رَيًماْ اًلَبْراَهّـيًمَ
08-31-2010, 07:57PM
http://www.youtube.com/watch?v=BOnoqBsrOjY&feature=player_embedded
أغسطس, 2010 من عبدالرحمن اللاحم
سعدت بمشاهدة و متابعة الفلم الذي أنتجه مجموعة من الناشطين حول قضية الأخ حميدان التركي و الذي كان بعنوان : (أوباما أطلق حميدان) حيث كان إخراجه رائعاً و مؤثراً ، وحيث أنني أعتقد بنبل و إنسانية أهداف الحملة ؛ أحببت المشاركة في ذلك التحرك النبيل من خلال مجموعة من الملاحظات البسيطة على الفلم أستأذن القائمين عليه أن أسوقها من خلال المفردات التالية :
أولاً : باعتقادي أن الحملة و الفلم يفترض أن توجه إلى الشعب الأمريكي لإيصال معاناة عائلة الأخ حميدان و معاناة أطفاله و إسماعهم صوته ، فهي ليست موجهه إلى الداخل السعودي لأني أعتقد أن معظم السعوديين متعاطفين مع قضيته حتى ولو كانوا يختلفون معه ، لأن ( اللحمة تنط من القدر ) مثل ما يقول المثل الدارج ، لذا فإن الاستعانة بأسماء لها شعبيتها الدينية و الثقافية و الاجتماعية في السعودية قد يكون جيداً لتسويق قضيته في الداخل ، لكن ليس بالضرورة أن يكون مؤثراً على الأمريكي البسيط و على الجمعيات المدنية الأمريكية التي تستطيع أن تتحرك و تحدث الفرق و تؤثر على القرار السياسي من خلال منظومة العمل المدني ، لأن القرار إنما يصدر من (هناك ) لذا فإن الرسالة يفترض أن تبدأ من (هناك) و تنتهي من (هناك) .
ومع احترامي و تقديري لكل القامات التي شاركت في العمل إلا أنها لا يمكن – باعتقادي – أن يكون لها تأثير أو حضور لدى المعنيين بالأمر وهم الأمريكيون أنفسهم ، فهم الذين سوف يتحركون متى ما اقتنعوا بعدالة القضية و إنسانيتها من اجل الضغط على صانع القرار للتدخل لحل القضية ، لذا فإنه من الجيد – من جهة نظري – إصدار نسخة أخرى يستعان فيها بإيقونات أمريكية لها حضور في المجتمع الأمريكي سواءً كانوا رياضيين أو كانوا إعلاميين أو حقوقيين أو حتى رجال دين من أجل أن يساهموا في تسويق القضية لأبناء جلدتهم و باللغة التي يفهمونها و بالأساليب التي يعتقدون أنها مناسبة .
ثانياً : عنوان الفلم لم يكن موفقاً – من وجهة نظري – لأنه جاء بصيغة الأمر الجافة التي لا يمكن أن تستساغ في مثل تلك المجتمعات المعتادة على الطلب بأسلوب لطيف حتى في الأشياء البسيطة فما بالك فيما يتعلق بمخاطبة رئيس دولة وفي قضية لها حساسيتها الخاصة ، فلم يكن من المناسب استخدام صيغة الأمر الجافة خصوصاً إذا استشعرنا أننا نطالب الرئيس بأن يمارس صلاحية جوازيه ؛ له أن يستخدمها وله أن لا يستخدمها دون أن يكون ملزماً من الناحية القانونية و الدستورية بشيء .
ثالثاً: استخدام لغة المقارنات على طريقة ( أنت عفوت عن سين و عليك أن تعفو عن صاد ) لا أعتقد أنها مناسبة ؛ لأنها ستدخل القضية إلى فضاءات سياسية يمكن أن تعقد الموضوع بشكل كبير ، لأن السياسية لا تدخل في شيء إلا أفسدته ، و يفترض أن تبقى القضية في إطارها الإنساني حتى يمكن حشد مجموعة كبيرة من المتعاطفين مع القضية على كافة انتماءاتهم السياسية ولاسيما و أن كثيراً من الناشطين الحقوقيين لديهم حساسية من الجوانب السياسية قد يعيق بعضهم من المشاركة و التفاعل الايجابي معها .
رابعاً: استخدم مفردة ( أسير) من قبل بعض المتعاطفين مع قضية الأخ حميدان التركي ؛ اندفاع غير محسوب ؛ لأن (الأسير) بالمعنى القانوني هو الشخص الذي يقبض عليه في الحرب و نحن هنا لسنا في حرب مع أحد ، سواءً مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع أي دولة في العالم فنحن دولة نبشر بالسلام و نؤمن بالسلام ، و نشارك العالم قيمه الإنسانية النبيلة ، وهي الرسالة التي يفترض أن تصل إلى الشعب الأمريكي حتى لا يتصيد المتطرفون هناك مثل تلك العبارات غير المسؤولة لإعاقة الحملة و إجهاضها في مهدها .
إدارة الحملات الإنسانية من هذا النوع يرتكز بالدرجة الأولى على الذكاء في إدارتها و الاحتراف في تسويقها و استخدام الوسائل المناسبة لإيصالها إلى الهدف بشكل ذكي و التحكم بالعاطفة التي قد تفقدك السيطرة على الحملة متى ما أحكمت تلابيبها على القائمين عليها .
أتمنى أن نسعد جميعاً بأن نرى الأخ حميدان التركي بين أهله و أطفاله و أن تكتحل عيني والدته برؤيته قريباً.
أغسطس, 2010 من عبدالرحمن اللاحم
سعدت بمشاهدة و متابعة الفلم الذي أنتجه مجموعة من الناشطين حول قضية الأخ حميدان التركي و الذي كان بعنوان : (أوباما أطلق حميدان) حيث كان إخراجه رائعاً و مؤثراً ، وحيث أنني أعتقد بنبل و إنسانية أهداف الحملة ؛ أحببت المشاركة في ذلك التحرك النبيل من خلال مجموعة من الملاحظات البسيطة على الفلم أستأذن القائمين عليه أن أسوقها من خلال المفردات التالية :
أولاً : باعتقادي أن الحملة و الفلم يفترض أن توجه إلى الشعب الأمريكي لإيصال معاناة عائلة الأخ حميدان و معاناة أطفاله و إسماعهم صوته ، فهي ليست موجهه إلى الداخل السعودي لأني أعتقد أن معظم السعوديين متعاطفين مع قضيته حتى ولو كانوا يختلفون معه ، لأن ( اللحمة تنط من القدر ) مثل ما يقول المثل الدارج ، لذا فإن الاستعانة بأسماء لها شعبيتها الدينية و الثقافية و الاجتماعية في السعودية قد يكون جيداً لتسويق قضيته في الداخل ، لكن ليس بالضرورة أن يكون مؤثراً على الأمريكي البسيط و على الجمعيات المدنية الأمريكية التي تستطيع أن تتحرك و تحدث الفرق و تؤثر على القرار السياسي من خلال منظومة العمل المدني ، لأن القرار إنما يصدر من (هناك ) لذا فإن الرسالة يفترض أن تبدأ من (هناك) و تنتهي من (هناك) .
ومع احترامي و تقديري لكل القامات التي شاركت في العمل إلا أنها لا يمكن – باعتقادي – أن يكون لها تأثير أو حضور لدى المعنيين بالأمر وهم الأمريكيون أنفسهم ، فهم الذين سوف يتحركون متى ما اقتنعوا بعدالة القضية و إنسانيتها من اجل الضغط على صانع القرار للتدخل لحل القضية ، لذا فإنه من الجيد – من جهة نظري – إصدار نسخة أخرى يستعان فيها بإيقونات أمريكية لها حضور في المجتمع الأمريكي سواءً كانوا رياضيين أو كانوا إعلاميين أو حقوقيين أو حتى رجال دين من أجل أن يساهموا في تسويق القضية لأبناء جلدتهم و باللغة التي يفهمونها و بالأساليب التي يعتقدون أنها مناسبة .
ثانياً : عنوان الفلم لم يكن موفقاً – من وجهة نظري – لأنه جاء بصيغة الأمر الجافة التي لا يمكن أن تستساغ في مثل تلك المجتمعات المعتادة على الطلب بأسلوب لطيف حتى في الأشياء البسيطة فما بالك فيما يتعلق بمخاطبة رئيس دولة وفي قضية لها حساسيتها الخاصة ، فلم يكن من المناسب استخدام صيغة الأمر الجافة خصوصاً إذا استشعرنا أننا نطالب الرئيس بأن يمارس صلاحية جوازيه ؛ له أن يستخدمها وله أن لا يستخدمها دون أن يكون ملزماً من الناحية القانونية و الدستورية بشيء .
ثالثاً: استخدام لغة المقارنات على طريقة ( أنت عفوت عن سين و عليك أن تعفو عن صاد ) لا أعتقد أنها مناسبة ؛ لأنها ستدخل القضية إلى فضاءات سياسية يمكن أن تعقد الموضوع بشكل كبير ، لأن السياسية لا تدخل في شيء إلا أفسدته ، و يفترض أن تبقى القضية في إطارها الإنساني حتى يمكن حشد مجموعة كبيرة من المتعاطفين مع القضية على كافة انتماءاتهم السياسية ولاسيما و أن كثيراً من الناشطين الحقوقيين لديهم حساسية من الجوانب السياسية قد يعيق بعضهم من المشاركة و التفاعل الايجابي معها .
رابعاً: استخدم مفردة ( أسير) من قبل بعض المتعاطفين مع قضية الأخ حميدان التركي ؛ اندفاع غير محسوب ؛ لأن (الأسير) بالمعنى القانوني هو الشخص الذي يقبض عليه في الحرب و نحن هنا لسنا في حرب مع أحد ، سواءً مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع أي دولة في العالم فنحن دولة نبشر بالسلام و نؤمن بالسلام ، و نشارك العالم قيمه الإنسانية النبيلة ، وهي الرسالة التي يفترض أن تصل إلى الشعب الأمريكي حتى لا يتصيد المتطرفون هناك مثل تلك العبارات غير المسؤولة لإعاقة الحملة و إجهاضها في مهدها .
إدارة الحملات الإنسانية من هذا النوع يرتكز بالدرجة الأولى على الذكاء في إدارتها و الاحتراف في تسويقها و استخدام الوسائل المناسبة لإيصالها إلى الهدف بشكل ذكي و التحكم بالعاطفة التي قد تفقدك السيطرة على الحملة متى ما أحكمت تلابيبها على القائمين عليها .
أتمنى أن نسعد جميعاً بأن نرى الأخ حميدان التركي بين أهله و أطفاله و أن تكتحل عيني والدته برؤيته قريباً.