المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الحاجب المنصور )هل سمعتم عنه....؟؟؟؟؟؟؟!


عبير الروح
01-17-2011, 10:51PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحاجب المنصور

http://i63.servimg.com/u/f63/13/43/29/04/uooo11.jpg






هل سمعتم عنه؟؟؟


أن التاريخ يتحدث عنه وليس انا


حين مات القائد الحاجب المنصور فرح بخبر موته كل أوربا وبلاد الفرنج
حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره وفيها سرير من الذهب
فوق قبر الحاجب المنصور ونام عليه ومعه زوجته متكئه يملاهم نشوه موت قائد الجيوش الاسلاميه
في الأندلس وهو تحت التراب
وقال الفونسو
أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! وجلست على قبر اكبر قادتهم
فقال احد الموجودين
والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار
فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث
حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت
صدق المتحدث ايفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !!
والله ان هذا ليزيده شرف حتى بموته لا نستطيع هزيمته والتاريخ يسجل انتصار له وهو ميت قبحا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك


http://srv.bahrainforums.com/up/img/2008/10/31/8fbd57a2e2ce668c80e697ae66352987.jpg





الحاجب المنصور ولد سنه 326 هجري بجنوب الأندلس
دخل متطوع في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته
ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته
ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش





خاض بالجيوش الاسلاميه 50 معركة انتصر فيها جميعا
ولم تسقط ولم تهزم له راية
وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط
اكبر انتصاراته غزوه ' ليون ' حيث تجمعت القوات الاوربيه مع جيوش ليون
فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة
الطاغية







كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل ارض يفتحها ويرفع الأذان فيها ويجمع الغبار في قارورة
أوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهده له عند الله يوم يعرض للحساب



http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b6/Zonaro_GatesofConst.jpg/472px-

كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثره ما قتل من أسيادهم وقادتهم
لقد حاربهم 30 سنه مستمرة قتالا شديدا لا يستريح ابد ولا يدعهم يرتاحون
كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواد آخر للحرب


كان يدعوا الله أن يموت مجاهدا لا بين غرف القصور
وقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا
كان عمره حين مات 60 سنه قضى منها 30 سنه في الجهاد والفتوحات


ذهب المنصور إلى لقاء ربه وسيبقى اسمه خالدا مع أسماء الإبطال في تاريخ المسلمين
وكان في نيته فتح مدن فرنسا الجنوبية من خلال اختراق( جبال البيرينيه )


فهل عرفتم لماذا أقام الفونسو قائد االفرنج خيمة على قبره الآن !!!!!!!!


لقد استشهد وفي جيبه قارورة تحمل غبار معارك وفتوحات المسلمين
استشهد وجسده يحمل جروح المعارك التي خاضها لتشهد عند الله
كل همه لقاء ربه ومعه مايشفع له بدخول الجنه..


,


,


موقف من مواقف الحاجب منصور


يُسيّر جيشا جرارا لإنقاذ نسوة ثلاث :



جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملا لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة نافار، ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، فحدث ذات مرة أنه ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار، وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة، وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجب لوجودهن، وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان.


وهنا غضب رسول المنصور غضبا شديدا وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر، فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جرارا لإنقاذ هؤلاء النسوة، وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش جدا ملك نافار وقال: نحن لا نعلم لماذا جئتم، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل، ونحن ندفع لكم الجزية. وبعزة نفس في غير كبر ردوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات، فقالوا: لا نعلم بهن، فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث، فقال ملك نافار: إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن؛ فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي، ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارا كبيرا، فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه الثلاث نساء.


آثــاره تنبيـك عـن أخـباره // حـتى كأنـك بالعـيـان تــراه
تالله لا يأتي الزمان بمثله // أبدًا ولا يحمي الثغور سواه


كُتبت هذه الأبيات على قبره في مدينة سالم..
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه..






دمتم بوود..

الإدمي
01-18-2011, 04:55PM
همسات رااائعه يالغلا
يعطيك العافيه

مقــدام
01-18-2011, 07:28PM
الله اكبر



بالفعل قائد عظيم مجهوول في عصرنا وعلم من الاعلام في عصره

جزاك الله خير معلومات جديده ومفيده

وين اااهج
01-18-2011, 08:02PM
عبير الروح

نبذه جميل


و نافذة على تاريخ عطر ورجل يندراقرانه بزمنه وزمننا


اماباالنسبه( الفونسو)طاحت عليه طوفه

تفاصيل الخجل
01-18-2011, 11:52PM
::

استمعت جداا بما قراته هنا:)

طرح ومعلومات اكثر من رآئـــعــــه ...

سلمت يمناكِ ع ماطرحت لنا من معلومات مفيــــــده

لاخلا منكـ نحترى جديدك الاروع بشـــوق

دمتِ بسعــــــاده..~

عبير الروح
01-20-2011, 10:56AM
شاكره لكم مروركم العطر
فشكرا لكم



وتقديري للجميع

مستبده عسل
01-20-2011, 03:23PM
اعشق التاريخ وابطاله

نبذه رائعه عن شخصيه مميزه

الف شكر لك عبير الروح

مودتي

كل الحب

عابر سبيل
01-21-2011, 04:40AM
معلومة جديدة ومفيدة

قرأت عن اغلب القواد العرب والمسلمين مثل . موسى بن نصير . طارق بن زياد . عقبة بن نافع
قتيبة بن مسلم .وغيرهم الكثير
لكن الحاجب المنصور يبدو لي اني لم أقرأ عنه شئ .

شكراً . عبير الروح على ماقدمتي

مشاعر
01-22-2011, 04:08AM
رحمه الله رحمة ً واسعه

نتمنى ان يتكرر هذا القائد في عصرنا هذا


عبير الروح

طرح جميل استمتعنا بقراءته

شكراً لك

تقبلي مروري

مشاعر ..

عبير الروح
01-22-2011, 07:33PM
شاكره لكم حضوركم الرائع


تقديري لك

حمرة الورد
01-29-2011, 03:47PM
موضوع جدا رائع لروعت ماتحدثتي عنه
اسفه اختي الغاليه ولكن عندي اضافه عنه
(بقلم / محمود حافظ






كان من أعظم من حكم الأندلس على الإطلاق , الرجل الذى وطأت خيله أماكن لم يطأها خيل المسلمين من قبل !! يكفى ذكر اسم المنصور بن أبى عامر أمام ملوك قشتالة وليون وجيليقية ليجثوا على ركبهم من الرعب والهلع , كان لربما الواحد منهم أرسل ابنته جارية عند المنصور فى قرطبة لينال رضاه ..!!


ووصلت جيوشه الى حيث لم يصل حاكم أو خليفة قبله قط , وغزا أكثر من 54 غزوة فى الأندلس فلم تنتكس له فيها راية ولم تهلك له سرية ولم ينهزم له جيشٌ قط !!!


آثــاره تنبيـك عن أخبــاره **حتـى كأنــك بالعيـــان تـراهُ
تالله لا يأتي الزمان بمثله **أبدًا ولا يحمي الثغور سواهُ


فمن هذا الرجل العظيم الذى لم يأتى الزمان بمثله أبدا , ومن هذا العظيم الذى كان رمزا للرعب فى الممالك المسيحية فى أوروبا !!!


