شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   الحـر والفصيح (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=109)
-   -   رَدَائِفُ الخَوَاطِر ..! (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=28610)

عبدالله الغنيم 12-25-2011 01:37AM

رَدَائِفُ الخَوَاطِر ..!
 




رَدَائِفُ الخَوَاطِر



• تفكَّرْتُ في الدُّنيَا ..

فوجدتُ الغَرَابة والغريب ، والعُجَّاب (1) والعَجِيب ..
ورأيت أنَّ كلَّ شيءٍ ينجذبُ إلى شبيهه ..
فالكرامة منجذبٌ إليها الكريم ، والمَضَنَّة(2) ، منجذبٌ إليها الضَّنِين ، والشَّجَاعة منجذبٌ إليها الشجيع ، والجبن منجذبٌ إليه الجَبَان ...

والدُنيا منجذبٌ إليها الدَّنِيء .. !

وَشِبْهُ الشَّيءِ مُنْجَذِبٌ إلِيْهِ = وَأشْبَهُنَا بِـدُنْـيـَانَا الطَّغَـامُ ! (3)


*************************************

• جَرْذَنَ شعبَه بقوله ، فتجرذنَ بفعلِه ! ( الجزاءُ من جِنسِ العَمَل ) ، وفَرْعنَ رأيه فتفرعنَ ، فأنجاه اللهُ ببدنه !
(( فكلاً أخذنا بذنبِه )) ..

هلكَ الطاغِيَة ، بالضربة القاضِيَة ، ولِسان حالِه يقول : (( مَا أغنى عنِّي مَالِيَه هلكَ عنِّي سُلطانِيَه )) ، فنادَى منادٍ أيَا ثُوَّارُ : (( خُذُوهُ فغلُّوه )) !

*************************************

• أيا جناحَي الأمةِ اليمنُ والشَّام !
وإن ثعَّ ما بين الخَوَافِي والقَوَادِم ، بكما غداً سنطير ..

*************************************

• تجرع لفيفٌ من الناس أصنافاً من العلاج فقتلتهم .. فتنازع الناسُ أمرهم بينهم ، فانقسموا إلى طائفتين :
طائفة صرفَ الله قلوبَهم ؛ فصرفوا اللومَ إلى العِلاج نفسِه .. !
وطائفة أخرى صرفوا اللومَ إلى مَن صرفَ العِلاج ..

وأنا أقول : يا أيها الطبيب : (( اللهُ لَطيفٌ بِعِبَادِه )) ..
ويا أيها الطائفة المصروفة : ( لا يلام الصنف من العلاج إن قتل ، وإنما يُلام من صَرَفه ) . واللهُ من وراءِ القَصْد .

*************************************

• سايرتُه في الحِوَار– مضطراً - وأنا لا أحِبُّ الحِوَار مع من هو ( أطيش من فراش ) ! .
فقرعته بالحجة المطبقة ، فقابلني بالهمز والقهقهة ! ، ودحرته بالبرهان المَحك ، فقابلني باللمز والضَحك !

مـَـالِــي إذَا ألـزَمْــتـُـهُ حُــجَّــةًً = قـَـابَـلَـنِي بالـضحـك والقهقهةْ !
إن كان ضحك المرء من فِقْهِهِ = فالضَّبُّ في الصَّحْرَاءِ مَا أفقَهَهْ ؟!

*************************************

• كانَ في عَجَلةٍ من أمرِه ..

فخرج حثيثاً وبرفقته ابنه المشاكس ! ، فعثرت رجله فوقع وقوع ذلك المطرب في ذلك المَسْرَح ! فتدحرج (العقال ) من هامتهِ بطريقة عجيبة ! حتى دنا من السيَّارة ، فجثا تحتها ( كأنه مأمور ) !
فضحك ابنُهُ عليه ، كما ضحك الجمهور الرياضي على ذلك اللاعب ، الذي ركل ضربة جزاء ، فصوَّبها فوقَ العاَرضة ! ، فتعدَّت الكرة من صعقةِ قدمِهِ مجَرة دَرب التِّبَّانة !!
فخَجِلَ الأبُ من وقوعِه ، فأراد أن يُلجِمَ ابنَه المُشاغِب !
فقال : ( إنَّ سُقوطَ الجَوَاهِر عَلَى الأرض ، لا يُفقِدُهَا قيمتَهَا ) ، فقال ابنه في الحال : ( لأوَّل مرة .. أعلمُ أنَّ ( العقال ) مِن الجَوَاهِر ) !! .

*************************************

• يقول كيف تنصحني وأنت مذنبٌ وعَاصٍ ؟!
فهمس صاحبُهُ في أذنه ، ألم تسمَعْ :

وَلَو لَمْ يَعِظْ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ مُذنبٌ = فَمَن يَعِظُ العَاصِينَ بَعْدَ مُحَمَّدِ ؟!

*************************************

• أعرف رجلاً رنَّاءً (4) ، إذا خَطفتِ امرأة من أمَامِه ( انبجَسَتْ منه اثنتا عَشرَة عَينَا ) !
فاستحضرتُ : (( فَيطمَعَ الذي في قلبِهِ مَرَض )) !
ولم يستفدْ مع المرض ، سِوى الحُرقةِ تِلو الحُرقة والهمِّ تلو الهم ، والغمِّ تلو الغم ..
فلما أحسَّ بما هو فيه من وهَنٍ ووجَع ، ووَصَبٍ ونَصَبٍ ، رجع إلى بارئِهِ ، و ترك النظرة المكلِفة المُدْنِفة ، و(( قَضَى زيدٌ مِنْهَا وَطَراً )) ..

فهلْ مِنْ مُتَّعِظ ؟!

تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها = مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ !

*************************************

• أضيَعُ الناس ..

من ضيَّع وقتهُ في غير حِفظ كَلام رَبِّه ، و أضيعُ منه مَن نسيَ مَا حَفِظ !

*************************************

• بعضُ الأسئِلَةِ ليستْ بحاجةٍ إلى جوَاب ، بقدر حَاجَتِها إلى حجَاب !

*************************************

• تحتَ مظلَّةِ (ما بالُ أقوَامٍ ) ..

ما بال أقوام .. يبحثون عن المَشَاكِل والقَلاقِل والبلابل ، ويكثرون الضجيج والنعيق والنقيق ، وينظرون بعين الذباب إلى الصغائر ، لا بعين العِقَاب إلى الكبائر ! ..
وجل كلامهم نقدٌ وقدحٌ ، ووعدٌ وفضح !
ولو اكتفوا بأنفُسِهِم ، لوجدُوا فيها العَجَبَ العُجَاب ( فكلك سَوْءاتٌ وللنَّاسِ أعْيُنُ ) .. !

عليكَ نفسكَ فـتـِّـش عن معايبها = وخلِّ عن عثرات الناسِ للناس ِ

وبعد عُجَرهم وبُجَرهم ، لم يلدْ جملُهُم عقب تمخُّضِهِ ، ولو فأراً صَغيراً ! ، اللهمَّ الثرثرة ، واللغوَ ، والنقدَ ، والحِقدَ ، والعُقَد ، وفرضَ الرأي !

ليتَ شِعري !

كيف يُجَادَلُ مَنْ لا يريد الوصول إلى حقيقة ؟! بل يَِسعى إلى فرض رَأيه !

ليته يعلم بأن ( كثرة الكَلام عن العَسَلِ لا تَجِلِبُ الحَلاوةَ إلى الفَم ) ..

( فهلا ألقى دَلْوَهُ في الدِّلاء ) أو سَكَت ..

شرُّ الوَرَى بعيوبِ النَّاسِ مشتغلٌ = مثلُ الذُّبابِ يُراعِي مَوضعَ العِلل ِ !

فلو أنهم فقؤوا عين الذبابة الرانية إلى سَفاسِف الأمُور ، ونظروا بعين النحلةِ الرانية إلى كمَائِم الزهور ، لسلموا ، وسلم الناس من شرهم ..

صحيح : ( البيتُ الفَارغُ مملُوءٌ ضَجَّة ) !!

*************************************

• فكَّرتُ في بيت العنكَبُوت ، وقد عَلِمْتُهُ واهِناً ، لكنَّه يجلِب لأهلِهِ مِيرَة القُوت ..
وفكَّرتُ في بعض البيوت ، وقد علمته مَتيناً ، لكنَّه يَجْلِب لأهلِهِ خَرَاب البيُوت !

*************************************

• رأيتُ خَارجَ البلدِ شخصاً خارجاً عَن عَقلِه !
فقال مَن مَعِي : اذهبْ إليه وانصَحْه ؟ فقلتُ : لن أفعل ، فقال : لِمَاذا ؟!
فقلت : ألم تقرأ : (( حُرِّمَتْ عَليكُم المَيتة )) ؟! .

*************************************

• بحثتُ كثيراً ، وبحرْصٍ عن السَّعادَة ..
بحثَ السَّجين عن الحُريَّة ، وبحرص الزِّير للأخذِ بثأر أخِيْه .. !

وبعدَ طُول عَنَاء ، وصَفاء ، ورَجاء .. وبعد تفكُّرٍ ، وتدَهْوُرٍ ، وتبلْوُرٍ ، وتمحْوُرٍ !
أدركتُ أيَّمَا إدْرَاك ، أنَّ سَعَادَة بَنِي آدَمَ :



( تَبْدَأُ بِفَجْر ، وتنتهِي بِوِتْر ، وبينَهُمَا ذِكْر ) ..





والسَّلام ... .





(1) العُجَّاب : على وزن ( فُعَّال ) ،الأمر الذي يُتعجَّبُ منهُ كثيراً .
(2) المَضَنَّة : البُخل
(3) الطَّغَام : أوغاد الناس .
(4) رنَّاء : رجلٌ رنَّاء ، أي يديم النظرَ إلى النِّساءِ الحِسَان .

خرافه 12-25-2011 01:56AM

احسنت واصبت


بارك الله فيك طرح يستحق القرأه وليت ان من هم هناك

يقرؤن ليتعضو


بارك الله فيك وتقبل اعجابي

عابر سبيل 12-25-2011 04:13AM


كعادتك لا تأتي الا بماهو مفيد

من حكم ونصائح فيها من المواعظ والعبر الشئ الكثير

والعاقل من اتعظ بغيره

الأديب .. خواطر متناثرة

لك كل الشكر والتقدير على ماقدمت


عناية الله ترعاك

سفير المعاني 12-25-2011 05:10AM

الغالي
الاديب والشاعر
خواطر متناثرة

الله انه يسعدك ويوفقك بجميع الاوقات

وسعدت كثيرا بمصافحة هذه الدرر المأثوره

والحكم المنثوره انت عميق بما تكتب وواضح

بما تقصد بنية صافيه انك جبل لا يهتز من الاقزام

الجاهله بقيمها وعقائدها بهذا الطرح اراك الجمتهم

فهل من قارئ يستفيد مما يكتبه النبلاء من الادباء

بارك الله فيك اينما كنت والله يعطيك الصحة والعافيه



تقبل تحياتي

ريف النشاما 12-25-2011 08:34AM

أديبنا الغالي

خواطر متناثرة

منفرد الحرف و الكلمة

دائماً نجد في كلماتك الجميلة فؤائد جمه
فهنياً لنا بك و هنياً لحرفك بك

تقبل مروري المتواضع

ريف

..

جمرة العرب 12-25-2011 05:29PM

ماشاء الله تبارك الله !
خواطر متناثرة
تركن إلينا في رُشد !
ونركن إليك كأشد ركنٍٍ رشيد
ولا يسبقك إلى العلياء أحـد
إلا من يأتي بها إليك بشائر ..
دُرر أيها الأديب /
لافُضّ فوك ، ودمت كريماً وأصيلاً مابقيت .

ظل الياسمين 12-25-2011 05:33PM

الفاضل

خواطر متناثرة

وكأن الحرف ينطق ويبان ما فيه

أسعدك الله في الدارين

تقديري لك

عبدالله الغنيم 12-25-2011 08:11PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خرافه (المشاركة 373944)
احسنت واصبت


بارك الله فيك طرح يستحق القرأه وليت ان من هم هناك

يقرؤن ليتعضو


بارك الله فيك وتقبل اعجابي



وفيك أخي الكريم ..

شكراً لحضورك ولسطورك ..

جزاك الله خيراً ... .

النجلا 12-25-2011 11:02PM

بعضُ الأسئِلَةِ ليستْ بحاجةٍ إلى جوَاب ، بقدر حَاجَتِها إلى حجَاب !


يااااااالـ عمق المعنى ..!!



القليل من كنوز الخواطر .. كتبت بألماسيه الحروف .. وأنامل من ذهب

راااائع وأكثر ياأديبنا الفاضل أبا فهد

كنت هنا وسأظل أبحث عن كل جديد وفريد من علمك وخبرتك

كل تحايا القلب لك

عبدالله الغنيم 12-26-2011 02:02PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر سبيل (المشاركة 373997)

كعادتك لا تأتي الا بماهو مفيد

من حكم ونصائح فيها من المواعظ والعبر الشئ الكثير

والعاقل من اتعظ بغيره

الأديب .. خواطر متناثرة

لك كل الشكر والتقدير على ماقدمت


عناية الله ترعاك



مرحباً بأخينا العزيز الفاضل : عابر سبيل

كلماتك الراقية ، وسام اعتزاز وافتخار ..

لك خالص تقديري واحترامي ... .


الساعة الآن 11:51PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية