الهنوف
01-11-2008, 05:21AM
الثقافة أولا
نحن أحوج ما نكون ــ فى هذه المرحلة الصعبة فى حياة أمتنا العربية ــ إلى تحديد أهدافنا بدقة وتعيين الوسائل التى هى سبيلنا إلى تحقيق ذلك
ولا يخفى على أحد جوهر ما نسعى إليه وهو أن نكون أمة متقدمة وقوية ، لأننا نعيش فى عالم لامكان فيه للضعفاء والتقدم هنا بمفهومه الحضارى هو تقدم الوطن والمواطن ؛ هو القدرة على المشاركة فى المنظومة العالمية والمساهمة بمكان متميز فى قطار التفوق العالمي ـ لكن ـ سؤال الكيفية هو الأصعب دائما فكيف نصل إلى ما نصبو إليه ؟ وماهى الوسيلة أو الأ لية التى تمكننا من تحقيق ذلك ؟ حين يلتبس على الطبيب تشخيص المرض تتعدد الأدوية ومن ثم تسوء حالة المريض ، ويصبح الدواء عبئا عليه بدلا من أن يكون عونا له
نحن أدرى بجراحنا وأعلم بعلتنا ومن المفترض أن نعرف الطريق الذى يؤدى بنا إلى الشفاء ، ربما يذكرنا هذا بقصة الشاب الذى سأل الكاتب المسرحى الإنجليزى الراحل برنارد شو :
ــ كيف أصبح كاتبا كبيرا ؟
فأجابه برنارد شو قائلا : عندما كنت فى عمرك لم أسأل هذا السؤال لأحد ؟ والمعنى واضح فى جملة الكاتب الكبير ، لابد أن نعى ماذا نفعل من خلال تاريخنا الطويل مع أمراضنا ، ربما تكون وجهة النظر المطروحة فى هذه المقالة هى محاولةلبداية تشخيص مرضنا المزمن والذى لا علاج له إلا بأن تكون الثقافة هى القاطرة التى تجر باقى عربات القطار ، بمعنى قيادة الثقافة لكافة مناحى الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية بل والعسكرية
وحين قال جوبلز وزير الدعاية فى عصر النازى
ــ عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسى
كان الرجل يقصد خطورة هذا السلاح ، سلاح الوعى
لاوعى للمجتمعات بدون ثقافة ، وإذا فقدت الأمة وعيها فقدت بذلك أهم مقومات التقدم الحضارى ، وفى كتابه " سلطة المعرفة " أكد توفلر على قوة المعرفة فى تحديد موازين القوى بعد أن عرض لتحولات السلطة حتى وصل العالم إلى سلطة من نوع أخر تم الإستثمار فيها بمئات المليارات ، ثروة بعيدة عن المزارع والمصانع الكبيرة ، بل موجودة فى أقراص صغيرة قادرة على تحويل حركة الأمم ، فكيف لاتكون الثقافة هى القاطرة فى عصر المعرفة ؟ !!
فى واقعنا الراهن المريض فقد تدنت معدلات القراءة إلى أقل معدل حتى أن بعض الكتاب الكبار لايوزعون أكثر من ثلاثة ألاف نسخة من كتبهم فى وطن تعداده ثلاثمائة مليون عربى ، بمعدل عشرة فى المليون
فلنتخيل معا أن كل مليون عربى بينهم عشرةقراء
هذا هو الفرق بيننا وبين من سبقونا رغم أننا أولى بالقراءة ، نحن أمة إقرأ التى لاتقرأ مع أن القراءة هى مفتاح كل معرفة واللبنة الأولى فى البناء الثقافى
الثقافة ليست فن الكلمة والنغمة واللون بل هى أسلوب حياة ، وهى تستوعب كل حركة فى حياتنا ،إنها العلوم والفنون والأداب وطرائق العيش من مأكل ومشرب وملبس وسفر وترحال ، إنها لوننا ورائحتنا وموقفنا من الحياة .
سلامي
نحن أحوج ما نكون ــ فى هذه المرحلة الصعبة فى حياة أمتنا العربية ــ إلى تحديد أهدافنا بدقة وتعيين الوسائل التى هى سبيلنا إلى تحقيق ذلك
ولا يخفى على أحد جوهر ما نسعى إليه وهو أن نكون أمة متقدمة وقوية ، لأننا نعيش فى عالم لامكان فيه للضعفاء والتقدم هنا بمفهومه الحضارى هو تقدم الوطن والمواطن ؛ هو القدرة على المشاركة فى المنظومة العالمية والمساهمة بمكان متميز فى قطار التفوق العالمي ـ لكن ـ سؤال الكيفية هو الأصعب دائما فكيف نصل إلى ما نصبو إليه ؟ وماهى الوسيلة أو الأ لية التى تمكننا من تحقيق ذلك ؟ حين يلتبس على الطبيب تشخيص المرض تتعدد الأدوية ومن ثم تسوء حالة المريض ، ويصبح الدواء عبئا عليه بدلا من أن يكون عونا له
نحن أدرى بجراحنا وأعلم بعلتنا ومن المفترض أن نعرف الطريق الذى يؤدى بنا إلى الشفاء ، ربما يذكرنا هذا بقصة الشاب الذى سأل الكاتب المسرحى الإنجليزى الراحل برنارد شو :
ــ كيف أصبح كاتبا كبيرا ؟
فأجابه برنارد شو قائلا : عندما كنت فى عمرك لم أسأل هذا السؤال لأحد ؟ والمعنى واضح فى جملة الكاتب الكبير ، لابد أن نعى ماذا نفعل من خلال تاريخنا الطويل مع أمراضنا ، ربما تكون وجهة النظر المطروحة فى هذه المقالة هى محاولةلبداية تشخيص مرضنا المزمن والذى لا علاج له إلا بأن تكون الثقافة هى القاطرة التى تجر باقى عربات القطار ، بمعنى قيادة الثقافة لكافة مناحى الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية بل والعسكرية
وحين قال جوبلز وزير الدعاية فى عصر النازى
ــ عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسى
كان الرجل يقصد خطورة هذا السلاح ، سلاح الوعى
لاوعى للمجتمعات بدون ثقافة ، وإذا فقدت الأمة وعيها فقدت بذلك أهم مقومات التقدم الحضارى ، وفى كتابه " سلطة المعرفة " أكد توفلر على قوة المعرفة فى تحديد موازين القوى بعد أن عرض لتحولات السلطة حتى وصل العالم إلى سلطة من نوع أخر تم الإستثمار فيها بمئات المليارات ، ثروة بعيدة عن المزارع والمصانع الكبيرة ، بل موجودة فى أقراص صغيرة قادرة على تحويل حركة الأمم ، فكيف لاتكون الثقافة هى القاطرة فى عصر المعرفة ؟ !!
فى واقعنا الراهن المريض فقد تدنت معدلات القراءة إلى أقل معدل حتى أن بعض الكتاب الكبار لايوزعون أكثر من ثلاثة ألاف نسخة من كتبهم فى وطن تعداده ثلاثمائة مليون عربى ، بمعدل عشرة فى المليون
فلنتخيل معا أن كل مليون عربى بينهم عشرةقراء
هذا هو الفرق بيننا وبين من سبقونا رغم أننا أولى بالقراءة ، نحن أمة إقرأ التى لاتقرأ مع أن القراءة هى مفتاح كل معرفة واللبنة الأولى فى البناء الثقافى
الثقافة ليست فن الكلمة والنغمة واللون بل هى أسلوب حياة ، وهى تستوعب كل حركة فى حياتنا ،إنها العلوم والفنون والأداب وطرائق العيش من مأكل ومشرب وملبس وسفر وترحال ، إنها لوننا ورائحتنا وموقفنا من الحياة .
سلامي