![]() |
أُم «عضت» أسد وأخرى «زنت»..!
الأمومة هبة إلهية يهبها الخالق عز وعلا شأنه لمن يشاء ويحرم منها من شاء، وإذا كانت الأمومة بالنسبة لبعض النساء أمرا فطريا وغريزيا، ففي المقابل هو مشروع ضخم يحتاج إلى تخطيط وتفكير وتدبير بالنسبة لبعض النساء الأخريات، وقد جاء في بعض البحوث المنشورة في وسائل الإعلام العلمية أن الأمومة ليست مجرد شعور غريزي بل هي إحساس يختلف من امرأة إلى أخرى حسب الظروف والبيئة التي تعيش فيها وطريقة نشأتها، كما أن الأمومة فطرة يرشدها العلم ويرسخها العمل، والواقع يشهد أن ليس كل امرأة تصلح أن تكون أماً، كما لا يصلح كل رجل أن يكون أباً رغم أن الأمومة والأبوة مرتبطة بجنسيهما ارتباطاً فطرياً لا مثل ولا جدال فيه، وهذه المشاعر الفطرية تحتاج للتركيز في بذلها حتى لا يفلت منها شيء، وعلى قدر إحاطة كل امرأة بها على قدر ما يكون تحقيقها للأمومة المتعلقة بها. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ، أما شكسبير فيقول: ليس في العالم وِسَادَةٌ أنعم من حضن الأم، بينما يقول ماري هوبكنز: الأمومة أعظمُ هِبَةٍ خَصَّ الله بها النساء، وهناك ملايين المقولات الشهيرة التي يتم التذكير بمكانة الأم بالنسبة للإنسان، واليوم أود أن أطرح موقفين مختلفين، الأول يخص أمهات «إنسيات» يفتقدن غريزة الأمومة، وأمومة «فأرة» كادت تضحي بحياتها من أجل فلذة كبدها..! أم زنت و تخلت..! في وقتنا الراهن لا تخلو الصفحات الأمنية في الصحف اليومية عن ورود عدة بلاغات إلى غرفة العمليات تفيد بالعثور على لقيط أمام باب مسجد أو بجوار حاوية للقمامة، أو جثة للقيط في البحر أو في إحدى الحمامات العمومية، لدرجة أن الجميع باتا معتاد على مثل هذه الأخبار، ويمرون عليها مرور الكرام، فلم تعد تحرك في القلوب ساكناً، وقد يكون السبب في تحجر القلوب هو كثرة الجرائم التي تحدث وتنشر تفاصيلها مدعمة بالصور. خاصة بالنسبة لأخبار اللقطاء التي انتشرت في الفترة الأخيرة كانتشار النار في الهشيم، ولكن أكثر ما يثير استغرابي هو أين تختفي غريزة الأمومة لدى هؤلاء المجرمات اللواتي يسمحن لأنفسهن الحمل بسفاح ورميه فور ولادته دون أن يرف قلبها للمصير المجهول الذي سيواجهه هذا الطفل الذي جاء إلى الدنيا دون أن يكون له سبب يذكر..! هذه الأم أقدمت على فعل خطيئة كبرى، ولتغطي على فضيحتها، قامت بالتخلص من ما حملته في أحشائها بكل بساطة من خلال تركه في العراء يواجه مصيره المجهول، يصارع الحياة، ولا يدري هل سيصرعها أم ستصرعه، وكيف سيعيش دون أن يرتوي من حنان ودفئ أمه التي يحتاج إلى وجودها بقربه ليعيش حياته أسوة بأقرانه..! شخصياً عندما أقرء مثل هذه الأخبار أتساءل لماذا تخلت هذه الأم عن فلذة كبدها، وكيف مكنها قلبها من رميه في المجهول.. وهل خلا قلبها من المشاعر تجاه هذا الطفل المسكين.. وهل ستحاسب نفسها على فعلتها أم لا.. وأسئلة أخرى كثيرة لا يمكنني أن أعدها أو أحصرها، ولكن أتوصل إلى قناعة في النهاية إن هؤلاء الفتيات تحجرت قلوبهن وخلت من الرحمة، وأصبح عمل تلك القلوب النابضة هو إبقاء صاحبته على قيد الحياة فقط لا غير..! وأخرى عضت أسد..! وبكل تأكيد فإنني لا أعتقد أن غريزة الأمومة قد نضبت من أجساد بنات حواء، وحادثة الأم التي عضت الأسد لإنقاذ ابنتها منه لا زالت راسخة في الذاكرة، وهي الحادثة الأشهر التي وقعت في الكويت في ثمانينات القرن الماضي، عندما اقتربت طفلة من قفص الأسد الموجود في حديقة الحيوان الذي غرس مخالبه في رأس تلك الفتاة، فهاجت الأم و هجمت على يد الأسد لتغرس أسنانها في جسده لتنجح في انتزاع مخالبه القوية من رأس ابنتها الصغيرة، لتنقل الطفلة بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، أما الأم فكانت في ذلك الوقت هو حديث الشارع لعدة أشهر، كانت خلالها مضرباً للأمثال عن تضحية الأم لأبنائها..! فأره هربت وحادثة أخرى أذكرها دارت أحداثها قبل حوالي 18 عام عندما كانت الخادمة تقم بغسل «حوش البيت» فخرجت فأره من جحرها مسرعة هاربة من المياه الجارفة التي دخلت إلى مسكنها دون سابق إنذار لها، وهي تحمل في فمها ابنها الصغير الذي مازال جلده رقيقاً ولونه وردي ولا يستطيع التحرك من مكانة كما تفعل أمه، لتصطدم بأمواج المياه