عطر الليل
06-27-2010, 05:09AM
رن جوالها .. فأمسكت به بسرعة وعيناها تبرق فرحاً .. وضعته على أذنها
ويدها الأخرى فوق قلبها .. تكلمت بصوت هامس .. وأبتسمت مرتبكة وقد
أصطبغت وجنتاها بلون قرمزي ..
أنا قادمة ...
حملت حقيبتها بسرعة ومفاتيح سيارتها وأنطلقت ..وصديقتها تنظر إليها بأندهاش ...
سنين ..أنتظري .. إلى أين تذهبين ؟؟
ولكن كأنها لم تسمع ماقالت .. ركضت ورائها درجات السلم تناديها
فتوقفت قليلاً ونظرت إليها مبتسمة ..
ثم ركبت سيارتها وأنطلقت تسابق الريح
وأزيز العجلات تصدح بصوت مزعج ..
وقفت صديقتها مدهوشة .. ماذا جرى لها ؟
لم تراها يوما بهذه الحالة .. ومن ياترى الذي أتصل بها ؟؟ وقَلب كيانها هكذا ؟؟؟
أحست بالقلق .. فركضت لشرفتها لعلها
تلمح سيارتها من بعيد عبر الشارع الممتد أمامها .. ولكنها أختفت عن الأنظار بثواني ..
ماذا تفعل ؟؟ .. طلبتها على جوالها .. فها هو يرن بقربها .. لقد نسته ..
ياإلهي كيف أطمأن عنها ؟؟؟
بدأت تروح وتجيء بين الشرفة والصالون
يارب أحمها ..
فلم أرها يوما تقود هكذا ؟؟
هل ألم شر بأحد ما يخصها ؟؟
ولكن رأتها تبتسم .. لابد أن شيئا هاما
قد حصل ..
فماذا تفعل ؟؟
فهي كثيرة القلق ..وكثيرا ماكانت أمهاتعنفها لكثرة قلقها المخيف ..
توقفت تضع يدها على خصرها واليد الأخرى تمسك جبينها مفكرة .. فقطع تفكيرها رنين جوال صديقتها سِنين.. فردت بلهفة .. فتهادى لمسمعها صوت رجولي عذب ..
هل سِنين موجودة ..؟؟
فسألته من يكون ؟؟
فرد بصوته ..
أنا ابن عمها .. وخطيبها ..
تذكرت حديث سِنين عنه دائما ..
ولابد إنه من حدثها ...
ردت : إنها ذهبت إليك .. قد تصل بأ ي لحظة ..
دخلت مطبخها الصغير وصنعت فنجان قهوة
وجلست على أريكتها ترتشفه بهدوء بعد أن عرفت أين ستكون ومع مَن صديقتها ..
فبدأت تقلب بمحطات التلفزيون .. تشغل وقتها ولاتدري كم مضى وهي تنتقل من محطة لأخرى دون أن تعي ماذا تشاهد ..
كانت سارحة الخيال تماما ..
وفجأة نهضت من مكانها مذعورة .. كأن مِسٌّ ألَّم بها .. فأنسكب فنجان القهوة وسقط على الأرض وتناثرت أشلاؤه .. فنظرت إلى شظاياه مذعورة .. ولسانها يردد
خيراً إن شاء الله ..
وتجمدت بمكانها .. تهز رأسها حينا وبقوة كأنها تطرد شبح فكرة مخيفة من رأسها
وتارة تضع يدها على جبينها ... وتمرر اصابعها بشعرها بعصبية ..وبرهة تخبط جبينها بأصابعها لتسكن الأفكار المتضاربة بجنون في عقلها ...سارت للشرفة مرة أخرى ...ونظرت للأفق لعلها بنظرها تستطيع أختراق البنيان الممتد على جانبي الطريق .. لتسكت هدير القلق الذي أنتابها فجأة ..
ولكن دون جدوى ..
دخلت مرة أخرى الصالة .. جلست على الأريكة .. ومالبثت أن نهضت كأن أفعى لسعتها ...ماذا حصل ؟؟
كانت تحب صديقتها كثيرا .. فلقد ربيا معا منذ نعومة أظفارهما .. وعندما عملا في مكان واحد أسـتأجرا هذا البيت الصغير وسكنا فيه .. ولم يسبق أن خبأت إحداهما عن الأخرى سرا .. فماذا حصل ؟؟
ورن جرس الباب .. فهرولت لتفتحه بلهفة
هاقد عادت .. الحمد لله ..
ولكن لم تراها أمامها .. بل كان شاباً وسيما .. بمنتهى الجاذبية ..والرجولة ..
حياها .. وسألها .. أأنت حُلًم ؟؟
هزت رأسها دون أن تنطق بكلمة من هول صدمتها .. وذهولها .. وجاذبيته الساحرة ..
صديقتك سِنين .. بينما كانت تقطع الطريق لتلقاني بعد أن نزلت من سيارتها تعرضت لحادث وهي الآن على شفير الموت .. وتريد
أن تراك ِ..
أسرعي بالله عليك قبل فوات الآوان
فهي تطلبك بألحاح ..
دارت بها الدنيا
وتأرجحت من حولها الأشياء وتهاوت
فلم تدري بعدها شيئا ..
وغابت عن الوعي
أستفاقت وهي تشعر بأرهاق كبير .. وأمها تجلس بجانب السرير .. تبكي بقلب كسير .. ووالدها يمسح دموعه بمنديل وأخوها يحادث الطبيب ..ووجوههم المذعورة ..تنطق بشر كبير .. والدموع تغطي وجوههم ..
سألت أمها : ماذا حصل ؟؟ وأين سِنين ؟
هل هي بخير ؟؟ أريد أن أراها ..
فأجهشت الأم بالبكاء ..
فأدركت أنها قد خسرت رفيقة عمرها
فشحظت عيناها .. وتحشرج صوتها ..
وهي تحاول الصراخ .. وقلبها يدق بعنف
كأنه سيقفز من صدرها .. ثم أستكانت .. وغابت عن الوعي
للمرة الثانية ...
ولم تدرك كم مضى عليها هكذا .. لتستفيق
على يد تهزها بقوة ..
أفيقي .. كفاكِ نوماً
لم يعد لدينا وقت ..
فنظرت لصاحبة اليد وبقايا دموعا تنحدر من عينيها ..فرأت صديقتها تقف بجانبها ..
بثوبها الأبيض ..وزينتها الرااائعة ...وأبتسامتها المشرقة ..وصدى كلماتها ..تصلها كأنها من وادي سحيق أنهضي .. أسرعي ..
لقد تأخرنا ..
بالله عليك كيف تنامين بيوم عرسي ؟؟
فأبتسمت ..ونهضت تحمد الله أنه كان حْلماً .. وأي حْلم ..بل كابوساً ..
لن تنساه .. ولم تنساه للحين ...
بقلمي
عطر الليل
ويدها الأخرى فوق قلبها .. تكلمت بصوت هامس .. وأبتسمت مرتبكة وقد
أصطبغت وجنتاها بلون قرمزي ..
أنا قادمة ...
حملت حقيبتها بسرعة ومفاتيح سيارتها وأنطلقت ..وصديقتها تنظر إليها بأندهاش ...
سنين ..أنتظري .. إلى أين تذهبين ؟؟
ولكن كأنها لم تسمع ماقالت .. ركضت ورائها درجات السلم تناديها
فتوقفت قليلاً ونظرت إليها مبتسمة ..
ثم ركبت سيارتها وأنطلقت تسابق الريح
وأزيز العجلات تصدح بصوت مزعج ..
وقفت صديقتها مدهوشة .. ماذا جرى لها ؟
لم تراها يوما بهذه الحالة .. ومن ياترى الذي أتصل بها ؟؟ وقَلب كيانها هكذا ؟؟؟
أحست بالقلق .. فركضت لشرفتها لعلها
تلمح سيارتها من بعيد عبر الشارع الممتد أمامها .. ولكنها أختفت عن الأنظار بثواني ..
ماذا تفعل ؟؟ .. طلبتها على جوالها .. فها هو يرن بقربها .. لقد نسته ..
ياإلهي كيف أطمأن عنها ؟؟؟
بدأت تروح وتجيء بين الشرفة والصالون
يارب أحمها ..
فلم أرها يوما تقود هكذا ؟؟
هل ألم شر بأحد ما يخصها ؟؟
ولكن رأتها تبتسم .. لابد أن شيئا هاما
قد حصل ..
فماذا تفعل ؟؟
فهي كثيرة القلق ..وكثيرا ماكانت أمهاتعنفها لكثرة قلقها المخيف ..
توقفت تضع يدها على خصرها واليد الأخرى تمسك جبينها مفكرة .. فقطع تفكيرها رنين جوال صديقتها سِنين.. فردت بلهفة .. فتهادى لمسمعها صوت رجولي عذب ..
هل سِنين موجودة ..؟؟
فسألته من يكون ؟؟
فرد بصوته ..
أنا ابن عمها .. وخطيبها ..
تذكرت حديث سِنين عنه دائما ..
ولابد إنه من حدثها ...
ردت : إنها ذهبت إليك .. قد تصل بأ ي لحظة ..
دخلت مطبخها الصغير وصنعت فنجان قهوة
وجلست على أريكتها ترتشفه بهدوء بعد أن عرفت أين ستكون ومع مَن صديقتها ..
فبدأت تقلب بمحطات التلفزيون .. تشغل وقتها ولاتدري كم مضى وهي تنتقل من محطة لأخرى دون أن تعي ماذا تشاهد ..
كانت سارحة الخيال تماما ..
وفجأة نهضت من مكانها مذعورة .. كأن مِسٌّ ألَّم بها .. فأنسكب فنجان القهوة وسقط على الأرض وتناثرت أشلاؤه .. فنظرت إلى شظاياه مذعورة .. ولسانها يردد
خيراً إن شاء الله ..
وتجمدت بمكانها .. تهز رأسها حينا وبقوة كأنها تطرد شبح فكرة مخيفة من رأسها
وتارة تضع يدها على جبينها ... وتمرر اصابعها بشعرها بعصبية ..وبرهة تخبط جبينها بأصابعها لتسكن الأفكار المتضاربة بجنون في عقلها ...سارت للشرفة مرة أخرى ...ونظرت للأفق لعلها بنظرها تستطيع أختراق البنيان الممتد على جانبي الطريق .. لتسكت هدير القلق الذي أنتابها فجأة ..
ولكن دون جدوى ..
دخلت مرة أخرى الصالة .. جلست على الأريكة .. ومالبثت أن نهضت كأن أفعى لسعتها ...ماذا حصل ؟؟
كانت تحب صديقتها كثيرا .. فلقد ربيا معا منذ نعومة أظفارهما .. وعندما عملا في مكان واحد أسـتأجرا هذا البيت الصغير وسكنا فيه .. ولم يسبق أن خبأت إحداهما عن الأخرى سرا .. فماذا حصل ؟؟
ورن جرس الباب .. فهرولت لتفتحه بلهفة
هاقد عادت .. الحمد لله ..
ولكن لم تراها أمامها .. بل كان شاباً وسيما .. بمنتهى الجاذبية ..والرجولة ..
حياها .. وسألها .. أأنت حُلًم ؟؟
هزت رأسها دون أن تنطق بكلمة من هول صدمتها .. وذهولها .. وجاذبيته الساحرة ..
صديقتك سِنين .. بينما كانت تقطع الطريق لتلقاني بعد أن نزلت من سيارتها تعرضت لحادث وهي الآن على شفير الموت .. وتريد
أن تراك ِ..
أسرعي بالله عليك قبل فوات الآوان
فهي تطلبك بألحاح ..
دارت بها الدنيا
وتأرجحت من حولها الأشياء وتهاوت
فلم تدري بعدها شيئا ..
وغابت عن الوعي
أستفاقت وهي تشعر بأرهاق كبير .. وأمها تجلس بجانب السرير .. تبكي بقلب كسير .. ووالدها يمسح دموعه بمنديل وأخوها يحادث الطبيب ..ووجوههم المذعورة ..تنطق بشر كبير .. والدموع تغطي وجوههم ..
سألت أمها : ماذا حصل ؟؟ وأين سِنين ؟
هل هي بخير ؟؟ أريد أن أراها ..
فأجهشت الأم بالبكاء ..
فأدركت أنها قد خسرت رفيقة عمرها
فشحظت عيناها .. وتحشرج صوتها ..
وهي تحاول الصراخ .. وقلبها يدق بعنف
كأنه سيقفز من صدرها .. ثم أستكانت .. وغابت عن الوعي
للمرة الثانية ...
ولم تدرك كم مضى عليها هكذا .. لتستفيق
على يد تهزها بقوة ..
أفيقي .. كفاكِ نوماً
لم يعد لدينا وقت ..
فنظرت لصاحبة اليد وبقايا دموعا تنحدر من عينيها ..فرأت صديقتها تقف بجانبها ..
بثوبها الأبيض ..وزينتها الرااائعة ...وأبتسامتها المشرقة ..وصدى كلماتها ..تصلها كأنها من وادي سحيق أنهضي .. أسرعي ..
لقد تأخرنا ..
بالله عليك كيف تنامين بيوم عرسي ؟؟
فأبتسمت ..ونهضت تحمد الله أنه كان حْلماً .. وأي حْلم ..بل كابوساً ..
لن تنساه .. ولم تنساه للحين ...
بقلمي
عطر الليل