شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

أزهار تحت الماء

منذ خلق الله تعالى أبونا أدم عليه السلام ونفخ فيه من روحه القدسية وبعلمه

المسبق جل جلاله أكمل سعادة أبو البشر بان جعل له حواء تونس وحشته

بالرغم أنه خلق في الجنة . حواء أيضآ مخلوق كريم فهي الأم الحضن الدافي

وهي الزوجة الوفية التي تخفف أعباء الحياة على شريك حياتها وهي البنت

العطوفة رقيقة القلب والحبيبة التي تحول الصحراء إلى ربيع دائم . والمرآة

مخلوق والرجل مخلوق وكل متهما لا يرى للحياة معنى بدون وجود الأخر

والمرآة العربية كانت دائمآ وابدآ رمز الكرامة والطهر والعطاء .. وكلنا يعلم

ويعرف أن الرجل لم يكن أكثر منها سبقآ للخيرات فعند نزول الدين الجديد على

نبي الإسلام محمد بن عبدا لله صلى الله عليه وسلم كانت المرآة من السباقين

لتصديقه صلى الله عليه وسلم ليس لهذا الحد فقط بل بذلت المرآة في سبيل

الدعوة إمكانيات يعجز عنها الرجال فكانت خديجة رضوان الله عليها مثالآ

تقتدي بها كل النساء العربيات فهي أول من أمن من النساء وهي أول من

بذلت كل إمكانياتها للوقوف إلى جانب النبي عليه الصلاة والسلام كونها

زوجته . والمرآة العربية التي كانت أم النبي وزوجته وأبنته ضربت لها أروع

الأمثلة حتى قبل الإسلام فكانت الرمز الحي للمروة وأومآ للأبطال . سكنت

الخيمة العربية تحت لهيب الهاجرة وعواصف البرد في الشتاء . تغذى من

لبنها الطاهر أبناءها لبن العروبة الصافي وهاهي اليوم تسكن مع أسرتها في

القرية وفي المدينة وفي كوخ الطين والقصور والاعتزال تحمل في حناياها

وستبقى محافظه بكل طهارتها صفاء انتساب أبنائها إلى ألصالتهم الصحراوية

التي تفجرت بقدرات أبنائها الأعزاء إلى حضارة ومدينة متطورة تحول

الصحاري إلى جنان الله على أرضه فها هي تواكب تطور الرجل جنبآ إلى جنب

في كل ميادين الحياة المتقدمة . إضافة إلى أعمال البيت المتعددة . فهل

نستطيع أن نعطي المقرأة ما تستحق من تقدير واحترام وهل تستطيع مدارس

الدنيا أن تنشي أجيالآ بلا أمهات أنني أقول أن أول حرف يتعلمه المرء في

حضن أمه وان كل معنى للتربية والأخلاق تبشر بها الإنسان من تلك المدرسة

العظيمة الاوهي الأم أي المرآة . فالمرآة ليست فقط نصف المجتمع وإنما هي

من خلال هذه الأهمية وهذه الأكاديمية عنوان كل مجتمع فهي عنوان

حضارته وتقدمه ورقيه وسعادته وهي عناوين السلام في البلاد تحية ألي

أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا . تحية إلى المرآة العربية من أيام الصحراء

والبادية الجميلة ومرور بالإسلام الذي رعاها ورباها وانتهاء بهذا الزمن .

الذي تقف فيه المرآة بكل أباء ربة منزل ومدرسة وكاتبة وشاعره وموظفه

الخ الخ.. وفوق كل هذه الأعباء التي تقوم بها فأن مشاعر الحنان لاعتزال

تفيض مثل رائحة العبير . فالمرآة ليست غريزة فقط وإنما هي التي تهذب

عواطفنا وتربيها وتوجه كل غرائزنا نحو بناء أوطاننا تغرس فينا الفضيلة

وحب الخير فما واجبنا نحن معشر الرجال نحوها ألا أن نعزها ونقدرها ونقف

أحترامآ لإعمالها الجليلة التي قدمتها عبر حياة أجيالنا المتعاقبة وان نعمل

بوصية أكرم خلق الله أليس القائل واستوصوا بالنساء خيرآ صلى الله عليك

يا حبيبنا يا رسول الله وأسالك يأرب برضاك ورضا الوالدين