شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   الفكر والأدب (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   سلسلة ( صور شعبيه ) بقلمـــي (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=26848)

سـعود 02-28-2011 09:23PM

سلسلة ( صور شعبيه ) بقلمـــي
 

هذه مجموعه من السوالف او الصور الشعبيه بلهجة اهل الرياض كتبتها قبل سنوات ، انشرها تباعا في هذا المتصفح
لتروا من خلالها الزمن المنصرم ورائحة جدران الطين وقناعة النفس والإيمان ...
صفات جميله عنوانها البساطه وبقايا عادات العرب الأصيله ، قبل ان تجتاحنا حظارة بائسه باعدت الوصل وخربت النفوس واصبحت المادة هي عنوان حكمنا ونهج تعاملنا
ارجو ان تجدوا فيها المتعه والفائده الى جانب التسليه ...

================

سالفة حصه


اوّل مرّه صمت فيها رمضان كان عمري ثمان سنين وكنا ساكنين في حي (الدوبـّيـه ) في الرياض ... وهو حي كان ومازال .. حي منسي ومهوب موجود على خريطة الرياض .. حتى اهل البلديه مايعرفون وينه فيه ؟ وللي مايعرفه ... حي ( الدوبـيّـه ) حي صغينون وسط حي معكال اللي حدوده ... احياء ... الديره ودخنه وسكيرينه وشارع سلام ... وكان بيتنا على شارعين له باب رسمي ماأقدر افتحه من كبره ... كلّـه خشب وش ثقله ... والباب الثاني على السكه الثانيه .. صغيّـر اقدر افتحه مسمينه .. باب النقبه ... نروح له من عند حوش الغنم ... السنه اللي بديت اصوم فيها رمضان كانت في الصيف .. كنت اشوف امي تنوم الظهر في بعض الاحيان ... تحت مقطار القربه ومهفتها في يدها .. .. وجدتي تقول ...: يالله براد الجنه.. كنا نفطر في بطن الحوي ( البيت ) وكانت جدتي ( طرفه ) تطلب مني افرش السماط ( السفره ) الى جا حول المغرب .. وكانوا يفطرون ) عندنا ( لولوه و هيلــه ) بنات عمي ( سعد ) .. كنت اشوفهم حريم كبار ... عشانهم دايم يتوزّون عني ولا يعلموني وش يقولون ؟ في ليله من ليالي رمضان .. كنّا قاعدين نلعب بالسطح ( حبشه ) .. رقت علينا جدتي وامي عقب ماصلّوا التراويح وجابوا معهم القهوه والشاهي و .. الحبّ .. وفرشت لهم .. لولوه .. الحصير .. وجابت هيله ... التريك .. عشان يسفّر علينا ... قالت امي : كان خليتيه محلّه الليله قمرا ... وجلسوا كلهم يسولفون ..
ولولوه ... تصب القهوه ... قالت لهم جدتي وهي تاخذ الفنجال من يد لولوه ... : ورا ماناديتي امك تقهوى معنا ؟
• هيله : امي اليوم عندها اختها جايبتن ولدها يقرا عليه ابوي .
ــ امــي : هـوه .. عسا مهوب مصيخين ؟
• لولوه : لا ... بس يقولون ان فيه ضيقه .
ـــ جدتي : الله يكفينا شر الضيقه يابنيتي .
• امي : الله يعافينا كثرت الامراض والصخاين .
وفجأه نطّت هيله الملقوفه وقالت : الاّ ... ياخالتي ( تقصد امي ) ورا حصّه ( تقصدني ) ماتصوم ...
• امي : توّها صغيّره .. ان شالله بتصوم المقبله
ـــ جدتي : لا مهيب صغيّره .. الاّ حرمتن ماشالله عليها .
وتلقفت لولوه : هــاه .. يا حصّه ودّك تصومين باكر ... ؟
جاوبت عني جدتي : ايه بتصوم معد باقين من الشهر الا نصّه ... والى منّها صامته ياعندي لها حقاق ( هديه ) بس مانيب معلّمتها هالحين الين تصومه التفتت علي امي وهي تقشّم الحب وقالت : هـاه ياحصيصه بتصومين باكر ؟ رديت من غير تفكير : ايه ابصوم .
• هيله : خلاص اجل لاعاد تنومين الين تسحّرين .. وقعدت ( هيله ولولوه ) يتضاحكون ... وحده تقول : الله من زين الصوم . والثانيه ترد عليها : صوم الدجاجة والديك .
نهرتهم جدتي : أها بس .. تعجبكم ان شالله .
جا وقت السحور .... وانا اقاوم النوم وجلست معهم .. كانت امي حريصتن علي ... اكلتني من المراصيع ... وشرّبتني لبن .. مع ان جدتي تقول لها : خلاص يكفي شرب ( لا تزغّل ) بالفراش ؟ مع اني والله عمري ماسويتها في مرقدي .. لكن الحرص زين على قولت جدتي .
ومانسوا يوصوني عقب ماصليت الفجر اني اروح للصهروج ( الحمام ) قبل ما أنصى فراشي ..
نمت وقمت الضحى ... و... بحلت بعمري مدري وش اسوي ... العاده آكل شي ثمّن اقعد العب . لكن هالحين ماأعرف العب وانا جايعه
طيب البيت كلهم نايمين ... ورا ماآخذ لي شي آكله هم وش يدريهم كلهم نايمين ... وتذكرت الصوغه اللي مواعدتني جدتي ..
الصراحه بغيت آكل .. لولا اني سمعت امي تناديني من الحجره : حصه ... حصه .. تعالي ونا امك ... خذتني في حظنها وقعدت تحجي علي الين نمت ثانيه ....
قمت عقب العصر .. ودخلت المطبخ ... لقيت امي تصلّح القهوه والشوربه وبنات عمي يلفّون السمبوسه ويصلّحون التطلي ...
التفتت علي هيله وهي تحرّك التطلي بالملاّس وقالت لي : حيا الله الصايمين
قالت لولوه : اي هيّن .. الله من الصدق .
قالت امي : حرام عليكم بنتي صايمه
قالت هيله : اي والله شوفي وجهها اصفر
قالت امي : روحي حبيبتي انسدحي بالغرفه الين يذّن المغرب
طلعت من المطبخ وقعدت ادور في البيت واناقز .. وعقب ساعة من المطامر ... حسّيت بالظما الشديد .. عوّدت لمّـي وانا ابولع ريقي .. وقلت لها وانا يالله احكي : يمّه معليش اشرب مويه ؟
ــ خلاص وناامك معاد الا خير شوي ويذّن المغرب
لكن هالحكي مايطفي ظماي ... وشخصت عيوني على ( الزّيـــر ) وهوينقّط على خيشة الجح اللي تحته ... ورجعت اقول لمّي : بس شوي ولانيب بالعته؟ وامي تشجعني وتصبّرني .
نطّت هيله الملقوفه راعيت فكرة الصوم : خالتي خليها تشرب وتفكنا ... عاد من زين صومها هالحين . لكن امي سفهتها وقالت لي عشان تشغلني : روحي افرشي السماط يمّه ..والتفتت على لولوه : عطيها السماط .. مدّت لي لولوه السماط من غير نفس : خذي ياحظي ماصام الا انتي .. الله يبلشك ياهيله انكانك ابلشتينا بهالدبقه.
وهيله تضحك وهي تصف صحون التطلي في الصحن الكبير وتغطيها بالشاش
جا ابوي من المسيد ... وفي يده مصحفه .. وجلسنا كلنا انا وامي وابوي وجدتي وبنات عمي ... نحتري اذان المغرب .. قالت امي لبوي : ابشرك حصة صايمتن اليوم .. قال ابوي : اوّل خير ... لكن يوم شاف شكلي يالله ارفع عيوني وخشتي وارمه .. قال لمّي : يكفيها اليوم .. يمديها على خير المقبله .
ناظرت بنات عمي لقيتهن ساكتات عشان ابوي موجود مسويات انفسهن مئدبات .
رمى المدفع واذّن المغرب وبدينا نفطر .. وابدى اقحن ( اشرب ) من التوت وامي تقول لي يابنيتي بسّك من هالتوت وانتفخ بطني وتصبب عرقي وانسدحت معد ادري عن الدنيا .. افطروا اهلي زي العاده .. قهوه وتمر وشوربه وسنبوسه وتوت .. ضفت هيله ولولوه السماط وقاموا كلهم يصلّون المغرب وانا منسدحه وبطني يعوّرني ....
جت .. هيله وطمّنت علي : حصه ... حصه .. وشفيك .
فتحت عيوني وقلت لها : يلله فارقي .. ردّت هيله : بعد ... هذا جزاي يالشينه وراحت وخلّتني
ناديت امي وجت من على سجادتها : وشفيك يابنيتي . توني ابقول لها وديني للصهروج ..( الحمام) ماأمداني ..و .. كل اللي في بطني على الحصير ... ارتاعت امي وفصخت جلال الصلاة وقعدت تمسحني به وتسمي علي وتقول : الله لا يعيد هالتوت . وصاحت تنادي لولوه لكنها ماردت بس سمعتها تخبط على ركبتها .. كانت تصلي .. عودت امي تنادي هيله .. وجت هيله تركض : وشفيك ياخالتي ويوم شافتني قعدت تضحك الين جلست على الارض من الضحك وامي تقول لها : انا مناديتك عشان تضحكين روحي جيبي بادية شوربه لحصّه خلّي كبدها تركد ..... وشربت الشوربه وارتحت ومانستني جدتي من الهديه ( مخنق زري وش زينه ) لكن ماعاد خلتني امي اصوم باقي الشهر ... بس صمت السنه اللي عقبها .
• ومرّت السنين ...
وجلست هيله ولولوه يسولفون مرّه عن شي صار مبطي وهيله تحاول تذكّر لولوه ... ولولوه ناسيه ...و اخيرا لقت هيله علامه بتخلّي لولوه تذكّر ... قالت هيله : ذيك السنه اللي صامت فيها حصّه ؟!
وذكرت لولوه مع ان ذيك السنه اللي حطّوها علامه ماصمت فيها الا يوم... الله لايعيده ... خلاص صارت ذيك السنه تاريخ عند هيله ولولوه يعني مثل : سنت السبله وسنت الهدام وسنت الرحمه ...
الله يذكركم بالخير يابنات عمي .. وبالاخص هيله اللي بسببها .. صمت ذاك اليوم وقحنت ( شربت ) التوت وصار اللي صار ..
هيله اللي حطت لي تاريخ :
ذيك السنه اللي صامت فيها حصه ؟


القاكم بالثانيه ( سالفة منيره )

ليلي وايت 03-02-2011 08:49AM

رائع هو الماضي بكل بساطته والأروع ذلك البساط من الخيال الذي حملنا لتلك السالفة لنسكن ذلك البيت ونشم رائحة الطين المعجون بالبساطة نعم كنت هناك معهم وتذوقت لذة الاحساس الطيب وابتسمت له..
سعـــود
أعجبتني هذه السالفه أو لعلها القصة القصيره..
وفي انتظار قصص أخرى أمتع ,, شكرا لك
تقبل مروري ودمت برعايه الله وستره
ليلي وايت

جمرة العرب 03-02-2011 09:15AM

حيّاك الله ياسعود
أولاً سعدنا بتوآجدك وحقيقة العنوان مشوّق جداً كيف لا وهو يحمل لنا صورٌ من الماضي .. بشعبيّته وسهولته
أُعجبت بألفاظ الكتابه وعشت أجوآئها بالسالفه .. وسعدت بتوآجدي أسعدك الله ..
لاهنت وبإنتظار سوالفك ..

أنا 03-03-2011 02:11AM


سعود
اسعد الله روحك

اسلوب رائع .. وكريزما حرف ..وعبق الماضي ..يفوح بين المفردات.

اثرك لحقت التلفون ابوهندل .. والسياره الخشب ..يبي لك تمر ياخذون لك صوره ..في متحف الرياض

ههه ..

تحياتي ودمت بخير

زمان العجايب 03-07-2011 02:24PM

سعود

أحييك على هذا الاسلوب البسيط

تصدقت عشت الجو وأنا أقرء هذه الصورة من الماضي

أنتظر قصة منيرة ....

بس ما تكون في رمضان أن شاء الله

تحياتي وتقديري لهذه الروح الجميلة في الكتابة

سـعود 03-07-2011 08:47PM

اشكر كل من وافاني هنا وتفاعل مع السوالف

هناك المزيد وعسى ان يسعفني الوقت

تحيه

سـعود 03-07-2011 08:57PM


منيره



• ياحليلي يومني صغيّره كنت دايم لازقــتـــــن في امي وين ماتروح في ساقتها ؟

واذا بغت تروح مشوار وماتبيني ادري تغافلني وتسرق عمرها مثل روحتها للصحّيّــه والا انكانّـها رايحتن تخلّـف على احد وماتبيني اروح معها للعزا ... واتذكّـر ان خواتي كانوا يتضايقون منّـي ويسمّـوني ـ الدّعله ـ او ـ العومه ـ او ـ ثقيلة الدم .

لكن ماأذكر ان امي هاوشتني والاّ دزّتنـي ... حتى روحتها لصلاة التراويح .. كنت اتعلّـق في بشتها وفي المسجد اقعد ــ اتخطــرف ــ بين الحريم .. واسمع حرمه تقول للي جمبها : وين ام هالبزر ؟ .. وراها جايبتها فيــذا ؟ الله يهدي امها ورا ماخلّتها في البيت ..
يالله صلاح العطا .

من الايام اللي ماأنساها وضيّقت صدري ــ يوم راحت امي مكه للحج ــ قبلها بأيام صار في البيت حركتن مانيب متعودتن عليها .. امي وابوي يروحون ويجون يظهرون ويدخلون واسمع حكي ماقد سمعته

مثل ... مكه ... حج .. وامي تقول لبوي ... : ولّــمت حرامك ... لاتنسى الكمر ... وخالتي توصّي امي :

لاتنسين تجيبين لي معك ــ ديــرم و.. حنّـــا .. ترى مكه الله يشرّفها يجي فيها حنّا زين وترد عليها امي .. ان شالله ياموضي ... بس انتي انتبهي للبنات لا تخلينهن يغيبون عن عيونك .. ثمّــن تلتفت عليّ امي وتواصل :
خاصتن هالشيطانه منيره ..
ترد خالتي :
• لاتوصّين حريص .. المهم لاتنسونّـا من الدعا . الله يردكم لنا سالمين غانمين ان شالله .
اتفقوا الحجاج على انهم يتحركون عقب العصر مع البراد .. ومـرّت عليهم السياره او القافله .

يوم جت امي تطلع مع الباب حاولت توزّي عمرها عني بس ماقدِرت ـ انتبهت لها وانا قاعدتن آكـل .. قمت انفض يدي من الرز اللي قام يتطاير على الزوليّـه وركضت وراها .. يديني زفر وشوشتي طايره ... وحفيانه ...

التفتت علي امي وقالت لي :
عودي يا منيره اقعدي يالشيخه .. ابروح للسوق حبيبتي .. اشتري لك فستان ..
قلت في عناد المتعوّد : مانيب ابروح معك .
وشفت اختي الكبيره جهيــّر تصوّت من المطبخ وهي ماسكتن في يدها صحن تغسله ويديها مليانتن صابون :
اسفهيها يمّـه وروحي .. تراك خـقـقـتيها علينا .

