![]() |
|
|
متابعة لـك ي نبل:r:
|
دايمن معاك .. دايمن وراك وراك .. دايمن اتبع خطاك .. دايمن اخي الكريم ... سعود لك حضور مبهر |
بعض من عرفت الجزء الثاني (12) خذ ما صفا لك فالحياة غرور والدهر يعدل تارة ويجور علي ( ابن عمي ) واحد من ابناء عمومتي المنتشرين بين الرياض والكويت , لماذا هو دونهم اروي حكايتي معه ؟ لأن بيننا صداقة وتقارب خلاف مسألة القُـربى , توفي والده في سن مبكره , يفرق بين عمرينا بضع سنين , هو الأكبر , والده واحد من اثنين من اعمامي الذين وعيت عليهم , لكنه غادرنا باكرا مهموما عصر يوم من ايام رمضان صائما يرتجي رحمة ربه ورضوانه بعد ان طاله ظلم ذوي القُربى والإهمــال , فمات صامتا قانعا بحكم الله وحكمته . عاش ابن عمي بعده قليل الحظ موزّع الإهتمامت والنشاطات , لايكاد التوفيق يحالفه في امر ! لاأدري ولاأريد ظُلمه فهو حين وفاة ابوه كان صبيا لايعي من امر البشر ذوي اللُبّ مايستحق عليه لومـه , لكنه بالمجمل كان مقصرا جدا في برّ ابوه , وحين استعيد شريط حياتهما معا مما عايشته اراه اساء اليه بتقصيره , في وقت كان فيه احوج الناس اليه . طافت بنا السنون سريعا وتجاوزنا الصبا الى الرجولة , وهو يحفر في الأرض ليستقيم حاله دون نتيجة ينهض من خلالها من بساطة الحال على اغلب من هو بمثل اوضاعنا , وكانت الأمور تأتي اليه متأخرة وبطيئه وليست كما يشتهيها المرء نتيجة زرعه , تكالبت عليه الدنيا في احدى الفترات وكنت له عونا بما استطيع , لكنه كغيره من البشر ممن عرفت ويعرف سواي , حريص على حقوقه ناسيا حقوق الآخرين , فالمرء يعذر اخاه عن جهل او نقص خبرة ودرايه , لكن الثوابت في العلاقات الإنسانيه بديهية لاتحتاج الى شهادة ومعلّم , فهي تنبت في الإنسان منذ الصغر وتكبر معه يحكمها الرغبة والقُدره . حاول التقارب معنا اكثر بالنسب لكن حالت الظروف دون ذلك لأمر لايد لي او له فيه لكنه تزوج فيما بعد , وابتعدت الرؤيا بيننا واصبح التواصل هاتفيا بيننا بفترات متباعده , رغم ان مدينة واحده تحوينا جميعا , لاأنكر عليه جميل مجلسه وحواره , لكنها لاتعفي في كثير من شأن الحياة عن المواقف الطيبه . لايزال يعيش كما عهدته , تغلب مصلحته على واجباته . القادمـه ( نائله الدمشقيه ) |
سعود
رويات تستحق ان ترى النوور ولازلنا ننتظر(نائلة الدمشقيه) ان لم تكن في موضوع مستقل كاتب باسلوب واقعي متميز يعطيك العافيه يالغالي |
اشكركم جميعا ... والتواصل يأتي تباعا بعون الله
كل التحايا |
بعض من عرفت الجزء الثاني (13) نائله الدمشقيه في ضُحـى احد الأيام عزمت امري وذهبت لأبتاع بعض ماأحتاج اليه من لباس وعطور , فقد كنت ارتب اموري للسفر . في السوق وبعد تجوال امتعني فأنا احب الوحدة في الشراء والتسوق بعيدا عن زحمة البشر , والصباح قليل المتسوقين , له نكهة تشجع حتى على التسكع دون التبضّع , لذلك لم اكن في عجلة من امري , وتركت خطواتي تذرع السوق بحريّـه وناظريّ يتلصصان على كل ماهو مركون امام المحلات وداخلها . ناداني احدهم بإسمــي فالتفت لأرى الهاتف , فإذا به يشير الي بيده , عُدتُ وحين دنوت عرفته , صديق قديم ضاع في زحمة الحياه , تصافحنا وهو يسأل إن كنت عرفته ؟ فأجبت ـ الصوره اذكرها لكن الإسم فقدته ! فذكّرني بنفسه , ولم آخذ وقتا في استذكاره , فقد كان زميل درس في زمن مضى , سحبني من يدي الى داخل متجره الصغير وهو يزداد ترحيبا وحسرة على ايام الدراسه الجميله , كانت جميلة له اما انا فقد كان الفكاك منها عيدا , اجلسني وهو يقول هذا دكاني وكما ترى انا متخصص في بيع انواع الماكياج والعطور , ثم استأذن دقائق ليجلب الشاي من البوفيه القريب , ولم يترك لي فرصة الأعتذار , دكانه صغير لكنه انيق وكأنه لوحه جميله برفوفه المرصوص عليها انواع العطور التي يحتار الرجل فيها فما بالك بالنواعم ! وانا في جلستي رفق برودة التكييف , اسخنها دخول امرأة , القت التحيه واخذت تجوب المكان بنظرها ثم اشارت الى نوع من اصباغ الشعر تطلب رؤيته عن قرب , نهضت من مجلسي وناولتها اياه , فسألت عن ثمنه , اعتذرت اني ضيف وعليها ان تنتظر صاحب المحل دقائق . وانتبهت ان السعر موجود على العلبه , لكني رفضت التدخل فأنا لاأفهم في البيع والشراء وعليها الانتظار او تذهب وتعاود , لكنها فضلت الأنتظار , فأحببت فضولا مني او رحمة بها لا أدري ان اسألها مستفسرا : لماذا تصبغين شعرك ؟ الشعر بطبيعته اجمل والأصباغ بها مواد كيماويه قد تضر بفروة الرأس . فأجابت ان كلامي صحيح لكنها تحب التغيير في الوان الشعر لأن لونه يجعل من شكل المرأة مختلفا , هززت رأسي موافقا . لكنها قالت بلهجتها الشاميه : كأنوا الحكي ماعجبك ؟ قلت لها هذه مسأله شخصيه , انا قلت وجهة نظري فقط . وبينما كان الحديث بيننا والذي يبدو انه سيطول وانها امرأة تعيش صمت وتبحث عن وسيلة للكلام . جاء رفيقي بكاسات الشاي الورقيه , واعاد ترحيبه وهو ينظر للمرأة مرحبا بها عارضا خدماته , وانتحى بها جانبا بجوار فترينة العرض واخذ يمارس طريقته كبائع شاطر , حيث ملأ سطح الفترينه بموديلات الأصباغ شارحا ومحببا ميزاتها وطول بقاءها في الشعر ... الخ ثم استقرت المرأة على نوع اعجبها وزادت عليه مشتروات اخرى , وحين جاء وقت الحساب , استكثرت قيمتها , فالتفتت تستنجد بي ان اجعله يخفض لها ؟ ماذا اقول ؟ هو صديق لم اره منذ سنين , وهي امرأة اراني ضعيفا امامها وامام كل بنات حواء , فماذا اقول ؟ لكني اجبت : لازم تراعيها هذي زبونه واول مره تدخل محلك ؟ قال لي وهو يبتسم : هذه زبونه مستديمه لكنها تتعبني في الاسعار . ودفعت المرأة ماأرضاها وارضاه مرغما , ولملمت اشياءها وخرجت شاكره . ثم امسك رفيقي طرف الحديث وهو يقول النساء مرهقات في عملية البيع لكن رزقهم كثير , وتجاذبنا الحديث حول مدرستنا وسنين الفرقه , ثم استأذنت كي ابتاع ماأنتويت شراءه , على وعد بتكرار الزياره . ودلفت اكثر من محل واشتريت مارأيته مناسبا , ثم اتجهت الى سيارتي المركونة جوار رصيف الشارع ليس ببعيد عن السوق , وحين اقتربت من السياره كانت تقف تلك المرأة تنتظر سيارة اجره , التفت عليها وسألت : اذا كان منزلك على طريقي تفضلي اوصلك . وكأنها لم تصدق ذاك العرض , بينما كنت انتظر سماع اعتذارها , فأخبرتني بمكان سكناها , قلت انه ليس ببعيد عن سكني , تفضلي . ركبت في المقعد الخلفي , وتحركت متوجها الى حيث سكنها الذي يسبق سكني بمسافه , واثناء ذلك المشوار اليتيم تحدثت عن الأسعار والأوضاع , عرفت انها من دمشق ومتزوجه وتعمل موظفة اداريه في احد المدارس الخاصه , ثم سألتني رغبتها في الأنتقال الى مدرسة حكوميه ؟ إن كنت اعرف احدا يساعدها في ذلك ؟ ولم اكن اعرف احدا , لكني اعطيتها امل لعل وعسى ! اوصلتها لمنزلها , وناولتني وهي تترجل من السياره , ورقة بإسمها وتلفون المنزل . وانا في الطريق لبيتي مزقت الورقه ورميتها , فلن استطيع الألتزام بأمر لا أستطيعه . بعد سنوات ... ربما لاتزال تنتظر الإتصال ! http://www.n11s.net/uploads/images/n...0afc2518f9.gif القــــادم ( ؟ ؟ )
|
بعض من عرفت
الجزء الثاني (14) لم يغزُ قوما ولم ينهض الى بلدٍ تَقَدّمَـــــــــهُ جيْــــشٌ من الــــرّعب ابو تمـــام الأستاذ عبد الحميد ( مُعلّم العربي ) وانا في الصف الثاني الأبتدائي , في المدرسه العزيزيه , وفي عصر كان يقوم على التعليم فيه معلمون من الشام بمختلف جغرافيتها , اغلبهم من فلسطينيي الأردن , استقدمتهم بلادي للنهوض بالتعليم , في وقت كنا نعاني نقص المعلمين الوطنيين , وخلافنا السياسي مع مصر حرمنا من تنويع المعلمين الا من الشام برقعتها الوسعه وبلدانها المختلفه وكان نصيب الفلسطينيون الأوفر , تعاطفا مع قضية العرب الأولى وتقديرا لظرفهم الأنساني . فتحنا اعيننا عليهم يقودون العلم خاصة الصفوف الأولى الدراسيه . كنت لاأزال في مرحلة الدراسه المبكره , وبرغم كثرة المدارس التي تقلبت عليها , الا ان المعلمون لم يتبدلوا , هم نفس الجنسيه , واللهجه , والبياض , والأسلوب احيانا . من هؤلاء لازلت اذكر الى اليوم عبد الحميد , مدرس ( العربي ) هكذا نسميها ويشمل تدريسه ( القراءه , والخط , والأملاء ) من كتاب ( المطالعه ). وللأسف ان هذا المعلم يحمل بين جوانحه حقدا وضغينه وكرها لعل مصدره ماوصلت اليه حاله من هجر بلاده وضياع حقوق لايد لنا فيها , وكنا اطفالا لانعي من امر الدنيا شيئا ولايبعد فكرنا عن ماهو حولنا , كان يعامل من يخطيء في القراءة او الكتابه حتى لو كان ميل بسيط عن السطر , يعامله بطريقة انتقاميه لاتمت للتعليم ولا للخلق الأنساني بأي صِلـه ! وللأسف لم يكن احد من التلاميذ يشكو لأهله غرابة تصرفه , وعلوّ عقابه عن المألوف , كنا في زمن يقدس المعلم ويراه مجتمعنا كما يرى البعض اليوم المشايخ ! وصل الأمر بهذا المعلم ( الذي تتبرأ منه هذه المهنه العظيمه ) الى انه كان يفتح فم الطالب الكسلان في مادته ويبصق فيه ! كان يأمر الطالب ان يقف ووجهه الى الجدار رافعا يديه واحدى قدميه عن الأرض , والويل له إن انزلها , ويستمر الوقوف طوال الحصه , وإن حصل وتحرك الطالب يمسكه من خلف رقبته ويضرب برأسه زجاج النافذه ! لاأريد الأسترسال اكثر في الوان عقابه وتفننـه في التسليه على تلاميذ ابرياء جاءوا للعلم فوجدوا انفسهم بمعتقل ! احمد الله واشكر فضله اني كنت من الطلاب الجيدين في مادة ( العربي) فلم يطالني من انتقامه مارأيته يحدث مع بعض اقراني . ويشاء الله بعد سنوات طويله ان اصادف هذا المخلوق الغريب يوما وانا في السوق ابيع الكتب والمجلات , فقد رأيته يقف امام ( مبسطي الصغير ) ويطيل النظر في وجهي , ثم يسألني إن كنت درست يوما في مدرسة ( العزيزيه )؟ وبعد صمت قليل تذكرت المدرسه وأجبت بنعم ؟ فقام بتعريفي بنفسه وانه كان يدرسني مادة العربي . شريط سريع كفلاش الكاميرا صافح ذاكرتي فتذكرته , وهل مثله يمكن ان انساه , لكن كثرة الأحداث وتقادمها تلتحف احيانا بعض الصور . قلت له الا زلت هنا لم تسافر ؟ قال كمن يستخف بسؤالي : واين اذهب وبلدي محتل ؟ وللحقيقه , شعرت بامتعاض حين رأيته , نفس الوجه القاسي الحاقد رغم تكالب السنون وخطوط العمر , تمنيت ان لم اراه , حين تذكرت افعاله بالتلاميذ , فقد كشف غطاء قذر كنت قد واريته الزمن المنصرم , لكن تأبى الايام الا ان تعيد بَكْراتها صفحات مهترئه لأيام قاسيه . اهملته حين جاء احدهم يسألني عن كتاب , كنت ارغب جادا ان يشعر باحتقاري وركلي لــه , حتى بالأهمال . وقف قليلا يقلّب نواظره اللئيمه بيني وبين الكتب المفروشة فوق الرصيف , ثم جرجر قدميه وغادر , لاحقته عيناي وهو يبتعد متثاقلا بفعل الشيخوخه . كم في اعمارنا من شخوص نرغب وجودهم معنا دوما , وكم من وجوه نتمنى ان يحجبها القبر . القادم ( ؟؟ ) |
الساعة الآن 09:49PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية