نأت عن محبيه أعطافه =وأمسوا إلى الطيف يستطلعون
فهاهم قيامٌ لفرط الأسى=قليلاً من الليل ما يهجعون

نُونُ اليَهُودِ وَلاَمُ جَهمِيٍّ هُمَا = فِي وَحي رَبِّ العرش زَائِدَتَانِ
وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ عَطَّلَ وَصفَهُ = وَيَهُودُ قَد وَصَفُوهُ بِالنُّقصَانِ
فَهُما إذاً فِي نَفيهِم لِصفَاتِهِ ال = عُليَا كَمَا بَيَّنتُهُ أخَوَانِ

نَسيتُ وَما أنسَى عِتاباً على الصّدِّ=ولاخَفَراً زَادَتْ بهِ حُمرَةُ الخدِّ

رَضيتُ ببُعدي عن جَنابكَ عندَما =رأيتُكَ مَطويَّ الضّلوعِ على بُغضِي
وأغضَيتُ لمّا أن رأيتُكَ كلّما =تعرّض عَتبٌ لا تَغُضّ ولا يُغضِي
وأطلَقتُ دَمعي في الخُدودِ تأسّفاً =عليك، فطلّقتُ الجفونَ من الغمضِ
وأقنعتُ نفسي أن أراكَ على النّوى=بقلبي، وبعضُ الشرّ أهونُ من بعضِ

ضاق عن مأثُراتك الشعرُ إلا = فاعلاتن مستفعلن فاعلانِ
أنت أعلى من أنْ توازَى بشيءٍ = لستَ ممن يُرمى به الرَّجَوان
فابقَ واسلم وهذه دعوة يَحْ = ظَى بمرجوع نفعها الثقلان
لم أحاول بها سواك ولكن = شمِلتْ من يَضمُّه الأفقان

نعوا عبدَ العزيزِ فقلتَ هذا=جليلُ الرزءِ والحدث الكبير
فَبِتْنَا لا نقرُّ بِطعمِ نوم=وَلا لَيْل نكَابِدُهُ قَصِير
فَهَدّ الأرْض مصرعه فمادت=رواسيها ونضبتِ البحور
و أظلمت البلادُ عليهِ حزناً=و قلتُ أفارق القمر المنير

رماني بسهميْن من ناظريْن = عن مَتْنِ قوسيْن من حاجبينِ
وإِنْ أَنكرتْ مقلتاه دمي = فسائلْ به حُمرةَ الوَجْنتيْنِ

نــديم الهوى في الناس ثان وأول =وفيهم ذكي حاذق ومغفل
وفيهم قبيح تألف الأرض قبحه =وفيهم جميل كالملاك وأجمل
نديم الهوى ما زلت أرنو لخلوة =تطارحني همي بفيض وتقبل
أبوح بكل الوجد من دون ريبة=فتسعدني الآمال حين أؤمل

لاحَتْ مِنَ السُّورِ المُنِيفِ بِصَفْحَة = بَيْضَاءَ كَالشَّامَاتِ والخِيلانِ