ياعمري
04-29-2008, 07:49PM
http://www.assiraj.bizland.com/graphics/poem1.jpg
زين العابدين بن علي ابن الحسين رحمه الله
لَيْسَ الغَريبُ غَريـبَ الشَّـأمِ واليَمَـنِ*إِنَّ الغَريبَ غَريـبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِـبَ لَـهُ حَــقٌّ لِغُرْبَـتِـهِ *على الْمُقيمينَ في الأَوطـانِ والسَّكَـنِ
سَفَري بَعيـدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي *وَقُوَّتـي ضَعُفَـتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلـي بَقايـا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا* الله يَعْلَمُهـا فـي الـسِّـرِ والعَـلَـنِ
مَـا أَحْلَـمَ اللهَ عَنـي حَيْـثُ أَمْهَلَنـي* وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
تَمُـرُّ ساعـاتُ أَيَّـامـي بِــلا نَــدَمٍ* ولا بُـكـاءٍ وَلاخَــوْفٍ ولا حَــزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِـقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـداً *عَلـى المعاصِـي وَعَيْـنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَا زَلَّـةً كُتِبَـتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ* يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلـبِ تُحْرِقُنـي
دَعْني أَنُوحُ عَلـى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا *وَأَقْطَـعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ
كَأَنَّني بَيـنَ تلـك الأَهـلِ مُنطَرِحَـاً *عَلـى الفِـراشِ وَأَيْديـهِـمْ تُقَلِّبُـنـي
وَقـد أَتَـوْا بِطَبيـبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي* وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَـوتُ يَجْذِبُهـا* مِن كُلِّ عِـرْقٍ بِـلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني فـي تَغَرْغُرِهـا *وصَارَ رِيقـي مَريـراً حِيـنَ غَرْغَرَنـي
وَغَمَّضُونـي وَراحَ الكُـلُّ وانْصَـرَفـوا* بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّـاسِ فـي عَجَـلٍ* نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتيـنـي يُغَسِّلُـنـي
وَقالَ يا قَـوْمِ نَبْغِـي غاسِـلاً حَذِقـاً *حُـراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَـارِفـاً فَـطِـنِ
فَجاءَنـي رَجُـلٌ مِنْـهُـمْ فَجَـرَّدَنـي *مِـنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي
وَأَوْدَعونـي عَلـى الأَلْـواحِ مُنْطَرِحـاً* وَصَارَ فَوْقي خَرِيـرُ المـاءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَبَ الماءَ مِـنْ فَوقـي وَغَسَّلَنـي* غُسْلاً ثَلاثاً وَنَـادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ
وَأَلْبَسُونـي ثِيـابـاً لا كِـمـامَ لـهـا* وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَنـي
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَـوا أَسَفـاً *عَـلـى رَحِـيـلٍ بِــلا زادٍ يُبَلِّغُـنـي
وَحَمَّلونـي علـى الأْكتـافِ أَربَعَـةٌ *مِـنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِـي مَـنْ يُشَيِّعُنـي
وَقَدَّموني إِلى المحـرابِ وانصَرَفـوا* خَلْـفَ الإِمَـامِ فَصَلَّـى ثـمّ وَدَّعَنـي
صَلَّـوْا عَلَـيَّ صَـلاةً لا رُكـوعَ لـهـا* ولا سُـجـودَ لَـعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُـنـي
وَأَنْزَلونـي إلـى قَبـري علـى مَهَـلٍ* وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّـدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَنـي *وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِـنْ عَيْنيـهِ أَغْرَقَنـي
فَقـامَ مُحتَـرِمـاً بِالـعَـزمِ مُشْتَـمِـلاً* وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِـي وفارَقَنـي
وقَالَ هُلُّـوا عليـه التُّـرْبَ واغْتَنِمـوا* حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
فـي ظُلْمَـةِ القبـرِ لا أُمٌّ هـنـاك ولا* أَبٌ شَـفـيـقٌ ولا أَخٌ يُـؤَنِّـسُـنـي
