عبدالله الغنيم
10-14-2010, 08:46PM
في زمن خير القرون .. كان يوضع الرجل في المكان الذي يناسبه ؛ فنرى على سبيل المثال لا الحصر : خالدَ بنَ الوليد قائداً للجيوش ، وعبدَالله بنِ عباس في العلم والتفسير ، وأبا بكر وعمرَ في الخلافة ، ومعاذاً في الدعوة ، وعبدالله بن مسعود في تلقي القرآن ، و... الخ .
أما في وقتنا هذا .. فنرى الأمر قد أسند إلى غير أهله . ( وما زلنا ننتظر السَّاعة .. ) !
إني لأسمع وقع الخيل في أذني *** وأبصر الزمنَ الموعودَ يقتربُ !
حقاً ، لقد تغير الوضع .. فأصبحت ( الواسطة ) هي الأساس في تنصيب شخص وعزل آخر !
وأصبح الوضع شَذَرَ مَذَرَ ؛ حتى في المِهَن والحِرَف ؛ فنرى مزارعاً ليس في جِسمه موضع شبر ، إلا وفيها طعنةُ ( مِحَشّ ) ، أو ضربة ( مِسحاة ) ، أو وخزةُ ( سُلاَّءَة (1) جريدة نخل ) ، أو لسعةُ ( ذكر نحل ) .. وبعد فترة من الزمن انبثقت المعجزة ونبغ في آخر عمره ، فرأيناه رئيساً للطباخين ( شِيْف) ، أو ( معلِّمَ شاورما ) في مطعم ! . فأصبح يَلُفُّ ( الساندوتشات ) للعملاء ، كما كانت طريقته في ( تلقيح النخل ) عندما يلُفُّ صحيفة ويربطها حول القِنْو !!
ونرى شخصاً آخرَ كان حلاقاً حِقبة من الزمن ، فتحوَّلَ بقدرة قادر إلى جزَّار !
وهذا قد نلتمس له العذر ؛ للعَلاقة بين السَّاطور والمُوس !!
لكن ماذا سنقول في شخص كان يشتغل في ( محطة وقود للسيَّارات ) في قريةٍ مَّا ، وكان رثَّ القميص والهيئة ، وبعد فترة من المشاكل مع الناس ، وبعد ما قدَّم لأهل تلك القرية المنكوبة دروساً في سوء الخُلُق ، وتقْطِيب الوجه ، وفنّ المعاملة في كيفية الوصول إلى رؤية بَرْطَمَة (2) العميل ، وازْمِهْرَار عينيه ! .. طُردَ - غير مأسوفٍ عليه - خارج البلد ، فرجعَ بعد سنتين تقريباً بتأشيرة ( طبيب ) في مستوصف !!
وهذا ولله ليس من وحي الخيال ؛ بل حقيقة واقعية !!
ولا أدري ماذا سألتمس له من العذر هذه المرة ؛ فهل سأقول بأن هناك علاقة بين ( البنزين) والطِّب ؟! أم هل سأقول بأنه سيستخدم البنزين كنوع من البنج ؟! لن تمرَّ على الأذهان بسهولة ، بل لن يصدِّقَها أحدٌ . ( حدِّثِ العاقل بما لا يُعقل فإن صدَّق فلا عقلَ لَه ) !
ولكي أكون منصفاً ولا أنسى له منقبة .. لم يتغير به شيءٌ سوى ( مِعطف الطَّبيب ) ، فهو مكويٌّ دائماً ونظيف . والناس لا يلامون ليس لهم - في بداية الأمر - إلا الظاهر ! .
فلو لبسَ الحِمَارُ ثيابَ خزٍّ *** لقالَ الناسُ يا لكَ مِن حِمَار ِ !!
ولو انتقلنا عن هذه الحرف إلى المناصب .. لرأينا أمراً لا يقل غرابة عنها !! فإننا نرى بعضَ مديري القطاعات العامّة والخاصّة ، وبعضَ مديري المدارس قد شَغلوا منصب الإدارة وهم ليسوا أكفاءً ، أشكالٌ بلا أعمال ، كالقشور بلا لُبّ ، ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ) ! ، ولا يعرفون حتى أبجديات الإدارة ؛ ( لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ، ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ، ولهم آذانٌ لا يسمعون بها ) ! .
طَرَحتُ هذه الدِّيباجة ، وقد حصلَ لي ما حصل مع هذا الصِّنف من المديرين النوابغ !
وإليكم قصَّتي :
كغالب أمري .. حضرتُ صباحاً نشيطاً . فما إن استأنفتُ عملي ، فإذا برسول من عند المدير على رأسي يقول : إن المدير ( يبغاك ) .
فدار في خاطري أنه يريد أن يكافئني أو يشكرني على مجهود سنة قاربت وأوشكت على الانتهاء ، لِما أحسبُهُ أني أبليتُ فيها بلاءً حسناً بتوفيق الله ، وما زرعتُ فيها من محاصيل طيبة ، أنتجت ثماراً يانعة ، يذهل كلُّ من رأى قطوفََهَا الدانية – إن صحَّ التعبير - .. ولم أتغيب سوى يومٍ واحدٍ ولعذر ..
المهم .. أنني فرِحتُ وابتسمتُ حتى كادت ابتسامتي أن تصلَ إلى أذنيَّ !
وبعُجالة .. تركت ما في يدي ، وذهبت مسرعا جذلاً ، مع أني لا أستطيبُ المكافأةَ على الواجب ، ولكنَّ النفسَ تحبُّ الإحسان إليها إن هي أحسنت . ولو بدعاء ، أو بكلمة شكر ، أو ثناء .. و( هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ ) أيها السَّادة ؟!
فدخلتُ مكتبَهُ الفوضويَّ كالعادة : أوراقٌ متناثرة ، كخواطري المتناثرة - وإن كان تناثر خواطري معنوياً لا حسياً ! - ، وقهوة قد سكبَها في كأس شاي ! شربَ نصفَهَا ، ووضع فوق الكأس ورقة ؛ لكيلا يسَّاقط الذباب عليه ! فانبسطت لهذا الاختراع البارع !! .
وتعاميمُ من سنة نُوح .. وكل هذا لا يهم .. لو أني رأيت وجهاً بشوشاً منبسِطاً وكلمةً طيبة !
لأول مرة ، أراه بهذا الشكل المُزري .. وجه عابسٌ كالحٌ باسرٌ مُكْفَهِرُّ الحَواجب والجبين ! فتذكرت ما تخيلته عن تلك الوجوه التي ((عليها غبَرَة ترهقها قترَة )) ..
( لو اطَّلَعَتَ عليه - أخي القارئ - لوليتَ منه فرارا ولملئتَ منه رُعبا ) !!
وقد أعطاه الله بسطة في الجسم لا في العلم .. حتى إنه يستطيع أن يجرَّ مِحراثاً ، أو ( كراكون في الشارع ) !!
وعلاوة على هذا المنظر المرعب .. أخذ يناظرني شزْراً ، وبنصف عين ! وقد زوى شَفَته السُّفلى زَيَّاً بطريقة احترافية !، فانزوى معها أنفُه ! ( حتى عادَ كالعرجون القدِيم ) !! وحتى تخيَّلتُ أنفَه بهذا المَيَلان العجيب وكأنه ( شارع الستِّين ) في الملزّ !!
وقال كلمة طار بها قلبي ، وكاد أن يبلغ الحَنْجَرة ، وشلَّ بها فكري ، فكدت أن أفقد عقلي ! حسبُنا الله ونعم الوكيل .. !
قال : ( ليش سويت كذا ؟ ما توقعتها منك ) !!
لمَّا سمعتُ هذه العبارة ، مع ما هالني من منظره ، و ما رابني منه .. دار في خاطري أنني تسببتُ في أمر عظيم !
أول ما دار في خاطري .. أنني صديق لعبدالله بن أبيِّ بن سَلُول ! وأنني مَنْ أوعزَ إليه بأنْ ( يرمي عائشة - رضي الله عنها - بالإفك ) . ثم جال بخاطري أنني سبب نكبة البرامكة ، أو أنني مع من تخلَّفَ يوم العُسْرة ، بل حسِبت بأني الذي منع تزويج عنترة بعبلة ، وقيس بليلى ، وجميل من بثينة ، أو أنني من قتل الحسين بن علي .. بل حتى جال في خاطري أنني سبب سقوط الدولة الأمويّة والعباسيّة والسعوديّة الأولى والثانية على السَّواء !!
فقلت بالله عليك أخبرني ، أخذني الهم مأخذا عظيما ! ما بكَ يا رجل ؟!
فقال بكل بجاحة ، وبنبرة حزينة : ( ليش أنت غايب بالأمس ) ؟!!
فأحسستُ بأنَّ مردةَ سليمان - عليه السلام - وعفاريتَه تحوم فوقَ رأسي وتتراقص حولي ولها هَمْهَمة وهَيْنمَة !!
بالله عليكم ! لو أنَّ أحدَكم مكاني .. ماذا سيقولُ ، أو ماذا سيفعلُ ؟!
أمَّا أنا .. فقلتُ ما قلتُ ، وفعلتُ ما فعلتُ .. ( وفار التنور ) آنذاك ! فلولا أنني لم أكظم غيظي ، بل ( لولا أنْ تداركَه نعمة من ربه لنُبذَ بالعَراء وهو مَذمُوم ) ! .
أنَسِيَ هذا المديرُ النابغة ! أنَّ هناك أشخاصاً يعرفهم معرفة نافخ الكير بكيره ! أنهم ( كريح سليمان ) ! ( غدوُّها شهرٌ ورَواحُها شهرٌ ) ؟!
إن حضروا .. حضروا شهرا واحداً ، وإن غابوا .. غابوا شهراً كاملاً !
أعزَّائي ..
هذا ما فعلتْهُ ( الواسطة ) بنا في الأيام الخالية ، وما ستفعله في الأيام الباقية – والله أعلم - لأشد وأنكى ، وأدهى وأمرّ !
تحياتي لكم ... .
(1) السُّلاَّءَة : شوكة النخل ، والجمع السُّلاَّء .
(2) بَرْطَمَة : كلمةٌ فصيحة تعني : الانتفاخ من الغضب .
أما في وقتنا هذا .. فنرى الأمر قد أسند إلى غير أهله . ( وما زلنا ننتظر السَّاعة .. ) !
إني لأسمع وقع الخيل في أذني *** وأبصر الزمنَ الموعودَ يقتربُ !
حقاً ، لقد تغير الوضع .. فأصبحت ( الواسطة ) هي الأساس في تنصيب شخص وعزل آخر !
وأصبح الوضع شَذَرَ مَذَرَ ؛ حتى في المِهَن والحِرَف ؛ فنرى مزارعاً ليس في جِسمه موضع شبر ، إلا وفيها طعنةُ ( مِحَشّ ) ، أو ضربة ( مِسحاة ) ، أو وخزةُ ( سُلاَّءَة (1) جريدة نخل ) ، أو لسعةُ ( ذكر نحل ) .. وبعد فترة من الزمن انبثقت المعجزة ونبغ في آخر عمره ، فرأيناه رئيساً للطباخين ( شِيْف) ، أو ( معلِّمَ شاورما ) في مطعم ! . فأصبح يَلُفُّ ( الساندوتشات ) للعملاء ، كما كانت طريقته في ( تلقيح النخل ) عندما يلُفُّ صحيفة ويربطها حول القِنْو !!
ونرى شخصاً آخرَ كان حلاقاً حِقبة من الزمن ، فتحوَّلَ بقدرة قادر إلى جزَّار !
وهذا قد نلتمس له العذر ؛ للعَلاقة بين السَّاطور والمُوس !!
لكن ماذا سنقول في شخص كان يشتغل في ( محطة وقود للسيَّارات ) في قريةٍ مَّا ، وكان رثَّ القميص والهيئة ، وبعد فترة من المشاكل مع الناس ، وبعد ما قدَّم لأهل تلك القرية المنكوبة دروساً في سوء الخُلُق ، وتقْطِيب الوجه ، وفنّ المعاملة في كيفية الوصول إلى رؤية بَرْطَمَة (2) العميل ، وازْمِهْرَار عينيه ! .. طُردَ - غير مأسوفٍ عليه - خارج البلد ، فرجعَ بعد سنتين تقريباً بتأشيرة ( طبيب ) في مستوصف !!
وهذا ولله ليس من وحي الخيال ؛ بل حقيقة واقعية !!
ولا أدري ماذا سألتمس له من العذر هذه المرة ؛ فهل سأقول بأن هناك علاقة بين ( البنزين) والطِّب ؟! أم هل سأقول بأنه سيستخدم البنزين كنوع من البنج ؟! لن تمرَّ على الأذهان بسهولة ، بل لن يصدِّقَها أحدٌ . ( حدِّثِ العاقل بما لا يُعقل فإن صدَّق فلا عقلَ لَه ) !
ولكي أكون منصفاً ولا أنسى له منقبة .. لم يتغير به شيءٌ سوى ( مِعطف الطَّبيب ) ، فهو مكويٌّ دائماً ونظيف . والناس لا يلامون ليس لهم - في بداية الأمر - إلا الظاهر ! .
فلو لبسَ الحِمَارُ ثيابَ خزٍّ *** لقالَ الناسُ يا لكَ مِن حِمَار ِ !!
ولو انتقلنا عن هذه الحرف إلى المناصب .. لرأينا أمراً لا يقل غرابة عنها !! فإننا نرى بعضَ مديري القطاعات العامّة والخاصّة ، وبعضَ مديري المدارس قد شَغلوا منصب الإدارة وهم ليسوا أكفاءً ، أشكالٌ بلا أعمال ، كالقشور بلا لُبّ ، ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ) ! ، ولا يعرفون حتى أبجديات الإدارة ؛ ( لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ، ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ، ولهم آذانٌ لا يسمعون بها ) ! .
طَرَحتُ هذه الدِّيباجة ، وقد حصلَ لي ما حصل مع هذا الصِّنف من المديرين النوابغ !
وإليكم قصَّتي :
كغالب أمري .. حضرتُ صباحاً نشيطاً . فما إن استأنفتُ عملي ، فإذا برسول من عند المدير على رأسي يقول : إن المدير ( يبغاك ) .
فدار في خاطري أنه يريد أن يكافئني أو يشكرني على مجهود سنة قاربت وأوشكت على الانتهاء ، لِما أحسبُهُ أني أبليتُ فيها بلاءً حسناً بتوفيق الله ، وما زرعتُ فيها من محاصيل طيبة ، أنتجت ثماراً يانعة ، يذهل كلُّ من رأى قطوفََهَا الدانية – إن صحَّ التعبير - .. ولم أتغيب سوى يومٍ واحدٍ ولعذر ..
المهم .. أنني فرِحتُ وابتسمتُ حتى كادت ابتسامتي أن تصلَ إلى أذنيَّ !
وبعُجالة .. تركت ما في يدي ، وذهبت مسرعا جذلاً ، مع أني لا أستطيبُ المكافأةَ على الواجب ، ولكنَّ النفسَ تحبُّ الإحسان إليها إن هي أحسنت . ولو بدعاء ، أو بكلمة شكر ، أو ثناء .. و( هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ ) أيها السَّادة ؟!
فدخلتُ مكتبَهُ الفوضويَّ كالعادة : أوراقٌ متناثرة ، كخواطري المتناثرة - وإن كان تناثر خواطري معنوياً لا حسياً ! - ، وقهوة قد سكبَها في كأس شاي ! شربَ نصفَهَا ، ووضع فوق الكأس ورقة ؛ لكيلا يسَّاقط الذباب عليه ! فانبسطت لهذا الاختراع البارع !! .
وتعاميمُ من سنة نُوح .. وكل هذا لا يهم .. لو أني رأيت وجهاً بشوشاً منبسِطاً وكلمةً طيبة !
لأول مرة ، أراه بهذا الشكل المُزري .. وجه عابسٌ كالحٌ باسرٌ مُكْفَهِرُّ الحَواجب والجبين ! فتذكرت ما تخيلته عن تلك الوجوه التي ((عليها غبَرَة ترهقها قترَة )) ..
( لو اطَّلَعَتَ عليه - أخي القارئ - لوليتَ منه فرارا ولملئتَ منه رُعبا ) !!
وقد أعطاه الله بسطة في الجسم لا في العلم .. حتى إنه يستطيع أن يجرَّ مِحراثاً ، أو ( كراكون في الشارع ) !!
وعلاوة على هذا المنظر المرعب .. أخذ يناظرني شزْراً ، وبنصف عين ! وقد زوى شَفَته السُّفلى زَيَّاً بطريقة احترافية !، فانزوى معها أنفُه ! ( حتى عادَ كالعرجون القدِيم ) !! وحتى تخيَّلتُ أنفَه بهذا المَيَلان العجيب وكأنه ( شارع الستِّين ) في الملزّ !!
وقال كلمة طار بها قلبي ، وكاد أن يبلغ الحَنْجَرة ، وشلَّ بها فكري ، فكدت أن أفقد عقلي ! حسبُنا الله ونعم الوكيل .. !
قال : ( ليش سويت كذا ؟ ما توقعتها منك ) !!
لمَّا سمعتُ هذه العبارة ، مع ما هالني من منظره ، و ما رابني منه .. دار في خاطري أنني تسببتُ في أمر عظيم !
أول ما دار في خاطري .. أنني صديق لعبدالله بن أبيِّ بن سَلُول ! وأنني مَنْ أوعزَ إليه بأنْ ( يرمي عائشة - رضي الله عنها - بالإفك ) . ثم جال بخاطري أنني سبب نكبة البرامكة ، أو أنني مع من تخلَّفَ يوم العُسْرة ، بل حسِبت بأني الذي منع تزويج عنترة بعبلة ، وقيس بليلى ، وجميل من بثينة ، أو أنني من قتل الحسين بن علي .. بل حتى جال في خاطري أنني سبب سقوط الدولة الأمويّة والعباسيّة والسعوديّة الأولى والثانية على السَّواء !!
فقلت بالله عليك أخبرني ، أخذني الهم مأخذا عظيما ! ما بكَ يا رجل ؟!
فقال بكل بجاحة ، وبنبرة حزينة : ( ليش أنت غايب بالأمس ) ؟!!
فأحسستُ بأنَّ مردةَ سليمان - عليه السلام - وعفاريتَه تحوم فوقَ رأسي وتتراقص حولي ولها هَمْهَمة وهَيْنمَة !!
بالله عليكم ! لو أنَّ أحدَكم مكاني .. ماذا سيقولُ ، أو ماذا سيفعلُ ؟!
أمَّا أنا .. فقلتُ ما قلتُ ، وفعلتُ ما فعلتُ .. ( وفار التنور ) آنذاك ! فلولا أنني لم أكظم غيظي ، بل ( لولا أنْ تداركَه نعمة من ربه لنُبذَ بالعَراء وهو مَذمُوم ) ! .
أنَسِيَ هذا المديرُ النابغة ! أنَّ هناك أشخاصاً يعرفهم معرفة نافخ الكير بكيره ! أنهم ( كريح سليمان ) ! ( غدوُّها شهرٌ ورَواحُها شهرٌ ) ؟!
إن حضروا .. حضروا شهرا واحداً ، وإن غابوا .. غابوا شهراً كاملاً !
أعزَّائي ..
هذا ما فعلتْهُ ( الواسطة ) بنا في الأيام الخالية ، وما ستفعله في الأيام الباقية – والله أعلم - لأشد وأنكى ، وأدهى وأمرّ !
تحياتي لكم ... .
(1) السُّلاَّءَة : شوكة النخل ، والجمع السُّلاَّء .
(2) بَرْطَمَة : كلمةٌ فصيحة تعني : الانتفاخ من الغضب .