عبدالله الغنيم
05-28-2010, 10:08PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، القائل في هديه : (( إن من البيان لسحرا )) ، (( إن من الشعر لحكمة )) . أما بعد ...
فهذا عملٌ - أقتطف له من كتاب لي لم ير النور بعد - يلم بين جوانبه نوادر الأبيات وجوامع الكلم ؛ من أروع ما قيل من أبيات وقصائد ومقطوعات شعرية ، وفي أغراض عدة .
تختصر الطريق لمن أراد الحكمة الناصحة ، والرأي السديد ، والمعنى المفيد .
متسمة بجزالة الألفاظ ، وقوة التراكيب ، وصدق العاطفة والتعبير .
وأرى أن لا مستغنى عنها لأديب أو خطيب أو داعية أو أي محدث أو قارئٍ كان .
وحاولت في اختياري للأبيات والقصائد والمقطوعات الشعرية التي أثبتها في هذا العمل أن أنوع في الأغراض وفي العصور – من العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحاضر – لكي يتسنى للقارئ الكريم أن يتفيأ ظلالها ، ويتنقل بين أشجارها ، ويقطف ما شاء من ثمارها .
واعتمدت في الاختيار على ذائقتي الأدبية ، فإن كان ما يتضمنه عملي هذا لا يحق له أن يندرج تحت مسمى سحر البيان فهو على الأقل من البيان الساحر .
ومن الطبيعي أن الإحاطة بما صدر عن الشعراء من بيان ساحر في هذا الامتداد التاريخي الطويل أمر مستحيل .
ولذا نرى أن من ألَّفَ بمثل هذا قد أثبت أفضل ما تحصَّلَ لديه دون أن يكون ما جمعه هو الأفضل والأنقى .
ولذا أيضاً .. يلزم أن يكون عملي هذا – في المنتدى - سلسلة مترابطة ؛ أنزل مضامينها مجزأةً على فترات – كسلسلة ( أفلا يتدبرون القرآن ) - شريطة أن يكون الاختصار ديدني في ذلك.
أخيرا ..
آمل أن يكون هذا الجهد المتواضع مفيدا بإذن الله .
فإن أحسنت فمن الله ، وإن قصرت فمن نفسي ومن الشيطان .
*************************************************
( الغزل )
مَتى يَشتَفي مِنكِ الفُؤادُ المُعَـذَّبُ *** وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقـرَبُ
فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجـفَــــةٌ *** فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنـا أَقـــــــرُبُ
كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَزُمُّهــا *** تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ
فَلا الطِفلُ ذو عَقلٍ يَرِقُّ لِما بِها *** وَلا الطَيرُ ذو ريـشٍ يَطيرُ فَيَذهَــبُ
وَلي أَلفُ وَجهٍ قَد عَرَفتُ طَريقَهُ *** وَلَكِن بِـلا قَلبٍ إِلى أَينَ أَذهَـــــبُ ؟!
مجنون ليلى
ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلٌ *** مني وبيض الهند تقطر من دمي
فودِدتُ تقبيل السيوف لأنَّها *** لمعــت كـبـارق ثـغـرك المتبســم ِ
عنترة بن شداد
( الفخر)
أَفاطم لَو شَهدت بِبَطن خبت *** وَقَد لاقى الهِزَبْرُ أَخاكِ بشرا
إذاً لَـرَأَيـتِ لَـيـثـــاً أَمَّ لَـيـثــاً *** هِـزَبْـراً أَغـلَـبـا لاقى هِـزَبْـرا
عمرو بن معدي كرب الزبيدي
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواهُ *** إذا افتخروا بقيسٍ أو تميم ِ
نهار بن توسعة
( الحكم )
إذا حارَ أمرك في معـنـيـيـنِ *** ولم تدر حيثُ الخطأ والصوابُ
فـخـالـفْ هواكَ فإنَّ الهوى *** يـقـودُ الـنـفـوسَ إلى ما يـعابُ
الشافعي
وَفي تَعَبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نورَها *** وَيَـجـهَـدُ أَن يَـأتـي لَـهـا بـِضَـريــبِ
المتنبي
مَوتُ التَّقيِّ حياةٌ لا انقِطَاعَ لها *** قد مات قَومٌ وَهُم في النَّاسِ أحيَاءُ
سابق بن عبدالله البربري
( المدح )
تَـراهُ إِذا مـا جـِئـتَـهُ مـتَـهَـلِّـلاً *** كَأَنَّكَ تُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه
لو لم يكن في كفه غير روحه *** لـجـاد بـهـا فليتق الله سائله
ابن الزبير الأسدي
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني *** وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُـلِـقـتَ مُـبَـرَّأً مِـن كُـلِّ عَيبٍ *** كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
حسان بن ثابت رضي الله عنه
( الرثاء)
ومن سر أهل الأرض ثم بكى أسا *** بـكـى بـعـيـون سـرهــا وقـلــوب
وإني وإن كان الدفين حـبـيـبــــــه *** حبيب إلى قلبي حبيب حـبـيـبـــي
وقد فارق الناسُ الأحبةَ قـبـلـنــــا *** وأعـيـا دواء الموت كل طـبـيـــب
سُبِقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلُهـا *** مـنـعـنـا بـهـا مـن جـيـئـةٍ وذهـوب
المتنبي
علوٌ في الحياة وفي الممــاتِ *** لحـقٌ أنـت إحـدى الـمـعـجـزاتِ
كأن الناس حولك حين قاموا *** وفـود نـداك أيـام الـصــــــلات
كأنك قـائـم فيهم خـطـيـبـــــاً *** وكـلـهـم قـيــام لــلــصـــــــــلاة
أبو الحسن الأنباري
( الهجاء)
ويكذب ما أذلـلـتـه بهجائــه *** لقد كان من قبل الهجاء ذليلا
المتنبي
قالوا سكتَ وقد خوصمتَ قلتُ لهم *** إن الجواب لبابِ الشر مفتــــــاحُ
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفٌ *** وفيه أيضا لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الأُسْدَ تُخشى وهي صامتة *** والكلـب يخسى لعمري وهو نبــاحُ
الشافعي
وإلى جزءٍ آخر إن شاء الله تعالى .
والله يرعاكم ... .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، القائل في هديه : (( إن من البيان لسحرا )) ، (( إن من الشعر لحكمة )) . أما بعد ...
فهذا عملٌ - أقتطف له من كتاب لي لم ير النور بعد - يلم بين جوانبه نوادر الأبيات وجوامع الكلم ؛ من أروع ما قيل من أبيات وقصائد ومقطوعات شعرية ، وفي أغراض عدة .
تختصر الطريق لمن أراد الحكمة الناصحة ، والرأي السديد ، والمعنى المفيد .
متسمة بجزالة الألفاظ ، وقوة التراكيب ، وصدق العاطفة والتعبير .
وأرى أن لا مستغنى عنها لأديب أو خطيب أو داعية أو أي محدث أو قارئٍ كان .
وحاولت في اختياري للأبيات والقصائد والمقطوعات الشعرية التي أثبتها في هذا العمل أن أنوع في الأغراض وفي العصور – من العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحاضر – لكي يتسنى للقارئ الكريم أن يتفيأ ظلالها ، ويتنقل بين أشجارها ، ويقطف ما شاء من ثمارها .
واعتمدت في الاختيار على ذائقتي الأدبية ، فإن كان ما يتضمنه عملي هذا لا يحق له أن يندرج تحت مسمى سحر البيان فهو على الأقل من البيان الساحر .
ومن الطبيعي أن الإحاطة بما صدر عن الشعراء من بيان ساحر في هذا الامتداد التاريخي الطويل أمر مستحيل .
ولذا نرى أن من ألَّفَ بمثل هذا قد أثبت أفضل ما تحصَّلَ لديه دون أن يكون ما جمعه هو الأفضل والأنقى .
ولذا أيضاً .. يلزم أن يكون عملي هذا – في المنتدى - سلسلة مترابطة ؛ أنزل مضامينها مجزأةً على فترات – كسلسلة ( أفلا يتدبرون القرآن ) - شريطة أن يكون الاختصار ديدني في ذلك.
أخيرا ..
آمل أن يكون هذا الجهد المتواضع مفيدا بإذن الله .
فإن أحسنت فمن الله ، وإن قصرت فمن نفسي ومن الشيطان .
*************************************************
( الغزل )
مَتى يَشتَفي مِنكِ الفُؤادُ المُعَـذَّبُ *** وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقـرَبُ
فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجـفَــــةٌ *** فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنـا أَقـــــــرُبُ
كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَزُمُّهــا *** تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ
فَلا الطِفلُ ذو عَقلٍ يَرِقُّ لِما بِها *** وَلا الطَيرُ ذو ريـشٍ يَطيرُ فَيَذهَــبُ
وَلي أَلفُ وَجهٍ قَد عَرَفتُ طَريقَهُ *** وَلَكِن بِـلا قَلبٍ إِلى أَينَ أَذهَـــــبُ ؟!
مجنون ليلى
ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلٌ *** مني وبيض الهند تقطر من دمي
فودِدتُ تقبيل السيوف لأنَّها *** لمعــت كـبـارق ثـغـرك المتبســم ِ
عنترة بن شداد
( الفخر)
أَفاطم لَو شَهدت بِبَطن خبت *** وَقَد لاقى الهِزَبْرُ أَخاكِ بشرا
إذاً لَـرَأَيـتِ لَـيـثـــاً أَمَّ لَـيـثــاً *** هِـزَبْـراً أَغـلَـبـا لاقى هِـزَبْـرا
عمرو بن معدي كرب الزبيدي
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواهُ *** إذا افتخروا بقيسٍ أو تميم ِ
نهار بن توسعة
( الحكم )
إذا حارَ أمرك في معـنـيـيـنِ *** ولم تدر حيثُ الخطأ والصوابُ
فـخـالـفْ هواكَ فإنَّ الهوى *** يـقـودُ الـنـفـوسَ إلى ما يـعابُ
الشافعي
وَفي تَعَبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نورَها *** وَيَـجـهَـدُ أَن يَـأتـي لَـهـا بـِضَـريــبِ
المتنبي
مَوتُ التَّقيِّ حياةٌ لا انقِطَاعَ لها *** قد مات قَومٌ وَهُم في النَّاسِ أحيَاءُ
سابق بن عبدالله البربري
( المدح )
تَـراهُ إِذا مـا جـِئـتَـهُ مـتَـهَـلِّـلاً *** كَأَنَّكَ تُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه
لو لم يكن في كفه غير روحه *** لـجـاد بـهـا فليتق الله سائله
ابن الزبير الأسدي
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني *** وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُـلِـقـتَ مُـبَـرَّأً مِـن كُـلِّ عَيبٍ *** كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
حسان بن ثابت رضي الله عنه
( الرثاء)
ومن سر أهل الأرض ثم بكى أسا *** بـكـى بـعـيـون سـرهــا وقـلــوب
وإني وإن كان الدفين حـبـيـبــــــه *** حبيب إلى قلبي حبيب حـبـيـبـــي
وقد فارق الناسُ الأحبةَ قـبـلـنــــا *** وأعـيـا دواء الموت كل طـبـيـــب
سُبِقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلُهـا *** مـنـعـنـا بـهـا مـن جـيـئـةٍ وذهـوب
المتنبي
علوٌ في الحياة وفي الممــاتِ *** لحـقٌ أنـت إحـدى الـمـعـجـزاتِ
كأن الناس حولك حين قاموا *** وفـود نـداك أيـام الـصــــــلات
كأنك قـائـم فيهم خـطـيـبـــــاً *** وكـلـهـم قـيــام لــلــصـــــــــلاة
أبو الحسن الأنباري
( الهجاء)
ويكذب ما أذلـلـتـه بهجائــه *** لقد كان من قبل الهجاء ذليلا
المتنبي
قالوا سكتَ وقد خوصمتَ قلتُ لهم *** إن الجواب لبابِ الشر مفتــــــاحُ
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفٌ *** وفيه أيضا لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الأُسْدَ تُخشى وهي صامتة *** والكلـب يخسى لعمري وهو نبــاحُ
الشافعي
وإلى جزءٍ آخر إن شاء الله تعالى .
والله يرعاكم ... .