العاتية ويسقط من فمها على الأرض فأكملت مسيرها وتوقفت على بعد مترين منه، وهي ترمقه بنظرات الثكلى المفجوعه التي لا تدري كيف تتصرف، فكانت ترمقنا بنظرات حزينة، وكأنها توسلنا ألا نؤذي ابنها، وأن نعطيها فرصة لأخذه والخروج به إلى بر الأمان، فطلبت منا شقيقتنا الكبرى بألا نصيب ابن الفأرة بأذى وأن نعطيها فرصة لأخذه، ففعلنا ما طلب منا وتراجعنا إلى الوراء، فهجمت الفأرة على ابنها بسرعة كبيرة وحملته في فمها، وفرت به هاربة إلى الخارج..! التضحية التي قامت بها هذه الفأرة، جعلتنا نقص الواقعة على أصدقائنا ومعارفنا، ونصف غريزة الأمومة التي يتمتع بها الحيوان، وكيف جازفت بحياتها من أجل إنقاذ ابنها والوصول به إلى بر الأمان، خاصة وأنها كانت معرضة للأذى والموت إن فكرة مجرد تفكير بالعودة إليه وأخذه، إذ كان ممكناً أن تعود له وتموت قبل أن تحظى بفرصة المحافظة على حياته، لكنها أبت ذلك وأصرت أن تنقذه وإن كان الثمن هو حياتها..! أحمد السلامي |
جميل ما قرأت
شكرا لك على موضوعك الهادف |
احمد السلامي موضوع جميل وحساس ومن بعض ملاحظاتي للجيل الجديد الان اكثر حرص وانتباه ولو ان هناك بعض الحالات الشاذه وهي قليله ارى بهم الخير رغم ارتفاع نسب الطلاق بشكل مخيف وحرمان الطفل من احد ابويه وقسوة الحياه والظروف قد يكون لها دخل بكثير من التخلي والمأسي اللتي نراها ونسمع بها ولاكن الدنيا ام الله لا يحرم الجميع بر والديهم ومراعاتهم وكسب رضاهم اشكرك على موضوعك الرائع تحياتي رهب |
اقتباس:
بارك الله فيك وعليك |
اقتباس:
أما الطلاق و الحرمان وظروف الحياة فهم من أبرز الأسباب التي تساهم في افتعال المشاكل التي تؤدي بنهاية المطاف إلى إيجاد ثغرات في المجتمع تأتي أُكلها مضرة وأوجاع وآلام كبيرة.. عموما الحديث ذا شجن.. والموضوع كبير وفيه الكثير من الخبايا والمقاصد.. كان الله في عون الجميع.. سررت بمشاركتك واسعدني ردك.. تقبلي مني خالص التحية والتقدير... :) |
:
اعظم مايستطيع أب فعله لأولاده هو أن يحب أمهم. الاعلامي احمد السلامي جمال حروفك كـ جمال قلبك . لاخلا ولاعدم |
الأمومة
الأكيد إنها منزلة سامية تحظى بها الأنثى هناك حالات نادرة تتحصل على هذه المرتبة بطريقة مخالفة شرعا ولكن تبقى أمومتها بدرجة أقل كثيرا عن السامية عموما كل أنثى تتميز بصفات تختلف عن مثيلاتها سواء في مشاعر الأمومة أو في مشاعر المحبة وهذا شيء طبيعي قد يكون للظروف الإجتماعية أو السياسية والإقتصادية أثر فيه وفي كل الحالات أتى الإسلام مؤكدا لمكانة الأم وموقّرا لها في جميع الحالات والجميع يعرف حديث الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم السلام عندما أتى له رجل يسأله عن أحق الناس بحسن صحابته فأجابه الرسول : أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك وذلك لأنها صبرت على المشقة والتعب في الحمل و الوضع والفصال والرضاع والحضانة والمراعاة الخاصة و جعل للأب حقاً واحداً مقابل نفقته وتربيته وتعليمه والتربية لها دورها الرئيسي والكبير في ذلك ولا ننسى كما تدين تدان ولاننسى أيضا بأن هناك من يسب والديه بغير علم حيث أنه يسب أبا الرجل أو أمه فترجع لعنته على والديه وقبل الأخير في جميع المذاهب يعتبر عقوق الوالدين من المعاصي الكبيرة تحياتي باريسي |
أخ : أحمد السلامي
أود أشكرك على موضوعك الهادف والقيم ,,,, الام يكفى رضاها يفتح لنا باب الجنه والام بشر يخطى لكن خيرهن من صححت خطاها تصدق ياخ أحمد ان أعرف أم تطلقت من زوجها وتركت ابناءها الثلاثه بالمنزل وحدهما مع المربيه والسائق وعندما يهاتفونها بانه تعود اليهم تغلق السماعه ولا ترد عليهم وابناوها صغار عندما اراهم يولموني منظرهم فعلا ليست كل أم أم لك خالص تحياتي |
الانسان يرى امه عظيمه
مهما صار يبرها ولايجعل اخطائها طريق للعقوق اسأل الله ان يطول بعمروالدتي وجميع امهات المسلمين ويرحم الاموات منهن بارك الله فيك على هذاالطرح الف شكرلك دام قلمك وفقك الله |
أحمد السلامي
ليست كل أم تستحق هذا المسمى فبعظهن أمهات ولم يحملن ويلدن هؤلاء الآطفال اللهم لا تنزع من قلوبنا الرحمة سرني موضوعك والهدف منه تحياتي وتقديري لك |
الساعة الآن 11:37AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية