المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيْضَاً ... خَوَاطِرُ مُتَنَاثِرَة


عبدالله الغنيم
08-24-2010, 02:50AM
أَيْضَاً ... خَوَاطِرُ مُتَنَاثِرَة


• ما أعذبَ القرآنَ !
يَشفي الجَنان ، ويشوِّقُ للجِنان ، ويبهرُ الأعيَانَ ، ويُوثِقُ النَّفسَ بالعِنان ويوصلُها للعَنان(1) . سلبَ ( الوليدَ بنَ المغيرة ) لبَّه ، ساحلُه ليس غِبّه ، فتاه فكرُه ، وانقلبَ سحرُه ، فقرُب من الحقّ (والحقُّ أحقُّ أن يُتَّبَع ) ؛ لِيَسعدَ وينتفِع ..
أدركِ الركبَ أبا خالد ! فابنُك الليثُ صامِد ، وللهَيجاء قائد .. لكنَّ هذا اسمُه الوَلِيْد ( وما أشبهَ بعض أصحابِ الأسماء ببعض ) ! ، وعقلُه عقلُ الوُلَيْد ؛ فلم يستشر أبا عِلم ، بل استشارَ ( أبا جَهْل ) ! (والطُّيُورُ على أشكَالِهَا تَقع ) ! .
ففكَّرَ وقدَّر ، فقُتِل كيف قدَّر ! ثم قتل كيف قدر ! ثم نظر ، ثم عبسَ وبسر ، ثم أدبرَ واستكبر ، فقال إنْ هذا إلا سحرٌ يؤثر ! إنْ هذا إلا قولُ البشر ! ..
لا بأس .. ( سَتَصْلاكَ سَقَر ) !

إِذا لَم يَكُن عَونٌ مِنَ اللَهِ للِفَتى *** فَأَكثَرُ ما يَجني عَلَيهِ اِجتِهادُهُ !

***********************************

• وما أحلمَ الرَّسولَ !
زكِيَّ الأصُول ، عريقَ الحسَبِ ، شريفَ النَّسَب ( أنا سيِّدُ ولدِ آدم ولا فَخر )
يَطْوي الأرض ويطأ الصَّخر ، متحمِّلاً قطعةَ عذابِ السفر .
فارق المَدَر ، وجاوز الوَبَر ، أشعثَ أغبر ، يؤمِّلُ النَّفْسَ ويُطلِقُ النَّفَسَ ..
إلى أين أبا القاسم ؟ إلى الطائف ذاتِ اللطائف ! إحدى القريتين ، بها أحدُ الرجلين ، بمكة الوليد السالفُ ذكرُه ، الملتهبُ قبرُه ، وبالطائف (عروةُ بنُ مسعود ) ،(2) ( شبيهُ المسيح ) ، ابنُه أبو المَلِيْح ..
فحصل ما بَهَر ، بفكرة من كَفَر ، مِمَّا عُلِمَ واشتَهَر ...
ولكن .. أيُطرد الضَّيف ؟! أتُدمى عَقِبُه ؟! أيسفَّهُ عقلا ؟! أيحمَّلُ ثِقْلا ؟!
ويتلاشى نورُ الأمل قليلاً ، وتقترب حَنَادِسُ العُسر بجُنُودِها ...
وبعدَ ذلك .. يأتي فجرُ اليُسر ، ( ولن يغلبَ عُسرٌ يُسرين ) ومعه الفرج ؛ جِبريلُ جِبريل ، وما أدراك ما جبريل ؟!
( شديدُ القُوَى ) بأمر الكبير العظيم ، نزل للهادي الدليل ، معه ملكُ الجبال .. اطلبْ ما بدالك ، تجدْ مَنَالَك ، ( إن شئتَ أن أطبقَ عليهم الأخشبَين ) ؟ على الكافر واللعين .. فتكون الإجابة بعد هذا كلِّه بـــ ( لا ) !
( أليست رسالةً تعلمُنا الحِلم ) ؟!

تَعفو إِذا جَهِلوا بِحِلمِكَ عَنهُمُ *** وَتُنيلُ إِن طَلَبوا النَوالَ فَتُجزِلُ !

***********************************

• في أحدِ المقاهِي .. عن الشَّرِّ لاهِي ، ( أحدِ المقاهي المحترمة ، لا عزفٌ ولا خَمْرَة ) ..
فجاء ثلاثةُ شباب ، لا ( شمغٌ ) ولا ثياب ، شعورٌ منتفِشَة ، كأنَّها القشَّة ! ، تَسَرولُوا سَرَاويلَ ( كلمةُ سَرَاويْل تطلقُ على المُفردِ والجَمْع ) نازلةً عن السَّوءَة ، ليسَ لها من اسمِهَا نَصِيْب !
فسمِعتُ منهم ما عَاب وخَاب ؛ همزٌ ولمزٌ ، في الرائح والسائح ، والمقيم والماشي ، ولم يسلم منهم أحدٌ سِواي ! فقلت : (اللهُمَّ حَوَالَينَا ولا عَلَينا ، اللهُمَّ على الآكَامِ والظِّرَابِ وبُطُونِ الأوديةِ ومَنَابِتِ الشَّجَر) !! ..
حتى أرسلَ الله لنا غُلاماً ما نافَ عن العاشرة ، برفقتهِ أختُه ، فقال له أحدُهُم ( أظنُّهُ كبيرُهم الذِي علَّمَهُم ...) : يا ولد ! أنت جميلٌ وأختك جميلة ! صحيحٌ أنكما نُور مع نور! ( يقصِدُ نُورٌ على نُورٍ ) . فبادَرَهُ الغلامُ قائلاً : أما أنتم مع صُوركِم هذِهِ ( ظُلُمَاتٌ بَعضُهَا فَوقَ بَعْضٍ ) فبُهتوا ، وانصرَفوا .. ( وثَلَجَ به صَدري وبَلَج ، بعد ما حَرَّ وحَرَج ) ، وضحكتُ حتى كاد الدمعُ أن يشرقَ بي ! .

إذا رُمتَ أن تَحْيَا سَلِيماً مِن الـرَّدَى *** ودينُك مـوفورٌ وعِرضُكَ صيِّـــن ُ
فلا ينطِقَنْ منكَ اللِّسانُ بسَــــــوْءَةٍ *** فكلُّكَ سَوءاتٌ ولِلنـاسِ أعْـيُـــنُ !

***********************************

• إنَّما مَثَلُ القِرَاءَةِ .. كَمَاءٍ يُفَرَّغ فِي قِرْبَة .. ولا بدَّ للقِربةِ مِن وِكَاء ( وهُوَ ربَاطُهَا ) وإلا انسكبَ ماؤُها واندَثَر ..

و( وِكَاءُ القِرَاءَةِ الكِتَابَة ) ..

***********************************

• تحتَ مِظلَّةِ ( مَا بَالُ أقْوَام )
مَا بَالُ أقْوَامٍ سَقطوا في فتنة ذمِّ البَشَر ، وأُشْرِبُوا في قلوبهم حبَّ الغَجَر ؟!
فبلاهم الله بالنَّكدِ والكَدَر ، والضِّيق والضَّنْك ، والتوتر والحَسْرَة ، والانعزال والانفِصَال ، والهمِّ والغمّ ...( ومَن راقَبَ النَّاسَ ماتَ هَمّاً ) ! .
وذمُّوا أهلَهم بعدم تربيتهم وتعليمهم – بجَهلهم - وهم لا يعلمون ! فكلامهم كِذبٌ وتناقُض ، وبُهتانٌ وتباغُض ، وفِسقٌ وثَرثَرَة ، وحروفٌ مبعثرة ، لا لبّ ولا ثمرَة ! . فهامُوا في شِعاب الشُّذوذ ، وأوغلوا في أوديةِ الجَهل ..
( وإذا قيلَ لهم لا تُفسدوا في الأرضِ ، قَالُوا إنَّما نحنُ مُصلِحون ) !
ليتهم يعلمون أنَّ كلامَهم مثل الزَّبَد ؛ يذهبُ جفاءً ، وأما ما ينفع الناسَ فيمكثُ في الأرض ! ..
فتجمَّعُوا وتشرذمُوا وتهافتُوا ( تَهَافُتَ الذُّبَابِ عَلَى الشَّرَاب ) ..

وكلٌ يميلُ إلى شكلِهِ *** كَمَيْلِ الخَنَافِسِ للعَقْرَبِ !

والحلُّ بسيط لهؤلاء من ربِّ السَّمَاء ؛ (( فاسألوا أهلَ الذِّكر إن كنتم لا تعلمون )) .
وبعد ذلك (( وما كان لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضَى اللهُ ورسولُه أمراً أن يكونَ لهمُ الخِيَرَةُ من أمرهِم ومن يعص اللهَ ورسولَه فقد ضلَّ ضَلالا مُبينا ))
وانتهتِ المُشكلة ! ..
لكنَّ بعضَ النَّاس ( لا يخرجُ من جهالتِه حتى يخرجَ القمرُ من هَالَتِه ) !
وبعضُ القلوبِ عندَ هُطُول غيثِ النَّصيحةِ ، مثلُ البلدِ الطَّيِّب ؛ يخرج نباتُهُ بإذن ربِّه ، والذي خَبُثَ لا يخرجُ إلا نَكِدَا ! ..

كدعواكِ كلٌ يدَّعِي صِحَّةَ العَـقْــلِ *** ومَنْ ذا الذِي يَدْرِي بِمَا فِيْهِ مِنْ جَهْلِ ؟!

***********************************

• جرى الشيطانُ الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم عند بعض الإخوان .. ( ومَنْ سَلِمَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْم ) ؟!
فنظر إلى بعض ( الصُّورِ الرَّمْزيَّة ) .. فخَطَر في خاطِري ما خَطَر : أسألُ اللهَ ربي ألا يزيدَ بنظَرِهِ ذنوبَ غيره .. وألا يحمِلَ أولئكَ أثقالَهُم وأثقالاً مع أثقالِهِم ..

أَأَذكُرُ حاجَتي أَم قَد كَفاني *** حَياؤُك إِنَّ شيمَتَك الحَياءُ !

***********************************

• يا إلهي أيتُها القلعَة !
كانت في نِعمة ، وكان يأتيها رزقُها رغداً من كلِّ مكان ، فأبصرَ بعضُ أهلِها ( بُومَتَيْن وبعضَ الغِربَان ) ، فقامَ بعضُ المنتسبين لهم ، فقرَّبَ لهم طُعْمَاً ولحمَ مَيْتَة !
فتهافتوا تهافتَ الذُّبابِ على الشَّراب ، والبَعُوضِ على الماءِ الآسِن ! .
ثُمَّتَ أبصر أهلُهَا سحابةً سوداءَ مقبلة فاستبشروا ، وقالوا هذا ( عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) ! . فتأملتُ وتفكرتُ .. فقلتُ أخشى أن يكون ( هُوَ ما اسْتَعْجَلْتُم بِه ؛ ريحٌ فيها عَذابٌ أليمٌ ، تُدَمِّرُ كلَّ شَيءٍ بأمر الشَّيْطَان ) ..
يا قَوْم ! إنِّي لكم نَاصِح ..

( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون ) !

أرَى تَحْتَ الرَّمَادِ ومِيضَ جَمْرٍ *** ويُـوشِكُ أنْ يَـكُـونَ لَهُ ضِـرامُ
فإنّ الـنـَّار بـالعُـودَيـنِ تـُـذْكَـى *** وإنَّ الحَـرْبَ مَـبْـدَؤُهـَـا كـَــلامُ
فإنْ لَمْ يُـطْـفِـهَـا عُـقَـلاءُ قـَــوْمٍ *** يَكُونُ وَقُـودُهَـا جُـثََـثٌ وَهَــامُ
فإنْ يَـقَـظُـوا فَـذاكَ بَـقَـاءُ مُلْكٍ *** وإنْ رَقَـــدُوا فـَــــإنِّـــي لا أُلامُ !

***********************************

• يا لكِ من ورقة مكسُورة !
صفراءَ فاقع لونُها ، تسوءُ الناظِرين ! .. في شجرة صغيرة ، ليس لها - بالأحرى - جُذُور ..
فجاءَها ( أحدُ الأغنياء ) فسَقاها بمائه .. وبمعجزة انتعشت بعضُ الأوراق ! وليته لم يَسْقِهَا ؛ فاح من بعض أوراقها ريحٌ منتنة ! إحدى الوَرَقاتِ ريحُها دخلَ معظمَ البُيُوت ( والعاقلُ من أوصدَ بابَ داره دُونَهَا ) ..

وأما هذه ( الورقة الصَّفراءُ المُنتِنة ) فأصبحت في مهبِّ الرِّيح .. تعصِفُ بها رياحُ الكَون ..
وسيأتي يومٌ - لا محالة - يُقطع عنها المَاءُ ، فتدركُ أنَّ جُذورَها ضَعِيفَةٌ ، لا تتحمَّل .. أو ( ستَهوِي بِهَا الرِّيحُ في مَكَانٍ سَحِيق ) !

ومَا أحمقَ الشَّاةَ استغرَّتْ بظِلفِهَا *** إذا حَــسِـبـتْ أنّ الـشِّـيـَـاهَ ذِئَـــــــابُ !

***********************************

• خرجَ ليبتاعَ ( أي ليشْتَري ) بعضَ الأغراضِ لأهلِه ومن بينها (فُرشةُ أسنَان ) وفي رأسِهِ أفكَارٌ كبارٌ عرَاض ، فنسيَ الأغرَاض !
وفجأة رأي تجمُّعاً غريباً ! حَشْدٌ من الشَّبابِ شكَّلُوا دائرةً ، وسمِع أحدَهم يقولُ : مَا أجمَلَه !
فأخذَهُ الفُضُولُ ( والعينُ تعشَقُ كُلَّ جَمِيْلٍ ) !
فانطلقَ إليهم ، - وقد نسيَ تماماً الأغراضَ - فدَحَمَهم بمَنكِبَيْهِ ، وشقَّ الصفوف .. حتى خُيِّلَ إليه أنه ( صلاحُ الدِّينِ الأيُّوبِي ) !
فلما تقدمَ رأي أمراً عجباً !
رأى - أعزَّكمُ اللهُ - كَلباً صغيراً ! ربطه صاحبُهُ بسِلسِلَةٍ ، فاتِحَاً فَاه .. فأبصرَ صاحبُنا أسنانَه ، وسُرعانَ ما تذكَّرَ فُرشَةَ الأسنَان !! فتذكَّرَ معَهَا أغراضَهُ كلَّها .. فَجَالَ في خَاطِرِهِ :

( ذكَّرَنِي فُوكِ حِمَارَي أهْلِي ) !!

***********************************

• مِسكُ الخِتَام .. أيُّهَا الأنام ! دُونَكم شرحُ المَثَلِ السَّابِق :
( ذَكَّرَنِي فُوكِ حِمَارَي أهلِي )
أصلُهُ أنَّ رجلاً خرجَ يطلبُ حِمَارَيْنِ ضَلا لَه ، فرأى امرأةً مُنتقِبةً ، فأعجبتْهُ ، حتَّى نسيَ الحِمارَين ! فلم يزلْ يطلبُ إليها حتى سَفَرَتْ ( 3) لَه ، فإذا هي فَوْهَاءُ ! (4) ، فحينَ رأى أسنَانَها ذَكَرَ الحِمَارَين ! فقال : ( ذَكَّرنِي فُوكِ حِمَارَي أهْلِي ) وأنشَأَ يقُولُ :

ليتَ النِّقابَ على النِّسَاءِ مُحَرَّمٌ *** كّـيْـلا تـَغُـرَّ قـَبِـيْـحَـةٌ إنْـسَـانـَــا !!

*********************************************



(1) العَنان : السَّحاب .
(2) ( قولُ قَتَادَة ) .
(3) سَفَرَت المرأة : كشَفَت عن وجهِهِا ، فهي سَافِرٌ .
(4) فوهاء : الفَوَه : سعة الفم ، مع خروج الثنايا العليا وطولِها .

سفير المعاني
08-24-2010, 03:21AM
الغالي
الاديب والشاعر
خوطر متناثره

كل عام وانت بخير والشهر مبارك جعلك الله من صوامه وقوامه

لقد ابهجت النفس بما كتبت وجعل الله ذلك في موازين اعمالك

فقد قدمت لنا مائدة متكامله بها من جميع الاصناف الادبيه ما

يسر المتمعن بما ورد بها من معاني وفقك الله لما يحبه ويرضاه



تقبل تحياتي

زمان العجايب
08-24-2010, 04:02AM
الفاضل

خواطر متناثرة

أبدعت فيما صورت

وكأن حروفك لسان لينطق بفصيح الحديث

تحياتي وتقديري لوجودك الهادف

ريف النشاما
08-24-2010, 04:18AM
اخي
خواطر متناثره

ابدعت بحق سحر كلامك لم يروي ضماي
فسمحلي بعوده مرة اخرى لكي ارتوي اكثر واكثر

دمت بخير

النجلا
08-24-2010, 04:39AM
إذا رُمتَ أن تَحْيَا سَلِيماً مِن الـرَّدَى *** ودينُك مـوفورٌ وعِرضُكَ صيِّـــن ُ
فلا ينطِقَنْ منكَ اللِّسانُ بسَــــــوْءَةٍ *** فكلُّكَ سَوءاتٌ ولِلنـاسِ أعْـيُـــنُ !

أخي الرااائع
خواطر متناثره
دائما مايبهرني حرفك الراااقي وطرحك الهادف
أهني شبكه رهب على وجود كاتب وشاعر رااائع كروعتك
تحياتي لك

اسيرالوفاء
08-24-2010, 04:59AM
حكيات وحكم وشمس القرآن ساطع

نطق قلبك وسال قلمك

ليلي وايت
08-24-2010, 07:20AM
خواطر متناثرة !
صبحك الله بالرضى وتقبل منك الصيام والقيام وصالح الأعمال..
وبارك لك فيما تبقى من رمضان وختم الله لك فيه بالعتق من النيران..
جمعتنا على بليغ كلام .. وأدب جميل ..
فلم أقرأ فقط بل اشتغل فكري بالكثير من الحكم والمقاصد العظيمة....
فكم أنت رائع أيها الأديب ..



أَيْضَاً ... خَوَاطِرُ مُتَنَاثِرَة
***********************************

• إنَّما مَثَلُ القِرَاءَةِ .. كَمَاءٍ يُفَرَّغ فِي قِرْبَة .. ولا بدَّ للقِربةِ مِن وِكَاء ( وهُوَ ربَاطُهَا ) وإلا انسكبَ ماؤُها واندَثَر ..

و( وِكَاءُ القِرَاءَةِ الكِتَابَة ) ..

***********************************

اوكأت فأحسنت الوكاء...زادك الله نورا وفضلا وتوفيقا ..ونفع بعلمك
دمت في رعايه الله وستره .. ليلي وايت

عبدالله الغنيم
08-24-2010, 04:52PM
الغالي
الاديب والشاعر
خوطر متناثره

كل عام وانت بخير والشهر مبارك جعلك الله من صوامه وقوامه

لقد ابهجت النفس بما كتبت وجعل الله ذلك في موازين اعمالك

فقد قدمت لنا مائدة متكامله بها من جميع الاصناف الادبيه ما

يسر المتمعن بما ورد بها من معاني وفقك الله لما يحبه ويرضاه



تقبل تحياتي


والدُنا الأستاذ الشاعر : سفير المعاني !

آمين ؛ على دعواتك المباركة في هذا الشهر المبارك ، بارك الله لنا ولك فيه ، داعيا الواحدَ الأحد الفرد

الصمد أن يكتب لك ولنا فيه الرحمة والمغفرة ، والعتقَ من النار .. إنه سميعٌ مجيب الدعاء ...

مما يبعث الأنس ، ويشرح الصدر ، ويسعد العين - حقاً - أن أرى لكَ بصمة في متصفحي ..

وماذا عسايَ أن أقول إذا طُلِيَتْ بإطراء جميل ! فأفضل الجزاءِ الدعاءُ وقول ( جزاكَ اللهُ خيرا ) .

لك من الود أطيبه ، ومن التقدير أغدقه ..

أزكى تحية ... .

عبدالله الغنيم
08-24-2010, 05:34PM
الفاضل

خواطر متناثرة

أبدعت فيما صورت

وكأن حروفك لسان لينطق بفصيح الحديث

تحياتي وتقديري لوجودك الهادف


زمان العجايب !

شكراً لحضورك ، وإطرائك الجميل ..

أسأل الله لنا ولكِ ولجميع القراء الرحمة والمغفرة والعتق من النار في شهره الكريم .

تحياتي ... .

عبدالله الغنيم
08-24-2010, 05:43PM
اخي
خواطر متناثره

ابدعت بحق سحر كلامك لم يروي ضماي
فسمحلي بعوده مرة اخرى لكي ارتوي اكثر واكثر

دمت بخير


الأخ الكريم : ريف النشاما !

حضورك وإطراؤكَ محل اهتمام وتقدير واحترام ...

ومجلس متصفحي فُتِّحتْ أبوابُه لكَ ولأمثالك ..

أزكى تحية ... .

عبدالله الغنيم
08-24-2010, 06:00PM
إذا رُمتَ أن تَحْيَا سَلِيماً مِن الـرَّدَى *** ودينُك مـوفورٌ وعِرضُكَ صيِّـــن ُ
فلا ينطِقَنْ منكَ اللِّسانُ بسَــــــوْءَةٍ *** فكلُّكَ سَوءاتٌ ولِلنـاسِ أعْـيُـــنُ !

أخي الرااائع
خواطر متناثره
دائما مايبهرني حرفك الراااقي وطرحك الهادف
أهني شبكه رهب على وجود كاتب وشاعر رااائع كروعتك
تحياتي لك



الأخت الكريمة : النجلا !

يسعدني حضوركِ ، ورسم سطوركِ ، وبلجة نوركِ .. وتقديم ما يسعدكِ من سر سعادتي ..

شكراً لشهادتك العزيزة ، ولبياض وجدانك الطيب ..

لكِ خالصُ تقديري واحترامي ... .

خلف العاطفي
08-24-2010, 10:27PM
خواطر متناثره

لك مساحات لايملأها الا انت

مبدع متألق صادق لامتملق

لك بصمة تنثرها هنا فتجتمع تحت غيمة ابداعك

لتمتلئ ونرتوي

شكرا لك ولك اطيب تحيه

عبدالله الغنيم
08-26-2010, 03:07AM
حكيات وحكم وشمس القرآن ساطع

نطق قلبك وسال قلمك

شكراً جزيلاً لحضورك وتعليقك الطيب ..

لك تحياتي ... .

ترفه
08-26-2010, 05:08AM
يعطيك العآفية على الطرح الأكثر من رآآآئع
تسلم يدينك
مع كل التقدير لعذوبة ذائقتك وراقي طرحك
والله لا يحرمنا من أبداعك
دمت برضى الرحمن

عبدالله الغنيم
08-27-2010, 05:19AM
خواطر متناثرة !
صبحك الله بالرضى وتقبل منك الصيام والقيام وصالح الأعمال..
وبارك لك فيما تبقى من رمضان وختم الله لك فيه بالعتق من النيران..
جمعتنا على بليغ كلام .. وأدب جميل ..
فلم أقرأ فقط بل اشتغل فكري بالكثير من الحكم والمقاصد العظيمة....
فكم أنت رائع أيها الأديب ..


اوكأت فأحسنت الوكاء...زادك الله نورا وفضلا وتوفيقا ..ونفع بعلمك
دمت في رعايه الله وستره .. ليلي وايت


ليلي وايت !

آمين آمين ! وصبحكِ الرحمن بالعافية ولكِ مثلُ ما دعوتِ ، أسكنكِ ربُ الجنان أعلى الجنان ..

شاكراً ومقدراً فيض إطرائك العذب ..

لكِ أزكى تحية مع وافر احترام ... .

عبدالله الغنيم
08-28-2010, 04:01AM
خواطر متناثره

لك مساحات لايملأها الا انت

مبدع متألق صادق لامتملق

لك بصمة تنثرها هنا فتجتمع تحت غيمة ابداعك

لتمتلئ ونرتوي

شكرا لك ولك اطيب تحيه


الأخ الشاعر : خلف !

ولكَ حروفٌ لا ينسجها سِواك ..

جزيتَ خيراً على إطرائك . وأرجو أن أكون عند حسن ظنِّكَ وظنِّ الجميع .

لكَ من التقدير أجزله ، ومن الاحترام أطيبه ..

تحياتي ... .

عبدالله الغنيم
08-29-2010, 04:29AM
يعطيك العآفية على الطرح الأكثر من رآآآئع
تسلم يدينك
مع كل التقدير لعذوبة ذائقتك وراقي طرحك
والله لا يحرمنا من أبداعك
دمت برضى الرحمن


عافاكِ الله ورفع قدركِ ، وأطال بالطاعات عمركِ ..

شاكراً ومقدراً ما وجدتُهُ من عَرفٍ طيِّبٍ فاح من أريج إطرائك ..

لا حرمكِ الله من كلِّ خير ..

لكِ تحياتي ... .

جمرة العرب
08-29-2010, 11:00AM
أديبنا الفاضل ..بإذن الله لن تطرق الباب دون مجيب وانا على ثقة من ذلك !
فأنت تجذب بحديثك وتهدي أعظم الهدآيا بأسلوبك ـ ـ وتجبرنا على الوقوف أمام كلمآتك !!
إعجابي لن يزول بل يدوم ، وبكل حرف يزود وأشهد بأنك مثالاً يُحتذى به .
لله درّك .

عبدالله الغنيم
08-31-2010, 06:45AM
أديبنا الفاضل ..بإذن الله لن تطرق الباب دون مجيب وانا على ثقة من ذلك !
فأنت تجذب بحديثك وتهدي أعظم الهدآيا بأسلوبك ـ ـ وتجبرنا على الوقوف أمام كلمآتك !!
إعجابي لن يزول بل يدوم ، وبكل حرف يزود وأشهد بأنك مثالاً يُحتذى به .
لله درّك .


الأريبة المبدعة : جمرة العرب !

جعلني الله عند حسن ظنكِ وظنِّ الجميع ..

بورك فيكِ ورفع الله قدرك لما قلتِ .. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلتُ وإليه أنيب ..

لكِ خالصُ تحياتي ... .

مشارك بسيط
09-01-2010, 11:42PM
لله دررك معااني عظيمه وحرووف قيمه
شكرا لك
تقبل مرووري

عبدالله الغنيم
09-03-2010, 03:43AM
لله دررك معااني عظيمه وحرووف قيمه
شكرا لك
تقبل مرووري

بارك الله فيك ..

وشكراً لحضورك وقراءتك وإشادتكَ الكريمة ..

لك مني خالصُ التقدير والاحترام ... .

عابر سبيل
09-03-2010, 06:09AM
الأديب والشاعر


خواطر متناثرة


لانمل قراءة ماتسطره أناملك من درر

فمهما كتبت واشدت فلن أوفيك حقك الأدبي والذي تستحقه

بلا شك وبكل جدارة .



دمت في رعاية الله

عبدالله الغنيم
09-05-2010, 03:46AM
الأديب والشاعر


خواطر متناثرة


لانمل قراءة ماتسطره أناملك من درر

فمهما كتبت واشدت فلن أوفيك حقك الأدبي والذي تستحقه

بلا شك وبكل جدارة .



دمت في رعاية الله

الأخ المخلص : مخلص !

كما أني لا أمل من مشاهدة مواضيعك القيمة ، ولن أمل - بإذن الله - من مشاهدة اسمك الزاهر بين

النجوم الزواهر على ديباجة المتصفح ..

شاكراً ومقدراً طلاوة الإطراء ، على حروفك البضاء ..

لكَ خالصُ التقدير والاحترام ... .

شمايل
09-05-2010, 07:40AM
السلام عليكم ورحمة الله

أمتدحك ولازلت .. كما يمتدح المتتلمذين عالمهم ...

نص بجمع نصوص .. مدحت القرآن / مدحت الرسول / مواقف للعبرة / مواقف للندرة /
ففصاحة الكلام تجلّت بالدليل والبرهان وبالآيات والبينات ؛ عيون القارئين لها ما ملّت ْ .. قد خلى اللفظ من التعقيد , واقتبس للتدقيق وسجع بالكلم للتزويق .. فالبلاغة تتسيد المقالة .. وحسن السجع أقرأتنا فأبهرتنا باختلاف القرين في المعنى أنصتـّـنا .

نثر مهيب .. ووصف عجيب , وبيان متين .. وقولٌ رصين ..
المفردة ومرادفها .. والكلمة وعكسها .. قدمت وأخرت .. فأبدعت وأحسنت

الجَنان / للجِنان ..

بالعِنان/ للعَنان

خرجَ ليبتاعَ ( أي ليشْتَري ) : ما زلت تفسر مراعياً لقصدك بالمفردة تبصّر .. ومع هذا إن لك فكرة كاملة أوقفتني عندها حتى بالمحكي أقول:
"ضربت أخماس بأسداس " ورحت لبعيد " :d
الفقرة الثامنة :) .. حيّرَتني إذ رمّزت بالحدث , والفكرة موعضة واضحة فسيحة فذاك أنجع !



همسة تذكير وأنت قد علمته فما أنا بأعلم منك في هذا المجال ؛ محال!:

*الآيات أحق بالأقواس _أن تكون في عرّض الكلام_ حين الاقتباس من الأمثلة كــ:

مثال:
(والطُّيُورُ على أشكَالِهَا تَقع ) ! .


آية:
{ففكَّرَ وقدَّر ، فقُتِل كيف قدَّر ! ثم قتل كيف قدر ! ثم نظر ، ثم عبسَ وبسر ، ثم أدبرَ واستكبر ، فقال إنْ هذا إلا سحرٌ يؤثر ! إنْ هذا إلا قولُ البشر }..!


*ليس للشيطان على الريح من أمر؛ الريح تجري بأمر الله حيثما أمر :

( هُوَ ما اسْتَعْجَلْتُم بِه ؛ ريحٌ فيها عَذابٌ أليمٌ ، تُدَمِّرُ كلَّ شَيءٍ بأمر الشَّيْطَان )

وإن كانت عبارة لقصة معلومة الحدث متبينٌ أهلها واقعها .. فنصرّف الأمر للواحد الأحد .. ولا ننسب للشيطان قدرة على قدَرْ, .. ..

رجاء:
وإن كان من شرح لي على هذه النقطة فإني أجلس بقرب مقعدك لأدرس من علمك .. فراعني إن وجدت بي فهماً بطيء.


___________


فإنْ يَـقَـظُـوا فَـذاكَ بَـقَـاءُ مُلْكٍ *** وإنْ رَقَـــدُوا فـَــــإنِّـــي لا أُلامُ !

صدقت وربك .. فإن بقاء الملك بالعدل.. لا يُنزع الملك إلا من ظُلم .. إن من العدل إحياء كلمة الحق ورفع رايتها .. وإن رقدوا فإنك لا تلام حين الأنام هلكت أن أنبأتَ بموعظة .



___________


ليتَ النِّقابَ على النِّسَاءِ مُحَرَّمٌ *** كّـيْـلا تـَغُـرَّ قـَبِـيْـحَـةٌ إنْـسَـانـَــا !!

^
^

حكمة دامغة فهل من متعظ :d


بمسك ختامك :
أضحكتنا فأضحك الله سنّك .. وآجرك بكل جميل تستحسنه ويسرّك .




مخرج:
من يريد أن يستمتع بالبلاغة وبما يكتبه هذا الرجل الأديب عليه بكتاب [ الإيضاح في علوم البلاغة ] _للخطيب القزويني_

عبدالله الغنيم
09-08-2010, 06:16AM
السلام عليكم ورحمة الله

أمتدحك ولازلت .. كما يمتدح المتتلمذين عالمهم ...

نص بجمع نصوص .. مدحت القرآن / مدحت الرسول / مواقف للعبرة / مواقف للندرة /
ففصاحة الكلام تجلّت بالدليل والبرهان وبالآيات والبينات ؛ عيون القارئين لها ما ملّت ْ .. قد خلى اللفظ من التعقيد , واقتبس للتدقيق وسجع بالكلم للتزويق .. فالبلاغة تتسيد المقالة .. وحسن السجع أقرأتنا فأبهرتنا باختلاف القرين في المعنى أنصتـّـنا .

نثر مهيب .. ووصف عجيب , وبيان متين .. وقولٌ رصين ..
المفردة ومرادفها .. والكلمة وعكسها .. قدمت وأخرت .. فأبدعت وأحسنت

الجَنان / للجِنان ..

بالعِنان/ للعَنان

خرجَ ليبتاعَ ( أي ليشْتَري ) : ما زلت تفسر مراعياً لقصدك بالمفردة تبصّر .. ومع هذا إن لك فكرة كاملة أوقفتني عندها حتى بالمحكي أقول:
"ضربت أخماس بأسداس " ورحت لبعيد " :d
الفقرة الثامنة :) .. حيّرَتني إذ رمّزت بالحدث , والفكرة موعضة واضحة فسيحة فذاك أنجع !



همسة تذكير وأنت قد علمته فما أنا بأعلم منك في هذا المجال ؛ محال!:

*الآيات أحق بالأقواس _أن تكون في عرّض الكلام_ حين الاقتباس من الأمثلة كــ:

مثال:
(والطُّيُورُ على أشكَالِهَا تَقع ) ! .


آية:
{ففكَّرَ وقدَّر ، فقُتِل كيف قدَّر ! ثم قتل كيف قدر ! ثم نظر ، ثم عبسَ وبسر ، ثم أدبرَ واستكبر ، فقال إنْ هذا إلا سحرٌ يؤثر ! إنْ هذا إلا قولُ البشر }..!


*ليس للشيطان على الريح من أمر؛ الريح تجري بأمر الله حيثما أمر :

( هُوَ ما اسْتَعْجَلْتُم بِه ؛ ريحٌ فيها عَذابٌ أليمٌ ، تُدَمِّرُ كلَّ شَيءٍ بأمر الشَّيْطَان )

وإن كانت عبارة لقصة معلومة الحدث متبينٌ أهلها واقعها .. فنصرّف الأمر للواحد الأحد .. ولا ننسب للشيطان قدرة على قدَرْ, .. ..

رجاء:
وإن كان من شرح لي على هذه النقطة فإني أجلس بقرب مقعدك لأدرس من علمك .. فراعني إن وجدت بي فهماً بطيء.


___________


فإنْ يَـقَـظُـوا فَـذاكَ بَـقَـاءُ مُلْكٍ *** وإنْ رَقَـــدُوا فـَــــإنِّـــي لا أُلامُ !

صدقت وربك .. فإن بقاء الملك بالعدل.. لا يُنزع الملك إلا من ظُلم .. إن من العدل إحياء كلمة الحق ورفع رايتها .. وإن رقدوا فإنك لا تلام حين الأنام هلكت أن أنبأتَ بموعظة .



___________


ليتَ النِّقابَ على النِّسَاءِ مُحَرَّمٌ *** كّـيْـلا تـَغُـرَّ قـَبِـيْـحَـةٌ إنْـسَـانـَــا !!

^
^

حكمة دامغة فهل من متعظ :d


بمسك ختامك :
أضحكتنا فأضحك الله سنّك .. وآجرك بكل جميل تستحسنه ويسرّك .




مخرج:
من يريد أن يستمتع بالبلاغة وبما يكتبه هذا الرجل الأديب عليه بكتاب [ الإيضاح في علوم البلاغة ] _للخطيب القزويني_



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله السميعِ وحدَه ، والصلاةُ على من لا نبيَّ بعدَه .. أمَّا بَعْد :
يا مَن أغنانا اسمُها عن التَّعريف ، وأبانت حروفُها عن التوصيف ، من غير تحريفٍ ولا تكليف ! جَعَلَ اللهُ للحق عليك دليلا ، ولا جعل للميل عليك سبيلا ، قد أفلح من اتخذ اللهَ وكيلا ..
فاح أريجُ قطوف الحروف ، بحبكِها وسبكِها ، وسِبرها وحِبرها ، ونَمْقها وعُمقها .. وأبلغتنا الطيور عن السطور، بتغريدِها ونشيدِها ، ولِسنها وحُسنها ، وغِنائها وثنائها .. فإذا بي بين الخضرة والنضرة ، والزبرجد والأغصان ، والعَسجد والمُرجان ..

مرحبا بكِ ، حللتِ أهلاً ووطئتِ سهلا .. كتب الله لكِ الرحمة والمغفرة ، والعتقَ من النار . إنه سميعٌ مجيبُ الدعاء ...

أخيَّة :

ما اعتدتُ أن أناقشَ أحداً فيما كتبتُ ، بل أتركُ كلَّ امرئٍ ورأيَه .
والمثل يقول : ( أنجزَ حرٌ مَا وَعَد ) ، ولكني وجدتُ مخْرجاً لنفسي ( بأنكِ لستِ أيَّ أحد ومثلك قليل ) .
فإن كانَ البعضُ ( أعْرَى من صَفْحةِ الوَلِيد ) فما ( أغْزَرَ وبلَكِ ) ! .
وقد أطنبتُ لفائدة ؛ مرتكِزاً على قول أهل البلاغة : ( الإطنابُ إذا لم يكن منه بدٌ فهو إيجاز ) . ( فالإطناب بلاغة ، والإسهاب عِيٌّ ) . أبو هلال العسكريّ .

أقول وبالله التوفيق :

قلتِ :
** الفقرة الثامنة .. حيّرَتني إذ رمّزت بالحدث , والفكرة موعضة واضحة فسيحة فذاك أنجع !

( حيَّرتُكِ ) ؟ هذا ما أريده فعلاً .. ؛ فهذه خاطرة خاصةٌ وليست عامة ، والرَّمز هنا أبلغ ، وفي النفس أوقع ، وبالإشارة لا بالعبارة ، وبالتلميح لا بالتصريح .. ولكن ثقي بأن المَعْنِيَّ بالأمر لم يحتَر، ولا تخافي ( لم ينزل الوابلُ على صَفوان ) فقد نجَعَت – بإذن الله - فيمن رُمزت له الموعظةُ .

** الآيات أحق بالأقواس _أن تكون في عرّض الكلام_ حين الاقتباس من الأمثلة

حاشى لله أن أنقصَ آياتهِ ولا أوفيها حقَّها ؛ وهي في صدري حيثما كنتُ ! جزاكِ الله خيراً على حرصكِ . ولكن لي طريقة في تقويس الآيات وعدمه ، حين آتي بها استشهاداً ، أو اقتباساً لفظاً ومعنىً ، أو اقتباساً لفظاً فقط ، أو آتي بها لإتمام قصةٍ ما ، مميِّزاً اللونَ كذلك أو مبقيهِ على اللون العام . وكلّ إنسان وطريقته ، ما لم يكن هناك استنقاصٌ واضحٌ للآياتِ أو الأحاديث . ولا أزكي نفسي أو طريقتي ؛ فأنا بشر أصيبُ وأخطئ . ورفعَ اللهُ قدركِ ؛ لاهتمامكِ وحرصكِ على آياتِ النور المبين .

** ليس للشيطان على الريح من أمر؛ الريح تجري بأمر الله حيثما أمر :
( هُوَ ما اسْتَعْجَلْتُم بِه ؛ ريحٌ فيها عَذابٌ أليمٌ ، تُدَمِّرُ كلَّ شَيءٍ بأمر الشَّيْطَان )
وإن كانت عبارة لقصة معلومة الحدث متبينٌ أهلها واقعها .. فنصرّف الأمر للواحد الأحد .. ولا ننسب للشيطان قدرة على قدَرْ, .. ..
رجاء:
وإن كان من شرح لي على هذه النقطة فإني أجلس بقرب مقعدك لأدرس من علمك .. فراعني إن وجدت بي فهماً بطيء.

حاشاكِ من الفهم البطيء ، لكن لا بد من التوضيح :

أولاً / هذا اقتباس لفظ لا معنى ، وما أكثرَه شعراً ونثرا ! حتى عند أئمة الدين .. ليست تلك ( الريح العقيم ) ، أو الريحَ المعروفة ، ما أعنيه بعيدٌ عنها ؛ فالريح لها معانٍ عدة ..
قال تعالى : (( وتذهبَ ريحُكم )) هل يعني ذلك أن للمؤمنين ريحاً حقيقية تجري بأمرهم ؟! لا طبعاً ، كما تعلمين . وإنما معنى (ريحكم ) في الآية (قُوَّتُكم وبأسُكم وغلبتُكم ) . قال المصطفى : (( ... وإما أن تجد منه ريحاً طيبة )) . ومعناها هنا ( الرائحة ) ...
بل قد أسْطِيعُ – أيضاً - أن أجعلَ الريحَ من (باب المجاز لا الحقيقة ) ؛ فريحُ الشيطان هنا هي ريحُ دعوته (( ... إلا أن دَعَوتُكم فاستَجَبتُم لِي )) ، (( أوَلَوْ كان الشيطانُ يدعُوهم إلى عذاب السَّعير )) ؛ وكأن للدعوة رائحةً يعطِّرُها الشيطانُ لأصحابه لإغوائهم - والريح نسيم الهواء ، وكذلك نسيم كلِّ شيء - وليس لأهل القصة والواقع شأنٌ ، وهذا معلوم من السياق .. وبداية الفكرة تقوم على أشخاص فعلوا فعلاً مشِيناً ، والفعلُ المشين يُنسب للشيطان وليس لله . ( ولا تنسي هنالك شياطين إنس وشياطين جن ) وجميعهم لهم ريح حمانا الله وإياكِ منها ! .

ثانياً / قلتُ ( بأمر الشيطان ) وأقول : ليس هو الأمر المعروف . نقيض النهي ؛ وإنما القصد ( بفعله ) . قال تعالى : (( لتنبئنهم بأمرهم هذا ... )) أي بفعلهم هذا الذي فعلوه ، كما في تفسير الطبري رحمه الله . والشيطان له عملٌ بلا شك ، خذي من القرآن نفسِه (( رجسٌ من عمل الشيطان )) أي من تزيينه ودعائه وتحسينه . وأيضاً : (( ... فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان )) أي من تَسَبُّبِ الشيطان ، كما في تفسير الطبري كذلك ..
قال تعالى : (( فأزلَّهما الشيطانُ عنها فأخرجَهُمَا مما كانا فِيه )) . فأزلَّهما ، وفي قراءة أخرى فأزالَهُما : يعني الشيطانُ ؛ لأنه هو السبب - كما ذكر ذلك الطبريُّ رحمه الله - وقال أيضاً : (( إنما أضاف إخراجَهما من الجنة إلى الشيطان – وإن كان اللهُ هو المُخرِجُ لهما – لأن خروجَهما منها كان عن سبب من الشيطان ، فأضيف ذلك إليه لتسبيبه إياه ؛ كما يقول القائل لرجل وصل إليه منه أذى حتى تحول من أجله عن موضع كان يسكُنه : ( ما حولني من موضعي الذي كنتُ فيه إلا أنت) . ولم يكن منه له تحويل ؛ ولكنه لمَّا كان تحوله عن سبب منه ، جاز له إضافة تحويله إليه )) . انتهى كلامُه ، وانتهى شرحِي .

ومضة
أعجبني تعليقُك .. أدام الله توفيقَك ، وسهل بالخيرات طريقَك ..
وأعجبني فيه ( الطِّراز الجديد ) ؛ قِصَرُ العبارة ، وبِدْعُ السجع .. مع انتقاء اللفظ ، ووضوح المعنى .. فأنتِ أنتِ حاجبٌ - لم تقربْه النَّامِصة - فوقَ العيون الشاخصة ..

مسكُ الخِتام
إن لم تكن الشمسُ فلا تنتظرِ الضياءَ ، وإن لم يكنِ القمرُ فلا تنتظر النورَ ، وإن لم تكن شمايلُ فلا تنتظرِ الأدبَ .

شمايل
09-08-2010, 10:38AM
(إن لم يكن الشرح كما شرحتْ , سيعجز الناس عن فهم بعضهم ) !

شرحتَ فأفهمتْ .. وعلّمت فأدّبتْ .

شرفني الله _وغيري_ بهذا منك .. إذ زدتنا معرفة ..فزادك الله شرفاً ورفعة
وشرح الله صدرك يا سيدي.. إذ شرحت صدورنا بهكذا رد نفيس

إنك إلي أحسنت _وغيري_ , وإني إليك من الشاكرين ..

وعفوك يا شاهق الأدب الرصين والخلق العظيم.

حفظك الله ودمت كــريماً .

الإدمي
09-12-2010, 05:34AM
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/1/5464564.gif

عبدالله الغنيم
09-18-2010, 10:07AM
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/1/5464564.gif


ومن الروعة حضورك ..

سلمكِ الله من كلِّ شر ..

تحياتي ... .

شموخ الشمال
11-30-2010, 04:13PM
خواطر متناثرة.....
باي لغه تكتب..
وباي حرف ترفل...ابجديااتكـــــــ
اخذتني حروفك الى عالم
الرقي والابدااااع لله درك ولله در قلمك...
دمت بخير وصحه

عبدالله الغنيم
12-06-2010, 10:22PM
شموخ الشمال !

اقتبس حرفكِ منكِ شموخاً ؛ فجاء شامخاً أشمّ ..

جزيتِ خيراً على حضورك الراقي ، وإطرائك العذب الزلال ..

لك خالص تقديري واحترامي ... .