام محمد الصابره
 
" ام محمد " امرأة بسيطه .... مات عنها زوجها بعد معاشرة دامت اربعون عاما وترك لها من الأولاد سبعه ثلاثة ذكور واربع اناث فأحسنت تربيتهم ونالوا من الهداية نصيب جعل البنات امل الكثير من طالبي الزواج ... وقد تزوجت بناتها الأربع في حياة والدهن وقرة عينه بهن قبل مماته
اما الأبناء فقد تزوج احدهم وعاش بين اهله في نفس الدار وكان ذلك شرطه الوحيد على الفتاة التي اقترن بها فلم يشأ ان يفارق والدته بعدما كبرت في السن وتزوجن بناتها ولم يعد لها من يقوم بخدمتها .
اما الآخران فيواصلان تعليمهما .
وسارت حياة ام محمد هادئه قانعة بما اعطاها الله وبما اخذ ... حتى عندما فقدت آخر ابنائها في حادث سير مؤلم ... لم تجزع بل صبرت واحتسبته عند الله ... كانت لا تكاد تفارق سجادة الصلاة ... تدعو للمحسن وترجو للمسيء الهدايــه ... لاتريد من الدنيا سوى رضى الله وهداية ابناء المسلمين .
سمعت ان هناك دارا لتحفيظ القرآن وكان لديها بعض المال فوهبته للدار جوائز تمنح للحافظين من الصغار تشجيعا لهم ...
كانت امرأة صبورة قانعه .. لاتلبس من جديد الثياب الا في الأعياد او مناسبة عزيز لديها .
لاتطلب من الطعام خلاف ماهو متوفر في بيتها وكانت تدّخر بعض النقود القليله التي تحصل عليها لتشتري بها مايحبه الأطفال من حلويات وهدايا ... تضعها في ايدي اطفال زائريها .... لذلك ترى الصغار على اختلاف طباعهم يفرحون بزيارتها لينالهم نصيب من هدايا" ام محمد" وهي تغمرهم بها وابتسامتها لاتفارق محيّاها من فرط السعاده
اما زوجة ناصر فكانت امرأة عنيدة سليطه لاتهدأ على وتيرة واحده... فلم يمض على زواجها شهرين حتى بدأت تظهر اظافرها . فاشترطت على زوجها ان يكون لها القسم الاعلى من المنزل دون مشاركة من احد وبرغم معارضة ناصر الا ان والدته لاتريد له المشاكل وهو لم يزل عريساً فأجابوا طلبها .
ورغم ان ناصر يحب والدته الا ان كيد النساء عظيم وزوجة ناصر امرأة مغناج تعرف متى تكر ومتى تفر لها من الخبث بحيث لايبدو منها لوالدته امامه الا مايسر .
لم تكن تبالي بـ"أم محمد" او طلباتها . وكثيرا ماأهملتها في غياب ناصر واخوه وهي لاتشكو ولاتتذمر تقوم على شئونها بنفسها وتدعو لها بالهدايه .
وكان من عادة "ام محمد" ان تدعو من بقي من صديقاتها مرة في الشهر او الشهرين للأجتماع والأستئناس ببعضهن واجترار الذكريات .. ولم يكن هذا الأمر يروق لزوجة ناصر فتأخذ في مضايقتهن واهمالهن .. وام محمد تناصحها وتدعو لها بالهدايه رغم ماطالها من اهمال وعصيان وهي صابرة محتسبه وان علم ناصر ببعض الأمور من اخوه الا ان والدته كانت تنفي ذلك حرصا منها على استقرار الحياة بينها وبين ابنها ..... ولكن الله يمهل ولايهمل ... ففي احدى الليالي وهي تقوم بأعداد طعام العشاء امسكت النار بأطراف لباسها .. ووصلهم صياحها من المطبخ ... فوثب ناصر ومن خلفه شقيقه ووالدته واخذا بتغطية الجزء المشتعل ... وانجاها الله ولكن بعد ان اصاب الحريق احدى يديها ووجهها .
ثم نقلوها للمشفى فاقدة الوعي ... وبعد خمسة ايام تحسنت حالها واستقرت ..
و سمح الأطباء بزيارتها فجاءت اليها "ام محمد "وانكفأت عليها تقبّلها وتحمد الله على سلامتها .. وفي لحظة صفاء مع النفس بكت زوجة ناصر وهي تطلب الصفح من" ام محمد" التي تنفي عنها الخطأ وتقول ان الأم لاتغضب من ابنتها ...
وهكذا عادت زوجة ناصر الى البيت امرأة اخرى تخدم ام محمد وتطلب رضاها ..
" ام محمد " تستحق هذا الحب ... فهي المرأة المؤمنة الصابره لاتذكر احدا الا بالخير ... ظل هذا ديدنها ... وحين حضرتها الوفاة اوصت اولادها بطاعة الله وحب الناس والتسامح وان الدنيا لاتغني بأي حال عن ألآخرة فهي المستقر المعين لمن كان الله امامه في حركته وسكونه
رحم الله "ام محمد" كانت مثالا للمرأة المؤمنه التي لم تنل حظا من التعليم ولكنها عرفت الله فأحبته وتاقت نفسها لرضاه ....

انتهت ...


هديــه :
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )
صدق الله العظيم ( البقره ) 272

خلف العاطفي 10-23-2011 02:26AM

سعود
الكاتب الذي نقرأله فلا نمل
جزاك الله عن ذكرها بمحاسن اخلاقها خيرا
وبارك الله لك في ماتبقى من عمرك
فقط
لاتنسى اننا نتشوق لجديد
تتركه لنا هنا من قصص ماسلف


الساعة الآن 07:30PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية