فرضية خطرت بفكري فاحببت التحقق من صحتها وهي :

- من الممكن ان يعق الأباء أبناءهم !!!

وبعد التفكير وتقصي المعلومات توصلت الى الآتي :
نعم من الممكن جداً أن يعق بعض الأباء أبناءهم .
وذلك اذا لم يؤد الأب واجباته تجاه ابنائه حينما يكونون
في حاجة إليه والتي اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1 - اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين وذات الأصل الطيب
والتي نمت وترعرت في المنبت الطاهر النقي .
ومن هنا جاء توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلم
بان أن يتخير لنطفه الزوجة ذات العروق الطيبة ( الأصيلة )
حيث قال : ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس )1 .
ومعنى تخيروا لنطفكم أي اطلبوا لها خير المناكح وأزكاها
وأبعدها من الخبث والفجور .
كما حذر من اختيار خضراء الدمن وهي المرأة الحسناء
التي تربت ونمت في المنبت السوء , فقال صلى الله عليه وسلم: ( إياكم وخضراء الدمن، قالوا:
وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟
قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء )2 .
والرجل الذي لايهتم الا بالمظهر الخارجي لمن يختارها لتكن أماً لأبنائه دون التحقق والتأكد من دينها وخلقها وطيبة أصلها
وسلوكها يكون قد ارتكب في حق ابنائه خطأ فادحاً وسوف يدفع ضريبة ذلك مستقبلا ويكتوي بناره ولكن بعد فوات الآوان
2 - التخلق بالأخلاق الحسنة والسلوك الحسن الذي يجعل
منه قدوة صالحة لأبنائه لأنه مهما بالغ في تلقينهم
الأخلاق الحسنة والسلوك الحسن بشكل نظري فلن يكون
هناك أي استجابة منهم الا اذا رأوا تمسكه هوذاته
بتطبيق تلك الاخلاق وذاك السلوك أمامهم.
3 - ملازمة الأبناء لمتابعة أحوالهم وملاحظة سلوكهم
وتوجيههم وتصحيح أخطائهم أولاً باول بالرفق والود والمحبة
وتجنب استخدام العنف والقسوة والعقاب البدني
يقول رسول الله صلى الله عليهوسلم :
( الزموا أولادكم وأحسنواأدبهم )3
4 - تعليم الأبناء العلم النافع لهم في دينهم ودنياهم .
ويحضرني في هذا الصدد موقف اميرالمؤمنين
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من ذاك الرجل الذي اتى اليه ليشكو عقوق
ولده له فغضب الفاروق رضي الله عنه
عندما سمع بذلك وارسل في طلب ذاك الابن الذي عق والده وعندما حضر اليه عاتبه عتابا قاسيا وعرفه بحقوق والده عليه وامره ببره .
وبعد أن سكت امير المؤمنين سأله ذلك الابن :
وماحق الولد على والده ياأميرالمؤمنين ؟
فرد عليه بأن من حق الولد على والده :
أن يختار أمه وان يختار اسمهوأن يعلمه
أمور دينه ويحفظه القرآن .
فقال الولد :
ياأمير المؤمنين إن أبي هذا لم يختر لي أماً فأمي زنجية ,
ولم يختر لي اسماً فقد اسماني جعلا
ولم يعلمني أو يحفظني شيئاًمن القرآن .
فبدت علامات الغضب والعتب على ملامح امير المؤمنين
وقال للأب : قم يرحمك الله .
قم يرحمك الله . لقد عققته قبل أن يعقك .
ومن هنا أصبح بالامكان القول بأن العقوق قد يأتي
من بعض الأباء تجاه أبنائهم مما يترتب
عليه عقوق أبنائهم لهم كردة فعل طبيعية لذلك .
لأن فاقد الشيء لايعطيه .

شاكر لك عزيزتي الحظ العنيد هذا الحضور الراقي
سعدت بذلك
تحياتي