عبدالله الغنيم
11-30-2010, 11:47PM
امْرَأة
دخلتُ البارحة إحدى المكتباتِ القريبةِ في حيِّنا .. وبينما كنتُ في حَاجَتِي ، لفتَ نظري منظرُ امرأةٍ في الثلاثين من عُمُرها – إنْ أصابَ حَدْسِي - قد ضَرَبتْ نَفْسَهَا - كما يقول بعضُ النِّساء - ( بالشَّيطان الرَّجِيم ) ! ، وهي كناية عن وصولها ذروة التَّجمَُّلِ والتَّزَيُّن ..
ولكن معَ الأسفِ الشَّديد ! ما زادها ذلك التجملُ والتزينُ إلا قبْحاً ! .
كانت نَحِيفةَ الجِسْمِ ، ليس فيها من مفاتن النِّسَاءِ ولا ذرَّة .. بل إنَّ القلبَ لَيشمئزُّ عند رؤيتها وينفِر منها البصرُ ، ولو أرجعَ الرَّائِي البَصَر كَرَّتَيْن ( ينقلب إليه البصرُ مشمئزاً وهُو حَسِير ) ! .
وكانت سافرةَ الوجه .. ويبدو أنها أرادت تعويضَ نقص جسمِها في وجهها ؛ فلاطت وجهَهَا المنكوبَ ( بنصفِ كيلو طحين ) على ما أظنّ ! ؛ لكي تخفي ملامح السُّمْرَة ، ثم لاطته بِعِدَّةِ ألوَانٍ أخَرَ ، حتى خُيِّلَ إلي بأني أنظر إلى عَلَمِ دولةِ ( الكامِرُون ) ، أو إلى ( ألوانِ الطَّيف السَّبْعة ) ! .. المُهِمُّ أننا لم نَرَ بعد هذا ( المَشروع التَّرفيهي ) سِوى ( ظلُمات بعضُها فوقَ بَعْض ) ! .
وليس هذا ما أدهشني حقيقة ! .. بَيْدَ أنَّ ما أدهشني ، و أغاضَ المتسوقين والبائعين ، أنها كانت تتحدث عبرَ ( الهَاتفِ المَحمُول ) بصوتٍ عالٍ ، وتتغزَّل وتتغنَّج .. !! ولا أدري من هو ذلك ( الثو... ) الذي يهاتِفُهَا !! .. ومع إيماني بأن ( لكلِّ سَاقِطَة لاقِطَة ) .. وبقول الشَّاعر :
وَكُلٌّ يَمِيْلُ إلَى شَكْلِهِ ** كَمَيْلِ الخَنَافِسِ لِلْعَقْرَبِ !!
لكنني أستطيع أن أجزمَ بأنه لم يَرَها بعد ؛ لأنه لو رآها أظنه سينطحها كنطحةِ ( زيدان ) للمدافع الإيطالي ( ماتيراتزي ) ، ويُحرِّمُ العلاقة مع البَقَر ما دام حيّاً !! .
وبين الفينة والأخرى .. كانت ترسل ضحكاتٍ كأنها قهقهةُ قِرد ، أو جَلْجَةُ رَعْد ! فلا هي التي خرجت من المكتبة ، وأكملت مسلسلَ ( الغَزَل البَقَرِي ) ، ولا هي التي خفضت من صوتها النَّشاز !! .. فضاق الناسُ بها ذرعاً ..
فجاءها أحدُ ( الزبائن ) – أصنِّفُه من كِبَار السِّنِّ - فقال لها ما نصُّهُ : (( أختي العزيزة ! ممكن أن تخفضي صوتَكِ قليلا .. بارك الله فيك )) .
ثم حصلَ ما لم يكن بالحُسبان !! .
نَظَرَتْ إليه شَزْراً .. وكشَّرَتْ عن أنيابها ، وفَتَحَتِ العباءَة ، وظَهَرَ ( البنطال ) .. وفَرَّجَتْ بين رجلَيْهَا ! - ولا أعلمُ ما سرُّ ذلك !! - ، حتى أصبحت - مع جسمها النحيف - وكأنها ( فرْجَار ) معلم رياضيات ، أو ( نُبَّيْطَة ) غلام مقلوبة ! ، ثم ضربت برجلها على الأرض عدة ضَرَبَات ! كأنها ثورٌ يستعد للنطح ، وبَرْطَمَتْ شفتيها ونفختْهُمَا نفخاً حتى أصبحتا كأنهما خُبْزة ( صَامولي ) ، أو ( سبال ) ناقة ! .. ثم فتحت قاموسَ أوسخ الكلمات ، و أقذر العبارات ، فاختارت - وبدقَّة - أسوأها على الإطلاق ! . بعد ذلك أيُّها الأفاضِل .. خَارت عليه خُواراً - أجَارَكُم اللهُ وأجَارَنا - فصبَّت عليه وابِلاً ، بل ثجَّاجاً من مُعصِرات النتانة والخَسَاسة ، وطَشِيْشُ لُعَابِها ينهمِلُ على الرجل المِسكين ، وكأنَّ فمَهَا ( صهريج ) ماءٍ غيرُ صالحٍ للشُّرب ! ، ففاحت رائحة النتانةِ والقذارةِ في نواحي المكتبة كُلِّها ! .. فتوقف الباعة عن العَمَل ، وتعطَّلَ البيعُ ، وهربَ الرَّجل ، وهرب أولئك المتسوقون ! ، ولم يبقَ سِواي ، فوضعتُ ( الشماغ ) على أنفي ، وهربتُ مع من هَرَب !! .. حتى أصبَحَتْ وحدَهَا في المكتبَة !! .
وحين خُروجي من المكتبة المنكوبة .. نظرتُ إليها نظرة أخيرة من خِلال الزُّجَاج الخَارجي ، فرأيتُها تلتفتُ يَمْنَةً ويَسْرَة .. ثم انسلَّت بطريقةٍ احترافية سريعة بين الممرات والكتب ، وكأنها زاروق ( وهي الحَيَّة النحيفة السَّريعة ) حتى غابت عن الأنظار .. ولا أعلمُ أيَّ جُحْر دخلَتْه !! .
هذا ما شاهدتُهُ البَارحة ، رَويتُه لكمْ بِدُون تعليق ! .
دخلتُ البارحة إحدى المكتباتِ القريبةِ في حيِّنا .. وبينما كنتُ في حَاجَتِي ، لفتَ نظري منظرُ امرأةٍ في الثلاثين من عُمُرها – إنْ أصابَ حَدْسِي - قد ضَرَبتْ نَفْسَهَا - كما يقول بعضُ النِّساء - ( بالشَّيطان الرَّجِيم ) ! ، وهي كناية عن وصولها ذروة التَّجمَُّلِ والتَّزَيُّن ..
ولكن معَ الأسفِ الشَّديد ! ما زادها ذلك التجملُ والتزينُ إلا قبْحاً ! .
كانت نَحِيفةَ الجِسْمِ ، ليس فيها من مفاتن النِّسَاءِ ولا ذرَّة .. بل إنَّ القلبَ لَيشمئزُّ عند رؤيتها وينفِر منها البصرُ ، ولو أرجعَ الرَّائِي البَصَر كَرَّتَيْن ( ينقلب إليه البصرُ مشمئزاً وهُو حَسِير ) ! .
وكانت سافرةَ الوجه .. ويبدو أنها أرادت تعويضَ نقص جسمِها في وجهها ؛ فلاطت وجهَهَا المنكوبَ ( بنصفِ كيلو طحين ) على ما أظنّ ! ؛ لكي تخفي ملامح السُّمْرَة ، ثم لاطته بِعِدَّةِ ألوَانٍ أخَرَ ، حتى خُيِّلَ إلي بأني أنظر إلى عَلَمِ دولةِ ( الكامِرُون ) ، أو إلى ( ألوانِ الطَّيف السَّبْعة ) ! .. المُهِمُّ أننا لم نَرَ بعد هذا ( المَشروع التَّرفيهي ) سِوى ( ظلُمات بعضُها فوقَ بَعْض ) ! .
وليس هذا ما أدهشني حقيقة ! .. بَيْدَ أنَّ ما أدهشني ، و أغاضَ المتسوقين والبائعين ، أنها كانت تتحدث عبرَ ( الهَاتفِ المَحمُول ) بصوتٍ عالٍ ، وتتغزَّل وتتغنَّج .. !! ولا أدري من هو ذلك ( الثو... ) الذي يهاتِفُهَا !! .. ومع إيماني بأن ( لكلِّ سَاقِطَة لاقِطَة ) .. وبقول الشَّاعر :
وَكُلٌّ يَمِيْلُ إلَى شَكْلِهِ ** كَمَيْلِ الخَنَافِسِ لِلْعَقْرَبِ !!
لكنني أستطيع أن أجزمَ بأنه لم يَرَها بعد ؛ لأنه لو رآها أظنه سينطحها كنطحةِ ( زيدان ) للمدافع الإيطالي ( ماتيراتزي ) ، ويُحرِّمُ العلاقة مع البَقَر ما دام حيّاً !! .
وبين الفينة والأخرى .. كانت ترسل ضحكاتٍ كأنها قهقهةُ قِرد ، أو جَلْجَةُ رَعْد ! فلا هي التي خرجت من المكتبة ، وأكملت مسلسلَ ( الغَزَل البَقَرِي ) ، ولا هي التي خفضت من صوتها النَّشاز !! .. فضاق الناسُ بها ذرعاً ..
فجاءها أحدُ ( الزبائن ) – أصنِّفُه من كِبَار السِّنِّ - فقال لها ما نصُّهُ : (( أختي العزيزة ! ممكن أن تخفضي صوتَكِ قليلا .. بارك الله فيك )) .
ثم حصلَ ما لم يكن بالحُسبان !! .
نَظَرَتْ إليه شَزْراً .. وكشَّرَتْ عن أنيابها ، وفَتَحَتِ العباءَة ، وظَهَرَ ( البنطال ) .. وفَرَّجَتْ بين رجلَيْهَا ! - ولا أعلمُ ما سرُّ ذلك !! - ، حتى أصبحت - مع جسمها النحيف - وكأنها ( فرْجَار ) معلم رياضيات ، أو ( نُبَّيْطَة ) غلام مقلوبة ! ، ثم ضربت برجلها على الأرض عدة ضَرَبَات ! كأنها ثورٌ يستعد للنطح ، وبَرْطَمَتْ شفتيها ونفختْهُمَا نفخاً حتى أصبحتا كأنهما خُبْزة ( صَامولي ) ، أو ( سبال ) ناقة ! .. ثم فتحت قاموسَ أوسخ الكلمات ، و أقذر العبارات ، فاختارت - وبدقَّة - أسوأها على الإطلاق ! . بعد ذلك أيُّها الأفاضِل .. خَارت عليه خُواراً - أجَارَكُم اللهُ وأجَارَنا - فصبَّت عليه وابِلاً ، بل ثجَّاجاً من مُعصِرات النتانة والخَسَاسة ، وطَشِيْشُ لُعَابِها ينهمِلُ على الرجل المِسكين ، وكأنَّ فمَهَا ( صهريج ) ماءٍ غيرُ صالحٍ للشُّرب ! ، ففاحت رائحة النتانةِ والقذارةِ في نواحي المكتبة كُلِّها ! .. فتوقف الباعة عن العَمَل ، وتعطَّلَ البيعُ ، وهربَ الرَّجل ، وهرب أولئك المتسوقون ! ، ولم يبقَ سِواي ، فوضعتُ ( الشماغ ) على أنفي ، وهربتُ مع من هَرَب !! .. حتى أصبَحَتْ وحدَهَا في المكتبَة !! .
وحين خُروجي من المكتبة المنكوبة .. نظرتُ إليها نظرة أخيرة من خِلال الزُّجَاج الخَارجي ، فرأيتُها تلتفتُ يَمْنَةً ويَسْرَة .. ثم انسلَّت بطريقةٍ احترافية سريعة بين الممرات والكتب ، وكأنها زاروق ( وهي الحَيَّة النحيفة السَّريعة ) حتى غابت عن الأنظار .. ولا أعلمُ أيَّ جُحْر دخلَتْه !! .
هذا ما شاهدتُهُ البَارحة ، رَويتُه لكمْ بِدُون تعليق ! .