انا والأوراق ( متتابـع )
مع الأوراق والأقلام المس المتعه , احظن اليراع اشكو له انا , ويسيل مداده فوق البياض بما يعتلج في ذاتي , وتكثر السطور , اناجي بها الصمت داخلي , وبين حرف ورفيقه , ارتشف قهوة مسائي , ماأجمل عالمي , هدوء مُحبب , وزعيق همسي فوق اوراقي , يسعدني , لايقاطعني , لايلومني , ياله من جمــاد متحرك , انفاسه تشجيني , تأسرني , لا يهزمني منه الا جمود فكري , حين تضيع المعاني , وتحتار الكلمه , ويعصرني حرفي , فألجأ الى انيسي الآخر , كتــابي المركون قربي , محتجا لنسياني , وانانية قلمي , تلتقمه يدي , يقلب صفحاته بنانــي , ابحث فيه عن سطور شفاهي , فأستلهم ماأجهل وافرش صحن معرفتي فوق صفحاته الأثيرة , اعُبّ من عقله ماأشاء . بين قلمي واوراقي وكتابي , اعيش عالمي اللذيذ , مع كوب انعاش يكره الاسترخاء والوسن ********************** (1) صباح هذا اليوم استيقظت باكرا كعادتي , احسسته يختلف قليلا , لم يكن لي يد في ذاك الإختلاف , فقد دخلت الى مستودع بأقصى المنزل , يحتوي اشياء نسيها الزمن , ليس هناك امر محدد لدخولي ذاك المكان شبه المهجور , ساقتني اليه قدماي وانا اذرع فناء الدار سعيا لتخفيف الم يعاود قدماي بين حين وآخر ثم يخبو فأنساه وينساني الى ان يعاود , لعله النقرس ؟ لا أدري ولا أحب ان ادري , فأنا لا أحب الحديث عن المرض والعلاج والمستشفيات , فقد عانيت منها كثيرا , وحين يكون لدي موعد عياده , أجرّ نفسي اليها جرّاً , لاحبا ولا بغضا إنما بحث عن ترياق الصحه بل سببها لأن الشفاء بيد الخالق إنما نركض للأسباب .... ابتعدت .... المهم , وأنا في ذاك المكان شبه المهجور , اصطدمت قدمي بأحد الكراتين , فانحنيت عليه اسبر محتواه , فإذا به مجموعة من الكتب والكتيبات والأوراق والأشرطه الكاسيت , متى وضعتها وكيف وضعتها ؟ لا أذكر , كل اللي اعرفه ان من عادتي اني لا أتخلص من ادواتي , بل احتفظ بها مهما صغر شأنها وتفاهتها , سحبت الكرتون خارج المستودع الصغير , ومع انسام الصباح شبه البارده في جو صيفي تأخذ منه الشمس كل حرارتها , جلست الى جوار كرتوني المغبرّ , واخذت افرغ بعض محتوياته شيئا فشيئا , مجموعه جميله من الكتب بعضها نسيت عناوينها , واشرطه كاسيت لأغنيات وبرامج مسجله من الإذاعات , في زمن منصرم , بعضه من رؤية شكل الشريط اذكر تاريخه وبعضه لا أذكر إن كان لي او هبط مع الأشرطه من نفسه . المهم مرة اخرى .... اخذت في تقليب الصفحات واتذكر ايامها الخوالي التي لاتعني اهمية لأحد سواي , مواضيع جميله واوراق مكتوب فيها بعض السطور , مجرد افكار وعناوين وارقام هواتف ثابته , خطوط وسطور لم يعد لوجود اغلبها معنى ؟ فلما احتفظت بها ؟ وهذه الكتب التي مزق الزمن بعض اغلفتها , لماذا بقيت هنا بعيدا عن مكتبتي المتنوعه ؟ لاأدري ... إنشغلت في التصفح واخذتني القراءة في بعضها , ولم اشعر بمرور الوقت ,إلا حين لسعتني الشمس تأمرني بالمغادرة الى الداخل , جمعت محتويات كرتوني على عجل واعدته مرة اخرى الى مكانه , واعدا نفسي بالمرور عليه مرة اخرى لأني لم انتهي من مراجعته , وربما انشغل عنه مرة اخرى وأنساه وانسى محتواه . فراغ اوصلني الى هذا الكرتون النائم بسلام .... وتسبب في دمعة كانت حائره , مما رأيته وعشت معه من ذكريات التهمت الأيام اوقاته وزمانه , فتح القلب مع فتحة ذاك الكرتون وقد كنت عنه غافلا , وأنا للأسف من النوع البكائي الجنائزي , إن لم ابحث عن الدمع بحث عني , استهواني الحزن وسار معي سنين عمري رغم نفضي لـه واعتناقي المرح . لكن ماأقول الا .. ســــاد .... وش لقفني اعبث في كرتون مايبيني . ماقلت ان صباح هذا اليوم يختلف معي قليلا . صباحكم محبه وابتســام سُــعود يتبــــــــــع ....... |
الساعة الآن 12:29PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية