المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة ( صور شعبيه ) بقلمـــي


سـعود
02-28-2011, 09:23PM
هذه مجموعه من السوالف او الصور الشعبيه بلهجة اهل الرياض كتبتها قبل سنوات ، انشرها تباعا في هذا المتصفح
لتروا من خلالها الزمن المنصرم ورائحة جدران الطين وقناعة النفس والإيمان ...
صفات جميله عنوانها البساطه وبقايا عادات العرب الأصيله ، قبل ان تجتاحنا حظارة بائسه باعدت الوصل وخربت النفوس واصبحت المادة هي عنوان حكمنا ونهج تعاملنا
ارجو ان تجدوا فيها المتعه والفائده الى جانب التسليه ...
================

سالفة حصه

اوّل مرّه صمت فيها رمضان كان عمري ثمان سنين وكنا ساكنين في حي (الدوبـّيـه ) في الرياض ... وهو حي كان ومازال .. حي منسي ومهوب موجود على خريطة الرياض .. حتى اهل البلديه مايعرفون وينه فيه ؟ وللي مايعرفه ... حي ( الدوبـيّـه ) حي صغينون وسط حي معكال اللي حدوده ... احياء ... الديره ودخنه وسكيرينه وشارع سلام ... وكان بيتنا على شارعين له باب رسمي ماأقدر افتحه من كبره ... كلّـه خشب وش ثقله ... والباب الثاني على السكه الثانيه .. صغيّـر اقدر افتحه مسمينه .. باب النقبه ... نروح له من عند حوش الغنم ... السنه اللي بديت اصوم فيها رمضان كانت في الصيف .. كنت اشوف امي تنوم الظهر في بعض الاحيان ... تحت مقطار القربه ومهفتها في يدها .. .. وجدتي تقول ...: يالله براد الجنه.. كنا نفطر في بطن الحوي ( البيت ) وكانت جدتي ( طرفه ) تطلب مني افرش السماط ( السفره ) الى جا حول المغرب .. وكانوا يفطرون ) عندنا ( لولوه و هيلــه ) بنات عمي ( سعد ) .. كنت اشوفهم حريم كبار ... عشانهم دايم يتوزّون عني ولا يعلموني وش يقولون ؟ في ليله من ليالي رمضان .. كنّا قاعدين نلعب بالسطح ( حبشه ) .. رقت علينا جدتي وامي عقب ماصلّوا التراويح وجابوا معهم القهوه والشاهي و .. الحبّ .. وفرشت لهم .. لولوه .. الحصير .. وجابت هيله ... التريك .. عشان يسفّر علينا ... قالت امي : كان خليتيه محلّه الليله قمرا ... وجلسوا كلهم يسولفون ..
ولولوه ... تصب القهوه ... قالت لهم جدتي وهي تاخذ الفنجال من يد لولوه ... : ورا ماناديتي امك تقهوى معنا ؟
• هيله : امي اليوم عندها اختها جايبتن ولدها يقرا عليه ابوي .
ــ امــي : هـوه .. عسا مهوب مصيخين ؟
• لولوه : لا ... بس يقولون ان فيه ضيقه .
ـــ جدتي : الله يكفينا شر الضيقه يابنيتي .
• امي : الله يعافينا كثرت الامراض والصخاين .
وفجأه نطّت هيله الملقوفه وقالت : الاّ ... ياخالتي ( تقصد امي ) ورا حصّه ( تقصدني ) ماتصوم ...
• امي : توّها صغيّره .. ان شالله بتصوم المقبله
ـــ جدتي : لا مهيب صغيّره .. الاّ حرمتن ماشالله عليها .
وتلقفت لولوه : هــاه .. يا حصّه ودّك تصومين باكر ... ؟
جاوبت عني جدتي : ايه بتصوم معد باقين من الشهر الا نصّه ... والى منّها صامته ياعندي لها حقاق ( هديه ) بس مانيب معلّمتها هالحين الين تصومه التفتت علي امي وهي تقشّم الحب وقالت : هـاه ياحصيصه بتصومين باكر ؟ رديت من غير تفكير : ايه ابصوم .
• هيله : خلاص اجل لاعاد تنومين الين تسحّرين .. وقعدت ( هيله ولولوه ) يتضاحكون ... وحده تقول : الله من زين الصوم . والثانيه ترد عليها : صوم الدجاجة والديك .
نهرتهم جدتي : أها بس .. تعجبكم ان شالله .
جا وقت السحور .... وانا اقاوم النوم وجلست معهم .. كانت امي حريصتن علي ... اكلتني من المراصيع ... وشرّبتني لبن .. مع ان جدتي تقول لها : خلاص يكفي شرب ( لا تزغّل ) بالفراش ؟ مع اني والله عمري ماسويتها في مرقدي .. لكن الحرص زين على قولت جدتي .
ومانسوا يوصوني عقب ماصليت الفجر اني اروح للصهروج ( الحمام ) قبل ما أنصى فراشي ..
نمت وقمت الضحى ... و... بحلت بعمري مدري وش اسوي ... العاده آكل شي ثمّن اقعد العب . لكن هالحين ماأعرف العب وانا جايعه
طيب البيت كلهم نايمين ... ورا ماآخذ لي شي آكله هم وش يدريهم كلهم نايمين ... وتذكرت الصوغه اللي مواعدتني جدتي ..
الصراحه بغيت آكل .. لولا اني سمعت امي تناديني من الحجره : حصه ... حصه .. تعالي ونا امك ... خذتني في حظنها وقعدت تحجي علي الين نمت ثانيه ....
قمت عقب العصر .. ودخلت المطبخ ... لقيت امي تصلّح القهوه والشوربه وبنات عمي يلفّون السمبوسه ويصلّحون التطلي ...
التفتت علي هيله وهي تحرّك التطلي بالملاّس وقالت لي : حيا الله الصايمين
قالت لولوه : اي هيّن .. الله من الصدق .
قالت امي : حرام عليكم بنتي صايمه
قالت هيله : اي والله شوفي وجهها اصفر
قالت امي : روحي حبيبتي انسدحي بالغرفه الين يذّن المغرب
طلعت من المطبخ وقعدت ادور في البيت واناقز .. وعقب ساعة من المطامر ... حسّيت بالظما الشديد .. عوّدت لمّـي وانا ابولع ريقي .. وقلت لها وانا يالله احكي : يمّه معليش اشرب مويه ؟
ــ خلاص وناامك معاد الا خير شوي ويذّن المغرب
لكن هالحكي مايطفي ظماي ... وشخصت عيوني على ( الزّيـــر ) وهوينقّط على خيشة الجح اللي تحته ... ورجعت اقول لمّي : بس شوي ولانيب بالعته؟ وامي تشجعني وتصبّرني .
نطّت هيله الملقوفه راعيت فكرة الصوم : خالتي خليها تشرب وتفكنا ... عاد من زين صومها هالحين . لكن امي سفهتها وقالت لي عشان تشغلني : روحي افرشي السماط يمّه ..والتفتت على لولوه : عطيها السماط .. مدّت لي لولوه السماط من غير نفس : خذي ياحظي ماصام الا انتي .. الله يبلشك ياهيله انكانك ابلشتينا بهالدبقه.
وهيله تضحك وهي تصف صحون التطلي في الصحن الكبير وتغطيها بالشاش
جا ابوي من المسيد ... وفي يده مصحفه .. وجلسنا كلنا انا وامي وابوي وجدتي وبنات عمي ... نحتري اذان المغرب .. قالت امي لبوي : ابشرك حصة صايمتن اليوم .. قال ابوي : اوّل خير ... لكن يوم شاف شكلي يالله ارفع عيوني وخشتي وارمه .. قال لمّي : يكفيها اليوم .. يمديها على خير المقبله .
ناظرت بنات عمي لقيتهن ساكتات عشان ابوي موجود مسويات انفسهن مئدبات .
رمى المدفع واذّن المغرب وبدينا نفطر .. وابدى اقحن ( اشرب ) من التوت وامي تقول لي يابنيتي بسّك من هالتوت وانتفخ بطني وتصبب عرقي وانسدحت معد ادري عن الدنيا .. افطروا اهلي زي العاده .. قهوه وتمر وشوربه وسنبوسه وتوت .. ضفت هيله ولولوه السماط وقاموا كلهم يصلّون المغرب وانا منسدحه وبطني يعوّرني ....
جت .. هيله وطمّنت علي : حصه ... حصه .. وشفيك .
فتحت عيوني وقلت لها : يلله فارقي .. ردّت هيله : بعد ... هذا جزاي يالشينه وراحت وخلّتني
ناديت امي وجت من على سجادتها : وشفيك يابنيتي . توني ابقول لها وديني للصهروج ..( الحمام) ماأمداني ..و .. كل اللي في بطني على الحصير ... ارتاعت امي وفصخت جلال الصلاة وقعدت تمسحني به وتسمي علي وتقول : الله لا يعيد هالتوت . وصاحت تنادي لولوه لكنها ماردت بس سمعتها تخبط على ركبتها .. كانت تصلي .. عودت امي تنادي هيله .. وجت هيله تركض : وشفيك ياخالتي ويوم شافتني قعدت تضحك الين جلست على الارض من الضحك وامي تقول لها : انا مناديتك عشان تضحكين روحي جيبي بادية شوربه لحصّه خلّي كبدها تركد ..... وشربت الشوربه وارتحت ومانستني جدتي من الهديه ( مخنق زري وش زينه ) لكن ماعاد خلتني امي اصوم باقي الشهر ... بس صمت السنه اللي عقبها .
• ومرّت السنين ...
وجلست هيله ولولوه يسولفون مرّه عن شي صار مبطي وهيله تحاول تذكّر لولوه ... ولولوه ناسيه ...و اخيرا لقت هيله علامه بتخلّي لولوه تذكّر ... قالت هيله : ذيك السنه اللي صامت فيها حصّه ؟!
وذكرت لولوه مع ان ذيك السنه اللي حطّوها علامه ماصمت فيها الا يوم... الله لايعيده ... خلاص صارت ذيك السنه تاريخ عند هيله ولولوه يعني مثل : سنت السبله وسنت الهدام وسنت الرحمه ...
الله يذكركم بالخير يابنات عمي .. وبالاخص هيله اللي بسببها .. صمت ذاك اليوم وقحنت ( شربت ) التوت وصار اللي صار ..
هيله اللي حطت لي تاريخ :
ذيك السنه اللي صامت فيها حصه ؟


القاكم بالثانيه ( سالفة منيره )

ليلي وايت
03-02-2011, 08:49AM
رائع هو الماضي بكل بساطته والأروع ذلك البساط من الخيال الذي حملنا لتلك السالفة لنسكن ذلك البيت ونشم رائحة الطين المعجون بالبساطة نعم كنت هناك معهم وتذوقت لذة الاحساس الطيب وابتسمت له..
سعـــود
أعجبتني هذه السالفه أو لعلها القصة القصيره..
وفي انتظار قصص أخرى أمتع ,, شكرا لك
تقبل مروري ودمت برعايه الله وستره
ليلي وايت

جمرة العرب
03-02-2011, 09:15AM
حيّاك الله ياسعود
أولاً سعدنا بتوآجدك وحقيقة العنوان مشوّق جداً كيف لا وهو يحمل لنا صورٌ من الماضي .. بشعبيّته وسهولته
أُعجبت بألفاظ الكتابه وعشت أجوآئها بالسالفه .. وسعدت بتوآجدي أسعدك الله ..
لاهنت وبإنتظار سوالفك ..

أنا
03-03-2011, 02:11AM
سعود
اسعد الله روحك

اسلوب رائع .. وكريزما حرف ..وعبق الماضي ..يفوح بين المفردات.

اثرك لحقت التلفون ابوهندل .. والسياره الخشب ..يبي لك تمر ياخذون لك صوره ..في متحف الرياض

ههه ..

تحياتي ودمت بخير

زمان العجايب
03-07-2011, 02:24PM
سعود

أحييك على هذا الاسلوب البسيط

تصدقت عشت الجو وأنا أقرء هذه الصورة من الماضي

أنتظر قصة منيرة ....

بس ما تكون في رمضان أن شاء الله

تحياتي وتقديري لهذه الروح الجميلة في الكتابة

سـعود
03-07-2011, 08:47PM
اشكر كل من وافاني هنا وتفاعل مع السوالف

هناك المزيد وعسى ان يسعفني الوقت

تحيه

سـعود
03-07-2011, 08:57PM
منيره



• ياحليلي يومني صغيّره كنت دايم لازقــتـــــن في امي وين ماتروح في ساقتها ؟

واذا بغت تروح مشوار وماتبيني ادري تغافلني وتسرق عمرها مثل روحتها للصحّيّــه والا انكانّـها رايحتن تخلّـف على احد وماتبيني اروح معها للعزا ... واتذكّـر ان خواتي كانوا يتضايقون منّـي ويسمّـوني ـ الدّعله ـ او ـ العومه ـ او ـ ثقيلة الدم .

لكن ماأذكر ان امي هاوشتني والاّ دزّتنـي ... حتى روحتها لصلاة التراويح .. كنت اتعلّـق في بشتها وفي المسجد اقعد ــ اتخطــرف ــ بين الحريم .. واسمع حرمه تقول للي جمبها : وين ام هالبزر ؟ .. وراها جايبتها فيــذا ؟ الله يهدي امها ورا ماخلّتها في البيت ..
يالله صلاح العطا .

من الايام اللي ماأنساها وضيّقت صدري ــ يوم راحت امي مكه للحج ــ قبلها بأيام صار في البيت حركتن مانيب متعودتن عليها .. امي وابوي يروحون ويجون يظهرون ويدخلون واسمع حكي ماقد سمعته

مثل ... مكه ... حج .. وامي تقول لبوي ... : ولّــمت حرامك ... لاتنسى الكمر ... وخالتي توصّي امي :

لاتنسين تجيبين لي معك ــ ديــرم و.. حنّـــا .. ترى مكه الله يشرّفها يجي فيها حنّا زين وترد عليها امي .. ان شالله ياموضي ... بس انتي انتبهي للبنات لا تخلينهن يغيبون عن عيونك .. ثمّــن تلتفت عليّ امي وتواصل :
خاصتن هالشيطانه منيره ..
ترد خالتي :
• لاتوصّين حريص .. المهم لاتنسونّـا من الدعا . الله يردكم لنا سالمين غانمين ان شالله .
اتفقوا الحجاج على انهم يتحركون عقب العصر مع البراد .. ومـرّت عليهم السياره او القافله .

يوم جت امي تطلع مع الباب حاولت توزّي عمرها عني بس ماقدِرت ـ انتبهت لها وانا قاعدتن آكـل .. قمت انفض يدي من الرز اللي قام يتطاير على الزوليّـه وركضت وراها .. يديني زفر وشوشتي طايره ... وحفيانه ...

التفتت علي امي وقالت لي :
عودي يا منيره اقعدي يالشيخه .. ابروح للسوق حبيبتي .. اشتري لك فستان ..
قلت في عناد المتعوّد : مانيب ابروح معك .
وشفت اختي الكبيره جهيــّر تصوّت من المطبخ وهي ماسكتن في يدها صحن تغسله ويديها مليانتن صابون :
اسفهيها يمّـه وروحي .. تراك خـقـقـتيها علينا .

وانا احاول امسك بشت امي وهي تحاول تبعدني عنها بكل حنانها عشان ماأملّـي بشتها بالزّفـر وتحايل فيني ... :
شاطره منيره ... اللي تسمع الكلام ... يازين هالبنت .. اقعدي حبيبتي ابجيب لك معي لعايب .. وحلاو .. يالله عساي ماذوق يومك ...
( لكن على قولة القايل ... مافي دخنه ... علف ).. وانا وامي دوران بهالمجبـب ..آخر شي صاحت امي على خالتي :
وجت خالتي الله يجزاها خير وشالتني وهي تقول لي :
افــا على منيره الشاطره ... همانا بنروح انا وياك للحرمه اللي تبيع العسكريم .
ردّيت عليها وانا اتشــّره وعيوني تلاحق امي وهي تظهر بعد ماأنبحّ صوت ابوي وهو يناديها ... وصكّت الباب وراها وانا اقول لخالتي :
يالله كوه الحين نجيب العسكريم .
( خالتن حنون بس الطيب ماله حظ تزوجت مره وطلّقت وصارت تقعد عندنا اكثر من قعادها في بيت جدّاني قالت خالتي :
هالحين بنروح ... كلّـش عاد الاّ منّــور . ورحنا وشرت لي العسكريم .. وكليته .
جا الليل تعشيت ونمت .. وخالتي تطيب خاطري وتساحرني .. وكل شي ايه ومايخالف ,, صراحه دلّعتني ..
بكره اول مافتحت عيوني ولا شفت امي .. لقيت خالتي نايمتن جمبي .. نصيت المطبخ لقيت اختي جهيّر تسوي الحليب .. يوم شافتني طالعتني وهي تضحك وقالت :
قمتي يالشيفه ... روحي غسّلي وجهك ..
قامت خالتي على صوت جهيّر وجت وسلّمت وخذتني للصهروج (الحمّام ). وفتحت السموّر ) برميل ماء من النحاس )
وغسلت وجهي .. طلعنا .. وجلسنا في بطن الحوي .. وجابت جهير الحليب والشابوره .... فطّرتني خالتي وقعدت تسولف علي وهي تكدّ شعري وتقول لي باكر بتجي امك وتجيب لك الحلاو والبسكوت واللعايب ...

بعدها طلعت للسطح بعد ما مرّيت على كل الغرف .. مدري هو لعب والا ادوّر على امي .. رقت خالتي وراي للسطح وهي تلاعبني ... كانت خايفتن علي من الخوا ( بسبب روحت امي )

• ( والخوا الله يكفينا شرّه ... يخلي الواحد كنــّــه مسبّــه وعيونه زايغه ... ولايركــــّز ).

اللي صار ... ان الخاله الحنونه ... موضي ... قامت باللازم .. الله يجزاها عني خير ... بس علّمتني خالتي وين راحت امي ... من كثر سؤالاتي عنها ... بصراحه .. دبلت كبدها .. قالت خالتي :
امك راحت تحج وبتجي باكر ان شالله انا اقتنعت بالجواب ولو اني ماعرفت وشو الحج ... حسبته السوق ... بس غير السوق اللي نروح له ... و ... ... مـّـرت ايام الحج ..
وجو أهلي .. ويوم شفت امي داخلتن علينا .. قمت اصيح صياح .. تشرّه واطقها على كتوفها بيديني وهي تضحك ... وجهير تنهرني ..
كل هذا ليه تروح وتخليني .. مع ان خالتي ماقصّرت ... لكن وش .. تقول .. بزر .

جابت لي امي من مكه .. حلاو .. وقـريض .. ومسفع .. وفي الليل حنّـت يديني .. الصراحه ... حبيت الحج .. مادام هذا اللي بيجي من وراه ...
ويوم هدت نفسي واستانست سألتها : يمه متى يتحجين ؟!!
حتى اني بعد كذا اذا سيّرنا لحد وامي مهيب معنا وسألوني عن اسمي اقول لهم :


انا منيره ... و امي راحت للحج .




اشوفكم مع لطيفه الحزينه

عبير الروح
03-07-2011, 10:47PM
ماشاء الله

اسلوب رائع وسلس

ياليت ماتحرمنا من هذي الصور الشعبيه
الرائعه


تقديري لك

سـعود
03-08-2011, 03:07AM
لطيفــه

من يومني صغينونه وانا محرومه من خدمة امي لي والسبب ان امي دايمن مريضه على فراشها

كنت احيانا افتح عيوني الصبح على صوت ابوي وهوداخلن مع الباب شايلن فوطه فيها خبز وقدر صغير فيه فول ... يحطهم على المركا .. ويقوّم اللي نايمن فينا ..
وأختي الكبيرة ( نوره) في المطبخ تسوي الحليب .

ثمّن تجي تاخذني من يدي وتغسّل وجهي وتفطرني انا واختي ( ساره ) وتلبسنا مراييلنا وتكدّ شعورنا وتزين شرايطنا وتحط لكل وحده فسحتها في شنطتها ...
ويمسكنا ابوي كل وحده بيد ويودينا للمدرسه ...

اما اختي نـــوره ـ الله يعدّي عنها ــ تركت المدرسه وهي في سنه خامس ابتدائي ...
مدري هي تركتها من نفسها والا ابوي هو اللي قعّدها ؟
اللي اعرفه ان اختي نوره ــ الله يعافيها ــ كانت هي المسئوله عنّا انا واختي ( ساره ) ... تلبسنا وتوكلنا ووتغسلنا وتذاكر لنا واذا تشاقينا ... تهاوشنا ..
واذا زعلنا تراضينا ــ الله يذكرها بالخير ــ وكانت دايم تقوللي :

يا ... لطيفه .. عن الشطانه خلّـوا امنا تنوم ... لاتصجونها ترا بيعاقبنا ربي ..
اما امــــي ... : ياحبيبيتي يامي... ياعمري ياغاليه ...

كنت اقوم من نومي في بعض الليالي وماألقاها في فراشها ... اروح اقوّم اختي نوره واسألها :
نوره ... وين امي ؟
تقول لي وهي تصدّ بوجهها عني : وداها ابوي للمستشفى ..

ـــ هماه ودّاها ذاك اليوم ؟ كل يوم يوديها ؟

وألاحظ دمعه عنيده في عيون نوره تحاول توزّيها :
ــ هالحين بتجي حبيبتي ... روحي نومي في فراشك .

وأعوّد لفراشي واتكوّر فيه وانوم ... واذا قمت الصبح لقيت امي في فراشها وابوي داخلن علينا بالخبز والفول ..

كان هذا حالنا ... كــــم سنه ...
امي في فراشها مريضه ... يخدمها ابوي ...
ابوي الصابر الحنون العطوف .. المؤمن ...
واخت مسكينه تحمّلت المسئوليه مبكّر شالت بيت وهمّ اكبر من سنها واجد
و ( دقّــــت حالتها ) اللي يشوفها مايعرفها .

ومع كل هذا . نحاول نضحك . نحاول نخلي البسمه على وجيهنا؟؟

في مساء يوم . حسّيت انه فيه شي حاصل في البيت ... بس مدري وشو ؟ ...

جتنا عمتي ( شيخه ) وخذتنا لبيتها انا وخواتي ( نوره وساره ) ...
وعمتي ساكته طول الطريق ... ويوم دخلنا بيتها قالت لختي نوره :
خذيهم وانا امك للحجره وغيّري هدومهم الين اسوّي العشا .

اختي ساره سألت نوره : حنّا بنرقد فيذا ؟
ـــ ايـــــــــــــه
ــ مانّاب معوّدين لبيتنا

ـــ الاّ ... باكر ان شالله
ـــ اجل مانّاب رايحين المدرسه باكر

ـــ لا ... باكر بتقعدون
دخلت علينا عمتي شيخه وقالت لنوره : يالله يمّه العشا زاهب .

تعشينا ونمنا ...
و .. تالي الليل قمت من فراشي ورحت للحمام .. لقيت عمتي قاعدتن تصلي في المجبب ...
وتدعي وهي تصيح ... استغربت ... مهوب عشانها تصلّي ... عشانها تبكي ؟
انا اشوف كل الحريم يصلّون بس مايصيحون طيب ورا عمتي تصيح ؟... مافهمت ...

عوّدت لفراشي عقب الحمّام وانا خايفه وحاسّه بضيق مدري وش سببه ... وحاكيت نفسي .. وانا اتنافض ...:
ليتنا نعوّد بيتنا بس وانوم جنب امي .. امي حبيبتي المسكينه اللي ماقد ربطت لي شريطه
ولا راجعت معي دروسي وحفّظتني ..

امرحنا عند عمتي شيخه وتمّينا يومنا كله عندها ... لعبنا مع عيالها ...

لكن اختي نوره مدري ليه طول اليوم وهي قاعدتن مع عمتي تسولف معها بشويش وتصب لها القهوه ... كلامهم شوي وسكاتهم واجد .؟؟؟

عقب العشا جانا ابوي وسمعته يقول لختي نوره تبون تروحون والا تمرحون الليله بعد ؟
قالت اختي : ازين نروح ........ البنات وراهم دراسه .

قالت عمتي : خلّهــم يقعدون مهوب لازم دراسه هالسبوع .
رد عليها ابوي : لا يابنت الحلال قعادهم مايغير شي دراستهم احسن لهم ...
لبسيهم خلينا نسري .

و ... دخلنا بيتنا .. ورحت اركض للمكان اللي خابرتن امي نايمتن فيه .. لكني مالقيتها .... ولا لقيت فراشها ..
عوّدت لبوي اسأله : يبه وين امي ؟

ناظرني بحنان و ... سكت . التفتّ ادوّر نوره ابسالها .. مالقيتها ... كانت صاكتن عليها الغرفه ...
و .. ( ساره ) جلست مكان فراش امي وعقدت مصابعها في حظنها ورفعت راسها تناظر فينا بكل براءه ..

حاول ابوي يغيّر الموضوع ... قال : وش تبون نجيب عشا يابنات ... لكن( ساره) كررت السؤال :
يبه وين امي ؟

وكان لازم يجاوب ابوي : امـــك عند ربها يابنتـــــي .

عقولنا الصغيرة مااستوعبت المعنى ... قلت له : بتجي بكره ؟
قال : لا ماعادهيب جايّه .
قالت ( ساره ) : اجل ودّنا عندها .

صوّت ابوي لنوره وقال لها : تعالي يابنتي اقعدي عند خواتك الين اجيب لكم عشا .

ليله وراحت ...
باقي تفاصيلها ماتـنذكر ...
حزينه مثل حزن الأيام والليالي ولونها .

يوم اصبحنا وكان صباح غير الصباحات اللي عرفناها وخذينا عليها ...

خطوات مابين حجرتنا وباب الشارع.......... مرّينا على فراش امي مالقيناه ولا لقيناها ...
ولاودعتنا بعيونها ودعت لنا !...


وصلنا المدرسه وكل المدرّسات كانوا دارين وش اللي صاير وفاهمينه والظاهر ان المدرسه كلها تعرف الا انا و ( ساره) ؟
عشان كذا كانوا طيبين معنا حتى مدرّسة الحساب اللي ماتحبني مدري ليه صارت تحبني ...
وماأدري ليه خذتني انا وساره من يدينا وشرت لنا فسحه وقعدتنا عندها في غرفة المدرسات وصارت تمسح بيديها على شعري وتسألني :
لطيفه اذا بغيتي شي حبيبتي انتي والا ساره تعالوا لي .. زين .
وانا اهز راسي موافقه وساره تشرب عصيرها وتناظر فينا .

انا و (ساره) بس اللي ماعرفنا ان امي ... ماتت .

وقعدنا شهور انا و (ساره) نسأل ابوي وهو داخل وهو ظاهر ...
هذا الاب الحنون الصابر المؤمن ... يمكن نلقى عنده جواب نفهمه ... جواب عن سؤالنا اللي صار يتيم مثلنا ...

: يبـــه ... ويـــن ... امي ؟؟؟؟


هديـــــــــــــــه:
بتبكي ياعين على الغايبين ودمعك عالخدود سطرين
بسطر تقولي راحوا فين وسطر تقولي ليه ناسيي
بتبكي عاللي راح منك ومن امتى اللي راح بيـــعود
ياخوفي يذبلك حزنك ماتلقيش للدموع دي خـــدود
فريد الاطرش ــ عبد العزيز سلاّم


الجـــايه ( صويلــح )

سفير المعاني
03-08-2011, 04:33AM
الغالي
سعود

الله انه يسعدك ويوفقك كما اسعدتنا

اسعدني مروري وقرأتي لهذه القصص الجميلة

وبانتظار صويلح الله يصلحه هههههههههههه

اكيد انه اب وله احفاد مشكور اخ سعود لاهنت


تقبل تحياتي

سـعود
03-08-2011, 05:04AM
اشكرك اخي سفير المعاني
واسعدني مرورك وتعليقك الجميل
اما صويلح فاللأسف انه داشر كلاب الله يهديه

انتظر مني سالفته


مساءك سعاده

سـعود
03-08-2011, 05:05AM
اختي عبير

ابشري بالخير ان شالله
ولايصير خاطرك الا طيب
تابعيني

سـعود
03-09-2011, 08:29AM
صويلح الداشر

حـارة العجليّـــه حارتن ماتعرف اولها من تاليها تدخل عليها من شارع الخزّان وتدحدر بك الين دوّار ام سليم في شارع الشميسي الجديد ... طلعات ودحديرات وبيوت طين بعضها موزّر بالحصا ... .. جيرانّا كلهم معروفين ولافيهم احدن يحكي انقليزي ...

في السكه اللي ورانا جنب المقبره المقفّله .. بيت اهل صويلح .. واللي مايعرفه .. اقول له : صويلح هذا واحدن اقشر .. مشيته معروفه اذا شفته من بعيد .. ولو عقب المغرب ... تعرفه .. ساعات يغطس ايام ماندري وينه .. ماخلاّ احدن في الحاره مااوذاه ولا فيه شايب مااشتكى منه ... ابوه متوفّي وهوبزر وامّه عميانه وعايشتن مع بنتها المطلّقه .. وكلّن يتصدّق عليهم ...... ولا قد سمعنا عنهم شي ... بس صويلح ما نواطنه ..... دايم امي الى بغيت اظهر من حوينا تسألني : نويصر .. وين بتروح ؟

ــ ابروح اقعد عند الدكان شوي

ــ رح .. بس لا تأخر .. واياني واياك تماشي صويلح الهايت .. والاّ تحاكيه .. ترا ان جاني خبر انك رايحن والاّ جيّن معه .. ربطتك في العامود .

الصراحه امي معها حق لأن صويلح هذا .. داشر كلاب .. على قولت المذّن وخبيثن مخبث ماينتحارش ...

لا .. ويشرب دخان بعد .. يتمشى في الحارة وزقارته في يده ولاعليه من احد ..

من سواياه في خلق اللـــه :

اذا شاف قصيرنا العميان .. ابو عبيّد .. مقبلن من بعيد .. يروح يحفر حفرة صغيّرة وسط السّكه ويحط فيها ( حبّاله ) .. سيم مسوّيه عقده .. ويمسك ابوعبيّد ويسلّم عليه ويتحفّى به .. عقب مايغير صوته عشان مايعرفه .. ويقوده من يده لمّ الحفره الين يخلي وحدتن من رجليه تدخل في عقدة السّيم ... ويتكرفع ابو عبيّد ويطيح على وجهه وتنقز منه عصاه ... وينحاش صويلح وهو يضحك وابو عبيّد يتحيسب عليه .. وقصيرتنا ام خلف وهي تطلّ مع بابها تكب الغسال .. تشوف المنظر .. تصيح بأعلى صوتها : ماحدن يطقّ هالمقرود .. ( وتواصل حكيها وهي تواسي شيلتها على وجهها ) : يامال العيطي .. هاملن في هالحاره ماله والي ..

مرّتن شاف في الحارة جحش صغيّر .. مدري من وين جا .. وماجابه الا حظه الاقشر ... يوم شافه صويلح .. راح للدكان وشرى ( شروخه ) .. وقام يحطّها في ــ مقفّــا ــ الجحش و يولّعها واذا طرطعت قام الجحش يركض ويصدّم في الجدار وصويلح ميتن من الضحك .. الين تسلقى على قفاه ... ولا فكّ الجحش منه الا سويلم راعي وايت الشفط .. قعد سويلم يلحّط في الجحش الين طلّعه من الحاره .

في حارتنا واحدن مسيكين يكدّ حمّــالي في سوق يسمونه ( الجفره ) يشيل في زبـــيله المقاضي للناس .... وكان يسكن في غرفتن لحالها بابها على الشارع .. ويستعمل حمام المسيد ..واذا جا عقب الظهر جا لغرفته يرتاح شوي ..

يفتح باب الغرفه ويسنّده بحطبه صغيره عشان يجيه البراد ويسفّر عليه ... وينسدح ويولّـــع رادوه ..

يجي له صويلح ويوقف في وجه في الغرفه ..... ويده حاطّها ورا ظهره .. موزّين فيها شي ؟ يسلم : وشلونك ياحمود .. وش اخبار البلاد .. والله عندي لك هديه ياحمود ..

ـــ ماهي ؟ ... خير

ـــ خــــــــذ

ويطللّع صويلح يده من ورا ظهره وينطل عليه ( ضــبّ ) وبحركه سريعه يوخّر الحطبه ويصكّ بابه عليه .. وذاك مسكين يقحص من مكانه ويقعد يدعي عليه ومرّه يترجّاه انه يفتح الباب .. وبدل مايفتح له يحط لوح طويل في الباب عشان حمود مايقدر يفتحه من الداخل ويروح ويخلّيه ..

عقبها يقعد صويلح كم يوم كل ماشاف حمود جاي من بعيد ينحاش الين يهدا حمود وينسى .

ومرّه كان في سوق الديره ومرّ من عند عسكري يضرّررب بواري سياره راعيها وقفها غلط وراح ..

قال صويلح للعسكري : ليه .. ليه كذا

ـــ ماتشوف الوقفه ... هي حقتك ؟

ـــ ايه حقتي

ـــ طيب وخّرها بسرعه لايجي الونش يسحبها

ــ مانيب موخّرها وخلّك تسحبها .. ( وراح وخلاّه !!!

مسكين راعي ذيك السياره مدري وش الله قال بها .

حتى حراج البقر اللي حولنا ماسلم من شرّه ولا افتكوا اهله منه كان يدور في الحراج ينغّز البقر الين ترفّس برجليها والله يعين اللي حولها .

بعذرهم اهلي يحذّروني منه .. وابوي يقول : نويصر لا اشوفك تماشي صويلح التتّان .. وانا اتعذّر انه هو اللي الى شافنا قاعدين في العاير يجينا .

ويوم سمعنا في الحارة صجّه ولجّه ظهرت اشوف واسأل .. قالوا:
...... الشرطه ماسكتن صويلح .

ـــ وشو مسوي؟ .... مفروض ما نسأل .. هو بقا شي ماسوّاه

قالوا انه طامرن على الحوش اللي جنب الفرن وسارقن منه دجاج ...

ومرّ علينا كم شهر ماعاد سمعنا له طاري .. وارتاحت الحارة من غثاه .. عقبها سمعنا انه في مدرست الاحداث ..

خلاص ماعاد صار ابوي يقول لي : لاتماشي .. صويلح ... الــدّاشــــــر


عقبهـــا ( مقبولـــه )

سـعود
03-15-2011, 11:54AM
مقبوله

(مقبولــه ) هذا اسمها .. واللي سماها هالاسم .. عزّ الله ظلمها وظلم اللي حولها .. لأن اللي يعرفونها يقولون مهيب صويحيه .
. تبي من يكويها على علباها وهامتها والسبب نومها ..؟! نومها ثقييييييييييييل ! الى حطّت راسها لو تطق عند راسها طبول ماصحت ..
وياليته ذا وبس .. الاّ فيها غفله الله يحجا علينا .. تســجّ بعض الاحيان .. حتى اللي يحاكيها ترد عليه عقب التكرار : هـــاه ؟
تنصب القدر على( الكوله ) وتنساه مايذكّرها به الا ريحت الحراق ؟
تحط ولدها ( رشيد ) عقب ماترضعه في الحجره ولا تنتبه الا على صياحه ؟
رجلها ابو رشيد رجالن اجودي .. يحمق عليها ويعوّد يرضى ؟
عنده مبسط علف وبيتهم طين ـ كلّه حوش ـ جايزن لبو رشيد يرقد فيه الى جا الصيف ... ركبه تعوّره ولايقدر يرقى الدرج ينوم بالسطح ..
وكل يوم يدهنها بدهون ابو فاس .. تطيب شوي ويعوّد وجعها ..ومرته ( مقبوله ) فوق نومها المستنكر وغفلتها ... ماهنا زود
في وجهها دقّ جدري وعروق يديها بارزتن من تحت جلدن اسمر .. لكن ابو رشيد راضي بنصيبه ويتحيسب الاجر عند الله ...
كانت تـنوم قبله وتقوم عقبه وهو صابر ولا شكا .
هذاك اليوم الصبح وهو داخلن مع الباب جايبن فطوره عقب ما صلّى الفجر و قعد في سرحـــت المسجد يقرا الين ظهرت الشمس
ـــ تـوّه داخلن مع الباب سمع ولده يصيّح وأمه مثل العاده ـ فاقّتن ثمها ـ والذبّان على وجهها كنّه قلّت تـمرن مكشوفه ...
والبزر جنبها يفرفش .
حطّ الفطور وهو يقول : يالله لايعيدك من مره .
راح لها وعفجها برجله وصاح عليها : لعنبوك ميّتـه؟
فتحت ( مقبوله )عيونها ويوم جهرتها الشمس حطّت يدها على عيونها وناظرت رجلها وهو واقفن على راسها
وقالت : وشذا ... وشفييييييييييك وشششششششششششششششو ؟
صاح عليها : بزرك تقطع قلبه من الصياح وانتي خامده !
خذت الولد ... واسته وعطته ديدها .. وشــــوي نامت ثانيه وانقلبت على جنبها الثاني .. انطلق الديد من ثم البزر .
حرّك راسه يمين يسار ... ومدّ زقمه يدوّره مالقاه ... عوّد يصيح ..
جا ابو رشيد الله يعيضه الجنّه ... طلّع ديدها وحطّ ثم البزر عليه واساه وتركه ..وراح كّمل فطوره وطلع للسوق يلحق المواتر
اللي تجيب العلف من المزارع ياخذ نصيبه .
رشيد الصغينون رضع وخدر ونام وديد امه على حطّته ...
عندهم في الحوش قطوه ربوّه اليفه ومعها عيالها ... يجون عيالها يناقزون على ظهر ام رشيد وهي نايمه
ـ احد القطاوه شاف ديد ام رشيد يقطّر كنّه بزبوزن يبي له جلبه قعد يلحسه وشافه اخوه وجا يشاركه اللحس وصاروا يتبارون ..
ذا شوي وذا شوي .. وهي تشخر .. ( جعل ماجا ابو رشيد تكفير )
اورشيد يشري له ردّ موتر علف ويبيع فيه طول اليوم .. تجي الحزمه من المزرعه يالله يشيلها الرجال
يحطها ثلاث حزم حسب ماتعوّد عليه السوق .. بعض الحريم الى شرت منه ومدّت له القروش .. وشاف يدها بيضا ومليانه
وعليها حنّا وش زينه .. تذكّر مرته وزفر له زفرتين وهو يطالع الحرمه وهي مقفيه وقال يحاكي عمره : ياشين العجلــــــــه
( يقصد الاستعجال في العرس قبل التثبت من اللي بياخذها )
سنين وهذا حال ابو رشيد وشغله كل يوم .. نهاره في سوق العلف وليله يصالي وحدتن ماهنا احد .
مرّرررت السنين وكبر رشيد وصار رجال وعشان يشيل عن ابوه بعض الحمل ويساعده ... شرا له ابوه ونيت عراوي
وصار رشيد يكدّ عليه ــ مره يشيل قش مطلقه ومره حرفيّه بمحافرهم ــ مشكلته انه ورث عن امه الغفله ..
مره ركّب واحدن معه بقرته بيجلبها للسوق ومن قرادت راعي البقره انه ركب معها في صحن الونيت عشان
ـ على قولته ماتطب البقره ـ المشكله في رشيد وهو رايحن للمجلبه تذكّر ولد خالته عبيد في قريتهم وانه ذيك المره باشر عليه
ولا رجّع له باقي الخمسه .. رشيد ... نسى اللي في الصندوق وحطّ رجله لقريتهم وراعي البقره مطمّن براسه عن الهوى
وماسكن الحبل بيده ولا انتبه الا وهم ظاهرين من الديره ... استغرب وقال : وجع وين بيودينا ذا ؟ لا تكون البلديه نقلت الحراج .
بس انا فيه من اسبوع .
وقام يخبّط على الغماره وينادي : هيه انت وين بتروح .
ارتاع رشيد ووقّف على جنب وحوّل .
ــ انت وين بتودينا
ــ ياشيخ بعبّي بنزيم
ــ غربلك الله الديره مافيها شيش ( محطات )
ــ خلاص خلاص اركب ..
ودّاه وانتهت المسأله على خير.
ومــرّه كانت امه في قريتهم عند اختها وكانوا رايحين يجيبون من عندها غنم شاريها ابو رشيد ...
حمّل رشيد الغنم في صحن الونيت مع شوي خلاقين حاطينها في بقشه لاتاكلها الغنم .. وحاولت فيهم خالت رشيد يقعدون
وقالت لختها :ياوخيتي اقعدوا الين يبرد الجو وش يوديكم فيها لقايله لكن رشيد الرجّه عيّا وحمّل الغنم والقشّ وتحركوا ..
قبل مايظهرون من القريه التفت رشيد على امه ( مقبوله ) وقال : ابمرّ على ابو نشقه اطلبه قروش تذكرتها هالحين اباخذها ونبتل .
قالت امه : بكيفك وناامك .
وصل ووقف الونيت عند باب خويّه فيها لقايله وشمسن تشوي العصفور وكلّن قاضبن الظليّل ويتعوّذ من النار ..
لكن رشيد الغافل ماهنا احد وامه اكثر .. خلاّ الموتر يشتغل وحوّل يخبط الباب برجله ويصايح : بريه ... بريه ( تصغير ابراهيم ) ...
شوي وطلع خويّه بريه وسلّم عليه وتحفّا به و.. قـــلّـطه .
ــ ادخل الغدا محطوط
ــ متغدي وبروح للرياض بس ابي القروش اللي عندك تراي محتاجها
ــ انت كلشن تنساه الا القروش ؟ طيب ادخل .
ــ دخل رشيد ولقى هالمرقوق واللبن .. وحط يده ياكل ويسولف مع ابراهيم وطالت السواليف والذكريات والنكت ..
والموتر برّا يشتغل وامه سبحت في هدومها من العرق ولا تحركت من محلّها .. حتى الباب مافتحته ؟.. ماهنا احد .
اللي هذا ولدها ــ ناظر وجه العنز واحلب لبن .
والغنم مساكين وحدتن منهن نقزت ( ماتت ) من حرّ الشمس والثنتين الباقيات تسدّحن في صحن الونيت كل وحده تهزّ كنّها سقا لبن يخضّ ؟
ورشيد ماتذكر امه الا اذان العصر وابراهيم مادرى ان ام رشيد معه ورشيد الرجه ماقال له .
والخاتمه ظهر ماخذ قروشه ولا حتى ناظر في الغنم..... عشّق الموتر ونتع وفحّــط ومسك الدرب وهو ينقّب سنونه عقب الغدا
ولا كنّه صايرن شي .
سوالف رشيد وامه واجده واكثرها ماينذكر ولا حتى يجاب له طاري .
معه حق ابو رشيد الله يلوم اللي يلومه يومنّه يقول ذيك السنه : ياشين العجله


كملت وحمّـلت ... اللي عقبهـــا ( زميعــــه )

سـعود
04-03-2011, 09:06PM
زميعه (( صوره شعبيه ))
زميعه تحب العروس ما تسمع عن عرس الا وتلقاها اول من يجي حتى لو انها ماتعرفهم .. و حتى لو انهم مايبونها ..لكنها لزقه وجاهله .
ترتز في حدا القرن وتقعد تفرج ثمّن تقوم تهزّع وترقص .. والى طقوا في شوط آل فلان اللى تعرف ناسن يعرفونهم قامت وشقّت درّاعتها على وحدتن من الحريم اللي يرقصن .. وهذي معناها انها تحبها وتغليها وهي عادة كانت موجوده بين الحريم ولافيها شي .
ورجلها ضايقن صدره منها كل دراريعها مشققه تخيط الشق عقب العصر وتشقه في العرس لكن الامورماتبتل على ما هى عليه ..

هذاك اليوم سمعت من الدلاّله (( فايده )) ان آل فلان اللى بيتهم في قفا ((القليب)) بنتهم بتعرس عقب اسبوع ....
قالت زميعه : ماشا الله ومن بتاخذ .
ــ واحدن يقال له ((دريع))
ــ وعسى اموره زينه.
ــ ماعليه يبيع ويشترى في الجفره (( سوق شعبي))
ثمّن رفعت فايده راسها وقالت لزميعه :
ــ هاه منتيب رايحه .
ــ هوه من صدقك .. ما اروح .. كان يجيني ابو الهدبدب ..الابروح ومبكّر بعد .
ــ فصّلتي درّاعه .. والاترا معي طاقتن وش زين دقّتها ...
ــ اهوف ورّيني.


وطلّعت فايده من بقشتها ذيك الطاقه اللي خرقتها دعما ومشجّرتن اخضر واصفر..
يوم شافتها زميعه وتنهبل عليها ..
قالت للدلاله: شقّي لي منها سبعت اذرع .
ــ مهيب واجد ..
ــ باقيها بفصّل منها صروال ..الاماعندك بطانتن لها؟
واظهرت فايده خرقن مصفطه وقالت هالسودا تصلح لهابطانه شوفي وش زينها
وان بغيتيها شلحه تراها تصلح .
شرت زميعه الخرق من الدلاله وقالت لها مرّي بها على اختى في بيتها خليها تقصها لي وتخيطها .. انا مكينتي مدري وش بلاها صايرتن تعلك الخرق.
ربطت الدلاله بقشتها وخذت بعض دراهمها والباقي بعدين .
عقب اسبوع حفلت زميعه بذيك الدرّاعة الزينه وراسها فارقته والديرمه في يدها وعيونها مكحله وكنادر الباغه الجديده على شراب ابو ديك
والصروال المشرّف حدر الدراعه باين من عند عراكيبها كنها هي اللي بتعرس..
رجلها يوم شافها ظاهرتن مع الباب قعد يتحيسب عليها ويقول
ــ ايه خلاخل والبلا من داخل الزين للناس والشين لنا
قصده انها مهملتن بيتها ورجلها وهمها تزيّن للعرس.
حفلت زميعه واستانست وما خلت شوطن ما رقصت فيه وترد ورا الطقاقات : وكل آل فلان خيّاله

وحدتن من الحريم قامت تلاغي الطقاقه: هالحين ورا ما تطقين شوطنا.. انا ماعطيتك قروش..؟ .. والطقاقه سافهتها .
مير وتقوم الحرمه وتاخذ الطار منها وتشقه ويقومن باقي الطقاقات يحامون عن خويتهن وما تشوف الا شعورن تنفشت وهدومن تشققت وصياحن على صياح وانعفس العرس ولاعاد ندري من الطاق ومن المطقوق ..

خويتنا زميعه لاهيب مع ذولي ولا ذولي ..لكن جاها حقها طاحت عليها حرمتن متعافيه وغفصتها .. وبغت تموت .. انتبهت لها وحدتن من الحريم جزاها الله خير وجرّتها بكراعها واظهرتها ...
ودوها لبيتها وهي تعكز وتون... دخلت بيتها وقام رجلها يحسبها طايحه .

وسالها : وش فيك ..
قالت : ودني لفراشي
وانسدحت زميعه ... لكنها تالي الليل زادت عليها الصخونه وقامت تنافض .. وتحن .. وتون.

ورجلها يقول: خلّك .. عساك تتوبين
قالت له: ودنى الصحّيه ..مانيب قادرتن اتنفس..
طلع رجلها يطق على جاره الكدّاد (شبيب) وذاك يطل من (الطرمه) ويصيح :
ــ من هو؟
ــ انا سحيم .. حوّل... ابيك
ــ وما لقيت غير هالوقت .
ــ يارجال حوّل ..ويصير خير
وحوّل (شبيب) من سطحه .. ما عليه الا فنيله ام عسكرى وسوجري( صروال السنّه) ربقته(حزامه) تومى بين رجليه نايمن بالسطح يدوّر البراد - فتح الباب وظهربيده مهفته ..
ــ هاه خير عسى ماشر .
ــ مايخالف ياشبيب الحرمه مدري وش اللي فيها ولاقدامى غيرك .. وابي ناخذها في موترك نوديها للصحيه .
ــ اصبر خل البس ثوبي ..
ودخل شبيب وهو يقول : الله يشق بك انت ومرتك ..انا قايل لك طلقهاوافتك

ودّاهم شبيب للمستشفى .. وكشفو ا عليها لقوا ساقها فيه شرخ
بسيط وحوظها فيه رضّه وقعدت في المستشفى عشرة ايام .
ظهرت عقبها وجت تزورهارفيقتها الدلاّله (( فايده)) جايبتن لها شيالن توها جايه نوعن جديد..
قالت لها زميعه :خلاص يختي اللي عندى مكفيني ورجلى ماعاد هوب معطيني قروش..
ــ هوه..وراه ..عسى ما فيكم شي يا وخيتي .
ــ لأ ... بس هو حلف على مااروح للعروس، والبس اللي عندى من الهدوم ..وحتى انا كرهت الروحات ماجانى من وراها الا الصخاين ..وبغيت اموت ..
وفعلا ..ماعاد راحت زميعه ..
واذا جت وحدتن تبيها تروح معها للعرس .
تقول لها : خلاص يا خيتي هوّنت وان سأل عنى احد قولي له :
زميعه ما ودها تروح


( قضت )نشوف اللي بعدهــــا ؟

تبسيط :
زميعه اسم نسائي تختص به اليوم منطقه من مناطق نجد واشتهر عندهم
وقالت العرب ( زمعة ) و( زميعة ) و( زميعا ) واشتقاق زمعة من (زمعة الظلف) وهي : الهنة كالظفر متعلقة بالكراع من فوق الظلف وهي نتوء يعلو الظلف
وقيل ايضا الزماعة تعني الشجاعة والاقدام

تحيه

النجلا
04-04-2011, 04:31PM
مدري وين غابت عني هالقصص
والله أمتعتنا ياسعود :thumb:

أما منيره كأنها أنا كنت كله لازقه بعباة أمي وين ماتروح معاها معاها وراها وراها :sm5:

الله يعطيك العافيه ويوفقك في كتابه القصص لأنك تستحق المتابعه
واااصل ياأخوي ولاتوقف
بإنتظار المزيد
تحيتي وإعجابي

سـعود
04-05-2011, 07:36PM
هلا بك يانجلا وين ماحللتي

وابشري بسعتك

مساءك اشراق ليل

سـعود
04-15-2011, 08:23PM
مبسط عيسى ( صوره شعبيه )
عيسى عـنده مبسط ... تدرون وش يبيع فيه ؟ شويت قراشيع ..
غضاير ام كوير ، قدور بعضها معفّط ، مسحاة؟ ، تنك تمر ( حويل ) ماتاكله الغنم نفيع ، طواقي زريها منقوض ، بوالطو ـ مدري من وين جمعها ، روادو ماتشتغل ، حتى امواس الحلاقه المثلّمه عنده ؟!
كل مالقا شي طايح شاله وبسط بـــه .
مشكلته ماعنده محل .. كل يوم له قرنه واذا عزّل ضفّ قشّــه وقعد يحايل راعي المحل اللي بسط جنبه : تكفى يافلان ابحطّ قشّي عند تكانك .. وابغطّيه الين باكر ..
هذا شغله وهذي بضاعته اللي تزود ماتنقص ... يبوبز الزبون قبال قشّه ويقلّب في هالحوســه وكل ماشال غرض عطاه عيسى له سعر ويقعد يخفّض وهذا سافهه ثمّن يروح ويخلّيه . ويلاحقه عيسى بعيونه وهو يصوّت عليه : ايــه اللي مايعرف للصقر يشويه .. وش يدريك عن الزين ؟.
عيسى مايحرص على البيع حرصه على مبسطه لاتشيله البلديه .. احيانا تلقاه حاطّن نظره بالارض ويهوجس واذا سأله احد : وشفيك ياعيسى ضايقن صدرك ومسهّم .. يقول لك : يخوي حقّون هالبلديّه .. بغثروا كبدي .. تقول ماوراهم الا انا ؟ كل يوم اقعد ادوّر لمبسطي ملفا وراهم مايعطونّي تكان مثل غيري يعني اهل هالتكاكين فيهم زودن عنّي . ؟
واللي مايعرف عيسى .... هو رجالن ارمل مرته ماتت من سنتين وتركته لاولد ولا تلد .. يقولون انه مايجيب عيال ... نازلن في بويت طين صغيرن بالمرّه كنّه بيت درجه حجرتين وصهروج بابه ستاره وكل اللي فيه سموّر وسحله ...والسطح يرقا له بسلّــم ولا اشغله الا قطاوة الحاره بعضهن يولّدن في حدا الحجر .. اللي ملاها بالكراتين والكفرات و.. خياش خبزن يابس .. مادري وشو له مجمعه ..
جيرانه ماقصّروا من يوم ماتت حرمته وهم متكفلين بلقمته مازاد عندهم يروحونه له .. وعيسى مايعرف يقول لحد شكرا ولا حتى يدعي على احد ... تمدّ له الشي ياخذه ويسأل : وشذا ؟ والى علّمته انه اكل .. خذه منك وصك الباب دونك وهوساكت .. اللي يجهله يحسبه على قولت القايل : عايل ومستكبر .. لكن هذا طبعه والناس عارفينه ولا يشرهون عليه .
احد الايام عزّل السوق وكان باسطن حول باب المسجد وبحل بقشّه وين يودّيه ؟ جمّعه فوق بعضه وغطّاه بالبوالطو .. وصلّى المغرب ومشى لبيته .. وخلاّ القش على حطّته . عقب العشا ... اكل باقي غداه وحطّ راسه ورقد ... تالي الليل جاه مغص وقام يتلوّى ويتمسّك في أي شي حوله وحاس نفسه وفراشه و .......
اوّل مرّه يدعي على احد : الله لايعيده من اكل ولا من جابه .. ـــ والحقيقه ان الغدا يوم جا الظهر مافيه شي بس هو اللي نساه مكشوف وبيته كله خشاش واكيد انه ملحوس ... اصبح عيسى وجته حمّى وحامت كبده ــ ماغير من فراشه للصهروج .. ولا راح للحراج هذاك اليوم واللي عقبه .. ويوم ثالث حسّ بالنشاط ــ وتذكّر مبسطه .. صلّى العصر وراح ... وقعد يدوّر قشّه مالقاه
دار ودار ثم قعد على عتبة المسيد يتذكر وين كان حاطّه فيه قبل مايصّخن ... مـــرّ عليه القهوجي ( رابح ) اللي يوزع الشاهي والسندويشات على الدكاكين قرب منه وسلم عليه وسألــــــه :
ـــ عــم عيسى .. ايش فيك
ـــ قشّي مدري وينه
ضحك رابح وقال : كومة الزباله اللي كانت هنا ؟
ـــ ماتخسي .. يالله طس عني .
ـــ هذا شالته البلديه امس .
ـــ وليه يشيلونه يعني مالقوا غير مبسطي ؟
ـــ ياعم عيسى .. قول الحمد لله اللي ريحوك منه ... من بيشتريه ؟
ـــ رح بس انت وش تعرف غير الشاهي والمرنده .
والتفت عيسى على صفّــت الدكاكين وقال : اناي لله .... هالحين وشلون ابظهره منهم ؟ ياقوم...... وهي عاده الى خذوا شيّن يردونه ؟
وقام من قعدته وهو يحاكي عمره : ماوراهم الا انا .. ياحسافه على ذاك البالطو . ليتني بعته . راح عيسى للبلديه وقعد يترجاهم يعطونه قشّه ويحلف انه خلاص ماعادهوب حاطّه في الدرب
حقّون البلديه ــ على قولته ــ قالوا له قراشيعك وديناها المحرقه .. واحمد ربك انك افتكيت منها طلع عيسى ضايقن صدره ودارت به الدنيا يومنه دوّر عليه في حوش البلديه ومالقاه ...
عوّد للحراج وقعد محله يفكر .... يده على جبهته ومطمبسن براسه ويتذكر كلام موظف البلديه وهو يقول له : قشّك ودّيناه المحرقه ..... انت تعتبر ذاك قشّ ... انت وصخت الرصيف .
والربع في الحراج يمرون ويسلمون عليه من غير مايوقفون : وشلونك ياعيسى ..... حيا الله عيسى ....
واللي بيتطنّز عليه يسأله : وش اخبار المبسط يا عيسى ؟ وعيسى مهوب حولهم .. ولايرد
قعد يجي ساعه و رفع راسه وقام من مقعده .. وراح يسحّب رجلينه لبيته .. عقبها فقدوه اهل الحراج .
بعد كم يوم لقوه . ميتن في بيته . عيال الحلال واهل الخير قاموا باللازم و. دفنوه .
وماحدن عرف سرّ موتته ؟ يمكن من الغبن عشان البلديه شالت قشّــــه ؟
المهم الناس كل ماجا طاريه دعوا له بالرحمه ... بس ماحد صدق ان سبب موتـــه ... يوم شالت البلديّه مبسطه .....



نشوف اللي عقبها

سـعود
04-29-2011, 01:48PM
مشراق ابو سليمان


ذيك الحين ... ايام الشتا الى ظهرت الشمس وملت الارض وراح كلن لعمله والعيال لمدارسهم ترززوا الشياب تحت السيسان في السكك يدورون دفا الشمس في المشراق.
العاجزمنهم اللي قليلن شوفه وركبه تعوّره .. تلقاه عند بابه وزين منه اللي قوا يظهر .. والشياب النشيطين لهم مقعدن متخيرينه مهوب حول باب احد ولاتغبر عليهم فيه المواتر الى مرّت .
وكلن مقعده معروف الى بغا يقوم منه تناوش له حصاة وحطها محله والا خشبه .. الين يعود عليه باكر طلوع الشمس.
تلقاهم قاعدين اللي قاعدن على حيله واللي مبوبز واللي حاطن عصاته جنبه وكل شوي يتلمسها بيده لا تكون وخذت...
واللي رازن عصاته قدامه وماسكها بيد واليد الثانيه تحسس عليها طالعتن نازله يدور فيها عودن صغير ينقب به سنونه ...
هاذا شغلهم كل يوم ما يقومون من مقعدهم الا اذا احترّت الشمس او بغا احدهم ينوم له شوي قبل الظهر ...
آخر من يجي للمشراق كل يوم .. ابو سليمان
يجي يتعكزعلى عصيّته ويمشي على سعته يحاكي عمره ويتحيسب على عيال ولده اللي ما يدري وين ودو (وزاره) : هالخساس مالقو الا وزارى يوزونه وش يبون به .. كل البلا من نمشه- مرت ولده - هي اللي مسلطتهم ..تقول انه مشقق .. عاد هي اللي بتلبسه وش عليها منه.. مايبذك من الدبش الا خبيثه . ويوصل الربع في المشراق وسالفته مع نفسه ما خلصت ويسمعه رفيقه (ابو مسفر) ويرفع راسه يحاكيه وهو حاطن يده على وجهه من الشمس لاتجهره ... ويقول له : ابو سليمان وراك ابطيت اليوم..
- ابد والله ..لقيت لي مريصيعاتن زينه وقعدت اشرص منها ..
- كل ذا تشريص اجل لو انك بتاكل كان ماجيت .
قال ابو سليمان وهو يتعنّز عل الجدار ويقعد في محله :اذكر الله يا بو مسفر ..المريصيعات زينه كثرت منها الله لا يعيد العدو ..وبطنى كنه بدا يعورني.
- هذي الحناجه .ورا ماجبتلي معك شوي ..
- باكر الى صلينا الفجر نخلّي هالمقروده (نمشه) تزينها وتروّحها لنا ..
ولا اخلف وعده ابو سليمان الصبح عقب صلاة الفجر قعدوا في المسيد شوي ثمن نصوا بيت ولده ولقوا نمشه مولمتن المراصيع وعليها دهن العكه ..بس انها عيّت ياكلون في المشراق تقول اقعدوا كلو فيذا عشانهم يضيعون المواعين هذيك المره يوم روّحت لهم الحنيني الى هالحين ماتدري وين قلعوا المطبخيه ... ابو سليمان حبيب واللي في يده مهوب له بس انه يزعل الى لقا احد قاعدن محله في المشراق .
هذاك اليوم جا متأخر على عادته ..لقا (نـبتان ) العميان قاعدن محله .. ويسولف على اللي جنبه عن العرس .. قرب عنده ابو سليمان وبرّق فيه ثمّن رفع عصاه ونغزه بطرفها وقال له :نـبتان ...ماتقول لي وش مقعدك محلي ..
- وانت هالحين صكه في مخباتك ..شف لك مكان فاضى واقعد فيه ..اي والله ................محلّـــه .
- اقول قم لا تبذّني ..الجماعه كلهم يدورون ان هذا مكانى .. قم شف غيره .
يوم طالت السالفه بينهم والهواش التفت(ابو مسفر)عليهم وقال يحاكي نبتان يا رجال قم واقصر الشر ..هذا محله .. نبتان تعوذ من ابليس وقام ..لاهوب يشوف وابو سليمان اقشر واللي يعانده خسران .. وهذا شغلهم الى جا الشتا وكل شتا يتناقصون اللي يموت واللي ماعاد يقدر يتعدى مرقده .. هذاك اليوم تأخر ابو سليمان واجد ما جا المشراق الا الضحى يوم قعد محله ...قال ابو نبتان :عسى ماشر وينك اليوم . - رحت للشونه اباخذ القروش غربلونا وبس ماغير زحمه .. وغثا وعقب ما ملّينا من القعاد قالوا ان دورنا ماهوب اليوم .. الله يعين .. طفسه وما تجي الا بنكد .


- وش تبي بها يارجال مغنيك الله عنها ولدك موظف وانت ماكلن شارب عنده وثوب العيد يفصله لك من قروشه .. وش تدور .
- وانت هالحين تعطينيها من مخباتك ..خذوها ناسن مهمب بحاجتها .. فيني زودن عنهم . ابو نبتان سكت والتفت على اللي يساره يحاكيه .. ماوده يطوّل مع ابو سليمان وهو عارفن عناده قعدتهم في المشراق ..سواليف وطقاق وسكات .. وروسهم تلاحق اللي يمرون قدامهم كنها مراوح قعاديه .. واذا مرّت حرمه يلتفت واحدن على الثاني عقب ما يناظرها ويقول له: هذي مهيب فلانه ..
-والله ما دري
-لاهذي هي رايحتن تروي من (قرو)المسيد ما تشوف سحلتها على راسها .
- والله مدري ..الشوف قل - يالله حسن الخاتمه (جبيله) طويلة اللسان طلعت هذاك اليوم بتروي ومرّت من عندهم سحلتها بيدها وبشتها الثقيل يسحب وراها وغبرتها طايره .. قال ابورجا العيار : لعنبو ذي ..مغير تمشي وتدخّن .
- رد عليه ابو سليمان : اسكت لا تسمعك ..لكنها سمعت .. وقفت وقربت عندهم وقالت وهي تحرك يدها في وجيههم : تكبرون وتدبرون .. مالكم بيوتن تبزاكم .. يامال البلش .. وعطتهم ظهرها وراحت وهي تقول : وين الموت عنهم .. شياب عرعر . يوم الجمعه تجمعوا مثل العاده الا ابو سليمان ماجا حسبوه مثل عادته بيتاخر شوي ويجي لكن الدنيا اضحت ما جا ابو سليمان ولا عاد هوب جاي .. يوم صلى الفجر حس بتكه في صدره ولا ابطا .. في ساعتن قصيره ..مات الله يرحمه ..هالحين يقدر يقعد نبتان في ..مشراق ابو سليمان .



خلصت .. عقبها وحده جديده ان شالله

الإدمي
05-08-2011, 04:46AM
http://upload.7ozn.com/files8/13005237591.gif

سـعود
05-21-2011, 05:09PM
لحيّــسه ( صور شعبيه )

لحيّســـه واهلها من سكان حارة منفوحه القديمه ـ الله المستعان ـ ولحيّسه مهوب ذا اسمها ..
اسمها موضي .. او امّيضي و للي يبي يدلعها يناديها مضاوي .. هذي الاسامي اللي ينادونها بها قرايبها وجيرانها .. لكن امها وابوها واختها الكبيره ( عايشه ) ـ الله يهديهم ـ الى بغوا منها شي ولا سوّته والاّ ماصلح لهم تقول امها : لحيّسه وشذا الاكل يالرفلا . والا يقول ابوها : خلّي عنك الهواجيس وقت الطّباخ ياللحيّسه .!
ماترد موضي عليهم لكن اذا حكت عايشه والا قالت شي او عيّرتها ماتخلّيها كل وحدتن تقضب عوشق الثانيه ( الشعر الخشن ) ويتعافرون وامهم تصيح عليهم : هوه انهبلتوا ماتستحون كل وحدتن وش طولها وانتي ياعايشه بزرك تحتك .. اها ........ اعقلوا ...
وامهم صادقه عايشه معرسه وعندها بنت كنها ـ خنفسان قضيض ـ وموضي او لحيّسـه مثل ماينادونها .. تزوجت مرتين وطلّقت .. يقولون انها ماتجيب عيال عشان كذا مسمينها لحيسه وهالأسم كان عيارة خال امها ( مشعان ) اللي مات قبل ثلاثين سنه يوم ام موضي توّها جذعه .... مابعد اعرست .
وسالفة خال امهم انه عاش ومات ارمل مايجيب عيال .. اعرس خمس مرّات ـ يوم كان المهر ريالين وصندوق حديد ـ قبل ما يغلى ويصير اربعة اريل وحمل تمر وطحين .. ولاتقعد الحرمه مع مشعان اكثر من سنه عشانه الى شافها
ماحملت شانت طبايعه وصار حمقي يزعل من اي شي ويطق والى سلّم عليه احدن في السكه مايرد ...
مغير مطمبسن براسه ويهوجس .. ويشّر بيديه.. وساعات يحاكي عمره ..
مشعان عاش عمره .. مالله رزقه ذرّيــه .. وعرفوه الناس ولاعاد احدن عطاه بنته .. ذاك اليوم راح يخطب بنت راعي الحصرات .. اللي تعـذّر منه ان البنت ماتبيه قال مشعان : وش فيني مانيب رجال ماعندي بيت ؟ والا تبون لكم نوخذه .
يوم طقق بكبد الرجال قال له : قم طسّ .. يارجال انت مافيك شي .. كل يومن لك مره انت ماتجيب عيال .. اطلب الله .. قم اسر لبيتك .
لكن مشعان راسه يابس ولاهوب مصدق انه عقيم ــ مافيه شي ـ على قولت راعي الحصرات . ( دغيشم ) اللي مهنته يصلّح الحصر والمهافّ والزبلان .. تلقاه كل يوم مادّن كراعه عند بابه ومدنّـق يحورف فيهالخوص وجنبه طاست .. المــا .. يليّـن بها الخوص اليابس
ومشعان لقى من يزوجه بنته اللي قعدت معه شهرين ثمّـن هجّـت لهلها ؟
قالت لها امها وراك يابنيتي على الرجال . قالت البنيّه : هذا ماينتعاشر يمه على قولت القايل ... حشف وسوء كيل . مايجيب عيال وصبرت عليه لكنه غثيث ماينبغى .
بس يابنيتي تونا خير كان صبرتي .
لكنها عيّت تعوّد .. طلّقها .. وعاش تالي عمره لحاله .. يوم وصل السبعين .. صابه الخرف او شيّن منه ..يظهر من بيته يدور في السكيك واذا شاف بزيرن واقف عند باب اهله طمّن عليه وقعد يحبّبه ويلحسّـــه ! والبزر يصيّـح الين تظهر امه وتجرّه من بين يديه .. وصاروا البزران اذا شافوه مقبلن عليهم انحاشو .!
وسمّوه اهل الحاره مشعان اللحيس .. .. وهذا حاله الين الله اخذ امانته .
ويوم ابطت موضي ماتجيب عيال ذكرت امها عيارة خالها ونشبتها في بنتها .وعايشه لقتها فرصه تكايد بها اختها .
هاذاك اليوم طقّت بابهم ( ام جميره ) الخطّابه جايبتن لهم معرس لموضي . تقول انه رجالن اجودي وسألتها ام موضي : من يقال لـــه ؟
ــ ...... ..........
ــ هذولا مهمب صلب ؟
ــ لا يابنت الحلال هذوليك غير .
ــ وش يشتغل؟
ــ يشتغل ـ دلاّل ـ في سوق الزّل ( السجاد ) وعنده بيت ملك وما عليه رجالن عاقل حتى الدخان مايشربه .
ــ خليني احاكي ابوها واشوف وش رايه وارد عليك .
تيّسرت الامور واعرست موضي على دلاّل الزّل . وخيّب الله ظن الجميع وحملت عقب سنه من عرسها .. وفرحت البنيّه ولا هيب مصدقه وامها صارت تزين لها من شغلات الحريم .. ـــ شي تلهمه وشي تنقّعه وتشربه ــ الين ارتفع البزر في بطنها ...
امورن يعرفونها العجايز هل الخبره .
وتعاقبت الشهور .. وولدت موضي وجابت ولد عقب زواجاتن فاشله ماشمّت فيها ريحة الحمال .. وشالت عنها تهمة العقم . وفرحت موضي المسيكينه وماشالتها الارض .. وجتها الرفايع من قرايبها وجيرانها .. لكن العياره عيّت تروح ..
الى جات امها حرمتن مسيرتن مادرت عن ولادة موضي .. تقول لها وهي تسلّم عليها :
ابشرك يافلانـــه لحيّســه جابت ولـــد ..


نشوف الثانيه

سـعود
06-26-2011, 11:30AM
ام رشيد .. ( صور شعبية )





عصيدة ام رشيد تستاهل من ينظم فيها قصيده كل حريم الحاره يمدحونها ويتدللون على ام رشيد عشان تزينها لهم...
هذاك اليوم العصر وهن مجتمعات عند ام خزام ... عشان بنتها في ( النفاس) توها والده وهن يسولفون قالت ام خزام : ورا يا ام رشيد ما تزينين لبنتي عصيده خلى جروحها ...تطيب

ردّت ام رشيد :
ابشري والله عقب العشا ارسلها مع الولد
قالت جارتها فطيمه: هوه... وحنا ما لنا حظن فيها .
ام خزام - تكفين كثري منها ... وعطي هالمشفوحه لا تنضلنا .
فطيمه - الحمد لله انا مانيب انضل ..
ام رشيد - ابشروا بالخير.. ابزيّــن واكثّر منها .
دخلت جارتهم حصه في الحوار: ماشاالله عليك يم رشيد ما هنا احدن مايبي عصيدتك ... انتى وشلون تزينينها ؟.
ام رشيد : ابد . والله مثلي مثل غيري ...مدري وش اللي يخليكم ماتعرفون لها .
قالت جهير (الوالده) وزمامها يلمع على خشمها : لاوالله ياخالتي ما حد يعرف يسويها مثلك حتى ذيك المره يوم سيّرت علينا بنت عمى كلت منها ولا بغت العشا .
اشتهرت عصيدة ام رشيد في الحاره وصار مايمر منا سبه صغيره او كبيره ... الا ويطلبون من ام رشيد تزينها لهم .
وحدتن والده...... وحدتن مسيره .....حتى اللي تجيها صخونه تطلب من ام رشيد العصيده ...
وعيال الحاره صاروا يتطنزون على ابو رشيد ... ويسمونه ابو عصيده ...وبيت ام رشيد بيت ام العصيده لكن رجلها عشانه رجالن اجودى وصحيح ويحبها ...ماقال شي ...واذا قالوا له شي الجيران مهوب يزعل ماغير يضحك
لكن اللي تكدر خاطره ... ولد ام رشيد الاوسط ( ناصر ) عشان واحدن من عيال الجيران قال للمدرس وهم في الفصل على عصيدة ام رشيد وزعل ناصر وبغا يتطاق هو وياهم في الفسحه ...
ويوم انه جا من المدرسه ... اول ما دخل لبيتهم نطل الشنطه على غير عادته وقام ينافخ وامه قاعدتن على حيلها وفي يدها درّاعتن قديمه تفتق خياطها بسنونها ... رفعت راسها وقالت لناصر: هوه بسم الله عليك ...وش فيك .
- مافيني شي
- لامهوب ذا وليدي اللي انا خابرته.
- يمه انتى ليه كل يوم تسوين عصيده للجيران ؟
- جيرانّا وانا امك .. مافيها شي
- هالحين العيال في المدرسه يعيرونى ويقولون ولد ام العصيده
- اسفهم وبينسون .
- لامهمب ناسين ... انتى خلاص لاعاد تسوين لحد عصايد .
- هوه. .هوه .. الله لايخزينا .. مير .. تبيني افشل قصراي الى بغو شي.. افا ..عليك ..بس
ناصر شاف مافيه فايده من امه .. تركها وهو ناوين على نيّه .
عقب اسبوع اجتمعو حريم الجيران عند ام فلاح جارتهم اللي في اول السكه عشان بنتها جايتن من ديرتهم .. وطلبوا من ام رشيد تزين لهم العصيده وتكثّر..
ركّـبت ام رشيد قدرن وش كبره .. وشمّرت وفصخت غوايشها ومعاضدها .. وبدت تطبخ
شاف نويصر امه تدبك في بالمطبخ
ودرى انها بتسوى عصيده ..
ضاق صدره.. وقال هاذي مافيها فايده ..
وفكر يكب العصيده اذا استوت ..لكن امه شعارها لايأس مع العصيده .. اكيد بتسوى غيرها وليل الشتا طويل .
اخر شي نوى على نيتن شينه ..تذكر ان عندهم حبوب ياكلونها للحلول اذا جا احدن منهم في بطنه غشش... حبوب تجيب الاسهال شراها ابوه لعياله يوم انهم عيوا يشربون (العشرق) وما بغوا ريحته وطعمه.
راح نويصر وخذ قوطى حبوب الاسهال وخذ النجر ورقا للسطح لاتشوفه امه او احد يدري عنه وحطها في النجر وسحن له يجي عشرين حبه .. قرطسها وحطها في مخباته ..
يوم شاف امه مهيب في المطبخ .. رفع غطا القدر والعصيده تزبد ونثر الحبوب المطحونه وحركها ..ثم غطا القدر وظهر.
يوم استوت العصيده .. لبست بشتها ونادت ناصر وقالت له: شل وانا امك القدر والحقنى به لبيت ام فلاح شوف البيوز عندك .
وشال ناصر القدر ووداه مع امه..
حطت ام رشيد القدر عندهم وتعذرت انها بتروح تزين عشا رجلها .
والحريم ما شالله عليهن قالو بالقدر ولا خلو فيه لحسه ...وسمروا واستانسوا .. ثم كل وحدتن راحت لبيتها .
وعقب ثلاث ساعات بدا المغص وكل وحده مسكت بطنها .. و تذكّـــر وشي ماكله ؟
ولاتدري عن خويتها انها جاها مثل ماجاها ومرت عليهم الليله الين اصبحوا وكل وحده ماجاها النوم وقاضبتن باب الحمّام..
باكر الضحى قابلت وحدتن من حريم الجيران رفيقتها وهى طالعتن بتشرى خبز.. يوم سألتها عن الحال قالت : اسكتى يا وخيتي الى هالحين وبطنى ماركد .
طول الليل وانا اتقلب من مغصن ذبحنى .

- وانا مثلك .. اثر مهوب انا لحالي.
- اجل خلينا نشوف ام فلاح ونسألها ..
- عسى مهوب من عصيدة ام رشيد .
- ان كان المغص جانا كلنا فهو من عصيدتها .
عقب العصر تجمعوا عند ام فلاح ولا لهم سالفه الا المغص والعصيده .
شوي وجت ام رشيد تاخذ القدر ويوم دخلت وسلّمت .. قالت لهن : عسا العصيده جازت لكم البارح .

- قالت ام خزام ( وهى عاد وجه ابن فهره ولا عليها من احد ) :

وشذا العصيده الله لا يعافيك ..بغيت اموت .
قالت ام فلاح : وشنّك حاطتن فيها ؟
قالت حصه : بعذرك ما كلتي معنا ! كان ما سويتيها.... ماحدن غصبك .
وام رشيد تحاول تقنعهم ان العصيده ما فيها شي وانها تعبت فيها.. و هاذا جزاها .
لكن ما فيه فايده..
الحريم كلهم قرروا انهم ما عاد ياكلون عصيدة ام رشيد ...


عقبها سالفتن ثانيه

سـعود
07-10-2011, 09:06PM
مشاعل
( صوره شعبيه )

من سنين طويله كنّـا ساكنين في ( الـدّحـــو ) واحد من حواري الرياض القديمه ( ياقربه من المعيقليه وسوق مقيبره).. شاله السيل حتى اهله ماعد يذكرونه .. وحوينا ( بيتنا ) في رفاعه كانت جدتي ماتحب تجينا عشان الطلعه تتعبها وتقطع نفسها واذا جت لمّنا تقعد تليّن كل شوي ... واذا شافها قصيرنا العيّار ابو راشد قعد يصوّت لها : وشلونك يام سعد.. ما ودك اشيلك ؟ .. وترد عليه جدتي : ماتخلي عنك العياره يابو راشد .. وتواصل طريقها لبيتنا كانت تجي عندنا خالتي ساره وبعض الايام ترقد عندنا .. كانت تحب امي واجد وماتقدر عنها ... وجدتي دايم تلاغيها وتهوش عليها : وش يقعدك عند فطيمه ( امي ) تحسبين نفسك توّك صغيّرة ... تراك فصختي الخمصطعش ودخلتي في الصطعش .. ماغير رايحتن جايه قدام الرجال .. ( تقصد ابوي ) واعيباه مير لاحيا ولا سمت ... ترد عليها امي : وش فيها يمّــه ابراهيم ( ابوي ) مهوب يقعد معنا ... اما في المسيد او عند اخوياه .
جدتي : ايه مايخالف ... ادري انّ ابراهيم رجالن عاقل ... بس وش يقعدها كل هالوقت .. تجيكم بالنهار ومسيّــــان تعوّد ... لاتمرح عندكم.
ردّت خالتي ساره : انشالله يمّه خلاص ( والتفتت على امي وقالت : فطيمه صبي لمّي قهوه ابروح اجيب القدوع ( التمر ) .
بيت جدّاني في نفس الحارة نروح له على رجلينا .. ودايم امي او خالتي يرسلوني اجيب والا اودي لبيت جداني : شعيله ( تصغير مشاعل ) روحي ودي ذا لمّي . ... شعيله ... روحي جيبي غرض من عند امي ( جدتي ) وكانت خالتي ساره اذا جت بتروّحني تلبّسني درّاعتي ( فستاني ) وكنادري وتواسي شعري .. وتعطيني الغرض وتوصيني : امشي جنب الساس
( الجدار ) وانتبهي لايطيح .. وياويلك انطاح ...
وانا اهزّ راسي موافقه ومأكده انه مهوب طايح واني ابانتبه .... وماتنسى امي تكمّل الوصايا : ايّاني وايّاك تحاكين الصبيّان والا تحارشينهم ترا اطقّك .. وكنت اروح واجي وانا مغيبتن الوصاة ... حتى طول السكة ماألتفت ..
وخالتي ساره تقعد عندنا طول النهار واذا جا المغرب .. كبعت ( لبست) بشتها وحطّت شيلتها وراحت لبيت جداني
في يوم من ايام الشتا نزل علينا مطر قوي عقب العصر صارت المرازيم تصبّ مثل البزابيز و السكك صارت مناقع .. وقامت وحدتن من الحجر .. تخـــرّ .. قمزت امي وخالتي يطلعون منها القش .. ( منقد تـــنك ( مشب ) والدلّه والبيز والغضاره ومساند تبن وفراش جدتي ترقد عليه اذا امرحت عندنا وامتلى كله مويه .. التفتت امي على خالتي وقالت لها : مافيه فايده ياختي روحي انتي ومشاعل لحوينا( بيت جداني ) ونادي ابوي ( جدي ) يعاونّا ..ويسد هالفتحه اللي تخرّ ... ــ وناظرت الباب وقالت : الله يعقلك يابراهيم ( ابوي ) مدري وين طسّ مهيب عادته ..
لبست خالتي بشتها وعطتها امي شمسية ابوي اللي شراها ذيك السنه يوم راح للحج ...
مسكتني خالتي بيدي وظهرنا والدنيا تصب وتهب والشارع مافيه الا ناسن شويين .... اللي حاطن على راسه خيشه واللي ماسكن مسحاة يوخر الطين عن بابه .... وخالتي قاضبتن الجدار وتمشي شوى شوى .. وتلتفت علي : انتبهي يامشاعل لاتزلقين ...
دخلنا سكة جداني .. وانا اناظر مواطي رجولي عشان ماازلق .. مارفعت راسي الا على صوت رجالن يصيح : بسم الله عليك قومي مالك الا العافيه ..
رفعت راسي وشفت خالتي زالقه وطايحه .. اثرها حطّت رجيلتها على زلق تحسبه قاسي ومادرت الا وهي منسدحه وسط السكه ... وجا ذاك الرجال ( الله يذكره بالخير ) ورفع خالتي وهويسمي عليها ويقول لها : عسى ماتعوّرتي ... وخالتي مستحيه ولا حكت ... وامتلا بشتها طين والشمسيه انعفطت ... وراح الرجال وطـــلّع نعلتها من الطين وعطاهياه وقعد يهوّن عليها الامر : بسيطه يابنيتي زال الشر .
وخالتي تقول : الله لايعيد هالطلعه ... كلّه من امك. ثمّن التفتت علي وحذّرتني : شعيله .. شوفي تعلّمين احد اني زلقت بالطين ... ترا اموّتك...قلت : مانيب معلّمتن احد .
وصلنا بيت جداني .. واشوى لقينا جدي .. وجا...وقام باللازم وسدّ الشق اللي بالسقف ... بس امي انتبهت لخالتي من اول مادخلنا وقالت لها : سويره .. هوه .. عسى مانتيب طايحه . والله ياوخيتي بشيتك يعلّــم عليك .. الله لايعيدها من روحه
. خالتي سفهتها وراحت تركض للمطبخ وحطّت بشتها في الطشت وقعدت تفركه .. وسمعتها تناديني : شعيله ... مشاعل .. تعالي .. وجع . اكيد تبغاني اقعد معها عشان ماأعلّم امي ... بس امي درت انا وش وخصّني ..
انا ماقــلت لحـــد ان ...... خالتي ساره زلقت في الطين ...ــ

عقبها سالفة دحيّــمْ




http://www.n11s.net/uploads/images/n11s.net5fb8f02018.jpg (http://www.n11s.net/uploads/images/n11s.net5fb8f02018.jpg)

زمان العجايب
07-10-2011, 10:12PM
فصول من الجمال

وكـ أني أمام فيلم قصير من الماضي

ممتنة لك هذا الحضور الطاغي

لك جل تقديري واحترامي

سـعود
07-14-2011, 03:30PM
دحيّــم تعال امي تبيك (صوره شعبيه )
http://up.wejdan-aldoha.com//uploads/images/domain-79cf27cce7.jpg (http://up.wejdan-aldoha.com//uploads/images/domain-79cf27cce7.jpg)

من سنين الله يعلم عددها ... يوم كانوا الناس شويين والامور ماشيتن بالبركه .. وكلّن يعرف جيرانه .. زمن فيه خيره وشرّه لكن اللي عاشوه يذكرونه بالخير ... يوم كانت الغنم تحوم في الشوارع والدجاج يرقد تحت السيسان ( الجدران ) والمواتر نعدّها على المصابع ..
يوم كان الشايب يجي من صلاة الفجر وينصا القوع ( حوش الغنم ) .. يحلب ديد العنز في الغضارة ويشرب وهومبوبزن عندها .واذا خلص تغر وظهر يذكر الله ويقول : يالله حدّره ولاتكدّره .
والحرمه تظهر من بيتها الضحى وتدخل بيت قصيرتها ... تاخذ اللي ناقصها على الغدا والاّ تروّح حدا عيالها يدخل ويقول : تسلّم عليك امي وتقوللك تبي فصّين بصل .. او شوي ملح . . واذا سوّت الغدا وتحالته ( شافته زين ) عزلت لجارتها منه شوي ... والى شافتها عقب العصر سألتها رايها فيه ...وذيك تمطّع وتقول : آه ياناس.
هذيك السنين يوم كانوا الناس يفرحون باللي يجي من الحج جايبين معهم الحنّا والمساويك والخرق والدّراريع والنعال والمهافّ والحلاو والقريض ... و ... المواتر الصغار اللي نسميها الونّانات .. عشاننا نقعد نحكها في السميت وتطلّع كفراتها صوت ! والحجاج يقسّمونها على الاهل والقرايب والجيران .. هذي لفلانه .. وذا لولد فلان .. وماتسمع غير : الحج مقبول .. عساكم من عوّاده ..

http://up.wejdan-aldoha.com//uploads/images/domain-177d62658c.jpg (http://up.wejdan-aldoha.com//uploads/images/domain-177d62658c.jpg)

وكل اللي جو من الحج محسّنين روسهم قرعــا ولابسين ذيك الطواقي الملونه .. اللي خرقتها مثل خرقة المطرحه اللي ننوم عليها .! يوم كنـّا نفرح برمضان عشان نشرب التوت وناكل التطلي واللقيمات ... والشعيريه ... والناس يفرحون بالعزايم وعيد الضحيّــه . يوم كانت الناس في الظهريّه كلّن في بيته .. عن الحرّ وشمس القايله .. الشايب هاجّن بابه ومنسدحن بالمجبب وبيده مهفّته وكل شوي يقول قصيد .. وكل من مرّ صوّت يسلّم عليه وهو يردّ وعيونه تطالع السقف المصنوع من الاثل او جذوع النخل .. اما خشب المرابيع مايحطه الا التجار .. وكل يومين يمر مع السكه واحدن محملن على ظهره ( تــنك وقرب مويه يابسه ) ويصيح بأعلى صوته : زري وشنان .. ياللي عنده شيّن مايبيه ........ واذا سمعت جلجلة جرس وانت في بيتكم .. تعرف ان بيّاع القازاللي معلّقن في رقبة حماره اجراس .. يدور في الحارة وينادي : ايلقاز القاز . وعقب العصر يجي واحدن ثاني شايلن على ظهره بقشتن وش كبرها مليانتن خرق وطيق شيال ويصيّح : ))فرّقنا ... فرّقنا(( . او تدور على البيوت عجوزن معها بعض اللي يحتاجونه الحريم .. تظهر من ذا الحوي وتدخل اللي عقبه تبيع ... بيوز وقريمزان ( دهان للحروق ) .. صابون ابو عنز .. امشاط خشب وجاوني ( بخور ) ... مشاط وحنّــا وديرم .. مخدات كحل ومكاحل نحاس صغينونات وشزينها وماتنسى تجيب معها ( العشرق ) وهونبات عشبي ينقعه ويشربه اللي في بطنه غشش !! ... يخلّيه طول اليوم يتلوّى .. مايركد في مكان واحد ماغير يحوم في الحوي كنّـــه وحدتن جايها الطلق !!
ذيك الايام .. اذا قام البزر تالي الليل وراح يقوّم امه بيشرب .. وامه متعيجزتن تقوم .. تقول له : رح ارقد وانا امك .. وتسقيك الغزيّل ! وان كان انك بثـــر يخوفونك .. بحمار القايله .. والا السّـــعلو .. والا عوافي الله ... ! ذيك الايام .. كنا مانخاف اللي فيه عنقز .. والاّ عينه مجحّمه ومانعرف عدوى .. كل واحد في جسمه اكثر من علامه ( كـــي ) من قلّ التطعيمات . والمشق .. مالين اليدين والركب .. وسيقان الواحد .. شهبا .. من لعب الدنّانات .. والخنطله في الطين والسيل ومناقع المطر . والناس عند اذان المغرب تشوفهم جايين من السوق .. كلّن صك دكانه وجا ومعه المقسوم .. خضره .. خبيزات .. شابوره .. او شيّن يحتاجه البيت لقاه رخيّص وشراه ... هذا في يده كيس وذاك قاضبن ولده من يده شارين له طاقيه وفنيله وصروال ... ومن بعيد واحدن على راسه حزمت علف للغنم ... سنين يوم كان اللي عنده تيسن فحل .. يسبّلــه .. للي يبيه لغنمه .. يدوّر الاجر .
يوم كانت الحرمه الى منّها شافت ولدها متغيّر .. ( مهوب ياكل .. او كئيرن نومه ) يتسدّح من قرنه لقرنه .. خذته من يده عقب صلاة الاخير وودّته للمطوّع في الحاره يقرا عليه وتجيب معها من عنده عزيمه ( قرايه ) وتسقيه وترش عليه وهي تسمي .. يوم كنا مانرقد الين تحجّي علينا جدتي حجاتن زينه تبداها بقولها : يقولون ذاك الواحد والواحد الله في سماه العالي .. وعيال الحارة يتجمّعون في الحياله ( ارض فاضيه في الحاره ) ويشبون النار في الشتا ويتحلّقون حولها .. في قعده ما تنتهي الا اذا نادوهم اهلهم ... ذيك الايام اذا حطّوا الاهل العشا .. ( مطازيز او مرقوق .. اوجريش ) واحيانا خبز تاوه ... واذا مافيه شي .. يحطون تالي الغدا .. يطلع اخوي الصغيّر يناديني من السكّه وعشان عيال الحاره مايدرون انه يناديني للعشا مع انهم دارين والحكي اللي يقوله اخوي كلّن يقوله لخوه .. لكن هذا تفكيرنا ) ...
كان اخوي يناديني : دحيّـــم ... تعال امي تبيك ...!


http://up.wejdan-aldoha.com//uploads/images/domain-b4b5e40338.jpg (http://up.wejdan-aldoha.com//uploads/images/domain-b4b5e40338.jpg)

سـعود
08-29-2011, 04:59AM
سالفة ايام العيد ( صوره شعبيه )


الله يسقا ذيك الايام ... ايام العيد ... وحنّــا صغار
ياسلام.
كنت انوم ليلة العيد وانا احترى الصبح يجي عشان البس ثوبي وكنادري الجدد واطلع السكه ..عقب ما يعطيني ابوى عيدي..
وابوي يلبس بشته ويروح يصلي العيد في المسجد الكبير اللي ماحد يصلي فيه الا يوم العيد واشوف الناس وش كثرهم ..وكلهم لابسين هدوم جديده ويضحكون ..
وكل واحد يسلّم على الثاني عقب الصلاة وماتسمع غير كلام وش زينه .
واذا رجعنا من المسجد اقعد اتحرّى عمى وخالى يجون يعيدون على اهلى ويعطوني عيديتي عند الباب ..وانا ماتشيلني الارض من الفرح..
وكلّن يشيلني ويحبني .. واقعد احوم في الحاره اوري عيال الجيران ثوبي الجديد وطا قيتي الزري
..وما كنا نخاف الا من العيال الكبار اللي يجون من الحارات اللي جنبنا يحومون وكل واحد في يده (خيزران) واذا شافوا واحدن مثلي صغيّر ..ومخابيّه منتفخه من الحلاوه..وماحوله احد يحجرونه و..يالله حطّ القمرق .. (الجمرك) ..
وساعات الواحد ما يمد يه يفرح بالعيديه..يجون هالدشير وياخذونها... واللي مثلي مابيده حيله ..كل اللي اسويه أني اقضب الساس وابوبز واقعداصيح وافرك عيوني..الين يصفى راسي ثمّن اروح لهلي او يجي احدن يعرفني من شياب الحاره ويعوضنى عن اللي راح ..ولاّ يمسكنى من يدي ويوديني لهلي ..وهو يحايلني بالكلام :
مايخالف وانا ابوك ...يجيك غيرهم..
عاد ورا مانحشت يوم انك شفتهم. ؟!
.................................................. .......


كنا ندور على البيوت مجموعات احياناٍّ توصل لعشره ونطقّ البيبان نطلب العيديه بصوت واحد ونغني باعلى حسّنا :

عطونى عيدي عادت عليكم في حالن زينه

وبعدين نسأل بكلام عادي: نوقّف الحميّر ولاّ نمشّيه ؟
واذا قالوا لنا وقفوه ..نعرف انهم بيعطونا عيديه ويظهر واحدن من اهل البيت او زواره ويقسم علينا قاسمت الله اما قروش والا حلاو..
واحنا نمد يدينا وكلّن ياخذ حقاقه..

عقبها نتحرك وحنا ندعى لهم :
جعل الفقر مايجيهم ولا يكسر رجليهم.

واكثرهم يعطينا المقسوم حتى لو شوى قريض.. عشان ماندعى عليه.
عشان اذا قلنا لهم نمشي الحمير والا نوقفه وقالوا لنا مشوه ..يعنى مهمب معطينا شي .
نتحرك وحنا ندعى ونقول: جعل الفقر يجيكم ويكسر رجليكم .!؟

كان عندنا نشيده نقولها وحنا ندور في الحاره ايام العيد.. و نقولها اذا جو اهلنا من الحج بس ماكانت موجوده في كل الحارات ..ولا يعرفونها الا الشياب الاولين .. ايام الموتر الحمّالي الحمر والملاحيه ام صندقه تقول النشيده:

انا جاى من الشام وعلى راسي طاقيه
وابشركم يالعمال برخصة الماليه
والعجوز بخمس قروش والبنات بربّيه..

كانت ايام العيد..ماننساها ونتحرك ونستانس فيها ... كان يوم العيد الاول فرحه وضحك من نصبح الين نمسي ..
واذا اذن العصر .. تلقى الواحد ماعاد فيه حيل ينصا أي مكان في البيت وينام .. واذا فقدوه اهله ودوروه يلقونه متكوعن في وحدتن من الغرف ونايم ومخابيه ملايانه حلاو وقريض ودراهم مصفّطه....
ان كان امه نشيط جت وفصخت كنادره وطلّعت اللي في مخابيه ووزّته له .. وجابت شوى مويه ومسحت خشته عقب الحلاو وان كانها ماهنا احد .. تركته على نومته الين يقوم من نفسه ... الا ان كانها تبيه في شي تجى وتقومه
ـــ قم وانا امك رح للخباز جب لنا خبيزات ..
وتقعد تهز فيه وتطقق بيدها على كتوفه
ـــ قم جعلى ما ذوق يومك .. يازين هالثوب .. مير ثوبك يا وليدى ازين من ثوب ابوك.. يالله قم..
وتفتش مخابيه
ـــ ما شا الله .. وش هالقروش تعطيني منها ؟
وهو يحط يده على مخابيه ويقول والنوم في عيونه
ـــ خلى قروشى .

الله يذكر ذيك الايام بالخير .. راحت وراحوا اهلها ..
خذتنا طاحونة الحياه وعصرت منا العادات الزينه ماعاد باقي الا شين ما يذكر .. تساوت القريه والمدينه في العادات .
طقّـــنا العجز والانانيه .. واذا قلت لواحد ما شفناك قالك: مشغول
مدري وش مشغولن به ؟ اما يتسدح قدام القنوات والريموت ما
يتعدى يده والا.. في وحدتن من الاستراحات يلعب ورقه وينكت او تلقاه يعسل في حدا هالقهاوى.. وان كانه مراهق تلقاه يتسكّع في الاسواق .. ماغير يمسمس بها لغتيره ويورّي الناس جوّاله ... ولو تطلّ في مخباته مالقيت ريال ؟
والاّ مجمّعن له ثلاثه او اربعه من اللي يقال لهم اصدقائه ومركّبهم في سيارتن جديده ودوران في الشوارع والمسجّل مرفوعن عليه .. اغاني غربيّه والبومات نعيق مطربات عرض الازياء واثارة الغرايز ؟؟؟...
والبركه في الوالد والوالده .. وخلّه يستانس اجل ولد فلانه احسن منه ... ؟؟ ويالله صلاح العطا ..

اهلنا ذيك الحين كانوا يقولون ان سلام القاطع يوم العيد.. هالحين سلام القاطع رسالة بالـجوال .

هذا اذا تذكر... ومتى يتذكر ...و... وش يذكره.

حتى ما يتنزل يتصل ويحكى وكنى به يقول انا راعى المنّه ... تبي والا بكيفك بعد .

واذا بغا يسيّر ... على احدن من قرايبه( يطوله من وراه الاجر ) والحق لهم .. واحياناً يزور ويقعد يتلقف كلشن يعرفه وكلشن له راين فيه ويضيق صدرك منه ما ودك انه جا..
ويقول لك كل يوم ودي اجيك وتروح الايام
كل يومن يا حمد باكر
وتلقاه في قعدته كن شين يقرّصه يبي القومه .. ويتعذر .. ماعاد فيه يومن يحمل ..
مادرا ان اليوم هو اليوم.. والشمس تشرق وتغرب في وقتها لكن النفس شاخت على اهلها ..
والصراحه .. ان المساله :
وين و ناستي
وين راحتى
وين مصلحتي
تلقاه عضّ شليله .. وركض.. لو انها فوق جبل ..

راحت طفولة زمان .. وراحت معها ايام العيد الحلوه وطفا ذاك الاحساس اللي وش زينه ..
وامتحت ذيك الغناة ..( ابي عيدي عادت عليكم )


هديــه :

المعــزّة درجـه من درجـات الحــب ( سعود )

سـعود
04-07-2012, 07:16PM
مشعا... ومحو الامّيه




مشعا... حرمتن ماشالله عليها قايمتن برجلها وبيتها .وطبخها ماعندك باحلا منه اذا نصبت ذاك المرقوق ثمّن جفته على الصحن ما ودك ترفع يدك عنه وفي الفزعات ماهيب تقصّر اذا بغتها وحدتن من خواتها والا حريم الجيران في العزايم تعاونهن ...



هابّت ريح تصول وتجول معهن بالمطبخ ...وهذا اللي خلاّها تحسب انها كل شي تعرفه ...



يوم صار عمر بكريتها (الدّانه) الساتّه ادخلها ابوها للمدرسه .. وبدت الصغيره تشغل امها



في حلّ الواجب والام شطارتها في الطباخ لكن الخط ماتفكه ...



واحتارت هالبنيه ...في دروسها.. لاهيب عارفتن تحّل واجبها معها ولاحولها احدن يذاكرلها والبنيّه عيّت تروح لخالتها تذاكر مع بناتها ...



وش الدّبره ...




قعدت مشعا مع حريم الجيران الضحى ...يقشّمون حب مالح واباريق الشاهى والغجر تشال وتحطّ ... والسواليف أي شي ..اللي عندها سالفتن تهــذّها ..



قالت (ام على ) : هاه وشلون الدانه ودراستها...



ردت ام الدانه:
ذكرتيني يا وخيتي والله انها متعبتني تبي من يحلّ واجباتها وانا ماعرف شي.



شاركتهم الحديث جارتهم المصريه ام اشرف : طب ماتدخلي محو الاميه .



مشعا- هوه.. ادرس ..ومن بيسوّي غدا ابو عيالي .



ام اشرف : دول بيدرسوا بعد العصر... وجارتنا ام راشد بتدرس معاهم واهي ما شا لله عليها دلوقتي بتعرف تقرا وتكتب .




باقي الحريم كان رايهم من راي ام اشرف اللي تبرّعت انها تروح معها عشان تسجل وقالت



لها: بس جيبي معاكي صورة الحفيزه .



وماتنسيش تشتري( الام ودفاتر وكمان برّايه ).




راحت ام الدانه عقب العصر ومعها صورة الحفيظه عقب ما كلمت رجلها ... ومعها ام اشرف .



دخلت على المديره وطلبت التسجيل ..المديره خذت الصوره وعطتها بعض الاوراق عشان يعبيها رجلها ... وقالت لها المديره: ما فاتك الا شي بسيط ...بنحاول نعوضه لك .وتعالي من باكر ...



انتظمت ام الدانه في المدرسه واشغلت رجلها بسوال اللي ماتعرفه ..وعقب ستت اشهر ...بدت تسلك وتفهم بعضات الشي .. وعرفت تكتب اسمها..



وتبرّق في التلفزيون وتلاحق الترجمه العربيه للافلام غديها تعرف لو كلمه...



واذا شافت ورقه جريده منطولتن في الشارع وهي رايحه او جايه من المدرسه ..التفتت لا احدن يشوفها وهي تطمن .
ثمّن طمّـنت وخذتها..وفي البيت ..تفرشها على الارض وتنسدح وتقعد تناظر المكتوب تحت الصوره ..



آخــرالسنه عطوها الشهاده ناجحه من اولى مكافحه ونتيجتها ..هه..حليوه.. وتشجعت الحرمه ونوت تواصل وبنيّتها الدانه لقت من يرد عليها وامها صارت تستفيد من دروس بنتها في الحساب والهجا .. وتردد مع بنتها الاناشيد من كتاب المحفوظات .



السنه الثانيه كان معها في الفصل ثنتين قبلهم مهاوش وحدتن منهن ممروره ..ياويل اللي يقعد محلها في الطاوله ..تقول شاريتها.. والاّ احد يفتح شنطتها الى راحت تشرب .. والابلا.. المسكينه اصغر منهن كلهن ..الى قاموا يصجّون ظهرت من الفصل وخلّته لهم..




هذاك اليوم وصّتهم الابلا كل وحده تجيب معها قطعة قماش عشان بتعلمهن التفصيل ..



مشعا... دوّرت بين هالخلاقين الين لقت لها خرقتن تصلح للمدرسه ..غسلتها وكوتها ورفعتها .. عقب العصر راحت للمدرسه ..بدون الخرقه.



وفي حصة التدبير كل الحريم طلّعوا خرقهن الاّ هى وسألتها البلا : مشعا وين القماشه ؟



وقفت مشعا على حيلها وقالت للابلا : والله يا ابلا...



حضّرتناها



وغسلتناها

وكويتناهــا


ثم ورفعتناهــا



بس انى ياا بلا.. ما غير... نسيتناها ..




وكعّوا الحريم كلهن بالضحك .. والابلا , تأشّــر ... لهن ... يسكتن .



والعيّاره ( أم رهيّه ) ما خلّتها لها : ...التفت عليها وقالت لها : خلاص اقعدى يا ام تناها .



ردت عليها( هشلا ) رفيقة مشعا : اقعدي ياام البيوز لايجيك علمن ثانى ..




والفصل ما بين اللي تضحك واللي تشارك بالحكى والابلا ضايعتن بينهن..



وآخر شي... سكتوا بس وشّو عقبه ...



الله يهديك يا مشعا... هاللي قلتيه مهوب حكى هذا قصيد




لكن وش تقول ...هذي مشعا... ومحو الاميّه .

سـعود
12-09-2012, 02:39AM
دحيّــم تعال امي تبيك

من سنين الله يعلم عددها ... يوم كانوا الناس شويين والامور ماشيتن بالبركه .. وكلّن يعرف جيرانه .. زمن فيه خيره وشرّه لكن اللي عاشوه يذكرونه بالخير ... يوم كانت الغنم تحوم في الشوارع والدجاج يرقد تحت السيسان ( الجدران ) والمواتر نعدّها على المصابع ..
يوم كان الشايب يجي من صلاة الفجر وينصا القوع ( حوش الغنم ) .. يحلب ديد العنز في الغضارة ويشرب وهومبوبزن عندها .واذا خلص تغر وظهر يذكر الله ويقول : يالله حدّره ولاتكدّره .
والحرمه تظهر من بيتها الضحى وتدخل بيت قصيرتها ... تاخذ اللي ناقصها على الغدا والاّ تروّح حدا عيالها يدخل ويقول : تسلّم عليك امي وتقوللك تبي فصّين بصل .. او شوي ملح . . واذا سوّت الغدا وتحالته ( شافته زين ) عزلت لجارتها منه شوي ... والى شافتها عقب العصر سألتها رايها فيه ...وذيك تمطّع وتقول : آه ياناس.
هذيك السنين يوم كانوا الناس يفرحون باللي يجي من الحج جايبين معهم الحنّا والمساويك والخرق والدّراريع والنعال والمهافّ والحلاو والقريض ... و ... المواتر الصغار اللي نسميها الونّانات .. عشاننا نقعد نحكها في السميت وتطلّع كفراتها صوت ! والحجاج يقسّمونها على الاهل والقرايب والجيران .. هذي لفلانه .. وذا لولد فلان .. وماتسمع غير : الحج مقبول .. عساكم من عوّاده ..
وكل اللي جو من الحج محسّنين روسهم قرعــا ولابسين ذيك الطواقي الملونه .. اللي خرقتها مثل خرقة المطرحه اللي ننوم عليها .! يوم كنـّا نفرح برمضان عشان نشرب التوت وناكل التطلي واللقيمات ... والشعيريه ... والناس يفرحون بالعزايم وعيد الضحيّــه . يوم كانت الناس في الظهريّه كلّن في بيته .. عن الحرّ وشمس القايله .. الشايب هاجّن بابه ومنسدحن بالمجبب وبيده مهفّته وكل شوي يقول قصيد .. وكل من مرّ صوّت يسلّم عليه وهو يردّ وعيونه تطالع السقف المصنوع من الاثل او جذوع النخل .. اما خشب المرابيع مايحطه الا التجار .. وكل يومين يمر مع السكه واحدن محملن على ظهره ( تــنك وقرب مويه يابسه ) ويصيح بأعلى صوته : زري وشنان .. ياللي عنده شيّن مايبيه ........ واذا سمعت جلجلة جرس وانت في بيتكم .. تعرف ان بيّاع القازاللي معلّقن في رقبة حماره اجراس .. يدور في الحارة وينادي : ايلقاز القاز . وعقب العصر يجي واحدن ثاني شايلن على ظهره بقشتن وش كبرها مليانتن خرق وطيق شيال ويصيّح : ))فرّقنا ... فرّقنا(( . او تدور على البيوت عجوزن معها بعض اللي يحتاجونه الحريم .. تظهر من ذا الحوي وتدخل اللي عقبه تبيع ... بيوز وقريمزان ( دهان للحروق ) .. صابون ابو عنز .. امشاط خشب وجاوني ( بخور ) ... مشاط وحنّــا وديرم .. مخدات كحل ومكاحل نحاس صغينونات وشزينها وماتنسى تجيب معها ( العشرق ) وهونبات عشبي ينقعه ويشربه اللي في بطنه غشش !! ... يخلّيه طول اليوم يتلوّى .. مايركد في مكان واحد ماغير يحوم في الحوي كنّـــه وحدتن جايها الطلق !!
ذيك الايام .. اذا قام البزر تالي الليل وراح يقوّم امه بيشرب .. وامه متعيجزتن تقوم .. تقول له : رح ارقد وانا امك .. وتسقيك الغزيّل ! وان كان انك بثـــر يخوفونك .. بحمار القايله .. والا السّـــعلو .. والا عوافي الله ... ! ذيك الايام .. كنا مانخاف اللي فيه عنقز .. والاّ عينه مجحّمه ومانعرف عدوى .. كل واحد في جسمه اكثر من علامه ( كـــي ) من قلّ التطعيمات . والمشق .. مالين اليدين والركب .. وسيقان الواحد .. شهبا .. من لعب الدنّانات .. والخنطله في الطين والسيل ومناقع المطر . والناس عند اذان المغرب تشوفهم جايين من السوق .. كلّن صك دكانه وجا ومعه المقسوم .. خضره .. خبيزات .. شابوره .. او شيّن يحتاجه البيت لقاه رخيّص وشراه ... هذا في يده كيس وذاك قاضبن ولده من يده شارين له طاقيه وفنيله وصروال ... ومن بعيد واحدن على راسه حزمت علف للغنم ... سنين يوم كان اللي عنده تيسن فحل .. يسبّلــه .. للي يبيه لغنمه .. يدوّر الاجر .
يوم كانت الحرمه الى منّها شافت ولدها متغيّر .. ( مهوب ياكل .. او كئيرن نومه ) يتسدّح من قرنه لقرنه .. خذته من يده عقب صلاة الاخير وودّته للمطوّع في الحاره يقرا عليه وتجيب معها من عنده عزيمه ( قرايه ) وتسقيه وترش عليه وهي تسمي .. يوم كنا مانرقد الين تحجّي علينا جدتي حجاتن زينه تبداها بقولها : يقولون ذاك الواحد والواحد الله في سماه العالي .. وعيال الحارة يتجمّعون في الحياله ( ارض فاضيه في الحاره ) ويشبون النار في الشتا ويتحلّقون حولها .. في قعده ما تنتهي الا اذا نادوهم اهلهم ... ذيك الايام اذا حطّوا الاهل العشا .. ( مطازيز او مرقوق .. اوجريش ) واحيانا خبز تاوه ... واذا مافيه شي .. يحطون تالي الغدا .. يطلع اخوي الصغيّر يناديني من السكّه وعشان عيال الحاره مايدرون انه يناديني للعشا مع انهم دارين والحكي اللي يقوله اخوي كلّن يقوله لخوه .. لكن هذا تفكيرنا ) ...
كان اخوي يناديني : دحيّـــم ... تعال امي تبيك ...!

نشوف اللي عقبها


http://www.n11s.net/uploads/images/n11s.net4dbb33df07.jpg (http://www.n11s.net/uploads/images/n11s.net4dbb33df07.jpg)