شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

مسخرة الحزب الهاشمي

ت
ركي عبدالله السديري

شباب أيام زمان كنا مولعين بتطبيق مبدأ خالف تُعرف.. إلى حد ما.. وذلك في مجال الثقافة.. المعرفة على وجه التحديد.. ربما يكون السبب قتامة الركود في المعلومات، فما كنا نعرفه قبل أربعين عاماً لم يكن يختلف كثيراً عما كان سائداً من مفاهيم ومعلومات على امتداد لا يقل عن مئة عام.. وكانت المفاهيم الأساسية تحظى بقداسة فلا يجوز أن تُناقش، فيما كانت المعلومات تتطور وتضيف الكثير من الجديد إلى رصيد العقلية البشرية..

وكان الخلاف الحاد يتعلق بالدين، حيث كان يُحاط بسياج من الصمت لا يجوز أن يناقش، بينما عندما قرأت كتاب عبدالله القصيمي «هذا أو الطوفان» استغربت أن الكتاب لم يجد ترحيباً لائقاً، حيث لو تم ذلك لتداعى الركود منذ أعوام بعيدة، ويثير السخرية ما نقرأه من شعر السجع الذي كان يوبخه، وربما بسبب قسوة العزلة خرج عن المعقول والمقبول فيما ألَّفه من كتب بعد ذلك..

وما كان في ذهني أن أناقش ما كتبه سيد القمني من مؤلفات أساءت إلى الإسلام لولا أنني قرأت بتمعن كتاب «التنوير والتزوير رداً على القمني وخليل عبدالكريم ورفعت السعيد» تأليف الأستاذ منصور أبو شافعي، حيث تناول أبعاد التحايل الذي مارسه سيد القمني متلبساً بروح ماركسية غير موضوعية للتقليل من الإسلام والتشكيك في مبررات وجوده.. وفي الوقت نفسه قرأت مقالاً للأستاذ بلال فضل في صحيفة «المصري اليوم» ففي البداية يرصد إيضاحاً يقول فيه: إن دكتوراه القمني مفتعلة وغير حقيقية، ثم يعترض في قبوله حائزاً على جائزة مرموقة.. هذا تناقض فاضح في شخصه وثقافته.. لا بأس أن نناقش أي بعد ثقافي ديني وأن نشكك بما هو متضاد مع أحكام العقل، لأن الإسلام قام أساساً على نهج عقلاني واضح.. هو لم يناقش.. لم يرفض ما يعتقد أنه غير صحيح عندما يتعلق الأمر بإضافات يقررها بعض سلف غير متمكن، لكن أن تأتي النظرة إلى الإسلام على أنه مشروع سياسي ليس أكثر، وذلك في كتابه «الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية».. لاحظ الدولة هنا قبل الإسلام.. بينما مفاهيم الإسلام هي التي أوجدت نهج الدولة، وحدث ذلك بوضوح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. يأتي القمني فيرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يلغي الديانات أو العقائد الأخرى فيوحد العرب في دولة دين واحد، لكن ليس الغرض انتشار الدين بقدر ما هو فرض الهيمنة الهاشمية أولاً ثم السيادة القرشية ثانياً.. حسب رأيه..