الهنوف
01-11-2008, 06:15AM
فليت الذي بيني وبينك عامر ....... وبيني وبين العالمين خراب
لعل من أشهر قصائد روميات أبي فراس الحمداني بائيته الشهيرة
التي تضارع مثيلاتها
في جمال صياغتها
وفي رقي كلماتها
وسمو هدفها تجاه من نحب ..
دعوة ..
بل
أمنية يتمناها كل إنسان ، وكأنه بهذا البيت يعِّبر عن موقف تكاد تجمع البشرية على صدق مبناه ومعناه ..
أمنية يخالطها أمل ممزوج بالرجاء
أمنية يخالطها الخوف من عدم التحقق
أمنية يخالطها هدف سامٍ
حينما نقرأ هذا البيت نحس بأن الحياة تكاد تتوقف على تحقق هذا الهدف
أهو هدف بعيد المنال لا يمكن الوصول إليه ؟
أم هو هدف قريب المنال يمكن الوصول إليه وتحقيقه ؟
لا أعتقد إلا إنه هدف غال وبعيد
هدف تحقيقه ليس بيد (القائل) بقدر ما هو في يد (المقصود) بهذا البيت
وبهذا التوجيه وبهذه الأمنية معقد الأمل ومناط الرجاء
هل لديه نفس الإحساس ونفس درجة الشعور ليدرك كم هو عنيف وقاس عدم تحقق هذا الأمل ؟
قال (أبو فراس) هذه الأبيات ليحقق له (سيف الدولة) ما يطمح إليه ؟
هل يحقق سيف الدولة هذا الرجاء الحار
هل يحقق سيف الدولة طلب طالما أرقه وجلب السهاد إلى عينيه بين جدران سجن
أسود المعالم
أسود الجدران
يفقد الداخل إليه الإحساس بالزمن
وتتلاشى أهمية الوقت
فاليوم مثل أمس
حياة متكرِّرة لا جديد فيها
والشمس .. أين هي الشمس ؟
هي الأخرى اختفت خلف هذه الأسوار العالية
طعم الحياة أصبح مر المذاق كطعم العلقم
يتردد صدى لبيت قاله ضمن رومياته :
وقال أصيحابي : الفرار أو الردى ؟ ... فقلت هما أمران أحلان مر
كان بإمكانه أن يتخذ من (الشهادة) سلما للعزة والمجد ؟
وإن فعل فقد ولد لها وتربي في أحضانها
من الصغر وهو يدرب نفسه على هذا الموقف الجاد ؟
هل هرب من عزة الشهادة والخلود ؟
لا
لكنه خوفا على أصحابه القلة وعلى حياتهم ..
و حتى لا يركب مركبا الذل بالفرار
آثر أن يصمد
لكن ماذا يفعل وقد تكاثر الأعداء ، وبلغ الجهد منه مأخذا كبيرا
لم يكن أمامه إلا أن يرضخ لحكم من أحكام القدر
لعل الله يجعل له ولأصحابه مخرجا من هذا المأزق
ليرسلها صيحة مدوية إلى قائده ليحرك الجحافل ويقود الجيوش
ليس هناك إلا هذه الطريقة لتخليصهم من أسر وعنت الأعداء
فليت الذي بيني وبينك عامر
أمنية لم تتحقق إلا بعد سنوات طوال من الأمل الممتد والألم المضني الطويل
سنوات قضاها شاعرنا كطائر في قفص
يحس أن هناك أسلاكا تضغط بقوة على صدره ، وعلى قلبه فلا يجد أمامه إلا الرجاء
و( سيف الدولة ) حينما تصله هذه الأبيات يبقى واجما
يهم ويتردد
ماذا يفعل ؟
كيف يمكنه أن يحقق رغبة ( أبي فراس ) ؟
كيف يمكنه ذلك وهو ليس مستعدا ؟
فالجيش مثخن بالجراح أثر معارك طاحنة
يلزمه الوقت
ليلملم نفسه
ليجمع أنفاسه
ليستعيد قواه
هؤلاء الجند المتعطشون للجهاد هم أيضا بحاجة إلى راحة وعناية ..
ما الذي يمنع والحال هذه أن يأخذ بمبدأ ( أخف الشرين )
إلى أن يحين الوقت المعلوم
إلى أن تحين ساعة سماع طبول الحرب وتكبيرات النصر ..
فليت الذي بيني وبينك عامر
فليت الذي بيني وبينك أيها الحبيب وصال لا ينقطع
فليت الذي بيني وبينك مودة عميقة القرار لا تنفصم
فليت الذي بيني وبينك .....
......
ما أجمل هذه الأمنية
وما أقسى عدم تحققها
وما أمر أن تتحول إلى مجرد أمنية تتلاشى في غياهب الزمن .
مع خالص حبي
لعل من أشهر قصائد روميات أبي فراس الحمداني بائيته الشهيرة
التي تضارع مثيلاتها
في جمال صياغتها
وفي رقي كلماتها
وسمو هدفها تجاه من نحب ..
دعوة ..
بل
أمنية يتمناها كل إنسان ، وكأنه بهذا البيت يعِّبر عن موقف تكاد تجمع البشرية على صدق مبناه ومعناه ..
أمنية يخالطها أمل ممزوج بالرجاء
أمنية يخالطها الخوف من عدم التحقق
أمنية يخالطها هدف سامٍ
حينما نقرأ هذا البيت نحس بأن الحياة تكاد تتوقف على تحقق هذا الهدف
أهو هدف بعيد المنال لا يمكن الوصول إليه ؟
أم هو هدف قريب المنال يمكن الوصول إليه وتحقيقه ؟
لا أعتقد إلا إنه هدف غال وبعيد
هدف تحقيقه ليس بيد (القائل) بقدر ما هو في يد (المقصود) بهذا البيت
وبهذا التوجيه وبهذه الأمنية معقد الأمل ومناط الرجاء
هل لديه نفس الإحساس ونفس درجة الشعور ليدرك كم هو عنيف وقاس عدم تحقق هذا الأمل ؟
قال (أبو فراس) هذه الأبيات ليحقق له (سيف الدولة) ما يطمح إليه ؟
هل يحقق سيف الدولة هذا الرجاء الحار
هل يحقق سيف الدولة طلب طالما أرقه وجلب السهاد إلى عينيه بين جدران سجن
أسود المعالم
أسود الجدران
يفقد الداخل إليه الإحساس بالزمن
وتتلاشى أهمية الوقت
فاليوم مثل أمس
حياة متكرِّرة لا جديد فيها
والشمس .. أين هي الشمس ؟
هي الأخرى اختفت خلف هذه الأسوار العالية
طعم الحياة أصبح مر المذاق كطعم العلقم
يتردد صدى لبيت قاله ضمن رومياته :
وقال أصيحابي : الفرار أو الردى ؟ ... فقلت هما أمران أحلان مر
كان بإمكانه أن يتخذ من (الشهادة) سلما للعزة والمجد ؟
وإن فعل فقد ولد لها وتربي في أحضانها
من الصغر وهو يدرب نفسه على هذا الموقف الجاد ؟
هل هرب من عزة الشهادة والخلود ؟
لا
لكنه خوفا على أصحابه القلة وعلى حياتهم ..
و حتى لا يركب مركبا الذل بالفرار
آثر أن يصمد
لكن ماذا يفعل وقد تكاثر الأعداء ، وبلغ الجهد منه مأخذا كبيرا
لم يكن أمامه إلا أن يرضخ لحكم من أحكام القدر
لعل الله يجعل له ولأصحابه مخرجا من هذا المأزق
ليرسلها صيحة مدوية إلى قائده ليحرك الجحافل ويقود الجيوش
ليس هناك إلا هذه الطريقة لتخليصهم من أسر وعنت الأعداء
فليت الذي بيني وبينك عامر
أمنية لم تتحقق إلا بعد سنوات طوال من الأمل الممتد والألم المضني الطويل
سنوات قضاها شاعرنا كطائر في قفص
يحس أن هناك أسلاكا تضغط بقوة على صدره ، وعلى قلبه فلا يجد أمامه إلا الرجاء
و( سيف الدولة ) حينما تصله هذه الأبيات يبقى واجما
يهم ويتردد
ماذا يفعل ؟
كيف يمكنه أن يحقق رغبة ( أبي فراس ) ؟
كيف يمكنه ذلك وهو ليس مستعدا ؟
فالجيش مثخن بالجراح أثر معارك طاحنة
يلزمه الوقت
ليلملم نفسه
ليجمع أنفاسه
ليستعيد قواه
هؤلاء الجند المتعطشون للجهاد هم أيضا بحاجة إلى راحة وعناية ..
ما الذي يمنع والحال هذه أن يأخذ بمبدأ ( أخف الشرين )
إلى أن يحين الوقت المعلوم
إلى أن تحين ساعة سماع طبول الحرب وتكبيرات النصر ..
فليت الذي بيني وبينك عامر
فليت الذي بيني وبينك أيها الحبيب وصال لا ينقطع
فليت الذي بيني وبينك مودة عميقة القرار لا تنفصم
فليت الذي بيني وبينك .....
......
ما أجمل هذه الأمنية
وما أقسى عدم تحققها
وما أمر أن تتحول إلى مجرد أمنية تتلاشى في غياهب الزمن .
مع خالص حبي