فَرِيـدٌ وَحِيـدُ القـبـرِ، يــا أَسَـفـاً* عَلـى الفِـراقِ بِـلا عَمَـلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العيـنِ إِذْ نَظَـرَتْ* مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَنـي
مِنْ مُنكَرٍ ونكيـرٍ مـا أَقـولُ لهـم *قَدْ هَالَنـي أَمْرُهُـمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي
وَأَقْعَدونـي وَجَـدُّوا فـي سُؤالِـهِـمُ* مَالِي سِـوَاكَ إِلهـي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي
فَامْنُنْ عَلَـيَّ بِعَفْـوٍ مِنـك يـا أَمَلـي* فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَـهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالـي بعدمـا انْصَرَفُـوا* وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْـرِي فَأَثْقَلَنـي
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْـلاً لهـا بَدَلـي* وَحَكَّمَتْـهُ فِـي الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّـرَتْ وَلَـدي عَبْـداً لِيَخْدُمَـهـا* وَصَـارَ مَالـي لهـم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ
فَـلا تَغُـرَّنَّـكَ الدُّنْـيـا وَزِينَتُـهـا *وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْـلِ والوَطَـنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْـرِ الحَنْـطِ والكَفَـنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَـاك وارْضَ بِهـا* لَوْ لم يَكُـنْ لَـكَ إِلا رَاحَـةُ البَـدَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْـرِ تحصُـدْ بَعْـدَهُ ثَمَـراً* يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَـى الوَهَـنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِـي* فِعْـلاً جمـيـلاً لَـعَـلَّ اللهَ يَرحَمُـنـي
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبـي واعمَلِـي حَسَنـاً* عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ المـوتِ بِالحَسَـنِ
ثـمَّ الصـلاةُ علـى الْمُختـارِ سَيِّـدِنـا* مَا وَصَّا البَرْقَ في شَّـامٍ وفـي يَمَـنِ
والحـمـدُ لله مُمْسِيـنَـا وَمُصْبِـحِـنَـا* بِالخَيْرِ والعَفْـوْ والإِحْسـانِ وَالمِنَـنِ
ياعمري
زين العابدين بن علي ابن الحسين رحمه الله
لَيْسَ الغَريبُ غَريـبَ الشَّـأمِ واليَمَـنِ*إِنَّ الغَريبَ غَريـبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِـبَ لَـهُ حَــقٌّ لِغُرْبَـتِـهِ *على الْمُقيمينَ في الأَوطـانِ والسَّكَـنِ
سَفَري بَعيـدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي *وَقُوَّتـي ضَعُفَـتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلـي بَقايـا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا* الله يَعْلَمُهـا فـي الـسِّـرِ والعَـلَـنِ
مَـا أَحْلَـمَ اللهَ عَنـي حَيْـثُ أَمْهَلَنـي* وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
تَمُـرُّ ساعـاتُ أَيَّـامـي بِــلا نَــدَمٍ* ولا بُـكـاءٍ وَلاخَــوْفٍ ولا حَــزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِـقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـداً *عَلـى المعاصِـي وَعَيْـنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَا زَلَّـةً كُتِبَـتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ* يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلـبِ تُحْرِقُنـي
دَعْني أَنُوحُ عَلـى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا *وَأَقْطَـعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ
كَأَنَّني بَيـنَ تلـك الأَهـلِ مُنطَرِحَـاً *عَلـى الفِـراشِ وَأَيْديـهِـمْ تُقَلِّبُـنـي
وَقـد أَتَـوْا بِطَبيـبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي* وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَـوتُ يَجْذِبُهـا* مِن كُلِّ عِـرْقٍ بِـلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني فـي تَغَرْغُرِهـا *وصَارَ رِيقـي مَريـراً حِيـنَ غَرْغَرَنـي
وَغَمَّضُونـي وَراحَ الكُـلُّ وانْصَـرَفـوا* بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّـاسِ فـي عَجَـلٍ* نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتيـنـي يُغَسِّلُـنـي
وَقالَ يا قَـوْمِ نَبْغِـي غاسِـلاً حَذِقـاً *حُـراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَـارِفـاً فَـطِـنِ
فَجاءَنـي رَجُـلٌ مِنْـهُـمْ فَجَـرَّدَنـي *مِـنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي
وَأَوْدَعونـي عَلـى الأَلْـواحِ مُنْطَرِحـاً* وَصَارَ فَوْقي خَرِيـرُ المـاءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَبَ الماءَ مِـنْ فَوقـي وَغَسَّلَنـي* غُسْلاً ثَلاثاً وَنَـادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ
وَأَلْبَسُونـي ثِيـابـاً لا كِـمـامَ لـهـا* وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَنـي
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَـوا أَسَفـاً *عَـلـى رَحِـيـلٍ بِــلا زادٍ يُبَلِّغُـنـي
وَحَمَّلونـي علـى الأْكتـافِ أَربَعَـةٌ *مِـنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِـي مَـنْ يُشَيِّعُنـي
وَقَدَّموني إِلى المحـرابِ وانصَرَفـوا* خَلْـفَ الإِمَـامِ فَصَلَّـى ثـمّ وَدَّعَنـي
صَلَّـوْا عَلَـيَّ صَـلاةً لا رُكـوعَ لـهـا* ولا سُـجـودَ لَـعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُـنـي
وَأَنْزَلونـي إلـى قَبـري علـى مَهَـلٍ* وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّـدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَنـي *وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِـنْ عَيْنيـهِ أَغْرَقَنـي
فَقـامَ مُحتَـرِمـاً بِالـعَـزمِ مُشْتَـمِـلاً* وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِـي وفارَقَنـي
وقَالَ هُلُّـوا عليـه التُّـرْبَ واغْتَنِمـوا* حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
فـي ظُلْمَـةِ القبـرِ لا أُمٌّ هـنـاك ولا* أَبٌ شَـفـيـقٌ ولا أَخٌ يُـؤَنِّـسُـنـي
فَرِيـدٌ وَحِيـدُ القـبـرِ، يــا أَسَـفـاً* عَلـى الفِـراقِ بِـلا عَمَـلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العيـنِ إِذْ نَظَـرَتْ* مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَنـي
مِنْ مُنكَرٍ ونكيـرٍ مـا أَقـولُ لهـم *قَدْ هَالَنـي أَمْرُهُـمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي
وَأَقْعَدونـي وَجَـدُّوا فـي سُؤالِـهِـمُ* مَالِي سِـوَاكَ إِلهـي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي
فَامْنُنْ عَلَـيَّ بِعَفْـوٍ مِنـك يـا أَمَلـي* فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَـهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالـي بعدمـا انْصَرَفُـوا* وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْـرِي فَأَثْقَلَنـي
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْـلاً لهـا بَدَلـي* وَحَكَّمَتْـهُ فِـي الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّـرَتْ وَلَـدي عَبْـداً لِيَخْدُمَـهـا* وَصَـارَ مَالـي لهـم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ
فَـلا تَغُـرَّنَّـكَ الدُّنْـيـا وَزِينَتُـهـا *وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْـلِ والوَطَـنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْـرِ الحَنْـطِ والكَفَـنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَـاك وارْضَ بِهـا* لَوْ لم يَكُـنْ لَـكَ إِلا رَاحَـةُ البَـدَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْـرِ تحصُـدْ بَعْـدَهُ ثَمَـراً* يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَـى الوَهَـنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِـي* فِعْـلاً جمـيـلاً لَـعَـلَّ اللهَ يَرحَمُـنـي
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبـي واعمَلِـي حَسَنـاً* عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ المـوتِ بِالحَسَـنِ
ثـمَّ الصـلاةُ علـى الْمُختـارِ سَيِّـدِنـا* مَا وَصَّا البَرْقَ في شَّـامٍ وفـي يَمَـنِ
والحـمـدُ لله مُمْسِيـنَـا وَمُصْبِـحِـنَـا* بِالخَيْرِ والعَفْـوْ والإِحْسـانِ وَالمِنَـنِ
ياعمري