![]() |
بارك الله بك ومتابعتك لاشك تسعدني
الردود والتشجيع هي مايطلبه الكاتب كي يستمر ويلمس التفاعل مع سطوره والإجابة عن التساؤل هذه الحكايا نبتت على ارض الواقع ولعل من حسنات كثرة تنقل اهلي بين البيوت ان تنوع معارفي واصدقائي وجيراني وقد ترددت قبل نشرها مع انها مكتوبه منذ زمن ، وحين استنهضت عزمي ليشاركني الأخوة هنا وفي اي مكان آخر سطورها استعدتها من الأدراج واعدت صياغتها بما يناسب كشف سترها ويحفظ لي خصوصيتي .. وهذا ماحصل اشكرك واشكر كل من يوافيني هنا وهناك تحيه |
إنـنــا لانسير في الحياه بل نحملها ونسير بها احسان عبد القدوس (( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ ..فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))( سُـــعود ) بعضُ منْ عرفـتْ اولى بهذا القلب ان يَخفقا وفي ضرام الحب ان يُحرقا عمر الخيام فاء (ف/2) (فتحيه ) إمرأه ذات جمال ودلال ، ومال وعيال ، ترتع في العقد الرابع من ربيعها الرافض لخطوط الزمن ، يدبُّ فوق الأرض لها ثلاثة ابناء ولدين وبنت . تقطن في اول الشارع الذي ينتهي الى بيتنا ، يشغل اوله حانوت صغير فيه بعض ماتحتاجه البيوت ، بعده بأربعة بيوت يأتي منزلها ، ثم تتوالى المنازل على الصفين لتنتهي الى دارنا حيث يفضي الشارع الى مثيله . السكك والبيوت في حي شعبي متواضع ، شوارعه ترابيه ، وابوابه خشبيه ، ناس كأنهم بلا هويه ، خليط وجوه بشريه ، من اقصى جنوب الجزيرة العربيه الى اوسطها الى المناطق الشرقيه ! وهكذا كانت فتحيه ، إمرأة اربعينيه وفدت من المنطقة الغربيه مع زوج مهنته صنع الحلوى ومنها الحلاوة العمانيه . بعد سنوات من الأقامة في حينا ، توفي زوجها وتركها ارملة فتيّه موسرة في عرف تلك الأيام نعتبرها غنيه . لم تسافر(ف/2) الى حيث اهلها واقربائها وبقيت ، ويبدو انها اعتادت العيش بيننا واصبح لها مع طول العشره جيران ومعارف ، رغم حذر بعض نساء جيرانها منها ، لا لشيء سوى ان لها عادات لاتتماشى معهم فهي تدخن الشيشه وهن يعتبرن هذا امرا إدّا . كما انها تتساهل بأمر الحجاب عندما تطل برأسها من الباب واغلب لباسها منتصف الأكمام , وحين تزاور احداهن لاتهتم بأمر العباءة كثيرا كونها بين نساء ، فتطرحها على الأرض حين جلوسها ، ليبدو ساعداها للعيان . ولأنها بيضاء بياض الثلج ومنتفخة الأوراك والأطراف فإن هذا يثير حنق وغيرة بعضهن منها ، خشية ان يلمحها احد ازواجهن عند دخوله او خروجه فيطمع في زواجها ! لهذا قاطعنها اغلب النساء وقمن بسحب السفراء حماية لبعولتهن منها . ( ولأن الباب اللي يجيك منه ريح .... لذلك سدوه واستراحوا ). كيف اصف (فتحيه) شكلا ومضمونا ...! امرأة متوسطة البنيان ، ليست بالبدينه المترهله ولا المعتدله المشدوده ، كانت بين بين ، طولها معتدل وجهها دائري يعلوه صفار كأنها من بنات طشقند او باكو ! استبدلت ناباها بنابين من الذهب وكأنه ينقصها الحسن ، عيناها طويلتان متلاحمتان تغمضان قسرا حين تضحك بسبب شحومة خديها ، رقبتها قصيره واعتقد انها لم يكن لديها رقبه يمكن ان تخنق منها او تطولها يد !! جسدها مترامي الأطراف ، فقد اخذ كل عضو حقه ووزنه ! دون ان تضيع تضاريسه . هي امرأة ضحوك مغناج تخلق المرح ، لاتهتم كثيرا بالحزن ، تشغلها لحظتها عما يأتي بعدها من أمر . ولأنها ذات طبيعة اجتماعيه فقد ساءها هجر بعضهن لها . دونما سبب تراه . لذلك تتحين الفرص لعودة العلاقات ، فتراها تطبخ احيانا نوعا من الطعام لايعرفه او يجيده سواها ، كونها جاءت من منطقة مختلفه وترسله لنساء الجيران تبتغي الرضا والتواصل . إن اقسى ماعلى المرء ان يعيش مكرهاً في عزلة عن الناس عندما ظهرت نتائج الأمتحانات رغبت مشاركة جاراتها فرحتهن ، ورصدت مبلغا متواضعا لكل ناجح وناجحه . ولأن المبلغ مغري بحسب تلك الأيام فإن جميع صبية وفتيات جيرانها توافدوا على بيتها للفوز بالمكافأه . وتم لهم ماأرادوا . هنا كانت بدايتـــي معها . سممعت خبر توزيع الهبات مع ان حاجتي لم تكن قويه الا اني لم اشا ان اكون اقل منهم ، ولأني من زمرة الراسبين فكان لابد من تزييف الأمر عليها .وشهادتي التي لم يكن يهمني امرها ولانتيجة تدبيري ، بقدر مايهمني سمعتي بين الجيران . وفعلت فعلتي بالشهاده بما املاه علي سوء قصدي ثم نويت الذهاب ليلا كي لاتلحظ زيف امري ! وهكذا كان . طرقت باب (ف/2) بعد العشاء وانا امسك جريمتي بيدي وعلى ثغري ابتسامة الناجح . فتح لي الباب احد ابناءها وحين رآني التفت ينادي امه ، التي اقبلت وهي ترتدي مريلة المطبخ وفي يدها ملعقة كبيره ، ولااخفي اني خفت ان تضربني بها لو كشفت كذبي ، لكن ابتسامة مرحه علت محياها طمأنتني ولو الى حين . قالت لولدها : خليه يدخل ... ليه سايبه عالباب ؟ اشار لي ابنها بالدخول فدخلت ، بينما قفلت عائدة لمطبخها وهي تقول : استنى شوي لايحترق الأكل . وانتظرت في مدخل الدار بينما عاد ابنها لينضم لأخوته دونما اهتمام بوجودي ! رمقت باب الشارع بطرف عيني ولمت نفسي على فعلي وخانتني شجاعتي واحسست عظم تطفلي وكذبي ، فاستدرت لأخرج ، لكن صوتها الجميل الحنون اوقفني . قالت : فين رايح ... اتأخرت عليك ... اعذرني البيت كله على راسي ! ثم وبحركة رشيقه سحبت الشهاده من يدي وادارت عيناها على صفحة الشهاده وانا ادعو الله ان لاتلحظ التزوير ؟ قالت : ماشاء الله مبروك النجاح ! اطمأننت ... وعرفت فيما بعد امرا اضحكني وندمت لأجله ، لأني علمت انها لاتقرأ ولاتكتب ، وان عبثي بشهادتي لم يكن له مبرر ! دعتني للدخول والجلوس مع ابناءها الذين نام احدهم وبقي الأوسط والبنت يتسامران على قصة مصوره ويحولا تقليد رسومها ، جلست بينهم وزال خوفي واندمجت اشاركهم الرسم ، ومع انهم يعرفوني الا اني لم اجلس معهم يوما سوى نظرات وكلمات ووقفات قليله في الشارع ، قمت بتقليد احدى الرسوم بشكل رضيا عنه وحاول الفتى مجاراتي فيه ، البنت رغبت النوم بعدما رأتنا منسجمين ونسيناها . بعد وقت قصير اقبلت ( ف/2) وبيديها صحنا قدمته الي وهي تقول : اتفضل ذوق عشانا . وحين ترددت حلفت علي ان امد يدي، وابتسمت وهي تقول : لو لقمه وحده بس وهديتك محفوظه ولايهمك . شجعني الصبي وبدأنا نأكل . يصغرني الفتى سبع سنوات واخوه الأكبر بست سنوات اما البنت فأعتقد انها كانت حينها في الخامسه من عمرها . اما انا فإن تجاوز عمري السادسة عشر فهو لم يصل للسابعة عشر . من جديد اقبلت ( ف/2) وبيدها صحن آخر وجلست قبالتنا وبدأت تأكل وتسأل وتثرثر . سألتني عن عمري ومدرستي وفي اي صف ؟ وقالت انها انقطعت عن زيارات الجيران لأنها ( انشغلت مع اولادها ) وكانت تكذب لأن الجيران هم من رفضها . ورغم انها امرأة كثيرة الكلام لاتترك امرا الا وتأتي بذكره حتى القطه النائمة جوار البنت طالها شرح وحديث !!! ربما ان متعتها في بساطتها وتلقائيتها ولهجتها التي لااتحدثها ، او لنظارة وجهها العاكس لضوء الحجره او بشاشتها وحسنها الذي لم افكر في امره حينها لأن فارق السن لم يترك لي فرصة اشتهائها كأنثى كما انه ليس بطبعي ان اطمع في امر كهذا وانا ضيف جئت لأمر محدد . صدقا ان الوقت مضى مهرولا ،فانتبهت لهذا ووقفت مستأذنا فنهضت تمشي معي للباب ثم ادخلت يدها وناولتني هدية النجاح (المزعوم ) وقالت وهي تتحسس كتفي بيدها برفق : لازم تيجي تاني اعتبر البيت بيتك .وولادي اخوانك . اجبتها وانا ارد يدها : مالها لازمه كفايه جلست معاكم واتعشيت عندكم . لكنها حلفت ان آخذها وفردتها امامها فوجدته اكثر مما اخذه الآخرين ! وعندما قلت انها زياده ؟ قالت : لا ... عشان انت اكبر منهم وتستاهل . ثم دستها في جيبي ووضعت اصابعها على خدي وقالت : مع السلامه . في تلك الليله وحين لامس رأسي مخدتي وجدتني افكر بها ؟ وظللت استرجع لحظاتي معها حتى نمت واظنني حلمت بها ؟ كانت امرأه مختلفه ... لهجتها شكلها بساطتها مرحها ... كل شيء ؟ وكأنها تعرفني منذ زمن ... كأني نشأت معها في بيت واحد ومن اسرتها ؟ امرها عجيب ! ملكت علي تفكيري واعجابي ! وتساءلت : لماذا نساء الحي يختلفن عنها ؟ ولما يرفضوها ؟ انها رائعه . زمزمت شفتي وانا انتصر لها واهمس : كم نحن معقدون ؟ في الغد انتظرت المساء ...وعندما جاء بحثت عن سبب لتكرار الزياره ، فلم اجد! قررت ان اتخذ ابنها الأكبر صديقا ، وان اشاركه بما امتلك من قصص هي هوايتنا جميعا . لماذا فعلت هذا حينها ؟ لاأدري او ادري ولا احب ان ادري . فجمعت بعضها من عندي مساء يوم ونحيت صوبهم ، طرقت الباب مترددا وفتحت بنفسها يعلن عنها محياها الصابح ، حييتها وناولتها القصص وانا اقول : هذه هدية مني للأولاد ، ردا على هديتك . اخذتها مع ابتسامة افترّ عنها ثغرها ودعتني للدخول وحين رأت ترددي جذبتني من يدي . ( تُرى لماذا رغبت نفسي اليها )؟هي انسانه مختلفه لم اشاهد مثلها في حياتي ولالطبعها مثيل انها عالم آخر مختلف تماما ! لعل هذا ماشدني اليها او سواه .. اي شيء الا ان يكون اشتهاء جسد ... أزعم ان هذا لم يكن واردا في حينها . اتابع ....( للفصل الثاني ) هديــه : بقدر ماتستطيع المرأة أن تقتلك تحييك (سعود ) |
