عطر الليل
11-21-2009, 04:10AM
قد تفاجأنا الحياة يوميا بمواقف تبكينا ألما
وتجعل قلوبنا تنزف دما .. وحسرة تمتزج بآهة
تخترق الصدر ..
كم مؤسفا أن تصل القسوة بقلوب ملائكة الرحمة الى
أن يقاس لديهم المريض برقم كتب على ورقة صغيرة
ليدخل به للفحص الطبي بعد أذن الطبيب .. ورشوتهم
لتتجاوز ارقاما قبلك ربما اصحابها على
وشك الموت وحالتهم الصحية بالحضيض ..
لايبالون إن كانت درجة حرارته تعدت الأربعين
أويصرخ من شدة الألم . أو غائبا عن الوعي .. فالأهم ماتضعه
بيدهم من دراهم ليفسحوا لك الطريق ولسان حالك يقول ..
بؤسا لكم من قساة تستاهلون الجحيم ...
فإن لم تدرك غايتهم تركت للرمق الأخير ..
اطفالا صغارا من العاشرة وحتى الشهرين
يبكون في قسم الاسعاف السريع للأطفال ..
هذا متورد من ارتفاع الحرارة ولا يكاد يعي ..
وتلك الصغيرة تصرخ من الألم ..
وهذا متشنج يخرج الزبد من فمه ..
والممرض يقول ببرود .. انتظروا
دوركم بهذا الرقم ..
وابني بين يدي يهلوس من ارتفاع درجة حرارته ..
والآلام المبرحة ببطنه .. وتقيأه المستمر ..
قائلين : انتظروا دوركم
فأمامكم الكثيرين ..فقبلكم عدد الحالات ثلاثين ..بعد أن حوّله طبيب
آخر من قسم الأسعاف للطواريء .. دون أن فحص او كشف
وأكتفى بالقول .. وضعه عنا محال .. أذهبوا به إلى قسم الأطفال ..
فماذا أفعل الآن .. فما كان مني ان ذهبت الى مشفى خاص التي
ترتفع فيها الأسعار .. وانت برضا تقدمها لهم مع كل امتنان ...
وكان قد انتصف الليل ..وتم فحصه وتزويده بالتغذية وتخفيض
حرارته وطلبت تحاليل لاتنهي لابيوم ولايومين وحالة ابني
بالويل ..مشخصين له مرضين وانا لاأَضيق صبرا للأنتظار
ربما يتأزم وضعه وأندبه فما كان مني إلا السفر للديار وتم
فحصه وتشخيص حالته بساعات انتهت بعمل جراحي واطمئنان
لو انتظرنا لكان ابني بعداد الأموات فما أقول لمن باع ضميره
وأصبح كالجزار .. بل الجزار يذكر اسم الله على ذبيحته ..
أما من باع ضميره يكتفي بأخذ المال .. وحاله يقول هل من
مزيد .. امرضوا يا شطار .. فبمرضكم تزيد الأسعار ..
وتكثر الأرقام بالأنتظار ....
وعذرا من أطباءنا الرااائعين فأمثالكم تقدم لهم الأوسمة
وتكتب بروحكم الطيبة الأشعار ..
بقلمي
عطر الليل
وتجعل قلوبنا تنزف دما .. وحسرة تمتزج بآهة
تخترق الصدر ..
كم مؤسفا أن تصل القسوة بقلوب ملائكة الرحمة الى
أن يقاس لديهم المريض برقم كتب على ورقة صغيرة
ليدخل به للفحص الطبي بعد أذن الطبيب .. ورشوتهم
لتتجاوز ارقاما قبلك ربما اصحابها على
وشك الموت وحالتهم الصحية بالحضيض ..
لايبالون إن كانت درجة حرارته تعدت الأربعين
أويصرخ من شدة الألم . أو غائبا عن الوعي .. فالأهم ماتضعه
بيدهم من دراهم ليفسحوا لك الطريق ولسان حالك يقول ..
بؤسا لكم من قساة تستاهلون الجحيم ...
فإن لم تدرك غايتهم تركت للرمق الأخير ..
اطفالا صغارا من العاشرة وحتى الشهرين
يبكون في قسم الاسعاف السريع للأطفال ..
هذا متورد من ارتفاع الحرارة ولا يكاد يعي ..
وتلك الصغيرة تصرخ من الألم ..
وهذا متشنج يخرج الزبد من فمه ..
والممرض يقول ببرود .. انتظروا
دوركم بهذا الرقم ..
وابني بين يدي يهلوس من ارتفاع درجة حرارته ..
والآلام المبرحة ببطنه .. وتقيأه المستمر ..
قائلين : انتظروا دوركم
فأمامكم الكثيرين ..فقبلكم عدد الحالات ثلاثين ..بعد أن حوّله طبيب
آخر من قسم الأسعاف للطواريء .. دون أن فحص او كشف
وأكتفى بالقول .. وضعه عنا محال .. أذهبوا به إلى قسم الأطفال ..
فماذا أفعل الآن .. فما كان مني ان ذهبت الى مشفى خاص التي
ترتفع فيها الأسعار .. وانت برضا تقدمها لهم مع كل امتنان ...
وكان قد انتصف الليل ..وتم فحصه وتزويده بالتغذية وتخفيض
حرارته وطلبت تحاليل لاتنهي لابيوم ولايومين وحالة ابني
بالويل ..مشخصين له مرضين وانا لاأَضيق صبرا للأنتظار
ربما يتأزم وضعه وأندبه فما كان مني إلا السفر للديار وتم
فحصه وتشخيص حالته بساعات انتهت بعمل جراحي واطمئنان
لو انتظرنا لكان ابني بعداد الأموات فما أقول لمن باع ضميره
وأصبح كالجزار .. بل الجزار يذكر اسم الله على ذبيحته ..
أما من باع ضميره يكتفي بأخذ المال .. وحاله يقول هل من
مزيد .. امرضوا يا شطار .. فبمرضكم تزيد الأسعار ..
وتكثر الأرقام بالأنتظار ....
وعذرا من أطباءنا الرااائعين فأمثالكم تقدم لهم الأوسمة
وتكتب بروحكم الطيبة الأشعار ..
بقلمي
عطر الليل