وانا احاول امسك بشت امي وهي تحاول تبعدني عنها بكل حنانها عشان ماأملّـي بشتها بالزّفـر وتحايل فيني ... :
شاطره منيره ... اللي تسمع الكلام ... يازين هالبنت .. اقعدي حبيبتي ابجيب لك معي لعايب .. وحلاو .. يالله عساي ماذوق يومك ...
( لكن على قولة القايل ... مافي دخنه ... علف ).. وانا وامي دوران بهالمجبـب ..آخر شي صاحت امي على خالتي :
وجت خالتي الله يجزاها خير وشالتني وهي تقول لي :
افــا على منيره الشاطره ... همانا بنروح انا وياك للحرمه اللي تبيع العسكريم .
ردّيت عليها وانا اتشــّره وعيوني تلاحق امي وهي تظهر بعد ماأنبحّ صوت ابوي وهو يناديها ... وصكّت الباب وراها وانا اقول لخالتي :
يالله كوه الحين نجيب العسكريم .
( خالتن حنون بس الطيب ماله حظ تزوجت مره وطلّقت وصارت تقعد عندنا اكثر من قعادها في بيت جدّاني قالت خالتي :
هالحين بنروح ... كلّـش عاد الاّ منّــور . ورحنا وشرت لي العسكريم .. وكليته .
جا الليل تعشيت ونمت .. وخالتي تطيب خاطري وتساحرني .. وكل شي ايه ومايخالف ,, صراحه دلّعتني ..
بكره اول مافتحت عيوني ولا شفت امي .. لقيت خالتي نايمتن جمبي .. نصيت المطبخ لقيت اختي جهيّر تسوي الحليب .. يوم شافتني طالعتني وهي تضحك وقالت :
قمتي يالشيفه ... روحي غسّلي وجهك ..
قامت خالتي على صوت جهيّر وجت وسلّمت وخذتني للصهروج (الحمّام ). وفتحت السموّر ) برميل ماء من النحاس )
وغسلت وجهي .. طلعنا .. وجلسنا في بطن الحوي .. وجابت جهير الحليب والشابوره .... فطّرتني خالتي وقعدت تسولف علي وهي تكدّ شعري وتقول لي باكر بتجي امك وتجيب لك الحلاو والبسكوت واللعايب ...

بعدها طلعت للسطح بعد ما مرّيت على كل الغرف .. مدري هو لعب والا ادوّر على امي .. رقت خالتي وراي للسطح وهي تلاعبني ... كانت خايفتن علي من الخوا ( بسبب روحت امي )

• ( والخوا الله يكفينا شرّه ... يخلي الواحد كنــّــه مسبّــه وعيونه زايغه ... ولايركــــّز ).

اللي صار ... ان الخاله الحنونه ... موضي ... قامت باللازم .. الله يجزاها عني خير ... بس علّمتني خالتي وين راحت امي ... من كثر سؤالاتي عنها ... بصراحه .. دبلت كبدها .. قالت خالتي :
امك راحت تحج وبتجي باكر ان شالله انا اقتنعت بالجواب ولو اني ماعرفت وشو الحج ... حسبته السوق ... بس غير السوق اللي نروح له ... و ... ... مـّـرت ايام الحج ..
وجو أهلي .. ويوم شفت امي داخلتن علينا .. قمت اصيح صياح .. تشرّه واطقها على كتوفها بيديني وهي تضحك ... وجهير تنهرني ..
كل هذا ليه تروح وتخليني .. مع ان خالتي ماقصّرت ... لكن وش .. تقول .. بزر .

جابت لي امي من مكه .. حلاو .. وقـريض .. ومسفع .. وفي الليل حنّـت يديني .. الصراحه ... حبيت الحج .. مادام هذا اللي بيجي من وراه ...
ويوم هدت نفسي واستانست سألتها : يمه متى يتحجين ؟!!
حتى اني بعد كذا اذا سيّرنا لحد وامي مهيب معنا وسألوني عن اسمي اقول لهم :


انا منيره ... و امي راحت للحج .




اشوفكم مع لطيفه الحزينه

عبير الروح 03-07-2011 10:47PM

ماشاء الله

اسلوب رائع وسلس

ياليت ماتحرمنا من هذي الصور الشعبيه
الرائعه


تقديري لك

سـعود 03-08-2011 03:07AM

لطيفــه


من يومني صغينونه وانا محرومه من خدمة امي لي والسبب ان امي دايمن مريضه على فراشها

كنت احيانا افتح عيوني الصبح على صوت ابوي وهوداخلن مع الباب شايلن فوطه فيها خبز وقدر صغير فيه فول ... يحطهم على المركا .. ويقوّم اللي نايمن فينا ..
وأختي الكبيرة ( نوره) في المطبخ تسوي الحليب .

ثمّن تجي تاخذني من يدي وتغسّل وجهي وتفطرني انا واختي ( ساره ) وتلبسنا مراييلنا وتكدّ شعورنا وتزين شرايطنا وتحط لكل وحده فسحتها في شنطتها ...
ويمسكنا ابوي كل وحده بيد ويودينا للمدرسه ...

اما اختي نـــوره ـ الله يعدّي عنها ــ تركت المدرسه وهي في سنه خامس ابتدائي ...
مدري هي تركتها من نفسها والا ابوي هو اللي قعّدها ؟
اللي اعرفه ان اختي نوره ــ الله يعافيها ــ كانت هي المسئوله عنّا انا واختي ( ساره ) ... تلبسنا وتوكلنا ووتغسلنا وتذاكر لنا واذا تشاقينا ... تهاوشنا ..
واذا زعلنا تراضينا ــ الله يذكرها بالخير ــ وكانت دايم تقوللي :

يا ... لطيفه .. عن الشطانه خلّـوا امنا تنوم ... لاتصجونها ترا بيعاقبنا ربي ..
اما امــــي ... : ياحبيبيتي يامي... ياعمري ياغاليه ...

كنت اقوم من نومي في بعض الليالي وماألقاها في فراشها ... اروح اقوّم اختي نوره واسألها :
نوره ... وين امي ؟
تقول لي وهي تصدّ بوجهها عني : وداها ابوي للمستشفى ..

ـــ هماه ودّاها ذاك اليوم ؟ كل يوم يوديها ؟

وألاحظ دمعه عنيده في عيون نوره تحاول توزّيها :
ــ هالحين بتجي حبيبتي ... روحي نومي في فراشك .

وأعوّد لفراشي واتكوّر فيه وانوم ... واذا قمت الصبح لقيت امي في فراشها وابوي داخلن علينا بالخبز والفول ..

كان هذا حالنا ... كــــم سنه ...
امي في فراشها مريضه ... يخدمها ابوي ...
ابوي الصابر الحنون العطوف .. المؤمن ...
واخت مسكينه تحمّلت المسئوليه مبكّر شالت بيت وهمّ اكبر من سنها واجد
و ( دقّــــت حالتها ) اللي يشوفها مايعرفها .

ومع كل هذا . نحاول نضحك . نحاول نخلي البسمه على وجيهنا؟؟

في مساء يوم . حسّيت انه فيه شي حاصل في البيت ... بس مدري وشو ؟ ...

جتنا عمتي ( شيخه ) وخذتنا لبيتها انا وخواتي ( نوره وساره ) ...
وعمتي ساكته طول الطريق ... ويوم دخلنا بيتها قالت لختي نوره :
خذيهم وانا امك للحجره وغيّري هدومهم الين اسوّي العشا .

اختي ساره سألت نوره : حنّا بنرقد فيذا ؟
ـــ ايـــــــــــــه
ــ مانّاب معوّدين لبيتنا

ـــ الاّ ... باكر ان شالله
ـــ اجل مانّاب رايحين المدرسه باكر

ـــ لا ... باكر بتقعدون
دخلت علينا عمتي شيخه وقالت لنوره : يالله يمّه العشا زاهب .

تعشينا ونمنا ...
و .. تالي الليل قمت من فراشي ورحت للحمام .. لقيت عمتي قاعدتن تصلي في المجبب ...
وتدعي وهي تصيح ... استغربت ... مهوب عشانها تصلّي ... عشانها تبكي ؟
انا اشوف كل الحريم يصلّون بس مايصيحون طيب ورا عمتي تصيح ؟... مافهمت ...

عوّدت لفراشي عقب الحمّام وانا خايفه وحاسّه بضيق مدري وش سببه ... وحاكيت نفسي .. وانا اتنافض ...:
ليتنا نعوّد بيتنا بس وانوم جنب امي .. امي حبيبتي المسكينه اللي ماقد ربطت لي شريطه
ولا راجعت معي دروسي وحفّظتني ..

امرحنا عند عمتي شيخه وتمّينا يومنا كله عندها ... لعبنا مع عيالها ...

لكن اختي نوره مدري ليه طول اليوم وهي قاعدتن مع عمتي تسولف معها بشويش وتصب لها القهوه ... كلامهم شوي وسكاتهم واجد .؟؟؟

عقب العشا جانا ابوي وسمعته يقول لختي نوره تبون تروحون والا تمرحون الليله بعد ؟
قالت اختي : ازين نروح ........ البنات وراهم دراسه .

قالت عمتي : خلّهــم يقعدون مهوب لازم دراسه هالسبوع .
رد عليها ابوي : لا يابنت الحلال قعادهم مايغير شي دراستهم احسن لهم ...
لبسيهم خلينا نسري .

و ... دخلنا بيتنا .. ورحت اركض للمكان اللي خابرتن امي نايمتن فيه .. لكني مالقيتها .... ولا لقيت فراشها ..
عوّدت لبوي اسأله : يبه وين امي ؟

ناظرني بحنان و ... سكت . التفتّ ادوّر نوره ابسالها .. مالقيتها ... كانت صاكتن عليها الغرفه ...
و .. ( ساره ) جلست مكان فراش امي وعقدت مصابعها في حظنها ورفعت راسها تناظر فينا بكل براءه ..

حاول ابوي يغيّر الموضوع ... قال : وش تبون نجيب عشا يابنات ... لكن( ساره) كررت السؤال :
يبه وين امي ؟

وكان لازم يجاوب ابوي : امـــك عند ربها يابنتـــــي .

عقولنا الصغيرة مااستوعبت المعنى ... قلت له : بتجي بكره ؟
قال : لا ماعادهيب جايّه .
قالت ( ساره ) : اجل ودّنا عندها .

صوّت ابوي لنوره وقال لها : تعالي يابنتي اقعدي عند خواتك الين اجيب لكم عشا .

ليله وراحت ...
باقي تفاصيلها ماتـنذكر ...
حزينه مثل حزن الأيام والليالي ولونها .

يوم اصبحنا وكان صباح غير الصباحات اللي عرفناها وخذينا عليها ...

خطوات مابين حجرتنا وباب الشارع.......... مرّينا على فراش امي مالقيناه ولا لقيناها ...
ولاودعتنا بعيونها ودعت لنا !...


وصلنا المدرسه وكل المدرّسات كانوا دارين وش اللي صاير وفاهمينه والظاهر ان المدرسه كلها تعرف الا انا و ( ساره) ؟
عشان كذا كانوا طيبين معنا حتى مدرّسة الحساب اللي ماتحبني مدري ليه صارت تحبني ...
وماأدري ليه خذتني انا وساره من يدينا وشرت لنا فسحه وقعدتنا عندها في غرفة المدرسات وصارت تمسح بيديها على شعري وتسألني :
لطيفه اذا بغيتي شي حبيبتي انتي والا ساره تعالوا لي .. زين .
وانا اهز راسي موافقه وساره تشرب عصيرها وتناظر فينا .

انا و (ساره) بس اللي ماعرفنا ان امي ... ماتت .

وقعدنا شهور انا و (ساره) نسأل ابوي وهو داخل وهو ظاهر ...
هذا الاب الحنون الصابر المؤمن ... يمكن نلقى عنده جواب نفهمه ... جواب عن سؤالنا اللي صار يتيم مثلنا ...

: يبـــه ... ويـــن ... امي ؟؟؟؟


هديـــــــــــــــه:
بتبكي ياعين على الغايبين ودمعك عالخدود سطرين
بسطر تقولي راحوا فين وسطر تقولي ليه ناسيي
بتبكي عاللي راح منك ومن امتى اللي راح بيـــعود
ياخوفي يذبلك حزنك ماتلقيش للدموع دي خـــدود

فريد الاطرش ــ عبد العزيز سلاّم


الجـــايه ( صويلــح )

سفير المعاني 03-08-2011 04:33AM

الغالي
سعود

الله انه يسعدك ويوفقك كما اسعدتنا

اسعدني مروري وقرأتي لهذه القصص الجميلة

وبانتظار صويلح الله يصلحه هههههههههههه

اكيد انه اب وله احفاد مشكور اخ سعود لاهنت


تقبل تحياتي


الساعة الآن 04:00AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية