fahd1951
07-24-2007, 08:29AM
ما وراء العقــل
من المؤكد أن (هيوارد ويلار) المذيع المعروف بإذاعة مدينة شارلوت الأمريكية لن ينسى أبداً أحداث تلك الليلة
ليلة العاشر من يونيو عام 1962 م
ليس هذا لأن هيوارد قد أجرى حديثاً إذاعياً ممتازاً فى هذا التاريخ
ولا لأنه حصل على ترقية ، أو علاوة ، أو حتى ابتسامة من رئيسه فى العمل
بل لأنه تلقى فيه رسالة ..
هل أدهشكم الأمر ؟
دعونا إذن نشرح الأمر منذ البداية
********
فى ذلك اليوم انتهى (هيوارد) من عمله بدار الإذاعة ، وعاد إلى منزله فى منتصف الليل تقريباً، ناول طعام العشاء، واستعد للذهاب إلى فراشه، بنفس الروتين اليومى، الذى اعتاده منذ سنوات
وفجأة تجمّد هيوارد فى مكانه ، وبدا لزوجته لحظة أشبه بتمثال من الشمع، لرجل مذعور، سعت عيناه وانفغر فاه
وفجأة أيضاً ، التفت هيوارد إلى زوجته بات، وقال فى توتر: أسمعت الصوت؟
سألته زوجته فى قلق: أي صوت؟
قال فى حيرة: صوت ارتطام السيارة .. هناك حادثة سير
رددت فى قلق أكثر: حادثة سير؟! .. إننى لم أسمع شيئاً
خيل إليها أنه حتى لم يسمعها وهو يندفع نحو حجرته قائلاً: سأستطلع الأمر، وأعود إليك على الفور
هوى قلبها بين قدميها، عندما رأته يرتدى ثيابه فى عجل ، ويسرع إلى حيث سيارته
وتساءلت فى هلع: هل أُصيب هيوارد بالجنون؟
هل فقد عقله، مع شدة انهماكه فى عمله ؟
فكرت فى الاتصال بطبيبهما الخاص، خشية أن تكون حالة هيوارد شديدة الخطورة، ولكن هيوارد لم يمهلها الوقت لهذا ، فقد انطلق بسيارته، قبل حتى أن تتخذ قرارها
********
بالنسبة إليه ، كان الأمر أكثر حيرة
لقد سمع صوت اصطدام السيارة فى وضوح، ولكنه لم يجد سيارة واحدة تتحرك، عندما غادر البيت
وهو واثق مما سمع
وعندما أدار محرك سيارته، لم يكن يدرى بعد، إلى أين يتجه
ولأن منزله يقع عند نقطة تتفرع منها عدة طرق، فقد كان عليه أن يتخذ قراره باختيار الطريق الصحيح الذى يتخذه ليصل إلى منطقة التصادم
وبلا تردد، وبثقة لم يدر من أين حصل عليها، انطلق مباشرة إلى شارع بارك، وعندما بلغ تقاطع وودلون انحرف يميناً ليهبط التل فى ثقة ، وكأنه يعلم مسبقاً إلى أين يتجه
وعندما بلغ موقع تجمع مراكب صيد الجمبري، وجد نفسه يتخذ طريق مونتفورد درايف، بنفس الثقة العجيبة
وقطع هيوارد ستين متراً فحسب ، فى طريق مونتفورد ، ثم وجد نفسه يتوقف فجأة
هنا.. في هذه النقطة بالذات، وحيث لا يوجد أى شئ محدود، كان يشعر بضرورة الخروج عن الطريق الرئيسى
ومجنون هو من يفعل هذا، فى الواحدة صباحاً
هيوارد العاقل يعلم هذا، ولكن هيوارد الذى يقود السيارة لم يمكنه مقاومة هذه الرغبة، فانحرف يميناً وخرج عن الطريق، واتجه مباشرة نحو شجرة ضخمة ترتفع وسط طريق رملى يمتد إلى ما لا نهاية
********
يتبع...
من المؤكد أن (هيوارد ويلار) المذيع المعروف بإذاعة مدينة شارلوت الأمريكية لن ينسى أبداً أحداث تلك الليلة
ليلة العاشر من يونيو عام 1962 م
ليس هذا لأن هيوارد قد أجرى حديثاً إذاعياً ممتازاً فى هذا التاريخ
ولا لأنه حصل على ترقية ، أو علاوة ، أو حتى ابتسامة من رئيسه فى العمل
بل لأنه تلقى فيه رسالة ..
هل أدهشكم الأمر ؟
دعونا إذن نشرح الأمر منذ البداية
********
فى ذلك اليوم انتهى (هيوارد) من عمله بدار الإذاعة ، وعاد إلى منزله فى منتصف الليل تقريباً، ناول طعام العشاء، واستعد للذهاب إلى فراشه، بنفس الروتين اليومى، الذى اعتاده منذ سنوات
وفجأة تجمّد هيوارد فى مكانه ، وبدا لزوجته لحظة أشبه بتمثال من الشمع، لرجل مذعور، سعت عيناه وانفغر فاه
وفجأة أيضاً ، التفت هيوارد إلى زوجته بات، وقال فى توتر: أسمعت الصوت؟
سألته زوجته فى قلق: أي صوت؟
قال فى حيرة: صوت ارتطام السيارة .. هناك حادثة سير
رددت فى قلق أكثر: حادثة سير؟! .. إننى لم أسمع شيئاً
خيل إليها أنه حتى لم يسمعها وهو يندفع نحو حجرته قائلاً: سأستطلع الأمر، وأعود إليك على الفور
هوى قلبها بين قدميها، عندما رأته يرتدى ثيابه فى عجل ، ويسرع إلى حيث سيارته
وتساءلت فى هلع: هل أُصيب هيوارد بالجنون؟
هل فقد عقله، مع شدة انهماكه فى عمله ؟
فكرت فى الاتصال بطبيبهما الخاص، خشية أن تكون حالة هيوارد شديدة الخطورة، ولكن هيوارد لم يمهلها الوقت لهذا ، فقد انطلق بسيارته، قبل حتى أن تتخذ قرارها
********
بالنسبة إليه ، كان الأمر أكثر حيرة
لقد سمع صوت اصطدام السيارة فى وضوح، ولكنه لم يجد سيارة واحدة تتحرك، عندما غادر البيت
وهو واثق مما سمع
وعندما أدار محرك سيارته، لم يكن يدرى بعد، إلى أين يتجه
ولأن منزله يقع عند نقطة تتفرع منها عدة طرق، فقد كان عليه أن يتخذ قراره باختيار الطريق الصحيح الذى يتخذه ليصل إلى منطقة التصادم
وبلا تردد، وبثقة لم يدر من أين حصل عليها، انطلق مباشرة إلى شارع بارك، وعندما بلغ تقاطع وودلون انحرف يميناً ليهبط التل فى ثقة ، وكأنه يعلم مسبقاً إلى أين يتجه
وعندما بلغ موقع تجمع مراكب صيد الجمبري، وجد نفسه يتخذ طريق مونتفورد درايف، بنفس الثقة العجيبة
وقطع هيوارد ستين متراً فحسب ، فى طريق مونتفورد ، ثم وجد نفسه يتوقف فجأة
هنا.. في هذه النقطة بالذات، وحيث لا يوجد أى شئ محدود، كان يشعر بضرورة الخروج عن الطريق الرئيسى
ومجنون هو من يفعل هذا، فى الواحدة صباحاً
هيوارد العاقل يعلم هذا، ولكن هيوارد الذى يقود السيارة لم يمكنه مقاومة هذه الرغبة، فانحرف يميناً وخرج عن الطريق، واتجه مباشرة نحو شجرة ضخمة ترتفع وسط طريق رملى يمتد إلى ما لا نهاية
********
يتبع...