دعونا نسرد سيرة الحاجب المنصور ابن أبى عامر , وحقيقة لقد جُمع لى من المصادر والمراجع والكتب الشيىء الكثير لأنى فى الحقيقة أردت أن أعمل دراسة كاملة متأنية فى سيرة الحاجب المنصور , لكن أكتفى بذكر نبذة بسيطة عن هذا البطل الفريد الى حين الإنتهاء من الدراسة الكاملة إن شاء الله, واليكم بعض مصادر الدراسة :-


1- اعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الاسلام , للسان الدين ابن الخطيب
2- الزهرات المنثورة فى نكت الأخبار المأثورة , لابن سماك العاملى
3- البيان المغرب فى أخبار الأندلس والمغرب , لابن عذارى المراكشىّ
4- المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء و الفتيا ,لأبو الحسن النباهى المالقى الأندلسى
5- بغية الملتمس فى تاريخ أهل الأندلس , للضبىّ
6- صفة جزيرة الأندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار فى خبر الأقطار , للحميرىّ
7- دولة الإسلام فى الأندلس , لمحمد عبد الله عنان
8- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب , للمقرى التلمسانى
9- الذخيرة فى محاسن أهل الجزيرة , لابن بسام الشنترينى
10- وغيرها من الكتب والمصادر العديدة الأخرى ولكن أكتفى بذكر ماسبق أعلاه ...


الأندلس .....


ما أعذبها من كلمة تطرب لسماعها الآذان وتسرح فى جمالها الأذهان , هى الفردوس المفقود والمجد السليب ولولا أن هذا المقام ليس لذكر حضارة الأندلس لأسهبت بالحديث عن ذكر محاسن الأندلس ومآثرها ولكن أكتفى الآن بذكر أحد تلك المآثر العظيمة إن لم يكن أعظمها على الاطلاق ...


المولد والنشأة :-


إنه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبى عامر بن الوليد ابن يزيد بن عبد الملك المعافرىّ القحطانىّ , من أصول يمنية , جده الأكبر "عبد الملك المعافرى" هذا كان أحد قادة الجند مع طارق بن زياد أثناء فتح الأندلس الأول . وكان أبوه "عبد الله بن محمد" من أهل الفضل والعلم حجّ ثم مات قافلاً من حجه – رحمه الله – فى طرابلس المغرب. وأمه هى "بُريْهة بنت يحيى بن زكريا التميمىّ " من بنى تميم , لذلك قال فيه ابن دارج القسطلىّ :


تلاقت عليه من تميمٍ ويَعْرُبِ *** شموسٌ تلالا فى العلا وبدورُ
مـن الحِمــيْريْنَ الذين أكُفُّهـم *** سحـائبُ تَهْمي بالنَّدى وبحــورُ


وُلد محمد بن أبى عامر عام 327هـ , وهو العام الذى انهزم فيه المسلمون فى عهد عبد الرحمن الناصر – رحمه الله – فى معركة الخندق عند مدينة "شنت مانقش" أمام قلعة سمّورة المنيعة , وكأن ميلاد محمد بن أبى عامر فى هذه السنة هو أخذ الله بثأر المسلمين على يدى المنصور .أصله من "تركش" فى الجزيرة الخضراء فى جنوب الأندلس , نشأ محمد بن أبى عامر كمثله من أقرانه على القرآن والفقه إلا أنه كان ظاهر النجابة وكانت له حال عجيب فى قوة الإرادة والطموح والسعى وراء هدفه حتى قال عنه ابن الآبار فى كتابه "الحلة السيراء" : كان أحد أعاجيب الدنيا فى ترقيه والظفر بتمنيه !!



لافتة فى أحد الطرق الأسبانية لمدينة الجزيرة الخضراء ومكتوبة بالخط العربى



وقال عنه ابن عذارى المراكشىّ فى كتابه "البيان المغرب فى أخبار الأندلس والمغرب" : وكان محمد هذا حسن النشأة , ظاهر النجابة , تتفرس فيه السيادة ...


ارتحل محمد بن ابى عامر الى قرطبة حاضرة الدنيا طلباً للأدب وعلم الحديث , فطلب علم اللغة على أبى علىّ القالىّ البغدادىّ اللغوى المشهور وعلى أبى بكر ابن القوطية , وقرأ الحديث على أبى بكر ابن معاوية القرشىّ وغيره , فنبغ فى تلك العلوم كلها ونما ذكره فيها .


حلم المنصور بن أبى عامر :-


كان محمد بن أبى عامر – رحمه الله – له همة عجيبة وإرادة قوية وكان لديه حلما عظيما وهو أن يصبح حاكم الأندلس !!


وقد كان – رحمه الله – يخبر أصحابه بهذا والمقربين اليه , حتى أنه لربما قلدهم الخُطط والمناصب وهو مازال فى حداثة سنّه !!


واليكم هذه القصة التى أوردها ابن الخطيب فى كتابه " اعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الاسلام " وأوردها أيضا ابن النباهى فى ترجمة القاضى الجليل محمد بن يبقى بن زرب فى كتابه " المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء و الفتيا " يقول :


( ومن أعجب أحواله – أى محمد بن أبى عامر – أنه كان على بصيرة من أمره , هانئاً بما ذخرت له الأيام فى حداثة سنّه , فكان يتكلم فى ذلك بين أصحابه , ويشير الى ما خبأ الله له من غيبه , فحدث ابن ابى الفيّاض فى كتابه قال : أخبره الفقيه أبو محمد علىّ بن أحمد , قال : أخبرنى محمد بن موسى بن عزرون , قال : أخبرنى أبى قال : اجتمعنا يوماً فى متنزه لنا بجهة الناعورة بقرطبة , ومعنا ابن أبى عامر , وهو فى حداثته , وابن عمه عمرو بن عسقلاجة , والكاتب ابن المارعزّى ورجلٌ يعرف بابن الحسن من جهة مالقة , كانت معنا سفرة فيها طعامٌ , فقال المنصور من ذلك الكلام الذى كان يتكلم به : < لا بد لى أن أملك الأندلس , وأقود العسكر , وينفذ حكمى فى جميع الأندلس !! > , ونحن نضحك منه ونهزأ به . وقال : < تمنّوا علىّ > , فقال ابن عمه عمرو : " أتمنّى أن تولينى على المدينة , نضرب ظهور الجناة ونفتحها مثل هذه الشاردة " , وقال ابن المارعزّى : "أشتهى أن تولينى أحكام السوق !" , وقال ابن الحسن : "نتمنّى أن تولينى القضاء بجهتى ! " , قال موسى بن عزرون : وقال :< تمنّى أنت ! > , فشققت لحيته , وأسمعته كلاماً سمجاً قبيحاً ...


فلم يك إلا أن صار الملك اليه , فولى ابن عمه المدينة , وولى ابن المارعزّى السوق , وكتب لابن الحسن بالقضاء , قال : "وأغرمنى أنا مالاً عظيماً , أجحفنى وأفقرنى لقبيح ما كنت جئت به .." ) انتهى كلام ابن الخطيب .


وايضا قصة أخرى عجيبة من قصص المنصور بن أبى عامر فى هذا الجانب ذكرها أبو الحسن النباهى فى كتابه (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء و الفتيا) أنقلها لكم بتصرف :


(كان المنصور بائتاً ليلة مع أحد إخوانه في غرفة، فرقد رفيقه، ودنيُّه، ولم يرقد هو قلقاً وسهراً فقال له صاحبه: يا هذا قد أضررتني هذه الليلة بهذا السهر , فدعنى أرقد ...


فقال المنصور: إنني أتفكر في من يصلح أن يكون قاضياً للأندلس، ولمّا استغرب صاحبه ذلك، قال له: "يا هذا! أأنت أمير المؤمنين؟ فقال له: "هو كذلك".


ثم أخذ صاحبه يعرض بعض أسماء القضاء وقال : يصلح فلانٌ ويصلح فلانٌ , ومحمد بن أبى عامر لا يجوز من المذكورين أحداً , حتى ذكر صاحبه "أبي بكر محمد بن يبقى بن زرب" العالم الجليل الفاضل ، فتهللت أسارير وجه محمد بن أبى عامر وقال : < يا هذا ! فرجت عنّى , ليس بالله يصلح لها أحدٌ غيره > ثم رقد ونام مطمئناً !!! )


هكذا كان المنصور بن أبى عامر فى حداثة سنّه يحدّث نفسه بحكم الأندلس , وأن يقود العسكر وينفذ حكمه فيها , فكان يضع هذا الهدف نصب عينيه ويعمل له ويخطط من أجله ويسعى من أجل تحقيقه ..



تمثال لمحمد بن أبى عامر فى مسقط رأسه بمدينة الجزيرة الخضراء بأسبانيا



حياة محمد بن أبى عامر فى قرطبة :-


اقتعد محمد بن أبى عامر دكانا عند الزهراء – المدينة الملكية التى بناها عبد الرحمن الناصر – أيام الخليفة الحكم المستنصر – رحمه الله – يكتب شكاوى الناس أو طلباتهم أو حاجاتهم التى يرفعونها الى الخليفة او الحاجب , وكان يأنس اليه فتيان القصر وظل على ذلك مدة حتى رفع ذكره وعلا شأنه وبدأ نجمه فى الظهور .


حتى طلبت السيدة صبح زوج الخليفة الحكم المستنصر – رحمه الله – وأم ولى العهد "هشام" من يكتب عنها , فدلوها على محمد بن أبى عامر , فترقى الى ان كتب عنها , فاستحسنته ونبهت عليه الحكم المستنصر – رحمه الله – ورغبت فى تشريفه بالخدمة .


ومن ذلك اليوم وبدأ نجم محمد بن أبى عامر فى الظهور وظهرت منه نجابة وذكاء أعجبت الحكم المستنصر – رحمه الله , فترشح الى وكالة ولى العهد "هشام" لسنة 359هـ , فأعجبت به الحكم المستنصر , فولاه قضاء بعض الكور بأشبيلية , ثم ترقى الى المواريث والزكاة , فأظهر حسن التدبير مع ما له من الرأى السديد فأعجب به الحكم المستنصر – رحمه الله – فولاه الشرطة الوسطى بقرطبة , ثم أصبح صاحب السكة , ثم قدمه الى الأمانات بالعدوة ....


وظل محمد بن أبى عامر فى ترقى مستمر وبدأ بزوغ فجره ومن ورائه فجر الأندلس كلها , حتى لازم الحكم المستنصر – رحمه الله – وأوكل اليه القيام على أمر ولى العهد "هشام" بن الحكم المستنصر , فبذلك أصبح محمد بن أبى عامر فى منزلة رفيعة جدا .


وكان محمد بن أبى عامر يصطنع الرجال من حوله ويمهد لنفسه وكان يتخذ رجاله من البربر من أهل العدوة لخشونتهم وصلابتهم عند الحروب , ولكى يقوم بالقضاء على الصقالبة ويدمر نفوذهم فيما بعد كما سيأتى.



بقايا مدينة الزهراء فى أسبانيا ...



وبذلك أصبح محمد بن أبى عامر من كبار رجال القصر وهو مازال فى العقد الثالث من عمره , وليس يضاهيه فى منزلته إلا الحاجب – بمثابة رئيس الوزراء - جعفر المصحفىّ وقائد جيش الثغور غالب الناصرىّ , وأصبح محمد بن أبى عامر حديث العامة فى قرطبة , فكان لا يمر يوم إلا وهو فى زيادة ترقى , فكانت أيامه فى إقبال وتخبر عن سعده وبزوغ فجره وسطوع شمسه , فتمكن حبه للناس وكان بابه مفتوح لهم على الدوام , وأفشى الأمن فى قرطبة بعدما ضجت العامة من ضياع الأمن لكثرة اللصوص وتسلط الفتيان الصقالبة على العامة فقد ظهر وفشى ظلمهم وبغيهم , حتى قضى عليهم محمد بن أبى عامر كما سيأتى بيانه إن شاء الله .



وفاة الحكم المستنصر -ر حمه الله :-


وتوفى الخليفة الحكم المستنصر – رحمه الله – فى قصره بقرطبة بعدما أصيب بالفالج , وذلك فى عام 366هـ , بعد أن حكم الأندلس 16 عاماً كانت كلها بركة وخير على المسلمين فى الأندلس , وولى من بعده ابنه "هشام" وهو ابن اثنتى عشرة سنة 12 سنة !! وتسمّى وتلقب " هشام المؤيد بالله " , وكان وقتها بلغ محمد بن أبى عامر 39 عاماً , فكان لابد من رجل يدبر أمره ويقوم على عمل الدولة وتدبير الخلافة .


فتكون مجلس وصاية على الخليفة الصبىّ ويتكون من أكبر 3 رجال فى الأندلس وقتها وهم :


1- الحاجب جعفر المصحفىّ
2- قائد الثغور غالب الناصرىّ
3- قائد الشرطة وحاكم المدينة محمد بن أبى عامر


عند وفاة الحكم المستنصر – رحمه الله – جاشت الروم وهاجت حتى كادت تطرق أبواب قرطبة , ولم يحرك الحاجب جعفر المصحفى ساكناً خوفاً على منصبه وتبعه فى ذلك غالب الناصرىّ قائد الثغور وكانت بينه وبين الحاجب جعفر المصحفى خلافة قديمة وبغضاً وكراهية شديدة , فلم يقم أى منهما لنصرة المسلمين وتأديب النصارى الذين هجموا على ثغور المسلمين .


قال ابن حيان ( ... وجاشت النصرانية بموت الحكم وخرجوا على أهل الثغور فوصلوا إلى باب قرطبة ولم يجدوا عند جعفر المصحفي غناء ولا نصرة وكان مما أتى عليه أن أمر أهل قلعة رباح بقطع سد نهرهم لما تخيله من أن في ذلك النجاة من العدو ولم تقع حيلته لأكثر منه مع وفور الجيوش وجموع الأموال وكان ذلك من سقطات جعفر فأنف محمد بن أبي عامر من هذه الدنية .. ) انتهى كلام ابن حيان


فقام محمد بن أبى عامر بأخذ رجاله وطلب من جعفر المصحفى أن يمده بالرجال والعتاد والمال اللازم للقيام بحملة لتأديب النصارى وليعلموا أن مازال بالمسلمين شوكة ومنعة , وبالفعل قام المنصور بحملة عظيمة جدا فى الشمال وغنم من السلاح والأموال الشيىء الكثير . وقفل راجعا الى قرطبة بعد 52 يوما من الغزو والجهاد وكان يوزع المال فى طريق عودته الى قرطبة على الجند والعوام حتى تمكن حبه فى قلوب الناس , واستبشروا به جدا . وكان وصياً على الصبى هشام المؤيد بالله , فقام بإسقاط ضريبة الزيتون عن الناس , فسروا بذلك أعظم سرور , ونسب شأنها الى محمد بن أبى عامر وأنه أشار الى ذلك , فأحبوه لذلك ثم يقول ابن عذارى فى "البيان المغرب " :


( ولم تزل الهمة تحذوه , والجد يحظيه , والقضاء يساعده , والسياسة الحسنة لا تفارقه , حتى قام بتدبير الخلافة , وأقعد من كان له فيها إنافة , وساس الأمور أحسن سياسة , وداس الخطوب بأخشن دياسة , فانتظمت له الممالك , وانضحت به المسالك , وانتشر الأمن فى كل طريق , واستشعر اليمن كل فريق , وأسقط جعفرا المصحفىّ , وعمل فيه ماأراده ... ) انتهى كلام ابن عذارى


والتف المسلمون حول محمد بن أبى عامر , فى الوقت الذى بدأت أيام الحاجب جعفر المصحفىّ فى الزوال , فقد أفل نجمه وكورت شمسه ورغب الناس عنه , وأصبح يمشى وحيدا فى طرقات الزهراء بعد ان كان من قبل كثيف الموكب وجليل الهيبة وكان الناس لا يستطيعون الى الوصول اليه لكثافة موكبه . ثم أقدم محمد بن أبى عامر بالتحالف مع غالب الناصرىّ وتزوج ابنته "أسماء" وكان عرس مشهود فى الأندلس كلها , وبدأت نكبة الحاجب جعفر المصحفىّ , فخلعه محمد بن أبى عامر وأصبح الحاجب من بعده ..



دينار هام يشمل اسماء الخليفة الحكم ابن الناصر، وصاحب السكة عامر والحاجب جعفر المصحفي



فسبحان من يدبر الأمر وهكذا حال الدنيا , فظلّ فى تلك المحنة حتى نكبه محمد بن أبى عامر وسجنه فى سجن المُطبّق فى الزهراء حتى مات فى سجنه , وكان جعفر المصحفى يستعطف الحاجب محمد بن أبى عامر ويرسل له أبياتا :



هبني أســـأت فأيـن العفـو والكرم *** إذ قادنـي نحـوك الإذعـان والنـدمُ
يـا خـير مـن مـدت الأيـدي إليـه *** أمـا ترثي لشيــخٍ رمـاهُ عندك القلـمُ
بالغت في السخط فاصفح مقتدر *** إن الملوك إذا ما استرحموا رحموا


فما زاده ذلك إلا حنقا وحقدا, فكتب اليه :


الآن يـــا جـــاهلا زلـــت بـــك القـــدم *** تـبـغي التـكــرم لمــا فـاتــك الكـــرمُ
أغـــريـت بــي مـلكـا لـــولا تـثـبــته *** مــا جـــاز لـي عنــده نـــطق ولا كلـــمُ
فايأس من العيش إذ قد صرت في طبق *** إن الملوك إذا مـا استنقموا نقموا
نفــسي إذا سـخطــت لـيست براضيـــة *** ولـو تشفـع فيــك العـــرب والعـجمُ


وحين جاء الأمر بسجن الحاجب جعفر المصحفىّ , ودّع أهله وابنائه , ومن عجيب ما قاله جعفر المصحفى فى هذا الأمر أنه كان ينتظر هذا منذ 40 أربعين سنة , وذلك لأنه سجن أحد الناس ظلما فى سجن المُطبّق بالزهراء فقام السجين وتضرع الى رب العالمين ودعا وقال فيما معناه : اللهم عليك بكل من ساعد فى سجنى ظلما وأهلكه فى غيابات السجون ...


سبحن الله ... هذا يوم إجابة الدعاء وبالفعل سُجن جعفر المصحفى فى سجن المُطبّق بالزهراء ومات فيه ....


وكان المؤرخون يشبّهون نكبة المصحفيين – آل جعفر المصحفى – بنكبة البرامكة فى المشرق أيام هارون الرشيد – رحمه الله - , وهكذا بدأت شمس محمد بن أبى عامر تسطع على الأندلس , وبدأ عهد جديد فى الأندلس , عهدٌ ما رأت الأندلس مثله ولا حتى أيام عبد الرحمن الناصر – رحمه الله - ,



إنه عهد الحاجب المنصور .....

ذهب البطل وذهبت الاندلس معهم لانها لم تكن الا لرجال مثلهم
تحياتي لطرحك الراقي الرائع

عبير الروح
01-29-2011, 07:33PM
حمرة ورد
اضافه رائعه كروعتك
شكرا لك ولهذا الحضور الجميل

تقديري لك

الإدمي
02-05-2011, 12:09PM
دٌمُتِ ًعُلٍىِ هٌذٍاً اٌلٍتًأَلُقِ اُلٍرِاًئٍعَ وُاٌلٍمًتَمِيٌزٍ
وُد.. وَ..جَنآئِن يَآسمِين

عبير الروح
02-08-2011, 03:15AM
صاحبة القلب القاسي
ودااااااااااااااام لنا حضوووورك الراقي


شكرا لك


تقديري