اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبض القلب ابها
(المشاركة 257134)
أختي القديرة .. عبير
في البدايه أشكرك على حسن الأختيار وحسن الطرح فلعلنا نصلح شيء حتى لو على مستوى أطار هذا المنتدى أن كان هنالك من يعاني من ذلك الأمر ..
أختي أن غربة المشاعر التي ذكرتيها هي ما تسمى في علم النفس
( الطلاق العاطفي )
وسأدرج لك موضوع كامل في الطلاق العاطفي تعريفه ومسبباته ونسأل الله أن ينفع به من يمر بهذا المرحله هنا من الأخوة ومن يقراء أن يستفيد المهم أن نطبق ولا نقراء ونهمش بل نطبق وهذا من نشرة أحد المصحات النفسيه...وأتمنى الفائدة ..
يظن الكثير أن العلاقات بين الزوجين أمر فطري يمكنه ممارسته دون جهد .. ولا يدري أنها فن يحتاج إلى تعلم الوسائل الصحيحة وممارستها .. وإلا لما وجدنا بيننا أسراً سعيدة .. وأسراً تعيش مع المشاكل صباح مساء .
تعـــــــــريف الطـــــــــــلاق العاطفـــــــــــــــــــي :
هو : حالة تعتري العلاقة الزوجية يشعر فيها الزوج والزوجة بخواء المشاعر بينهما ، وينعكس ذلك على جميع التفاعلات داخل الأسرة .
وهو مضاد للتوافق الزواجي ، والذي يعني أن كلاً من الزوج والزوجة يجد في العلاقة الزوجية ما يشبع حاجته الجسمية والعاطفية والاجتماعية ، مما ينتج عنه حالة الرضا الزواجي .
ولكي يتحقق التوافق الزواجي : على كل زوج أن يعمل على تحقيق حاجات وإشباع رغبات الطرف الآخر ، وإشعاره بهذه المشاعر الإيجابية ، وأنه سيبذل ما في وسعه كي تستمر الأسرة. والسعادة الزوجية هنا ليست عملية عشوائية ، وإنما ثمرة سلوك قصدي هدفه إسعاد الطرف الآخر .
كيـــــــف يحــــــــدث الطــــــــلاق العاطفـــــــــــــــــي ؟
• البذور التي تسبق حدوث حالة الطلاق العاطفي ، ترجع إلى طبيعة العلاقات الأسرية داخل أسرة الفتى ، أو الفتاة . لأنها هي التي يكتسبان من خلالها سماتهم الشخصية وتصوراتهم عن الحياة ، ومخطوطات الدور للرجل والمرأة.
ويمكن أن يرتبط الفتى أو الفتاة بطريقة التفاعلات الأسرية التي نشأ عليها ، ويحاول أن يكررها في أسرته . أو ينفر منها ، فيحاول أن يتجنبها في أسرته الجديدة ، في " رد فعل عكسي " ربما كان سبباً في وجود أخطاء من نوع مضاد.
• التجارب العاطفية قبل الزواج : وتؤدي إلى أن : يُسقِط أحد الطرفين على الآخر مشاعر كان يعيشها مع آخرين قبل الاقتران به ، سواء كان ذلك زواجا سابقا أو علاقة حب غير شرعي ، أو علاقات مراهقة . وهو يسلك كما كان يسلك مع العلاقة القديمة ، ويريد من الطرف الآخر أن يكون كالصورة التي في ذهنه عنه.
• أخطاء الاختيار : لكل فرد صورة خاصة عن رفيق حياته ، تحدد له سبل اختياره له . والإنسان يبحث إما عمن يشبهه في القيم والأفكار والمستوى الاجتماعي ... إلخ ، أو عمن يكمل نقصه والخطأ في اختيار الطرف الآخر يترتب عليه اضطراب العلاقة من بدايتها أو تماسكها تماسكا صوريا في البداية ، ثم ظهور الخلل عليها بعد ذلك.
وكثير من الأسر المضطربة في مجتمعنا كان الاختيار فيها مبنياعلى معلومات ناقصة ، وقد تكون مشوهة عن الطرف الآخر ، ولم يعمل فيها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " .
ووجود هذا الخلل في علاقاتنا الاجتماعية جعل الزواج رهانا على مجهول ، ومقامرة غير محددة العواقب.
أسبــــــــــــــاب حـــــــــدوث الطــــــــــلاق العاطفــــــــــي :
يمكن تقسيم أسباب حدوث الطلاق العاطفي إلى :
1- أسباب تتعلق بسمات الشخصية :
التباين بين الزوجين في سمات الشخصية : بأن يكون أحدهما انطوائياً والآخر انبساطياً ، أو أن تتباين سماتهم الشخصية تبايناً يجعل اللقاء التواصل بينهما متعذراً .
اضطرابات الشخصية : حين يعاني أحد الطرفين من واحدٍ من اضطرابات الشخصية المعروفة ( الوسواسية ، التجنبية ، الهستيرية ، النرجسية ... إلخ ) ، وكلما كان الاضطراب أكثر خفاءً كان أكثر أثراً على العلاقة من حيث لا يشعر الشخص نفسه .
التعامل غير الإنساني : وهو خطأ في التصور يؤدي إلى خلل في السلوك ، وذلك بأن ينظر أحد الزوجين إلى الآخر باعتباره شيئاً يملكه ، وليس إنساناً يتفاعل معه ، ويحترم حدود شخصيته ، وكثيراً ما يكون سبب ذلك في مجتمعاتنا خطأ التصور عن " قوامة الرجل على المرأة " .
ومفهوم القوامة للرجل لا يعني التسلط والقهر ، وإنما هو تكليف إلهي له بحسن إدارة المنزل للوصول به إلى بر الأمان ، وعلى قدر مهارته في ذلك يكون تماسك أسرته وبقاؤها . وقد كان صلى الله عليه وسلم يشاور نساءه ويكون في مهنتهن ، ويداعبهن ، ولم يقلل ذلك من قوامته الشريفة صلى الله عليه وسلم . وقال : " إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" هذا وغيره في معنى القوامة، أما كيفيتها فنجدها في تطبيق سيد الخلق أجمعين النبي محمد صلى الله عليه وسلم القائل: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
وكثيراً ما تكون الرغبة في التملك مغلفةً بمشاعر الحب ، وهو ما يسمى بالنرجسية ، فالزوج أو الزوجة يحب الطرف الآخر " إلى حد التملك !! " ويسعى إلى تشكيل حياته ضمن قوالبه هو ، دون أن يسمح لشخصيته بالنمو الطبيعي الخاص بها .
2- اضطرابات التواصل بين الزوجين :
• إذا نظرنا للأسرة باعتبارها نسقا، فإن وجود أي حدث طارئ يؤثر على التفاعلات داخل هذا النسق ، فولادة طفل جديد : ستؤثر على العلاقة بين الرجل وامرأته ، ولن ينال من رعايتها وعنايتها ما كان يناله حين كانا منفردين. ودخول أحد الأطفال مرحلة المراهقة يفرض على الزوجين طريقة جديدة في التعامل معه والتعامل بينهما .
• المشكلة التي تترتب على التغير في الأسرة هي أن أفراد الأسرة يجب أن يتكيفوا مع هذا التغير ، وأن يرتبوا أنفسهم على الظروف الجديدة ، واستمرار الأسرة في سلوكها القديم وعدم اعترافها بالظروف المتغيرة يعقد المشكلة .
• تناول كثير من المفكرين المعضلة الإنسانية المتمثلة في أن الإنسان موزع بين خوفين : الأول : الخوف من الوحدة والهجر والانفصال . والثاني : الخوف من الابتلاع من قبل الآخرين ، فهو متناقض بين أن يقبل على الآخرين فيندمج فيهم وتضيع نفسه منه ، أو يبتعد عنهم فلا يجد دعم الآخر ، والأسرة السوية هي التي تحافظ على التوازن بين هذين الخوفين ، فيعطي أحد الزوجين الآخر الدعم الكافي ، دون أن يفقده شخصيته وهويته.
3- أفكار خاطئــة :
• تصورات الدور : حين ينظر الرجل إلى دور المرأة والمرأة إلى دور الرجل نظرة مشوهة ، فيها استعلاء على الآخر أو استغلال له.
• التصورات المغلوطة عن العلاقة الجنسية بين الزوجين ، والخبرات السيئة في العلاقة الجنسية.
• عدم إدراك اختلاف المرأة عن الرجل في أنماط التفكير والشعور والسلوك في تقرير لمجلة "بونته" الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات. وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.
• حين تكون توقعات المرأة أو الرجل عن الزواج مثالية ، ثم يفاجأ بأن الواقع أقل بكثير مما تصور .
• الاعتقاد الخاطئ بأن الأعمال تغني عن الأقوال : تظل الزوجة منتظرة منك الحديث إليها ، والحديث عنها ، ومهما كانت أفعالك معها ، فهي في حاجة إلى أقوال تداعب مشاعرها .
4- نقص مهارات التعامل بين الزوجين :
• حين يشعر أحد الطرفين أنه بذل للآخر أكثر مما أخذ منه يشعر بالغبن ، ويبدأ في النظر إليه بصورة مختلفة .
• يظل الحب بينكما باقياً طالماً كان لديكِ ما يمكن أن تمنحيه له ، ولديه ما يمكن أن يمنحه لك .. فإذا توقف هذا العطاء المتبادل أصبحت تكلفةُ العلاقةِ أكبرَ من عائداتها ، وانقلبت إلى وظيفةٍ بعد أن كانت متعة .
• انعدام ثقافة الحوار بين الزوجين يبني سدوداً بين تصوراتهما ، فلا تلتقي ، ويظل كل طرف منهما محتفظاً بمخطوطاته الخاصة عن دوره ودور الآخر ، وحين تحدث مشكلة أسرية ، مع عدم وجود قنوات للحوار بين الزوج والزوجة تكون الساحة فارغة لتدخل الأطراف الأخرى بينهما ، ولنمو التأويلات الفاسدة التي تقوض العلاقة . وتصل الأسرة إلى حالة يشيع فيها الصمت : الصمت عن الحديث ، والصمت عن تبادل المشاعر ، والصمت عن الترافق في الأفكار .. يتحول البيت إلى عالم من الخواء المعتم .. لا يدخله نور المشاعر .. ولا يمتلئ بحركة الحياة . ولا يكون أثر ذلك على الزوجين فحسب ، بل يتعداهما إلى الأبناء ، لتتحول الأسرة إلى أسرة جامدة في مشاعرها ، يسعى كل طرف فيها للحصول على مكاسبه الخاصة حتى وإن كان ذلك على حساب المجموع .
5- الضغوط الخارجية :
• تدخل أطراف أخرى في العلاقة الزوجية : أهل الزوج ، أهل الزوجة.
• عمل المرأة يفرض على الزوج إعادة التصورات عن دوره ودور زوجته ، ويمكن أن نخفف من سلبياته بشيوع ثقافة الحوار في الأسرة ، واستعداد الرجل لزيادة مساحة مساعدته لزوجته .
• التعرض لنكسات اقتصادية .
• تعدد الزوجات : رغم أنه مباح شرعاً ، إلا أن القلة من النساء من تصبر عليه ، وربما كان سبباً في الطلاق العاطفي بين الرجل والزوجة الأولى .
__________________
|
اشكرك اختي نبض القلب ابها على ردك الجميل
تحياتي
|