سبيع السبيعي
06-09-2009, 03:04PM
للمرة الخامسة، أتابع رائعة المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني المسماة (حدث ذات مرة في أميركا)، وبرغم أنني سبق أن شاهدت هذه الملحمة العظيمة والتحفة الفنية الأصيلة عدة مرات، إلا أنني لا أستطيع أن أتمالك نفسي عن متابعتها مرة أخرى برغم أنها تمتد لمدة تقارب الأربع ساعات. القصة تحكي عن أربعة أصدقاء يعيشون في مدينة نيويورك وتستعرض حياتهم في ثلاث حقب: الطفولة والشباب والشيخوخة، ويعبث المخرج بعقل المتابع، لأنه يقفز من فترة الشباب إلى الشيخوخة، ثم يعود إلى الطفولة على طريقة (الفلاش باك)، ثم يعود فيقفز مرة أخرى، متنقلاً بين الفترات الثلاث.
الحكاية تدور حول أعظم القيم في حياة البشر (الصداقة والحب)، من خلال البطل الرئيسي في القصة (نودلز) قام بهذا الدور الممثل المبدع روبرت دي نيرو، ويستعرض علاقته بأصدقائه وصدقه معهم وتفانيه من أجلهم، ويركز بشكل أكبر على الصداقة الأقوى بينه وبين (ماكس) قام بهذا الدور الممثل جايمس وودز، أما الحب فتمثله شخصية (ديبوراه) قامت بدورها الممثلة الجميلة إليزابيث ماكغوفرن، والتي بدت منذ الطفولة كفتاة طموحة تحلم بالارستقراطية والنجاح، وبرغم أنها تحب نودلز، إلا أنها كانت تشعر بالقرف من قلة نظافته وتشرده ووضعه الاجتماعي، كانت من أولئك البشر العمليين الذين لا تجري العاطفة عميقة في قلوبهم. نودلز وأصدقاؤه ليسوا سوى لصوص متشردين يسرقون السكارى ويقومون بأعمال صغيرة لمصلحة رجال العصابات، وعندما يُقتل أصغرهم يقوم (نودلز) بالانتقام ممن قتله، ليدخل السجن بعدها لمدة إحدى عشرة سنة، يخرج بعدها في ثلاثينيات القرن الماضي في سنة تحريم الخمر في أميركا، ليتحول هو وأصدقاؤه إلى مهربي خمور، بينما تودعه (ديبوراه) ذاهبة إلى هوليوود، لأنها تريد أن تكون نجمة كبيرة، ولأن نودلز كان يحب صديقه ماكس كثيراً، وكان يتخوف من طموحه وجنونه ورغبته في عملية انتحارية خطيرة، فقد قرر أن يبلغ عنه الشرطة بخصوص عملية بسيطة كان يتوقع أنها ستدخله السجن لمدة أشهر فيخرج وقد ذاق طعم السجن وأصبح أعقل، إلا أن ماكس يفتعل معركة مع الشرطة تؤدي إلى مقتل كل العصابة ويبقى نودلز 35 عاماً وهو يشعر بالعذاب على أصدقائه الذين تسبب في قتلهم.
في فترة الشيخوخة تنكشف الحقائق ويكتشف نودلز أن صديقه ماكس لم يُقتل وأنه هو من خطط لكل العملية، لأنه كان يريد أن يختفي، اكتشف أن صديقه ماكس سرق كل المال وسرق منه كل شيء، حتى حبيبته (ديبوراه). وفي أواخر عمره يشعر ماكس بالندم، ويطلب من نودلز أن يقتله، يجلس نودلز في مكتب صديقه ماكس وهو يكتشف أن خسارته الكبيرة ليست في ماله الذي سُرق ولا في الحبيبة التي سُرقت أيضاً ولا في الـ35 سنة التي قضاها يعيش تعذيب الضمير على شيء لم يقترفه، بل اكتشف أنه لا يملك حتى الذكريات، لأنه اتضح أنها كلها أكاذيب وأوهام، جلس في شيخوخته وهو يشعر أنه كان مغفلا كبيرا. يرفض نودلز أن يقتل ماكس، فيقول له الأخير (هل هذه هي طريقتك في الانتقام؟)، فيرد بقوله: إن المحبة لا يمكن أن تتحول إلى انتقام.
في هذا الفلم العظيم، دروس كثيرة يُمكن أن يستقيها الإنسان ويقيسها على حياته، تحديدا (الصداقة) هذه القيمة التي شح وجودها في زمن المصالح والزيف والكذب.
بقلم : سمر المقرن
التعليق : تحب الافلام واجد سمر :)
كذا مقال قريته لها عن فلم :)
الحكاية تدور حول أعظم القيم في حياة البشر (الصداقة والحب)، من خلال البطل الرئيسي في القصة (نودلز) قام بهذا الدور الممثل المبدع روبرت دي نيرو، ويستعرض علاقته بأصدقائه وصدقه معهم وتفانيه من أجلهم، ويركز بشكل أكبر على الصداقة الأقوى بينه وبين (ماكس) قام بهذا الدور الممثل جايمس وودز، أما الحب فتمثله شخصية (ديبوراه) قامت بدورها الممثلة الجميلة إليزابيث ماكغوفرن، والتي بدت منذ الطفولة كفتاة طموحة تحلم بالارستقراطية والنجاح، وبرغم أنها تحب نودلز، إلا أنها كانت تشعر بالقرف من قلة نظافته وتشرده ووضعه الاجتماعي، كانت من أولئك البشر العمليين الذين لا تجري العاطفة عميقة في قلوبهم. نودلز وأصدقاؤه ليسوا سوى لصوص متشردين يسرقون السكارى ويقومون بأعمال صغيرة لمصلحة رجال العصابات، وعندما يُقتل أصغرهم يقوم (نودلز) بالانتقام ممن قتله، ليدخل السجن بعدها لمدة إحدى عشرة سنة، يخرج بعدها في ثلاثينيات القرن الماضي في سنة تحريم الخمر في أميركا، ليتحول هو وأصدقاؤه إلى مهربي خمور، بينما تودعه (ديبوراه) ذاهبة إلى هوليوود، لأنها تريد أن تكون نجمة كبيرة، ولأن نودلز كان يحب صديقه ماكس كثيراً، وكان يتخوف من طموحه وجنونه ورغبته في عملية انتحارية خطيرة، فقد قرر أن يبلغ عنه الشرطة بخصوص عملية بسيطة كان يتوقع أنها ستدخله السجن لمدة أشهر فيخرج وقد ذاق طعم السجن وأصبح أعقل، إلا أن ماكس يفتعل معركة مع الشرطة تؤدي إلى مقتل كل العصابة ويبقى نودلز 35 عاماً وهو يشعر بالعذاب على أصدقائه الذين تسبب في قتلهم.
في فترة الشيخوخة تنكشف الحقائق ويكتشف نودلز أن صديقه ماكس لم يُقتل وأنه هو من خطط لكل العملية، لأنه كان يريد أن يختفي، اكتشف أن صديقه ماكس سرق كل المال وسرق منه كل شيء، حتى حبيبته (ديبوراه). وفي أواخر عمره يشعر ماكس بالندم، ويطلب من نودلز أن يقتله، يجلس نودلز في مكتب صديقه ماكس وهو يكتشف أن خسارته الكبيرة ليست في ماله الذي سُرق ولا في الحبيبة التي سُرقت أيضاً ولا في الـ35 سنة التي قضاها يعيش تعذيب الضمير على شيء لم يقترفه، بل اكتشف أنه لا يملك حتى الذكريات، لأنه اتضح أنها كلها أكاذيب وأوهام، جلس في شيخوخته وهو يشعر أنه كان مغفلا كبيرا. يرفض نودلز أن يقتل ماكس، فيقول له الأخير (هل هذه هي طريقتك في الانتقام؟)، فيرد بقوله: إن المحبة لا يمكن أن تتحول إلى انتقام.
في هذا الفلم العظيم، دروس كثيرة يُمكن أن يستقيها الإنسان ويقيسها على حياته، تحديدا (الصداقة) هذه القيمة التي شح وجودها في زمن المصالح والزيف والكذب.
بقلم : سمر المقرن
التعليق : تحب الافلام واجد سمر :)
كذا مقال قريته لها عن فلم :)