شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   الفكر والأدب (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   بعض من عرفت ( الجزء الثاني ) (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=27574)

سـعود 09-24-2011 11:32AM


بعض من عرفت

الجزء الثاني
(10)




طلعت ( شريكي في حب الموسيقار )

التقيت في مشوار حياتي الفريدي الكثير من الأصدقاء , تختلف درجة حبهم ومعرفتهم لفن موسيقار الأزمان , الى ان جاء عصر الأنترنت ومافيه من عجائب لاتحوي محاسنه المجلدات , منها ان توسعت دائرة معارفي واصدقاء نغمي بفن هذا الموسيقي الاسطوره .
تنقلت كثيرا في بداياتي عهدي مع الأنترنت , بحثا عن نوادر لم يسعفني البحث العادي ولا مجاميع الاصدقاء من الفوز بها , حصلت على القليل واهديت الكثير , ليس مديحا لشخصي الضعيف بقدر ماهي حقائق استحق معها منح نفسي جائزة الرضا بعد ان عزّت الجوائز في عصر المصالح والأنانيه .
طرقت في بحثي احد المواقع , فإذا بي اجد رسالة من صديق يطلب اضافتي للتعارف .
لبيت طلبه وفتحت له باب المعرفه , فوجدت امامي انسانا محبا لفن الموسيقار يسابقني المعرفة عنه كأنسان ونغم , فرحت به وتحاورنا طويلا في هذا المجال , وتلاقت مشاربنا وامنياتنا ورغباتنا في فتح باب لفن الموسيقار من خلال موقع يجمعنا ننشر من خلاله فنه , ونطرح اعماله اللحنيه وتاريخه كأنسان , فنصحح المعلومه وننشر نادر انغامه , دون منّة او فضل .
لم يكن لنا من دافع سوى الحب , حب هذا الفنان الذي رأينا من وجهة نظرنا انه لم يأخذ مكانته التي يستحقها خاصة اعلاميا , فكان لنا ماأردنا , وتم انشاء الموقع رغم الصعوبات ورغم ماواجهناه من بعض النفوس الحاسده والمريضه , التي يهمها بالدرجة الأولى ان تأخذ مقابل ماتعطي , وكنا نعلم انه ستواجهنا مصاعب وتثبيط , لكننا لم نلتفت لحفر الطريق واضعين نصب اعيننا الهدف السامي الذي من اجله تشابكت ايدينا واتحدت نوايانا .
وضعنا الخطوط الرئيسيه للموقع وكنّا شعراء يضع هو بيتا فأكمله والعكس , حتى تم المراد , وشيئا فشيئا اتضحت هوية الموقع وشكله , وجمع بين جوانبه رفقاء نعتز بهم شاركونا همومنا ودعمونا بما لديهم , وناصحونا واشاروا بما يخدم فن وتاريخ الموسيقار الخالد .
وإن تطاول البنيان وزانته الشرفات , الا ان الأساس يبقى محفوظا لصاحبه , الذي بدأها فكرة واتمها بعمل , واحتوى الجميع بطيب خلقه ودماثته وايثاره الجميع دون غايه ,التقيته شخصيا في عدة سفرات فلمست في شخصيته ترجمة لطيب حواراته بالفعل الطيب وبشاشة النفس و شهادتي فيه كإنسان مجروحه .

احفظ له مهما تقادمت الأيام وتزاحمت الأحداث جهده النبيل , وحرصه على بقاء هذا المنبر ينهل منه كل من عانق احساسنا بفن موسيقار الأزمــان , ولازالت الخُطى تسير في هذا الأتجاه والأيادي ممدودة للجميع بكل حب لتحقيق اقصى مايمكن خدمة لهذا المارد .
ويبقى الهدف الجميل لايتبدل مهما تغيرت الظروف , ورب اخ لم تلده امك , اتمنى له الخير دوما وتحقيق مايصبو اليه .


القادم ( صديقي الذي خطبني لأخته )

سـعود 10-28-2011 06:42PM


بعض من عرفت

الجزء الثانــي

( 11 )



صديقي الذي خطبني لأخته !

في سن مبكره كان لنا جيران من وطن عربي لايبعد كثيرا على الخريطه , اسرتهم تتكون من والديهم وثلاث بنات وولدين , بكرهم ولد , يرافق والده لعملهم الحرفي ولانراهم كثيرا , الأخت الكبرى صحبتهم فترة ثم تزوجت وغادرت الى موطنهم , وبقيت الأختان ورفيقي اخوهم الأصغر الذي جاء خاتمة المواليد , هذه بطاقتهم العائليه .

ربطت اسباب الجيرة بينهم وبين اهلي وكانوا اسرة جميله ودوده ولم يضايق والدتي منهم سوى تساهلهم في بعض الأمور التي تخالف بعض عاداتنا , وهي من منظور هذه الأيام امور لاتكاد تذكر , لكن ذاك زمن وهذا زمن , ابنهم الأصغر كان ضمن كوكبة رفقاء الجيره لاأذكر اسمه اليوم هل كان غسان او عدنان ؟ لاأذكر ! اسم في نهايته نان وبس .

كانت فترة الصبا مزحومة بالحركة والأماني والأفكار والعفرته , وكان رفيقي صنو عمري , رفقة جيرة ومدرسه , اذكر ان امه كانت تحشو حقيبته بألوان الساندوتشات التي يأكلون حشوتها ويجيدون التعامل معها واتساءل دائما عن تلك البرطمانات المصفوفة في مطبخهم الشعبي المتواضع , ولاأعرف ماتحتوي ولا كيف يعملوها , بينما كانت مأكولاتي احيانا لفافة من خبز شعبي محشو بالتمر او حلاوة الطحينيه إن وجدت .

كان رفيقي يأتي مساء يتأبط اوراقه وتشاكيله و يسامرني في فناء منزلنا فنتبارى في الرسم واحيانا قليله المذاكره , ولايغادر الا حين تأتي احدى اخواته حين تستبطئه امه , فيرافقها على غير رغبته .

وقد اشتكى اليّ مرات عديده عن وحدته فأخاه لايتواجد الا قليلا واخواته لايرغبانه في حديثهن وجلوسهن , ووصل به الأمر ان عرض عليّ تزويجي بإحداهن كي يبقى في بيتنا دوما , كانت افكار صبي لم يتجاوز الرابعة عشره من عمره لكنها لم تكن واردة في ذهني وانا قرين عمره , وبالتأكيد لو سمعتنا امي لضحكت واستهجنت هذا التفكير , وهو بعرضه هذا لايعلن عن حبه لي او لأخته انما ارادها سبيلا لتحقيق غايه , وعرض علي الفكرة مرارا !

لكني والفكرة الطائشة قد قيلت اخذت بعدها اطيل النظر في وجوه اخواته واصدر احكامي الصبيانيه على تفاصيل وجوههن فأقبل في نفسي يوما بهذه ثم استبدلها غدا بالأخرى , وهكذا كنت ازوّج نفسي واطلق براحتي , والحقيقة ان الفتاتين لايعيبهما خلقا او خلقه , وكانت الأمور جاده حين يتصادف بيننا حوار او سؤال , لكنه تفكير الانسان الفاضي الساعي لكل امر جديد , ايام اسدل الزمن ستاره عليها ولم يبق منها الا قليل من حدث ينبش الذكرى لأحكيه كما انا اليوم في هذه السطور .


ذكريات رسخت في ادمعي وشجوني وتمشّت في دمايا


القادم (( ابن عمي ))


زمان العجايب 11-25-2011 05:58PM

متابعة لـك ي نبل:r:

عابر سبيل 11-29-2011 03:33AM




دايمن معاك .. دايمن

وراك وراك .. دايمن

اتبع خطاك .. دايمن


اخي الكريم ... سعود

لك حضور مبهر

سـعود 12-02-2011 02:07PM


بعض من عرفت

الجزء الثاني

(12)


خذ ما صفا لك فالحياة غرور والدهر يعدل تارة ويجور

علي ( ابن عمي )

واحد من ابناء عمومتي المنتشرين بين الرياض والكويت , لماذا هو دونهم اروي حكايتي معه ؟ لأن بيننا صداقة وتقارب خلاف مسألة القُـربى , توفي والده في سن مبكره , يفرق بين عمرينا بضع سنين , هو الأكبر , والده واحد من اثنين من اعمامي الذين وعيت عليهم , لكنه غادرنا باكرا مهموما عصر يوم من ايام رمضان صائما يرتجي رحمة ربه ورضوانه بعد ان طاله ظلم ذوي القُربى والإهمــال , فمات صامتا قانعا بحكم الله وحكمته .
عاش ابن عمي بعده قليل الحظ موزّع الإهتمامت والنشاطات , لايكاد التوفيق يحالفه في امر !
لاأدري ولاأريد ظُلمه فهو حين وفاة ابوه كان صبيا لايعي من امر البشر ذوي اللُبّ مايستحق عليه لومـه , لكنه بالمجمل كان مقصرا جدا في برّ ابوه , وحين استعيد شريط حياتهما معا مما عايشته اراه اساء اليه بتقصيره , في وقت كان فيه احوج الناس اليه .
طافت بنا السنون سريعا وتجاوزنا الصبا الى الرجولة , وهو يحفر في الأرض ليستقيم حاله دون نتيجة ينهض من خلالها من بساطة الحال على اغلب من هو بمثل اوضاعنا , وكانت الأمور تأتي اليه متأخرة وبطيئه وليست كما يشتهيها المرء نتيجة زرعه , تكالبت عليه الدنيا في احدى الفترات وكنت له عونا بما استطيع , لكنه كغيره من البشر ممن عرفت ويعرف سواي , حريص على حقوقه ناسيا حقوق الآخرين , فالمرء يعذر اخاه عن جهل او نقص خبرة ودرايه , لكن الثوابت في العلاقات الإنسانيه بديهية لاتحتاج الى شهادة ومعلّم , فهي تنبت في الإنسان منذ الصغر وتكبر معه يحكمها الرغبة والقُدره .
حاول التقارب معنا اكثر بالنسب لكن حالت الظروف دون ذلك لأمر لايد لي او له فيه لكنه تزوج فيما بعد , وابتعدت الرؤيا بيننا واصبح التواصل هاتفيا بيننا بفترات متباعده , رغم ان مدينة واحده تحوينا جميعا , لاأنكر عليه جميل مجلسه وحواره , لكنها لاتعفي في كثير من شأن الحياة عن المواقف الطيبه .
لايزال يعيش كما عهدته , تغلب مصلحته على واجباته .

القادمـه ( نائله الدمشقيه )

خلف العاطفي 12-09-2011 12:10AM

سعود
رويات تستحق ان ترى النوور
ولازلنا ننتظر(نائلة الدمشقيه)
ان لم تكن في موضوع مستقل



كاتب باسلوب واقعي متميز
يعطيك العافيه يالغالي

سـعود 12-15-2011 03:26PM

اشكركم جميعا ... والتواصل يأتي تباعا بعون الله

كل التحايا

سـعود 12-23-2011 07:56PM


بعض من عرفت
الجزء الثاني
(13)




نائله الدمشقيه
في ضُحـى احد الأيام عزمت امري وذهبت لأبتاع بعض ماأحتاج اليه من لباس وعطور , فقد كنت ارتب اموري للسفر .
في السوق وبعد تجوال امتعني فأنا احب الوحدة في الشراء والتسوق بعيدا عن زحمة البشر , والصباح قليل المتسوقين , له نكهة تشجع حتى على التسكع دون التبضّع , لذلك لم اكن في عجلة من امري , وتركت خطواتي تذرع السوق بحريّـه وناظريّ يتلصصان على كل ماهو مركون امام المحلات وداخلها .
ناداني احدهم بإسمــي فالتفت لأرى الهاتف , فإذا به يشير الي بيده , عُدتُ وحين دنوت عرفته , صديق قديم ضاع في زحمة الحياه , تصافحنا وهو يسأل إن كنت عرفته ؟ فأجبت ـ الصوره اذكرها لكن الإسم فقدته !
فذكّرني بنفسه , ولم آخذ وقتا في استذكاره , فقد كان زميل درس في زمن مضى , سحبني من يدي الى داخل متجره الصغير وهو يزداد ترحيبا وحسرة على ايام الدراسه الجميله , كانت جميلة له اما انا فقد كان الفكاك منها عيدا , اجلسني وهو يقول هذا دكاني وكما ترى انا متخصص في بيع انواع الماكياج والعطور , ثم استأذن دقائق ليجلب الشاي من البوفيه القريب , ولم يترك لي فرصة الأعتذار , دكانه صغير لكنه انيق وكأنه لوحه جميله برفوفه المرصوص عليها انواع العطور التي يحتار الرجل فيها فما بالك بالنواعم !



وانا في جلستي رفق برودة التكييف , اسخنها دخول امرأة , القت التحيه واخذت تجوب المكان بنظرها ثم اشارت الى نوع من اصباغ الشعر تطلب رؤيته عن قرب , نهضت من مجلسي وناولتها اياه , فسألت عن ثمنه , اعتذرت اني ضيف وعليها ان تنتظر صاحب المحل دقائق .
وانتبهت ان السعر موجود على العلبه , لكني رفضت التدخل فأنا لاأفهم في البيع والشراء وعليها الانتظار او تذهب وتعاود , لكنها فضلت الأنتظار , فأحببت فضولا مني او رحمة بها لا أدري ان اسألها مستفسرا : لماذا تصبغين شعرك ؟ الشعر بطبيعته اجمل والأصباغ بها مواد كيماويه قد تضر بفروة الرأس .
فأجابت ان كلامي صحيح لكنها تحب التغيير في الوان الشعر لأن لونه يجعل من شكل المرأة مختلفا , هززت رأسي موافقا .
لكنها قالت بلهجتها الشاميه : كأنوا الحكي ماعجبك ؟


قلت لها هذه مسأله شخصيه , انا قلت وجهة نظري فقط .
وبينما كان الحديث بيننا والذي يبدو انه سيطول وانها امرأة تعيش صمت وتبحث عن وسيلة للكلام .
جاء رفيقي بكاسات الشاي الورقيه , واعاد ترحيبه وهو ينظر للمرأة مرحبا بها عارضا خدماته , وانتحى بها جانبا بجوار فترينة العرض واخذ يمارس طريقته كبائع شاطر , حيث ملأ سطح الفترينه بموديلات الأصباغ شارحا ومحببا ميزاتها وطول بقاءها في الشعر ... الخ
ثم استقرت المرأة على نوع اعجبها وزادت عليه مشتروات اخرى , وحين جاء وقت الحساب , استكثرت قيمتها , فالتفتت تستنجد بي ان اجعله يخفض لها ؟
ماذا اقول ؟
هو صديق لم اره منذ سنين , وهي امرأة اراني ضعيفا امامها وامام كل بنات حواء , فماذا اقول ؟
لكني اجبت : لازم تراعيها هذي زبونه واول مره تدخل محلك ؟
قال لي وهو يبتسم : هذه زبونه مستديمه لكنها تتعبني في الاسعار .
ودفعت المرأة ماأرضاها وارضاه مرغما , ولملمت اشياءها وخرجت شاكره .
ثم امسك رفيقي طرف الحديث وهو يقول النساء مرهقات في عملية البيع لكن رزقهم كثير , وتجاذبنا الحديث حول مدرستنا وسنين الفرقه , ثم استأذنت كي ابتاع ماأنتويت شراءه , على وعد بتكرار الزياره .
ودلفت اكثر من محل واشتريت مارأيته مناسبا , ثم اتجهت الى سيارتي المركونة جوار رصيف الشارع ليس ببعيد عن السوق , وحين اقتربت من السياره كانت تقف تلك المرأة تنتظر سيارة اجره , التفت عليها وسألت : اذا كان منزلك على طريقي تفضلي اوصلك .
وكأنها لم تصدق ذاك العرض , بينما كنت انتظر سماع اعتذارها , فأخبرتني بمكان سكناها , قلت انه ليس ببعيد عن سكني , تفضلي .
ركبت في المقعد الخلفي , وتحركت متوجها الى حيث سكنها الذي يسبق سكني بمسافه , واثناء ذلك المشوار اليتيم تحدثت عن الأسعار والأوضاع , عرفت انها من دمشق ومتزوجه وتعمل موظفة اداريه في احد المدارس الخاصه , ثم سألتني رغبتها في الأنتقال الى مدرسة حكوميه ؟ إن كنت اعرف احدا يساعدها في ذلك ؟
ولم اكن اعرف احدا , لكني اعطيتها امل لعل وعسى !
اوصلتها لمنزلها , وناولتني وهي تترجل من السياره , ورقة بإسمها وتلفون المنزل .
وانا في الطريق لبيتي مزقت الورقه ورميتها , فلن استطيع الألتزام بأمر لا أستطيعه .
بعد سنوات ... ربما لاتزال تنتظر الإتصال !

http://www.n11s.net/uploads/images/n...0afc2518f9.gif



القــــادم ( ؟ ؟ )

الجزء الأولـــ
http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=26884



سـعود 05-13-2012 08:48AM

بعض من عرفت
الجزء الثاني
(14)



لم يغزُ قوما ولم ينهض الى بلدٍ تَقَدّمَـــــــــهُ جيْــــشٌ من الــــرّعب
ابو تمـــام


الأستاذ عبد الحميد ( مُعلّم العربي )
وانا في الصف الثاني الأبتدائي , في المدرسه العزيزيه , وفي عصر كان يقوم على التعليم فيه معلمون من الشام بمختلف جغرافيتها , اغلبهم من فلسطينيي الأردن , استقدمتهم بلادي للنهوض بالتعليم , في وقت كنا نعاني نقص المعلمين الوطنيين , وخلافنا السياسي مع مصر حرمنا من تنويع المعلمين الا من الشام برقعتها الوسعه وبلدانها المختلفه وكان نصيب الفلسطينيون الأوفر , تعاطفا مع قضية العرب الأولى وتقديرا لظرفهم الأنساني .
فتحنا اعيننا عليهم يقودون العلم خاصة الصفوف الأولى الدراسيه .
كنت لاأزال في مرحلة الدراسه المبكره , وبرغم كثرة المدارس التي تقلبت عليها , الا ان المعلمون لم يتبدلوا , هم نفس الجنسيه , واللهجه , والبياض , والأسلوب احيانا .
من هؤلاء لازلت اذكر الى اليوم عبد الحميد , مدرس ( العربي ) هكذا نسميها ويشمل تدريسه ( القراءه , والخط , والأملاء ) من كتاب ( المطالعه ).


وللأسف ان هذا المعلم يحمل بين جوانحه حقدا وضغينه وكرها لعل مصدره ماوصلت اليه حاله من هجر بلاده وضياع حقوق لايد لنا فيها , وكنا اطفالا لانعي من امر الدنيا شيئا ولايبعد فكرنا عن ماهو حولنا , كان يعامل من يخطيء في القراءة او الكتابه حتى لو كان ميل بسيط عن السطر , يعامله بطريقة انتقاميه لاتمت للتعليم ولا للخلق الأنساني بأي صِلـه !


وللأسف لم يكن احد من التلاميذ يشكو لأهله غرابة تصرفه , وعلوّ عقابه عن المألوف , كنا في زمن يقدس المعلم ويراه مجتمعنا كما يرى البعض اليوم المشايخ !


وصل الأمر بهذا المعلم ( الذي تتبرأ منه هذه المهنه العظيمه ) الى انه كان يفتح فم الطالب الكسلان في مادته ويبصق فيه !
كان يأمر الطالب ان يقف ووجهه الى الجدار رافعا يديه واحدى قدميه عن الأرض , والويل له إن انزلها , ويستمر الوقوف طوال الحصه , وإن حصل وتحرك الطالب يمسكه من خلف رقبته ويضرب برأسه زجاج النافذه !
لاأريد الأسترسال اكثر في الوان عقابه وتفننـه في التسليه على تلاميذ ابرياء جاءوا للعلم فوجدوا انفسهم بمعتقل !
احمد الله واشكر فضله اني كنت من الطلاب الجيدين في مادة ( العربي) فلم يطالني من انتقامه مارأيته يحدث مع بعض اقراني .


ويشاء الله بعد سنوات طويله ان اصادف هذا المخلوق الغريب يوما وانا في السوق ابيع الكتب والمجلات , فقد رأيته يقف امام ( مبسطي الصغير ) ويطيل النظر في وجهي , ثم يسألني إن كنت درست يوما في مدرسة ( العزيزيه )؟
وبعد صمت قليل تذكرت المدرسه وأجبت بنعم ؟
فقام بتعريفي بنفسه وانه كان يدرسني مادة العربي .
شريط سريع كفلاش الكاميرا صافح ذاكرتي فتذكرته , وهل مثله يمكن ان انساه , لكن كثرة الأحداث وتقادمها تلتحف احيانا بعض الصور .
قلت له الا زلت هنا لم تسافر ؟
قال كمن يستخف بسؤالي : واين اذهب وبلدي محتل ؟
وللحقيقه , شعرت بامتعاض حين رأيته , نفس الوجه القاسي الحاقد رغم تكالب السنون وخطوط العمر , تمنيت ان لم اراه , حين تذكرت افعاله بالتلاميذ , فقد كشف غطاء قذر كنت قد واريته الزمن المنصرم , لكن تأبى الايام الا ان تعيد بَكْراتها صفحات مهترئه لأيام قاسيه .


اهملته حين جاء احدهم يسألني عن كتاب , كنت ارغب جادا ان يشعر باحتقاري وركلي لــه , حتى بالأهمال .
وقف قليلا يقلّب نواظره اللئيمه بيني وبين الكتب المفروشة فوق الرصيف , ثم جرجر قدميه وغادر , لاحقته عيناي وهو يبتعد متثاقلا بفعل الشيخوخه .
كم في اعمارنا من شخوص نرغب وجودهم معنا دوما , وكم من وجوه نتمنى ان يحجبها القبر .


القادم ( ؟؟ )



الساعة الآن 09:49PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية