شاعرتنا القمر الصامت نصك (لاتصمتي) يحمل من المعاني العذبة الشيء الكثير لكن فيه بعض الضعف الذي لا أتمنى أن تتورطي به أنا مع الكل في أن النص جميل مشرق ، ومع الفهاد في أن ليس موزوناً على تفاعيل الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وهو ماأوقع الجميع في لبس ، سأوضحه هنا:

القصيدة من حيث اللغة تنقسم إلى عربية وغير عربية .
الغير عربي كالشعر الإغريقي وامتداه من اللغات الرومانسية الأوروبية توزن بالترنيم على الوزن الكيفي ، أما الشعر العربي فينقسم إلى قسمين:
العربي الراطن وهو مثل اللغات القديمة كالحميرية والفينيقية والأشورية والكلدانية والنبطية والأكادية والكردية فوزنها يكون بالترنيم الذي انتقل إلى أوربا عن طريق بحر إيجه ويطول الشرح هنا أي أنه بالوزن الكيفي .
والعربي الفصيح وينقسم إلى قسمين العربية الملحونة التي تأثرت بالأنباط وأوزانهم وانتحت منحى الألحان والترنيم كالأشعار النبطية والحمينية والحورانية .
والعربية الفصحى التي وزنت على قرع خفاف الإبل بألحان وأوزان كمية كالشعر الفارسي والهندي!
ووضع علمها الخليل بن أحمد وأسمى بحورها وقوافيها ، واتهم بأنه أخذه من العروض اليوناني ، ، ،
عموماً تقسم التفاعيل على شطرين لكل قصيدة تفاعيل خاصة وبحر خاص ، حتى جاء في العصر الحديث الأديب اليمني علي أحمد باكثير من حضرموت ليترجم أعمال ومسرحيات وأشعار شكسبير فتولّدت له كتابة القصيدة الحرة على تفعيلة من تفاعيل الخليل بن أحمد ثم جاءت بعده نازك الملائكة ثم بدر شاكر السياب ... إلخ
وجاءت بعد ذلك القصيدة النثرية التي بدون تفاعيل ولا وزن ولكن لها موسيقى بالإحساس الشعري كالذي كتبتيه ولكنك أدخلتِ الجميع في لبس أنك ألتزمت بقافية في نهاية كل شطر وهذا مالا ينبغى أن تنهجيه فالمقى يجب أن يكون موزونا على تفاعيل معروفة فأنت لا تلتزمي بالقافي وإنما التزمي بالمعنى فقط!
أرجو أن أكون قد وفقت في إيضاح شيء من الصورة .
متمنيا لكِ التوفيق
تحياتي
محمد العرفج