الاحنف
03-26-2008, 08:19PM
لون أخر للحزن
تغضب ، وتكفهر ، وتثور زفراتها بين الجنبات ولا تترك مكاناً إلا أسمعته صفير غضبها ، تأتي محملة بلون الحزن ويموج الغيم لإرضائها ، تحزن وينتظر الظمأ نتائج هذا الحزن ، لتنسكب الدمعات،وتسيل على خدود الصحراء، وتنطلق في فجاج الأرض سيلاً ، يُفرح كل من هو تحت هذه المدامع....
نفرح كثيرا حين تبكي السماء، ونتسابق تحت دمعاتها نطالبها بالمزيد، بللينا، وزيدي من زمجرتك، وومضات البرق، فلن تجدي إلا طالباً لا يقنع، وجائعاً لا يشبع.
هكذا هم أبناء الصحراء، يرتدون الصبر كثيراً ، وحين يأتي الفرج كمكافئة على صبرهم ، وتنفرج قسمات السماء ، لتسقي دعواتهم ، وتضرعهم ، يركنون إلى أمهم البيداء ، ويمشطون تفاصيلها بحثا عن المعنى الحقيقي للنماء .. البذرة، والنبت.
متوكلين هم على ربهم في هذا الجانب كثيراً ومؤمنون بأن خالقهم لا ينساهم أبداً ، وصدقاً من منكم لا تصفوا جوانبه على خمائل خضراء تزين جنبات الصحراء ..؟
هل ترون بأن بعض الحزن أخضر ..!!
أكثر من وجه
كل شيء صار ذا وجهين لا = شيء يدري أي وجهيه أصح
حاول الاندماج مع ذاتك وما تؤمن به ، ولا تحاول التبرير لنفسك حين تنتهج سلوكاً يلومك عليه الضمير .. بل كن صادقاً وحاسب ذات النفس بشيء من الحزم، ولا تتلون كما يتلون البشر حتى ولو هجرك كل البشر، فكما يحتاج الجسد إلى غذاء. تحتاج الروح أيضاً إلى غذاء، وغذاءها كريم الأخلاق، الحب والصدق . فكن ذا وجه واحد لا تغيره بما يقتضيه الحال .
( عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ) .. هل فكرت بأن تعاملهم بحب ..؟
فإن تكنِ الأيام فينا تبدَّلت = بِبُؤسَى ونُعمَى والحوادثُ تفعلُ
فما ليّنت منّا قناةً صليبةً = ولا ذلّلتنا للتي ليسَ تجملُ
ولكن رحلناها نفوساً كريمةً = تُحمّلُ ما لا يُستطاعُ فتحملُ
وقينا بحسنِ الصبر مناّ نفوسنا = وصحّت لنا الأعراضُ والناسُ هُزّلُ
وفي خروج له علاقة ، يقول أرسطو (( إن الرجل المثالي يفرح بالأعمال التي يؤديها للآخرين، ويخجل إن أدى الآخرون الأعمال له، لأن تقديم العطف هو من التفوق، لكن تلقي العطف هو دليل الفشل )) .
وفي الحديث الشريف : (( اليد العليا خير من اليد السفلى )) . والعليا هي المعطية، والسفلى هي الآخذة.
العطاء سلوك وخُلق يسمو بصاحبه إلى الرفعة، ولكن يحتاج إلى الصبر وكرم النفس، والصبر مدرسة لا تضاهيها مدرسة، وفي الأيمان بالقضاء عزاء ، ويقول واعظ الشعراء الأمام الشافعيّ
دع الأيامَ تفعل ما تشاءُ= وطِب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
إذا نزلَ القضاءُ بأرضِ قومٍ = لا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
ولترى الجمال يجب أن تتحلى به قبل أن تطالب به، فقد قيل ( كـُن جميلاً ترى الوجود جميلا)، وعليه يقول إيليا أبو ماضي :
أيـُّها الشاكي وما بكَ داءٌ = كيف تغدوا إذا غدوتَ عليلاَ
أترى الشوكَ في الورودِ وتَعمَى = أن تـَرَى فوقـَهُ النـَّدى إكليلاَ
والذي نفسـُه بغيرِ جَمالٍ = لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلاَ
بوح من روح
وتلعب مهرة أشواقي..
بلا سرج .. وبليا خطام
ويجمح من حدود البال..
غلاي.. يشرع أبوابي
تبسم للسماء.. طرفي..
لغيمه ديمها أعوام
لقاء أمال تتجسد..
إذا غمّضت أهدابي
يمر الليل يسألنا ..
من اللي يسهره .. من نام ؟
عيون الصبح ما تشرق..
إذا بيحت أسبابي
بأشيلك داخل أعماقي ..
يا نبض بداخلي حوام
عطور تفيض من طهرك ..
وأشمك داخل .. ثيابي
تغضب ، وتكفهر ، وتثور زفراتها بين الجنبات ولا تترك مكاناً إلا أسمعته صفير غضبها ، تأتي محملة بلون الحزن ويموج الغيم لإرضائها ، تحزن وينتظر الظمأ نتائج هذا الحزن ، لتنسكب الدمعات،وتسيل على خدود الصحراء، وتنطلق في فجاج الأرض سيلاً ، يُفرح كل من هو تحت هذه المدامع....
نفرح كثيرا حين تبكي السماء، ونتسابق تحت دمعاتها نطالبها بالمزيد، بللينا، وزيدي من زمجرتك، وومضات البرق، فلن تجدي إلا طالباً لا يقنع، وجائعاً لا يشبع.
هكذا هم أبناء الصحراء، يرتدون الصبر كثيراً ، وحين يأتي الفرج كمكافئة على صبرهم ، وتنفرج قسمات السماء ، لتسقي دعواتهم ، وتضرعهم ، يركنون إلى أمهم البيداء ، ويمشطون تفاصيلها بحثا عن المعنى الحقيقي للنماء .. البذرة، والنبت.
متوكلين هم على ربهم في هذا الجانب كثيراً ومؤمنون بأن خالقهم لا ينساهم أبداً ، وصدقاً من منكم لا تصفوا جوانبه على خمائل خضراء تزين جنبات الصحراء ..؟
هل ترون بأن بعض الحزن أخضر ..!!
أكثر من وجه
كل شيء صار ذا وجهين لا = شيء يدري أي وجهيه أصح
حاول الاندماج مع ذاتك وما تؤمن به ، ولا تحاول التبرير لنفسك حين تنتهج سلوكاً يلومك عليه الضمير .. بل كن صادقاً وحاسب ذات النفس بشيء من الحزم، ولا تتلون كما يتلون البشر حتى ولو هجرك كل البشر، فكما يحتاج الجسد إلى غذاء. تحتاج الروح أيضاً إلى غذاء، وغذاءها كريم الأخلاق، الحب والصدق . فكن ذا وجه واحد لا تغيره بما يقتضيه الحال .
( عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ) .. هل فكرت بأن تعاملهم بحب ..؟
فإن تكنِ الأيام فينا تبدَّلت = بِبُؤسَى ونُعمَى والحوادثُ تفعلُ
فما ليّنت منّا قناةً صليبةً = ولا ذلّلتنا للتي ليسَ تجملُ
ولكن رحلناها نفوساً كريمةً = تُحمّلُ ما لا يُستطاعُ فتحملُ
وقينا بحسنِ الصبر مناّ نفوسنا = وصحّت لنا الأعراضُ والناسُ هُزّلُ
وفي خروج له علاقة ، يقول أرسطو (( إن الرجل المثالي يفرح بالأعمال التي يؤديها للآخرين، ويخجل إن أدى الآخرون الأعمال له، لأن تقديم العطف هو من التفوق، لكن تلقي العطف هو دليل الفشل )) .
وفي الحديث الشريف : (( اليد العليا خير من اليد السفلى )) . والعليا هي المعطية، والسفلى هي الآخذة.
العطاء سلوك وخُلق يسمو بصاحبه إلى الرفعة، ولكن يحتاج إلى الصبر وكرم النفس، والصبر مدرسة لا تضاهيها مدرسة، وفي الأيمان بالقضاء عزاء ، ويقول واعظ الشعراء الأمام الشافعيّ
دع الأيامَ تفعل ما تشاءُ= وطِب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
إذا نزلَ القضاءُ بأرضِ قومٍ = لا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
ولترى الجمال يجب أن تتحلى به قبل أن تطالب به، فقد قيل ( كـُن جميلاً ترى الوجود جميلا)، وعليه يقول إيليا أبو ماضي :
أيـُّها الشاكي وما بكَ داءٌ = كيف تغدوا إذا غدوتَ عليلاَ
أترى الشوكَ في الورودِ وتَعمَى = أن تـَرَى فوقـَهُ النـَّدى إكليلاَ
والذي نفسـُه بغيرِ جَمالٍ = لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلاَ
بوح من روح
وتلعب مهرة أشواقي..
بلا سرج .. وبليا خطام
ويجمح من حدود البال..
غلاي.. يشرع أبوابي
تبسم للسماء.. طرفي..
لغيمه ديمها أعوام
لقاء أمال تتجسد..
إذا غمّضت أهدابي
يمر الليل يسألنا ..
من اللي يسهره .. من نام ؟
عيون الصبح ما تشرق..
إذا بيحت أسبابي
بأشيلك داخل أعماقي ..
يا نبض بداخلي حوام
عطور تفيض من طهرك ..
وأشمك داخل .. ثيابي