شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري - الدراما السعودية في رمضان

يكفي هذا الكلام....

يارا
خصوصيتنا حتى في الاستضحاك
عبدالله بن بخيت

أتفرج على التلفزيون فترة بعد الإفطار ( الذروة). أتحرك من قناة إلى أخرى. معظمها مسلسلات إضحاك سعودية تقوم على( الممثل الغبي المعتوه في شكله ، في تصرفاته ، في حركاته ، في ملابسه ، في علاقاته ، في أصواته وألفاظه ولهجته). أتساءل :من اخترع هذا الإضحاك التلفزيوني؟ ولماذا يقتصر على السعوديين فقط.؟ أقلب الأمر: منذ فجر مشاهدتي للتلفزيون والسينما والمسرح. من القاهرة إلى لندن إلى برودوي إلى الهند. مرت على ذاكرتي أعداد كبيرة من الأعمال الكوميدية لم أشاهد مثل هذا. بدأنا التفرج على الكوميديا بشكل جماعي في القناة الأولى مع الممثل السوري دريد لحام. كان غوار وزملاؤه( حسني البرزان وياسين وابو عنتر وغيرهم) يظهرون أمامنا بأشكالهم وأصواتهم وملابسهم الطبيعية ولهجاتهم. هل يتذكر أحدكم أن شاهد غوار في صورة استغباء واستهبال مقرونة بحركات قردية؟

بث التلفزيون السعودي مسرحيات لممثل مصري يدعي عادل خيري مع الفنانة ماري منيب. ثم جاءت الأعمال الكوميدية المصرية الأخرى. عادل أمام ومحمد رضا ثم جاءتنا الكوميديا الكويتية. هل يتذكر أحدكم أن شاهد عبدالحسين عبدالرضا او سعد الفرج او خالد النفيسي أو عادل خيري أو عادل أمام في كوت أصفر وشعر أهبل وحركات طفولية أو يتحدث بلهجة غير لهجته؟ نشاهد الآن عددا من القنوات تبث أعمالا أمريكية. بينها عدد من الأعمال الكوميدية الشهيرة. هل شاهدتم إيدي مورفي أو جورج بيرنز أو كاثي قرفن في ملابس حمراء وبرتقالية وصفراء وشعر أشعث. هل شاهدتم أيا من الممثلين في العالم تقوم أعمالهم على تقليد أصوات وسخرية من الجنسيات الأخرى واللهجات. هل شاهدتم ممثلا مصريا أو كويتيا أو أمريكيا أو هنديا يُضحك الناس بملابسه أو نطقه الغبي. هل شاهدتم أحدا عندما يسمع كلمة السوليدير أن يقول مستغربا( وش قلت دورودير). هل هذا التحريف للكلمة يُضحك أحدا يا جماعة الخير؟

لمزيد من المعلومات ادخل على الموقع(tv.com) لتشاهد أعدادا كبيرة من المسلسلات الكوميدية. لن تظهر لك أي صورة من صور الاستهزاء بالذات أو ملابس غريبة أو شعور منفوشة. ستشاهد بشرا في أشكالهم الطبيعية يتحركون في أماكن طبيعية بملابسهم الطبيعية وبأصواتهم الطبيعية وبلهجاتهم الطبيعية يتبادلون الحوار فتنبثق المواقف الكوميدية. هذا ما رأيناه أيضا مع دريد لحام ومع عادل أمام ومع عبدالحسين عبدالرضا.

إذا رجعنا للتراث والتراث الشعبي سنقرأ أن بعض الأثرياء يعتمدون في الاستضحاك في مجالسهم على رجل يدعي أنه غشيم للتو جاء من البادية ، أو رجل يصور نفسه قرويا بسيطا لا يفهم في حياة المدينة. هذا الرجل يعرف أنه اراقوز المجلس ولكن هذا مصدر رزقه الوحيد. يتعمد التعليق الأهبل على المشاهد التي يراها ويتعمد إيقاع نفسه في مواقف تافهة كأن يأكل بطريقة نهمة أو يتعثر في مشيته أو يلبس البنطلون بطريقة مستهجنة أو يتكلم بلهجات الآخرين مستهزئا أو ينطق كلمات أجنبية بطريقة خرقاء. إذا كان الأمر كذلك فلماذا انتقل هذا الرجل إلى التلفزيون وأصبح ممثلا ومن نقله؟

مقتبس من جريدة ضوء