شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري - الخادمه مثل النار لها فوائد ولها اضرار

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

فإننا في هذا البحث نتطرق إلى موضوع في غاية الأهمية لأنه يرتبط بالأسرة أفراداً وجماعات ، فهو يتحدث عن الخادمات بشيء من الخصوص .
ونظراً لأننا مجتمع إسلامي فإننا نقوم على التراحم والتواد في كثير من أمورنا الدينية والتربوية والاجتماعية ،لكن مازلنا في حاجة إلى معرفة هل الخادمة أو الشغالة لها دور في تربية الأبناء ، أم هل الخادمة ضرورية في المنزل . وهذا ما سنتطرق إليه من خلال هذا البحث .
ويتميز هذا البحث بأنه تناول مفهوم الخادمات أو الشغالات من عدَّة زوايا سواء كانت دينية أو اجتماعية أو ثقافية أو تربوية ، كما أنه تناول عدة آراء في هذا الخصوص .

الخادمة مثل النار
لها فوائد وأضرار !!!
إن العالم تطور لحد كبير إلى درجة أن كل شيء صار إنجازه سهل وفي كل يوم نجد اختراع جديد سهل أعباء المنزل والحياة ومع هذا كله نجد العالم شقف وتهافت في قلب الخادمة أو الشغالة إما للنظرة التفاخرية أو لوجود لزوم لها فعلاً أو كسل من القيام بأعباء المنزل أو لوجود حالة صحية لا تسمح لصاحبها بالعمل ، ونجد أن الشغالة سلاح ذو حدين إما أن تكون سبب للراحة والهناء ، أو سبب للتعب والعناء ، لكن النفس البشرية بكل ما فيها من خير ، فيها كثير من الشر وبما أن الشغالة بشر ومن تقوم بخدمتهم بشر نجد الشر موجود فالبعض يتلذذ بعذاب الآخرين دون ندم أو وقفة مع ضميره والآخر يندم بعد فوات الأوان .
تعاملني أمه بقسوة لذلك انتقمت منها في أطفالها :
الخادمة الآسيوية التي تعيش مع أسرة تتكون من الأم التي تعمل معلمة والأب يعمل في القطاع الخاص وولد عمره سنتان وبنت عمرها أربع سنوات فقد كانت صاحبة المنزل تعامل هذه الخادمة معاملة سيئة مما أدى لتلك الخادمة أن تتعامل معها بعنف أيضاً فقد كادت هذه الخادمة أن تضر أطفال ربة المنزل وذلك عندما ضبطت وهي تسكب بالسحر أمام غرفة الأطفال وعندما سألتها ربة المنزل عن ذلك فقد أجابت أن سوء معاملتها وقسوتها هي التي جعلتني أنتقم منها في أطفالها أما هنا فهذه الخادمة فقد عانت ويلات الفقر والحرمان فقد كانت على وشك أن تنهي دراستها في كلية الطب ، لكن شاء القدر أن يتوفَّى والدها الذي كان يعولها فأجبرتها الظروف إلى أن تهاجر إلى إحدى البلاد العربية وتعمل خادمة في أحد المنازل فكانت عاقلة ومتَّزنة وتقوم بواجباتها الدينية والأعمال والمنزلية من نظافة وطبخ ورعاية الأطفال ، كانت ربة المنزل من ذوات القلوب القاسية التي لا يرضيها شيء ، فتروي هذه الخادمة قصتها المريرة مع تلك المرأة القاسية قائلة :
( كنت وما زلت أتفانى في عملي حتى ترضى عني ولا أريد منها شيء فقط الرضا والمعاملة الحسنة ، فأنافي المقام الأول إنسانة ولي مشاعر وأحاسيس فلا أدري كيف أرضيها وأنا في أمس الحوجة للمال كي أكمل مشوار حياتي وأنا كبيرة أخواني لذلك ترك والدي أعباء المنزل على عاتقي ولا أستطيع أن أرد عليها حين تصرخ في وجهي فلا أستطيع أن أترك العمل معها . فأرجوكم دلوني ، ماذا أفعل فهي والدنيا علي !!! ) .
تحبس الطفلة وتخرج وتعود مع نهاية الدوام :
\\ تعمل سميرة معلمة في إحدى المدارس البعيدة وتترك بنتها الصغيرة منى في المنزل مع الخادمة وكانت عندما تعود سميرة تجد أن ابنتها تبدو عليها علامة الشحوب والتعب ودوماً تسأل الخادمة ما بها ( منى ) ؟ لست أدري فإنها تنام وتأكل فطورها وتشرب الحليب وليس بها شيء ففي يوم أراد الله أن تعرف الأم ما حلَّ بابنتها ( منى ) فكانت ( سميرة ) تحس بألم في ذلك اليوم وذهبت إلى المدرسة ولم تكمل اليوم الدراسي ورجعت إلى المنزل قبل نهاية الدوام فوجدت ابنتها تبكي بصوت عال وتبدو عليها علامات الجوع والعطش فأسرعت إليها فوجدتها تجلس على النافذة وهي مقيدة بحبل أحكم ربطها عليها فأسرعت إليها وحررتها وأعطتها الماء ، فكانت مثل قطة صغيرة حرمت من الماء لزمن وجميع أجزاء جسمها ترتعش من الجوع وأعطتها الأكل وهي تبكي لما جرى لابنتها . فقبل موعد رجوعي من المدرسة بنصف ساعة فإذا بالخادمة تزل من سيارة يقودها احد أبناء الجيران ودخلت الخادمة إلى المنزل وهي لا تعلم أن الأم قد عادت فذهبت إلى غرفتها وبدلت ملابسها ثم جلست في المطبخ وتناولت كأس من العصير وبعدها أخذت بعض الحليب والطعام ودخلت إلى غرفة الطفلة ففوجئت بالأم وهي تحضن ابنتها وتنظر إلى الخادمة بكل غضب فلم تستطيع أن تنكر ما فعلت فلما سألتها ما الذي حدث فكان ردها أن قالت للأم أنت من قام بولادتها فكيف تودين مني رعايتها قالت الأم لقد فوضت أمري إلى الله والله يأخذ منك حق هذه بالطفلة المسكينة وأنا لم أبخل عليك بشيء وأعاملك أحسن معاملة وأعطيك حقك بزيادة لكن يبدو أنك من اللاتي يعاملن الإحسان بالسوء فخذي أغراضك وسوف تغادرين المنزل حالاً . فلم تنفع توسلات الخادم للسيدة وقامت بطردها فوراً .
أيهما أمي ؟ !!
سؤال حائر .. يتردد كثيراً في لسان أطفالنا ، أهي الأم التي ولدته ثم انصرفت وأوكلت إلى الخادمة مهام تربيته ؟ !! أم الأم هي الخادمة التي لعبت معه ومدت إليه يديها بالدواء والطعام وربتت على ظهره وحتى أشبعته عاطفياً وإلى جانب ذلك كله أكسبته ثقافة مختلفة ومفردات لغوية دخيلة صور عديدة لها صدى في حياة أطفالنا يعلق عليها :- رحمة الله محمد عبد القادر _ طبيب بيطري . والدكتور محمد مصطفى _ طبيب صحة نفسية موضحين أهمية دور الأم في حياة الطفل كي ينشأ سوياً ويصبح زوجاً ناجحاً في المستقبل ولكي تستقر الحياة الزوجية باستقرار حياة الأبناء نفسياً وعاطفياً .
يقول الدكتور / رحمة الله محمد عبد القادر :
( إن مد الأم بيدها لطفلها بالدواء يأو الطعام أو إرضاعه هو قيمة من قيم الحب والعاطفية الوجدانية الفطرية فقد جعل الله عز وجل الأم مصدر بالحنان للطفل ، فإذا فقده نشأ ضعيفاً هزيلاً لأن حنان الأم على الطفل هو ينبوع من الأمن النفسي داخل الطفل والطفل الذي يتمتع بالأمن النفسي ينشأ ذو شخصية سوية اجتماعية غير قلقة ولا مكتئبة .
فإذا فقدت لمسة الحنان في حياة الطفل ولغة التواصل بين الأم وطفلها فما هي العاطفة التي تكونها الأم لدى الطفل في هذه المرحلة ؟؟ ومن يسد هذا الفراغ ؟؟ هل من المعقول أن تقوم الخادمة بها الدور وهي مكلفة بأعمال النظافة والكي والطبخ إلى جانب أنها جاءت من بيئة غير متعلمة ، وتعاني من الفقر والجوع وليس لديها أي معلومات صحيحة عن تربية الطفل فلا تعرف الوضع السليم للطفل في حالة الرضاعة أو في حالة تغيير ملابسه فذلك يسبب للطفل إعاقات مختلفة وكيف تدع الأم الخادمة إعطاء ابنها الدواء ؟ فقد لا تعطيه الدواء بانتظام حسب وصفة الطبيب ، وهذا الدور الذي تقوم به الخادمة له تأثير على الحياة الزوجية فقد يبدأ الزوج في الاهتمام بالخادمة ، وهو اهتمام تلقائي ناتج عن تقديره لتلك المربية التي قد تكون في نظر الزوج مربية مطيعة حلت محل الأم ومن ناحية أخرى فإن الأطفال قد يتعلقون بشدة بالخادمة الأجنبية وذلك لعدم وعي الأم بدورها الحقيقي .
ويقول الدكتور / محمد مصطفى :
( أن الأم حينما تطعم طفلها فهي بالتأكيد تدرك نوعية الأكل المناسبة للطفل وكميته ، أما الخادمة فلا تعرف المقدار المناسب ولن تصبر على الطفل فضلاً عن أنها قد تقدم له أكلاً غير نظيف ، أما الأم فسوف تعلمه عادات غذائيَّة صحيحة وصحية أثناء الأكل وتفطن إلى المشكلات التي يعاني منها وتدرك رغبات الطفل ، وما إذا كان عنده شهيَّة للطعام أم لا ؟ وإذا كانت الأم نفسها تحتاج إلى حالة إشباع عاطفي من الزوج فإن الطفل أشد احتياجاً إلى ذلك .
أما الدواء فهناك إرشادات وتعليمات يحددها الطبيب . هذه الإرشادات لا تنفذها الخادمة بدقة فقد تعطيه جرعة أكثر من اللازم ، وقد قال لي طالب ذات يوم إن الخادمة أعطت أخي الطفل الدواء مرتين لكي ينام وتستريح منه فكان من المفترض أن يأخذ الدواء كل ( 8 ) ساعات ، لكنها أعطته الدواء ثم بعد ساعة كررته مرة ثانية ، ولذلك فإن إعطاء الدواء ينبغي أن يكون مسؤولية الأم . كما أن الخادمة تعطي الطفل الدواء بشكل آلي قد لا يستفيد منه الجسم ، لأن الأم تعطف على الطفل وتحن عليه وتحاول أن تقنعه بأن هذا الدواء لإزالة ما يعاني منه من آلام ، وإذا نشطت الأم في رعاية طفلها صحياً فإنها بالتالي تنشط في رعاية زوجها وسيقدرها زوجها ) .
تقوم الخادمة باللعب مع الطفل بينما تنشغل الأم لمتابعة التلفزيون !! :
مشهد يتكرر يومياً في حياتنا حيث تقوم الخادمة باللعب مع الطفل بينما تنشغل الأم بمتابعة التلفزيون والحديث على الهاتف لساعات طويلة وفي الأماكن العامَّة والترفيهيَّة نجد أن الخادمة تكون جنباً إلى جنب مع الطفل في اختيار لعبته وفي إدارتها وفي الركض خلفه .. فإلى أي مدى يمكن أن يشكل وجود الخادمة إلى جانب الطفل في ألعابه نوعاً من حرمان الطفل من الإشباع العاطفي والنفسي الذي يجب أن تقوم به الأم ؟ وما تأثير ذلك على الطفل وهو زوج المستقبل ؟ التقينا الأستاذة / سعاد إبراهيم فتحدثت إلينا في هذا الموضوع قائلة :
( إن انصراف الأم عن الطفل وتركه يلعب مع الخادمة مع تغيير أكثر من خادمة عليه يفرز شخصية ضعيفة جزوعة هلوعة لها وساوس ، ويتربى عنده عقدة الخوف بأنواعها المختلفة وتنمو عنده عقد نفسية . فالخدم طبقة ينتشر في أوساطها الجهل والتعامل بطريقة غير حضارية ، والطفل بطبيعته كثير الحركة مما يجعل الخادمة لا تتحمله وتتصرف معه بعدوانية ، كما أن الطفل في حال مشاركة الخادمة له في ألعابه يتعلق بها أكثر من الأم ، والأم لها دور أساسي بدايات التنشئة ، ولنا في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قدوة وأسوة حسنة فقد كان حفيداه الحسن والحسين عندما كانا طفلين يركبان على ظهره وهو يصلي فجرى بالأم أن تلتفت إلى أطفالها وتلعب معهم وتقترب منهم لينشئوا أسوياء فهم أزواج المستقبل ، ولاشك أن تعرض الطفل لهذه المخاوف يؤثر سلبياً على نمو الحياة الزوجية بين الزوجين ) .
كما حدثتنا الدكتورة / إشراقة عبد المنعم :
( أن اللعب له أهداف تربوية وتعليمية ونفسية واجتماعية ، فالأطفال يجب أن يتعلموا من اللعب معنى العلاقات الاجتماعية ، والمهارات الاجتماعية ، ومفردات لغوية معينة أثناء اللعب ، وإذا كانت الخادمة هي التي تقوم بمشاركة الطفل في ألعابه ، فإن عملية التفاعل الاجتماعي هنا تصبح غير متكافئة بل مفقودة ، فجانب واحد هو المتفاعل مع الطفل ، والخادمة طرف سلبي وبهذا لا ينمو الجانب الاجتماعي عند الطفل والأطفال يحتاجون إلى اللعب منذ الشهور الأولى ، وعدم مشاركة الأم لهم يعني تأخر النمو اللغوي كما أن الخادمة لا تعرف أساليب اللعب مع الأطفال ، وعدم وجود الأم في عالم اللعب مع الأطفال يفقدهم الجانب العاطفي فينمون وهم ليس لديهم أي مشاعر تجاه أمهاتهم ، وبالتالي قد يعاملونهن مستقبلاً بنوع من الجفاء وقد يؤثرون زوجاتهم على أمهاتهم .

من الذي علمك هذا ؟؟ ... قالت وبكل براءة : ساندي !!
ساندي هذه هي خادمة الأسرة فإلى أي مدى يمكن أن تؤثر الخادمة على الأطفال ثقافياً ودينياً ، لاسيما إذا كانت غير مسلمة ، وما مسؤوليَّة الأم في هذه المسألة ، وما تأثير ذلك على الحياة الزوجية .
إن احتكاك الطفل بالخادمة في معظم الأوقات يؤثر سلبياً فهو يحاكيها في كل شيء فتزداد الخطورة إذا كانت الخادمة غير مسلمة فبالطبع ستؤثر عليه دينياً وثقافياً فهناك بعض الخدم غير المسلمات متعصبات لديانتهن وبالتالي قد يعلمن الطفل طقوساً دينية على طريقتهن وهذه مسؤولية كبيرة تتحملها الأم والأسرة فعليها ألا ترمي بفلزات أكبادها في أحضان الخادمات ليكتسبوا منهن ثقافات ومفردات لغوية لا تتفق مع ثقافة بيئتنا وقيم مجتمعنا ثم يأتي الزوج والزوجة بعد ذلك فيحصدا حصاداً مرََّاً وفي بعض الأحيان قد تؤثر الخادمة إيجابياً على سلوك الطفل وخصوصاً إذا كانت مسلمة فوجود خادمة مسلمة نادر جداً ففي إحدى المنازل فوجئ احد الآباء حينما قام لأداء فريضة الصلاة بأن ابنته الطفلة تقول له : ( يوبا الصلاة مو هيك .. الصلاة هيك ) وأشارت البنت إلى نفس الوضع الظاهر على الصورة أعلاه .

أينما تكون الخادمة سبب في طلاق الزوجين !!
تقول دكتور / سعاد محمود أن الرجل يريد أن تقوم زوجته بعمل كل الواجبات التي يحتاج إليها الزوج فيجب عليها أن تضعه في المقام الأول من جدول اهتماماتها لذلك عندما تترك ربة المنزل العمل كله على الخادمة يحس الرجل بعدم الاهتمام بأن زوجته ليست مسئولة عنه بل أن الخادمة هي من توفر له جميع احتياجاته فتنشأ المشاكل بينهما وتكون تلك أسباب الخلاف والطلاق .

الطفل وردة رقيقة :
تقول سلوى محمد علي : إن الأطفال نعمة غالية من عند الله والطفل وردة رقيقة يجب التعامل معها بعناية وكثير من الرعاية فيجب ألا تدعه للخادمة وهو في طور تعليم العادات والتقاليد والقيم والمثل وتعاليم الإسلام السمحة ويجب أن نرعاه ونسقيه الحنان وحب الدين والوطن .

هل تعتقد أن هنالك علاقة بين الخادمة والمراهقين ؟؟
تقول الأستاذة / سعاد حسن لا أعتقد ذلك لأن الرقابة الأسرية لها دور كبير في الحد من تلك العلاقة ولا تكون إلا إذا قلت الرعاية والعناية وهذه ليست غلطة المراهق بل أسرته كما تقول الأخت إيمان رحمة الله : عندما يفلت زمام الأسرة في الجد والحزم وتوجيه الأولاد والمراهقين يتخبطون ولا يدرون ماذا يفعلون فتنتج مثل هذه العلاقات الخاطئة والتي تسبب كثير من المشاكل التي لا حلول لها بعد أن يقع الفأس في الرأس .
هل تعتقدين أن الخادمة تدخل غرفتك وترتدي ملابسك ؟!!
في رأي أم الحسين : أن الخادمة تسير على خط السير الذي ترسمينه لها فلا تتجرَّأ أن تغيره حتى تسمحي لها بذلك فكونها تلبس ملابس سيدة المنزل وهذا يدل على رفع الكلفة بينهما وإذا لبست ملابس اليوم فغداً سوف تفعل كل ما يحلو لها .
· لا تدخل الخادمة غرفتي إلا لغرض النظافة في وجودي ، أما ملابسي فهذه أشياء شخصيَّة لا يجب أن يستعملها اثنان إلا إذا كانت تزيد عن حاجتي فأتنازل لها عنها نهائيَّاً هذا ما قالته الأستاذة / عواطف عمر .
هل تنقل الخادمة أسرار الأسرة خارج البيت ؟!!

إن شانها كغيرها من الناس هكذا بدأت تقول الأخت / أمل : في كثير من الأحيان نجد أن الخادمة تزور خادمة أخرى قد قريبتها أو صديقتها في منزل آخر فتتسامران ويقصان على بعضهما قصص حدثت لهما في مكان عملهما وبهذا تنتقل أسرار البيوت .
تقول الدكتورة / منى : إذا كانت أسرار فمن أين للخادمة أن تعرفها ؟ فإن الأسرة المترابطة لا تدخل الخادمة أو أي شخص مهما كان في خصوصيَّاتها لذلك لا تستطيع الخادمة أن تنقل الأسرار لأنها لا تعرفها .

لماذا يتركن ديارهن ويرحلن للعمل في البيوت ؟؟!!
قصص الخادمات .. من العيش الكريم إلى الظلم !!

لطالما كان حديث الناس عن الخادمات حول ما يتسبَّبن به من مشاكل من الناحية السلبية وما يقدمنه من خدمات ولكن من هن الخادمات ؟ وما هي مشاكلهن ؟ ولماذا فضلن الاغتراب من أجل العمل على البقاء في بلدانهن ؟
سيرينا : ( أنا حاصلة على بكالوريوس اللغة الإنجليزية ، بحثت عن وظيفة مناسبة في بلدي ولكني لم أجد واقنعتني إحدى صديقاتي بالعمل في إحدى الدول العربية لأتمكن من جمع المال وإعالة والدتي وإخوتي وفي البداية ظننت أني سأحظى بوظيفة كمعلمة أو شيء من هذا القبيل ولكن فوجئت بصديقتي تخبرني أن العمل هو خادمة في منزل ، رفضت في بداية الأمر ولكن الظروف إضطرتني للقبول وأتيت إلى هنا ، واليوم سأكمل عامي العاشر وأنا أعمل خادمة وكل ما ظننت أن ظروف عائلتي ستتحسَّن أجد نفسي محاطة ومطالبة بالكثير من المصاريف لأجل الدراسة والمعيشة والعلاج و ... الخ ) .
مهندسة كمبيوتر : مريم فليبينية مسلمة كانت تعمل مهندسة كمبيوتر في بلادها ولكن استغنت عنها الشركة بسبب استراتيجية العمل وبحكم قلة الأعمال وعدم وجود وظائف شاغرة قررت العمل خادمة لأنها الوظيفة الوحيدة المتوفرة .

دعوة الخدم إلى الإسلام !!
ما هو حكم دعوة الخدم غير المسلمات إلى إتباع دين الإسلام ؟ وماذا إذا لم يستجيبوا ؟
الشيخ / ناظم : الدعوة إلى الله واجبة على المسلمين سوى أكان المدعوون من المسلمين الغافلين أو غير المسلمين لأن الله عز وجل أرسل سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) رحمة لجميع البشر ( وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين ... ) . ومن ثم المسلمون مأمورون شرعاً لتبليغ هذه الرسالة لكن طرائق وأساليب التبليغ ينبغي أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة لقوله تعالى : ( وأدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .. ) وفي موضع آخر وجه عباده المسلمين إلى التحاور مع غير المسلمين بالحسنى ، قال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) .
معاقبة الخدم :
إذا اكتشف المخدوم أن الخادم أو الخادمة تقوم بأعمال غير مشروعة كالسرقة أو نحوها ... فما حدود التعامل مع هذه المشكلة من وجهة نظر الإسلام ؟
الأستاذ / عمر : إذا اكتشف رب العمل أن خادمه قد ارتكب سلوكاً مشيناً كالسرقة أو نحوها فلا بأس أن يعاقبه كأن يكون العقاب معنوياً بالتأنيب والزجر أو الضرب الخفيف أو بالخصم من الراتب أي لا يكون القيام بهذه العقوبة إلا بقدر ما يقوم به من سلوك مشين أو أن يقوم المخدوم برفع أمر خادمه إلى ولاة الأمور لتطبيق حكم الله عليه كأن يرفع الأمر إلى القضاء ونحوه من الجهات المعنية بأمر الخدم .

النظر إلى الخادمة أو الخادم :
كيف يتعامل الزوج والأولاد مع الخادمة ؟ وما حدود النظر إليها ؟
كذلك الخادم كيف تتعامل الزوجة والبنات معه وما حدود النظر إليه ؟
الشيخ / محمود : الخادمة سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة تأخذ حكم المرأة الأجنبية فلا يجوز الاختلاء بها لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ما اجتمع رجل وإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) كما أنه يجب على الزوج والأولاد أن يغضُّوا أبصارهم عن الخادمة لقوله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... ) وينسب الحكم السابق على علاقة الزوجة والبنات بالخادم فلا يجوز أن تتحقق الخلوة بهم لأن الخادم شخص أجنبي بالنسبة للزوجة والبنات كما أنه لا بد من غض البصر لقوله تعالى : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ... ) ويجب الانتباه إلى أن كثير من الجرائم والمخالفات والانحرافات التي تقع في ملف الخدم إنها تعود إلى عدم تطبيق حدود الله ويجب على الخادمة غير المسلمة أن تراعي آداب وأخلاق المسلمين فتستر جميع بدنها ماعدا الوجه والكفين حتى لا تكون فتنة ، لا سيما إذا كانت جميلة والأمر بالمثل فلا يجب أن تظهر الزوجة أو بناتها أمام الخادم إلا وهن في كامل حجابهن ويجب على المخدوم سواء كان الزوج أو الزوجة أن يتفق مع الخادمة غير المسلمة على احترام آداب وأخلاقيات المسلمين والأولى هو جلب الخادمة المسلمة التي تراعي أوامر الله ونواهيه .
آراء :
· ما دور الخادمة في حياة المرأة العاملة ؟
تقول المعلمة / فاطمة المطيري : لها دور مهم جداً ولكن دون التعدي على حقوق المرأة .
· إلى أي مدى تكون صلاحيَّات الخادمة في أسرتك ومنزلك ؟
تقول المعلمة / مشاعل أبا يزيد : إلى مدى بسيط جداً ومقصور على نظافة المنزل دون الإعتماد عليها كلياً في تربية الأبناء .
· إذا رأيتٍ الخادمة تعدَّت على حدودها وأنتٍ في امس الحاجة إليها ، هل ستقومين بطردها فوراً أم تدعيها إلى أن تجدي بديلتها ؟
تقول المعلمة / إيمان : أن أدعها وأصبر عليها إلا أن أجد بديلتها .
· ماذا تتمثل أهمية الخادمة في إدارة المنزل ؟
تقول المعلمة / عائضة : أن الخادمة لها دور كبير في المنزل له إيجابيات في تخفيف العبء على الأم خاصة إذا كانت ( عاملة ) ، ولها سلبيات في نفس الوقت من حيث تأثيرها على الأبناء واعتماد أكثر ربَّات البيوت عليها في كل شيء ومن وجهة نظري أرى أن دور الخادمة إذا كان وجودها في المنزل ضروري يجب ألا يصل إلا حد إدارته حتى تضيع الهوية الإسلامية لأفراد الأسرة ولا تنتهي العادات والتقاليد الأصلية بين أفراد الأسرة ووجودها في أغلب الأحيان يؤدي إلى المشاكل وإلى إهمال كثير من الأمهات دورهن في المنزل .
____
إذا كانت الخادمة لديها أعمال منزلية وتجاهلت أعمالك الشخصية ، ماذا تكون ردَّت فعلك تجاهها ؟
· تقول الطالبة / الجوهرة : الصف الثالث (أ): يجب أن تقدري حالة الخادمة فهي إنسان تتعب وتكدح وعلينا ألا نثقل عليها بالأعمال المنزلية وأن نساعدها ولا نتكل عليها كلياً .
ماذا تقدم لك الخادمة من مساعدة ؟
· تقول الطالبة / تغريد فهد الصف الثالث متوسط (أ) : أصبحت الخادمة بشكل شبه ضروري في بعض المنازل التي تغيب عنها ربة المنزل لظروف قد تكون العمل أو الانشغال في أي شيء آخر والخادمة تقوم بمساعدات كثيرة سوى البيت والأبناء فهي تقوم بأعمال الطبخ وغيرها من الأعمال ، ويجب علينا ألا نتركها تقوم بكل شيء بل علينا مساعدتها في بعض الأعمال في أوقات فراغنا .
لماذا يتركن بعض النساء ديارهن ويعملن خادمات ؟

تقول الطالبة / مشاعل سعود الصف الثالث متوسط (ا) : إن الحياة عقبات والكل يمر بهذه العقبات خادمات أو غير ذلك ومن وجهة نظري أن الخادمات لهن ظروفهن فهن يعملن من أجل لقمة العيش رغم العناء الشديد .

هل تؤثر الخادمات في تربية الأبناء ؟
* تقول الطالبة / إحسان رحمة الله الصف الثاني ثانوي علمي : أن الخادمة لها دور كبير في المنزل حيث أنها تعمل على تخفيف العبء في المنزل لكن ألا يصل هذا الدور الكبير إلى أن تربي الخادمة الأبناء ، لأن تربية الأبناء واجبة على الأم والأب والأفضل الاعتماد على النفس في أداء ذلك الواجب إلا إذا كانت الظروف هي السبب في جلب الخادمة فلا مانع من ذلك .