الفصل الثانـــي اين انا منها ؟ انا نقطة في بحرها ، لذا لم اقف طويلا امام امرها كأنثى ! وإن خبأت الأيام شأنا آخر .! ادخلتني غرفة للضيوف صُفّت فيه الأرائك واشكال الوسائد وتفرقت انحاءها بعض الطاولات الصغيره المصدفه . لحظات ودلف الأبن الأكبروالقى التحيه ثم جلس جواري يقلب القصص ورفع رأسه يشكرني ويطلب المزيد ووعدني بتبادلالقصص بيننا ، جاءت اخته وربضت غير بعيد عنّا دون ان تتكلم . وبينا نحن نتبادل النظرات دخلت علينا ( ف/2 ) تحمل كوبا من النعناع اعجبني مذاقه حين ارتشفته . جلست قبالتنا تبتسم وتشكرني على هديتي وان اولادها يحبون هذه القصص .فوعدتها بالمزيد ، وحين انتهيت من شرب النعناع هممت بالمغادره فلم تمانع وتبعتني للباب وهي تسألني إن كنت اعرف حاجه في الكهربا ؟ .اجبتها اني لست كهربائيا ولكني اصلح مايتعطل بمنزلنا . قالت : عندي بعض اللمبات محروقه وابغى ابدلها . قلت ان هذا امريسير ، خليني اشوفها . اخذتني من يدي وطافت بي منزلها تريني التالف منها ،سجلت هذا في ورقه بعدد ونوع المطلوب . وارادت ان تعطيني ثمنها ، امتنعت وقلت : خليها تركب وتشتغل وبعدين نتحاسب ... وسألتها ان كنت استطيع المجيء بها صباحا ؟ فوافقت . خرجت متجها الى احد المحلات القريبه واشتريت المطلوب ثم قفلت راجعا لبيتنا . الصباح عند التاسعه حملت اشيائي و ذهبت لها ... طرقت الباب مترددا وحين ابطأت توقعت المجيء مبكرا ... لكن الباب فتح وهي امامي في صورة اجمل عند نهوضها ، ادخلتني وطلبت ان استريح ريثما تعود , كان البيت هادءا بما يوحي ان ابناءها في مضاجعهم ، الصوت الوحيد كان خرير ماء الصنابير تطرح الماء على يديها ووجهها ، جاءت فطلبت منها ان ابدأ عملي فاحضرت سلما صغيرا وبدأت اصلاح الأضاءه ،وكان امرا يسيره انهيته في ربع ساعه . ابدت اعجابها بما صنعت ، شكرتني وهي تقول : والله عملت فينا طيب ، كان المكان مظلم . ولتؤكد شكرها دعتني لمشاركتها الأفطار ،ولم تترك لي مجالا للرد فقد سحبتني بيدي معها الى المطبخ وهي تكمل : نكمل كلامنا وانا اعمل الفطور . وقفت غير بعيد عنها متكأَ بظهري على الجدار واضعا يدي خلفي وهي تحدثني بظهرها بينما تعد البيض والشاي ، كانت تنقل عيناها بيني وبين ماتجهزه ثم تتحرك كالفراشة هنا وهناك ، تجلب ملعقة او تغسل فنجانا ، يأخذني العجب منها . انتقلنا الى الحجرة التي تناولت فيها العشاء في اول لقاء ، وبدأنا نتناول ماأعدته من افطار بسيط وشهي ، لم تكف عن الكلام كعادتها ، تتحدث في كل شيء ولاشيء . تتكلم في امر ثم تقطعه لآخر دونما سبب . اشبه بكتاب قديم فقد بعض صفحاته فلاتجد تسلسلا لما تقرأ .! حملت صحاف الأكل للداخل ثم عادت دون مريلة المطبخ ... لايسترها سوى قميص نوم لعله لايستر ماتحته كما يجب...... جلست قبالتي تكمل حديثها اللا منتهي! حركت عقصت شعرها وتركته يعانق كتفيها , وفجأه دون سبب لم استوعبه عندئذ اضطجعت غير بعيد عني وهي تئنّ وتشكي وتقول : شغل البيت هلكني ... !!! اعتراني شعور تراوح بين الدهشه ورغبة احسستها لأول مرة في حياتي ... تحرك بداخلي اشياء ... فهمت قليلها واستعصى علي كثيرها ، ؟ عشقت تلك اللحظه كعشقي لذاك الجسد الممدد الناصع امام ناظري يتلوى اركانا كأفعى الصّــل حين ترغب تجديد جلدها ؟؟؟ اشتهيت قفز الأسوار وتلاحم السيوف واخماد امر لاأدريه ... شيء حرك داخلي كل الأسلاك الراقدة بين لحمي وعظمي ... احسسته نبضا اشعل ظلماتي وانارللشيطان طريقا فرشه بكل عتمات الجحيم ! يالها من امرأة مشتعله ، خائره ، قويه، يسكنها الضجيج الأخرس وتفوح من اركانها نداءات الجسد ظلت تتحدث وتتحدث بينما تنكفيء تارة وتنثني اخرى ! كانت تنادي بصمت بلا نداء ! التحمت اناملي ببعضها لاتبغي الفكاك ، وسرى فيها دبيب النمل ، زاغ بصري والجم لساني ، وفي لحظة لاأدري كيف جاءت ولا متى ؟ مدت يدها صوبي وهي على انثناءها حتى لامست اطراف بناني وسحبتني اليها بقوة كما يسحب السجين بعد صدور الحكم عليه الى زنزانة الغياب .... الغياب عن الحرية واتخاذ القرار بلا قيد واصفاد . اشتكى ذاك الصباح تناثر اقراص العسل ومراهم القلوب ورذاذ العاطفة واغتيال الرغبه ! نلتقي بعد الفاصل ... للجزء الأخير هديه : زمان ياحب ياما غُلُبت فيّ وعمر الشوق ماعدّا رموش عينيّ واتاري المستخبي مستخبي واتاري الحب شيء مكتوب عليّ ياأحلا شيء في الكون ياروح الروح يانور ياعبير عيونك احلا خطين لون وصوتك وشوشة عصافير مرسي جميل عزيز / فريد الأطرش |
فيا لك من ليل تقاصر طولـــــــه وماكان ليلي قبل ذلك يقصر ويالك من ملهى هناك و مجلس لنا لم يكــدره علينـــا مــكدرُ يمج ذكى المسك منها مقبل نقى الثنايا ذو غـروب مــــؤشـرُ يكاد فضيض الماء يخدش جلدها اذا اغتسلت بالماء من رقة تميت وتحيي بعد موت وموتهــا لذيذ ومحيّـاها الــذُ وأمجــد عمر بن ابي ربيعه ( 3 ) الخـــاتمـــه خرجت من منزل ( ف/2) بعد ساعة من استضافتي ... توجهت لمنزلي وانا استعيد تلك اللحظات الزاهيه جوار امرأة اشرعت كل النوافذ والأبواب ... ومزقت ستائر حجب الرغبه . كان يوما عصيبا ... تجربة جديده تنازعت فيها نفسي بين اضدادها ! حوار صامت بيني وبين نفسي اخذ من ذاك اليوم الكثير ... استرجع في كل لحظه شريط لقائي الأخير بها ... ابتسم والوم ... ازهو واندم ... احاول جاهدا ان اعود الى توازني ... لكني فشلت ... فشلت في التركيز ... في الحديث مع امي ... في تذوق الأكل ! كل شيء داخلي كان مبعثرا؟ مكعبات فكري مهدمه ... يأست ان ارتبها ... ان اكـوّن منها شيئا وشكلا مفهوما! كانت امي تحدثني فلا ارى الا حركة شفاها .... تصل الأصوات الى اذني مشوهه ! تساءلت في عجز ... وماالحل في هذه الحاله؟ اين اذهب ؟ لمن احكي ؟ فشلت من جديد فكان الحل في النوم ... بعد لأيٍ وارق الحدث ... نمت ... في المساء كنت احسن حالا ... بدأ هرمي يرصف حجارته داخلي . خرجت من بيتنا ...لا ألوي على شيء سوى ان اخرج ... في طريقي حاذيت باب منزلها ... فسمعت نبضي ولَحَـظتُ ساقاي وكأنهما استرخيا ... مزيج من خوف ورغبة وعدم تصديق اني كنت هنا في الصباح واني اكلت الشهد من قرصه ! تحركت في سيري بقوه ... ووثبت لأبتعد اكثر . ليت هذا اليوم صفحة في ورقة روزنامه لكنت فصلتها من رأسها .... متى يأتي الغد .. عشقت الذكرى ... وددتها لحدث اشتهيته ان يكون ذكرى . بعد اسبوع ... اصبحت كما انا ... كما تعرفني امي وابي وصحابي ... انفك حجاب سحرها فعاد الي مرحي وهدوئي حتى سخريتي سكنتني من جديد . قررت منذ ذاك الصباح الغرامي ان لا ازاورها مرة اخرى . هل هي نزعة الدين ؟ام الخوف من اي شيء ؟ ام ... ام ؟ لاادري . قررت ونفذت وهذا هو المهم في نظري .ولأني قررت فقد اعتقلت نفسي في غرفتي اسمع واقرأ ... واذا ماطاب لي الخروج فإني اذهب باتجاه آخر حتى لاأقابلها او ابناءها ولو صدفه . مضى شهر بعد ذاك الصباح ... ذهبت مساء يوم لأبتاع العشاء .... وبينا انا في وقفتي اتناول الخبز من البائع ..إذْ بكتف يلامس كتفي وصوت ناعم يطلب من البائع مثلما طلبت . حانت مني التفاتة فإذا عيناها اللتين تمرحان في لون العشب تشخص في عيناي من خلف غطاء خفيف لم يخفي بريق عيناها وبسم ثغرها وهي تقول : فينك ؟ غطست مره وحده ؟ الولاد يسألوا عنك ؟ ولم يكن امامي رد محدد ولم ارد ! لجمت فسكتّ . سحبت ارغفتي ، واستدرت ماشيا . لكنها لحقت بي وسمعتها من خلفي تقول : ليش مستعجل ؟ استنى .. ابغى اكلمك . تجاورنا خلال مشوار العوده .... وتركتها تتكلم . قالت حديثا كثيرا فحواه انها ترغب رؤيتي وانها وحيده ومااحد فاهمها . وانها مرتاحة لي كثيرا وانها تستطيع ترتيب اوقات زياراتي .. الخ لكني اعتذرت منها اني لا استطيع تلبية رغبتها واني مشغول جدا ؟ لكنها ورغم اسلوب الأنثى في الكر والفر عندما تنوي على امر ... لم اطاوعها وانتهى الأمر بقولي : خليني براحتي . وعندما ايقنت اني رافض دخول منزلها . واننا في حي شعبي ولا اريد لي او لها ان تلوكنا الألسن بما يشين . اطلقت للسانها العنان بقبيح اللفظ ... مما لايجوز كتابته . اسرعت الخطى مبتعدا ... منهيا امري معها بقرار اصدرته قبل لقياها ... بقينا في حينا ردحا من الزمن ... امارس فيها حياتي في كل شيء الا ( ف/2 ) وعندما غادرناه كانت هي لاتزال هناك ... منطوية على نفسها وابناءها لاتُخالِـط ولاتُخالَـطْ . واسفت ان مثلها تعيش على الهامش ... بلا زوج او جيران . وحين تذكرتها بعد عشر سنوات ... يأخذني العجب من لحظة لقائنا اليتيم ... ثم اتساءل : اين هي الآن وماذا حصل لها ؟ اظنه تساؤل مشروع ؟... أظنه كذلك . هدية : غصنُ بانٍ كلما عاتبتهُ عطفَته رقّةً فانعطفا واذا مثّلته في خاطري صفّق القلبُ اليه وهفا ( احمد شوقي ) انتهى امر ( فتحيه ) القادمه ( الأطول والأبقى والأحلـــى ـ هيــــا ) |
متابعه لك يامبدع وبإنتظار * هيــــا * |
سكنت ثورتي فسيّان عندي ان تبوحي بالحب او لا تبوحي وخيالي الذي سما بك يوما ياله اليوم من خيال كسيحي والفؤاد الذي سكنتي الحنايا منه اودعته مهب الريح ( كامل الشناوي ــ فريد الاطرش ) بعض من عرفت عطــر الأيــام ( الفصل الأول ) ( هـيــا ) لي صديق عرفته على مقاعد الدراسه الأبتدائيه . وعندما دار الزمان دورته ... أفرزه تاجرا ... اما انا فظللت احتمي بالكتب واشتكي للموسيقى .. استمتع بموائد المعرفة واوتار الالحان ... لايــــهم ... كل ميسّر لما خلق له . صديقي يتعاطى تجارة العطور ورثها عن والده احبّهـا فأبدع فيها حين قرر ترك الدراسه ...وهو اليوم من ارباب المال ... ادعو له بمزيد التوفيق . كنت اختلف اليه اذا ذهبت الى السوق المركون به متجره لأبتاع بعض مااحتاجه من متاع فأؤدي واجبي نحو صديق قديــم القي اليه التحيه و سؤال عن الاحوال .. وبدايات معتاده واذا كان هناك من وقت فائض نأكله في اجترار الذكريات باسلوب مرح لايخلو من حسرة على ماضي تولى و عند استأذاني يدعوني ويشدد بحب لأستضافتي في بيته فاعتذر منه ... وانا لي طبع لا انفيه وهو اني لا احب التكليف او مايسمى بالرسميات فمادمت رأيتك وسلمت واطمئننت عليك فهذا يكفيني ... وجهة نظر قد يختلف معي البعض فيها ولكن هذا طبع وتعوّد ... ولكن للأقدار تصاريفها ... ومشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها . جلست يوما مع بعض الاصدقــاء واتجهت دفة الحديث عن العطور وانواعها وسمعت احدهم يقول ان هناك انواع من العطور لها روائح متفرّده حيث يتم خلطها فينتج عنها عطر خاص جميل .... استهواني الامر وتذكرت صاحبي وقررت اقتحام متجره ... نويت يوما فاستجمعت رغبتي وهيأت نفسي ثم يممت شطره وكالعاده استقبلني هاشاَ باشاَ ثم سأل : ماذا جئت تشتري اليوم ؟ لم نرك منذ مده . قلت: جئت اشتري عطرا. قال: تدلل ... المحل محلك ..... ذكرت له موضوع العطور الممزوجه فأشار لأجيره ان يأتيه بزجاجة ذكر اسمها ثم طلب ان يأتيه بقارورة صغيره ... ملأها من تلك الجرّه ... وانا ارقب مايفعل ثم ناولني اياها... وكانت رائحتها اكثر من رائعه .. وعندما هممت بدفع قيمتها اوقفني بيده معاتباَ وهو يقول هذه هدية مجيئك اليوم ...وستدعو لي ... فاخذتها خجلاَ وحرجاَ ثم اردف قائلاَ : عندي مناسبة اسريّـــه وارغب حضورك .. وهي فرصه ... لترى الاخوان ولم استطع الاعتذار وهو يضمني لقائمة اسرته وان الماضي الجميل لازال يرفرف بين حناياه ... فاخذت عنوان منزله و وقت الزياره .. و... استأذنت.. في مساء اليوم المحدد وعند الساعه التاسعه كنت اجوب الحي الذي يقطن فيه ،اتلّمس الطريق الى بيته من خلال لوحات الشوارع وارقام البيوت بالاضافة الى اوصاف ومعالم كان قد تلاها علي..وظللت وقتا يسيراَ ادخل شارعا واغادر آخر في حي هادئ مرتّب ... بدا لي ساخن الجمال بارد المشاعر فلا تسمع الا سكون يحاكي صمت القبـــــور وسألت نفسي وانا في دوامة البحث ماالذي حدث لنا ؟ اين ذاك الدفء ؟ اين ولّت تغاريدنا اين ذاك التقارب ؟ لقد اصبحنا في بيوتنا وفي اجتماعنا منفصلين ... ماهذا ....؟ الى اين نسير..؟ هل طمع اهلنا في تلك العادات الجميله فحملوها معهم فوق نعوشهم واحتضنتها القبور ..؟ هل منابع المال المختلفه اخذتنا من شخصيتنا ؟ هل اغلقنا صنبور التلاقي لنفتح خراطيم التباعد لتطفيء توهّجنا؟ وبينا انا في تساؤلاتي العقيمه ونقاشي الصامت مع ذاتي ... دلفت احد الشوارع ارقب اللوحات الارشاديه وقع نظري على حادث تصادم بين سيارتين في احد تقاطعات الحي فاقتربت الهوينا. كانت احدى السيارتين تحوي اسرة وبدا ذلك واضحا من اطلالة الاطفال من النوافذ اما السيارة الاخرى فلم يكن بها سوى امرأة تجلس في الخلف وسائق السياره (اجنبياَ) يقف بجوار مكان التصادم بينما السائق الاخر لازال قابعاَ خلف المقود ولم يكن هناك احد في الشارع سوى بعض الأطفال خرجوا من مسكن قريب على صوت التصادم الذي بدا خفيفا وحين دنوت بسيارتي منهم اشار لي السائق الراجل فتوقفت ثم جاء ليطلب مني ان احاول مع الرجل لعله يتنازل ويتركنا نذهب ! فأشرت للرجل وجاء ليقول بعد سؤالي ان الخطأ منهم اخذته من يده وذهبنا لنرى حجم التصادم ورأيت ان الامر لا يستحق واقنعته ان معك اسرتك وانت ترى ان المرأة في وضع حرج وليس معها سوى سائق اجنبي ليس بيده حل احتسبها عند الله وسيعوضك . اقتنع الرجل وعاد بسيارته الى الخلف وهو يحوقل ويحتسب والحقيقه ان الحادث لا يستحق ولكن هذا ماحدث . اشرت للسائق ان الامر انتهى فركب السياره ثم عاد وترجل وجاء نحوي يقول ان المرأه تريد التحدث اليك فجئت بعد تردد ووقفت غير بعيد بمسافة تسمح لي ان اسمعها قالت : لا ادري كيف اشكرك ان لنا نصف ساعه ونحن ننتظره ان يسمح او تحضر سيارة شرطه دون فائده ، وجهازي لاأدري ماحصل له ؟ قلت : لابأس حصل خير مع السلامه واصلت طريق البحث عن منزل صاحبي الذي اجدني تأخرت عنه ثم وجدته فأوقفت سيارتي ونحيت صوب الباب اداعب الجرس حتى خرج الي احد الصبية ومن وراءه صيحات الاطفال ولعبهم ... طلبت من الصبي ان يدعو والده الذي لم يبطيء جــاء باسما ومرحّـــبا يقول : الحمدلله عرفت المنزل . وبينا نحن نتبادل عبارات الترحيب اذ بالسيارة التي كانت بها المرأه والسائق الاجنبي تركن امام منزل صديقي وتنزل المرأه امام الباب الآخر ... توقفت قليلا والتفتت الينا ثم دخلت المنزل وانا على يقين انها عرفتني .... دخلت انا بدوري وكان لقاءا جميلا وترحيبا من اخوة صديقي ومن كان بصحبتهم ويعرفني ولم يخلُ الامر من التعليقات والقاء النكات وسط ضحكات حميميه وسؤال عن الحال والاحوال وكان لابد ان اسمع تعليقاَ عن علاقتي بالموسيقار فريـد الاطرش وهل سأضحي له هذه السنه ؟! الى آخر هذه الكلمات التي لاانكر ان بعضها مزعج نوع ما . هدأت المناوشات حين دارت صحاف التمر وفناجين القهوه ثم انتقلنا الى العشاء وعندما انتهينا من العشاء لحق بي صديقي وانا اتجه الى المغاسل وقال لي هامساَ: ان والدتي تريد السلام عليك ثم ادخلني الى الطريق المؤدي الى داخل البيت حيث وجدت والدته بانتظاري . سلمت عليها ووجدتها كما عهدتها تلك الطيبه المفرطه والدعوات التي لاتتوقف ولمست الحسرة في صوتها عندما ذكرت بيتهم القديم وتزاورنا ثم ختمت اللقاء بقولها ) : لاتقاطع وان امك خلنا نشوفك جعل والديك في جنات النعيم. عدت الى مجلسي وانا مفعم بدعوات هذه السيده الفاضله التي ذكرتني بأهلي وايام عزيزة مضت ولم يبق سوى ذكراها . وظللنا نتسامر الى وقت متأخر ثم انقضت الليله بكل الحب والحبــــــور واستأذنت على وعد بتكرار الزياره....اما تلك المرأه فلها قصة اخرى ارويها حين تهدأ عاطفتي. نلتقي بعد الفاصل للتالي (سعود ) هديـــــه : زعموا حبي ياقلب خطايا لم يطهرها من الإثم بكايا لاتثر لي ذكرياتي إنها شيبتني شيبت حتى صبايا ذكريات عصفت بي ذكريات لم تدع من اجلي الا بقايا كلما نفضت عيني الكرى لم اجد بين ذراعيا سوايا آه من نومي ومن صحوي ومن ساعة تعلن او تخفي اسايا كامل الشناوي |
هـ ـ عطر الأيام ( الفصل الثاني ) تمــرّ الأيام تعقبها الشهور .. ثم .... السنون يحملها الأنسان فوق اكتافه ... يسير بمخزون اعمال تختلف من شخص لآخر ... وبين عقله وعاطفته تتأرجح خطواته فينتصر احدهما تبعا لهواه وموازينه . في قراراته .. يتردد .. يقبل ويحجم ... يفكر ويتأمل ... يقف و يتحرك ... يمشي و يهرول ... في كل الميادين ... العمل ...التجارة ... الاسرة ... الصداقه ... السفر ... الاحتياجات الماديه ... المقتنيات ... كل شيء .. كل شيء . الا شيء واحد يقف العقل امامه عاجزا ، مسترخيا ، مستسلما ، مكسورا ، مختفيا ، مختبئا ، ساكتا ، يلملم أطرافه يفسح الدرب امام القادم ... هذا الغول ، المسيطر المهيمن ... صاحب القرار الذي لايقبل الجدل .... إنــهُ ... الحُب ... المتألق دائما فوق العقل .... الغاطس في بحور العاطفه الحب بعذاباته اللذيذه ....وقراراته الناعمه وقسوته المستحبه ..... ماأجمله . خرجت من بيت صديق طفولتي بعد سهرة امتدت الى ساعة متأخره التهم دقائقها طول الحديث واجترار الذكريات وودعته على وعد بتكرار الزياره .... بعد اسبوع او عشرة ايام ( لاأذكر ) وفي ليلة ماطرة .. اتجهت الى فراشي ( اليتيم ) اطلب النوم . وقبل ان اندسّ في الفراش سمعت رنين الهاتف .. ولم اعره اهتماما فالوقت متأخر ... ومن ذا يطلبني في تلكم الساعه ؟ تشاغلت عنه وأمسكت بأطراف اللحاف ابغي الأحلام ففيها من الأوهام ماهو اجمل من الواقع احيانا . ولكن الرنين ظل متواصلا بشكل ازعجني وباعد بين رموش عيناي .. ماهذا الأصرار ؟! نحّـيت الدٍثار جانبا واتجهت صوب مصدر الأزعاج ..... رفعت السماعة وهتفت : ايوه.. واذا به صوت ناعم حالم متناغم مع ريهام المطر . يقول بعذوبة اين منها صوتي ..: مساء الخير .. اجبت والوسن يداعب اجفاني : اهلا .. مساء النور قالت باستفهام العارف : الأستاذ سعود ؟ اجبت والحيرة تمسك بتلابيب تساؤلي : ايوه ... مين ؟ ردت بكل ثقة ودلال : كيف حالك ... والله زمان ... تماسكت وسألت : مين انتي ؟ قالت عاجلة : اولا انا آسفه للمكالمه في هذا الوقت ... لكن بس حبيت اتأكد ان الرقم صحيح ... ابكلمك في وقت ثاني ... تصبح على خير ؟؟! قالتها بسرعه واغلقت الخط ... وتركتني .. كتلميذ نسي ان يحل الواجب ولايدري ماذا ينتظره .. وترددت في اذني عبارة ... تصبح على خير . وهل تظن هذه المجنونه اني سأنام بعد هذا ( الله يرحم النوم ) لازمتني الحيرة وغادرني النوم .. وكان الحل أو شبه الحل ... كوبا من الشاي واوراق و..... قلم . مع خيوط الصباح الأولى كانت عاطفتي قد هدأت .. ورمقت السرير بنظرة فرأيته يستعطفني .. وكان نوما مليئا بالأحلام والحكايات.. لم اذكر منها شيئا واضحا .. بعد ما صحوت .! نلتقي بعد الفاصل ( سعود ) هديه : ذات ليله انا والاوراق والاقلام كنّا في عناق نقطع الازمان والابعاد وثباً في اشتياق والنهايات السعيده لم تكن عني بعيده هبّت الريح وهزّت في عناد بابيه اطفئت امن حياتي اطفأت مصباحيه لم اجد نارا لديّا لم اجد في البيت شيّا غير ام هي لاتملك الا الدعوات واب لم يبقي غيري للسنين الباقيات مرسي جميل عزيز |
هـيا ـ عطر الأيام ـ ( الفصل الثالث ) بحبك في قربك وبعدك بحبك لوحدك ومهما تقسى عليّه ماحملشي منك اسيّــه مأمون الشناوي بعض من عرفت قالت كحّلت الجفون بالوسني قلت ارتقابا لطيفك الحســــــــن قالت اذعت الاسرار قلت لها صيّر سري هواك كالعلـــــن قالت تشاغلت عن محبتنا قلت .. نعم .. بالبكاء والحــزن ( صفي الدين الحلّـــــي ) الورده ليست شكلا جميلا أو رائحة زكيّـــة فحسب .. انها احساس بالحياة ودعوة صادقة للحـــب .(( سعود )) توالت ايام كنت توقعت خلالها مكالمة من تلك المرأة المجهوله ... وكانت دقات قلبي تسبق يدي لسماعة الهاتف حين تصدح اجراسه .. وهي حالة اسميها .. حالة جلاء الغموض ... فأنا اكره الغموض والأبطاء والتسويف في العلاقات الأنسانيه واحب الوضوح والمباشرة دون زيف اومايسمى الملاوعة والتلاعب بالعواطف ... فاما ان نمضي سويّــا في طريق واضح الممرات مرصوف العواطف الصادقه تحفّ به اشجار الحب من كل جانب .. او يسلك كلّ منّا طريق آخر ( ويرتاح ويريّــح ) .... هذا مفهومي للعلاقات الأنسانيه ... والحب والعواطف . بعد الأيام مضت اسابيع ثم شهور لم تبلغ السنه .. الا انها كانت نعمة من الله لتهدأ عاطفتي وانام هادئا ناسيا غير مبالٍ لرنين الهاتف المزعج احيانا . ولـكن . و آه .. من ... لـكن !!! في احد ايام احدى الشهور في واحدة من سنوات عمري الشقية الملتهبة .. احيانا .. النائمة المسترخية احايين اخرى .. دلفت منزلي قادما من عملي ظُهـراً ... فاذا برنين المسرَة يرحب بمقدمي ... لم اهتم كثيرا ... وبدأت اتخلّص من هندامي تباعا .. ثم نحيت صوب صديقي المزعج ... تناولت يد المسـرّة وهتفت : آلـو ...؟ فأجاب الطرف الآخر الناعم الحالم : مساء الخير ... كيفك ياسعود .؟ آه انها هــي .. ليتها امامي كنت خنقتها .. ليس حبا ولاكرها انها حالة جلاء الغموض تلبستني ... .. كظمت غيظي .... اجبت وظاهري يعلن خلاف مابداخلي من مشاعر قلت : بدري .. تــوّ الناس ... ؟! قالت :عرفتني ...؟ قلت : وهل يخفى القمر عند اكتماله او كسوفــــه فهمت قصدي .. وردت : ـــ نعم انا آسفه ... مضى وقت طويل بعد تلك المكالمه .. ولكن انت لاتدري ماحصل معـــي بعدها ...؟ ـــ لايهم . هل اتشرّف بمعرفة محدّثتي ..؟ ـــ نعم هذا حقك واصلت كلامها وسألت : هل تذكر ليلة زيارتك لمنزل آل فلان ..؟ ـــ من حوالي سنه تقريبا ... ـــ وهل تذكر ماحدث تلك الليله قبل وصولك لذاك البيت ...؟ ـــ سكتّ قليللاً وأجبت : لاأذكر ولاادري عن ماذا تتحدثين ..؟ ـــ ذاكرتك ضعيفة .. او ان الأمر لايعني لك شيئا ... أنسيت حادثة التصادم في الحــي ؟ ـــ أيـه . نعم . تذكّــرت . ـــ أتذكر اني دخلت معك نفس المنزل في تلك الليله ؟ ـــ من الباب الآخــــر . ـــالحمد لله ... وصلنا . ـــ لم نصل بعدْ . ماعرفتك ؟؟ ـــ هل تحب ان اقول لك من انا ... ام ........ ـــ قاطعتها : سيدتي نحن لسنا في برنامج الغاز واحاجي .. قولي من انتي .. ثم احكي ماتشائين .. ـــ كعادتك يا ( سعود ) دايما مستعجل وهذا احد اسباب الفراق . ـــ اشتقت لمعرفتك . ـــ انا ((( هيــــا ))) عرفتني ؟ ـــ لأ . الأسماء كثير . ـــ انا بنت (...) وكنا جيران في حي (....) وكان .. (( قاطعتها )) ـــ نعم نعم . تذكرت . الله يالدنيا . والله زمان ...وين الناس ... اخباركم .... واخبار الأهل ؟ ـــ وحده وحده . قدامنا وقت طويل نحكي فيه ..اترك عنك الاستعجال . ـــ اذن انتي اللي كانت بالسيارة ..؟ وانتي من دخل منزل اهل صاحبي . ـــ نعم . ـــ ياللصـدفـه .! ـــ حلوة . ؟ ـــ أكيـد ... بس من وين تعرفيهم ؟ ـــ ياسلام ... يعني مايعرفهم الا انت ؟ ـــ طيب من وين جبتي رقم هاتفي .؟ ـــ أعتقد ماهو من المستحيلات ؟؟ ( واتبعتها بضحكه ) ــ كذا بداية ماهي طيبه ... ـــ ضحكت بشدّة وقالت : مرح كعادتك . ـــ شكرا وأجيبي عن سؤالي . ـــ واجهتني بعض الصعوبه حتى عرفت الرقم والطريقه ماتهم المهم اني اكلمك الآن . ـــ طمنيني عنك وعن أهلك ؟ ـــ تحب تسمع اخباري او اخبار اهلي ...؟ ـــ كلـــــكم . ـــ الأهل .. اللي مات واللي مازال عايش واللي تزوج واللي مازال .. ـــ مختصر مفيد . ـــ أحســـــن . ـــ وأنتي . ـــ يهمك تعرف اخباري ؟ ـــ على الأقل عشان اعرف سبب الأتصال....؟ ـــ الســــــــلام و .... الشوق . ـــ الشوق !!... قديمــه ... شوفي غيرها . ـــ انت السبب . ـــ عتاب تأخر سنين طويله ... ونبش في ماضي دفنته . ـــ يعني ماتصدق انه الشوق ؟ ـــ نشتاق احيانا الى جدران منازلنا القديمه . ـــ انا لست جمـــــاد . ـــ لعل الجماد ... ارحم واوفى و أصدق . ـــ الا تريد ان تسمعني بعد هذه السنين ..؟ ـــ ستكون رواية ماسخة لفلم هندي عرض اكثر من مرّه . ـــ أنت قاسي . ـــ قسوتك كانت ادمى .. وجرحها غائر . ـــ اولا هل تعرف لماذا تأخر اتصالي بك بعد تلك المكالمة الليليه منذ شهور ...؟ ثواني صمت ثم (( ثم واصلت )) : كنت مريضه وشارفت على الموت ... وسافرت للعلاج وعدت قبل اسبوع . ـــ العلاج ام الفسحه .؟ ـــ هذا ردك بدل تهنئتك ... انت تظلمني كثيرا . ـــ تعلمت الظلم منك . ـــ اقسم اني كنت اعالج بالخارج . ـــ تكفير عن اخطــــاء . ((( احسست ان ردي كان قاسيا جدا عليها لأن لهجتها تغيرت عن البدايه .. فقد وجمت قليلا ثم قالت بانفعال فيه عتاب واسف ))) ـــ كلنا خطاءون هل انت ملاك ... ؟ هل افعالك كلها صائبه ؟ هل انت خلاف البشر ؟ هل الظلم عليك وحدك دون سواك ؟ لا . لا . (( ياسعود )) ... انا لست قديسه وانت لست ملاكا يمشي فوق الأرض .. كلنا بشر كلنا اخطاء .. جميعنا جزء من هذا المجتمع ... لانتحرك بمعزل عنه ... أحيانا نضطر لقبول امر ما دون رغبتنا وخلاف مانحب ... ارضاء او خوفا .. او .. او فلماذا تقسو علي لأني تزوجت رجلا آخر رغم ماكان بيننا من حب ... لماذا تظلمني ؟ هل كان علي ان اقدم لك في حينها تقريرا وافيا بالأسباب وبما حصل هل كان يرضيك ان آتي الى منزلكم اجثو امامك لترضى وتقتنع ويكون ثمنه كرامتي وسمعة اهلي ونبذ وتحطيم مانشأنا عليه من تقاليد وتربيه ... هل سيروقك وتسمو بي لذاتك .. وهل اضمن انك لن تحتقرني فيما بعد وتركلني بعيدا عنك وتتبرأ مني .. هل كنت ستفخر بي لو تصرفت بعاطفتي وبإسم الحب دون عقلي واحترامي لك ولذاتي ولما بيننا , هل كنت سترضى .؟ جاوبني ؟ انت ظالم . ظالم . وقاسي ولاتعرف من الحب الا وجهه الحسن الجميل ... لاتعرف معنى الحب او التضحيه انت لايهمك الا ذاتك وانانيتك ووجودك .. انا ضحيت من اجلك من اجل ان يبقى حبنا طاهرا نقيا خالدا .. ولكنك لم تعرف هذه المشاعر او تقدرها .. انت ... انت ........ ؟ ثم دخلت في موجة عنيفة من بكاء حارق وشهيق لم يتوقف .و. اغلقت السماعه وانا بدوري حذفتها فوق مسندها ثم تراجعت مذهولا محبطا وتناولت اقرب كرسي وجلست مشتت الفكر مقبوض الفؤاد واجتاحتني احاسيس متنافرة . لم استطع تحديدها بين ماضٍ بارق مشرق ... امانيه للعيش الجميل تسبقه . ثم موقف جاء بعد سنين كاد فيه الجرح ان يندمل .. وبعد ان انخرطت احيـا كأي انسان آخــر ... جاءت لتحييه مكالمة غير منتظره في وقت غير مناسب . اسندت رأسي على كفي واطرقت ساهما الوم نفسي مرة وانتصر لذاتي مرة اخرى احسب نفسي جلاّدا واخرى ضحيه .. وعافت نفسي كل شيء . كل شيء نلتقي بعد الفاصل ....للرابع ( سعود ) هديـــــــه : من الحياة نجدل قصيدة الحب وللحب نغني انشودة الحياه ( سعود ) |
|
الاخ القدير سعود
حديثك يجلو السأم والملل ومتابعة لك وتسلسل أفكارك أنت مبدع انحناءة ياسمينة |
الساعة الآن 11:34PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية