سبيع السبيعي
05-25-2009, 05:24AM
قبل سفري إلى سلطنة عمان في مارس الماضي، صرّفت بعض الريالات العمانية، وحينما رجعت، بقي عندي البعض منها. وقبل أسبوعين سافرت إلى دبي، فأخذت ما تبقى من العملة العمانية لأنفقها في الإمارات بعد تحويلها. وبالطبع، فقد فقدتُ جزءاً من قيمة عملتي الأصلية في تلك العملية، فحينما حولت من الدينار إلى الريال، فقدت جزءاً من قيمة الدينار وما يساويه في سوقنا المحلية، وحينما حولت الريال إلى دراهم فقدت بعضاً من قيمة الريال.. وهكذا!! ربما هذه الواقعة البسيطة التي تمر بها الآلاف المؤلفة من مواطني مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كل شهر، بل ربما كل يوم، هي أحد المبررات العملية المقنعة التي تمثل أرضية مادية للوحدة النقدية لدول مجلس التعاون. فازدياد التشابك بين أبناء المنطقة نتيجة لسهولة السفر، حيث غدا ذلك بالبطاقة المدنية، ناهيك عن النشاط الاقتصادي والتجاري لمواطني هذه الدول خارج دولهم الأصلية وفي نطاق السوق الخليجي، ما يوجب الإسراع في تطبيق العملة الخليجية الموحدة.
والحق، أن تحويل فكرة العملة الموحدة إلى واقع، في هذه الدول التي ارتضت أن تدخل طواعية في مجلس مشترك فيما بينها قبل ما يقارب ثلاثة عقود، قد تأخر كثيراً. فلا نعلم العقبات التي قد حالت دون تجسيدها على أرض الواقع، ولا نعلم حق العلم لماذا قررت سلطنة عمان الانسحاب من تلك العملية وتبعتها مؤخراً دولة الإمارات، هل يا ترى مرجع ذلك لما نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام، أم أن ثمة أسباباً خفية؟! بيد أن ما تطرحه تلك الانسحابات، والتلكؤ الذي نلحظه عند البقية الباقية من دول مجلس التعاون نحو تحقيق توحيد عملتها، هو أن الفائدة التي تجنيها الأطراف المؤسسة للمجلس متفاوتة، أو هي لا تساوي التضحيات التي ستقدم عليها، ذلك أنه لو كانت ثمة فوائد واضحة المعالم لكل دول الخليج العربي من تلك العملية لما تأخر أحد منها عن الركب، ولسارعت جميعها إلى تحقيق ذلك الهدف الذي طرح منذ مدة طويلة، دون الالتفات إلى هذه الميزة أو تلك.
نتمنى أن تكون ثمة مصارحة بين حكومات المنطقة وشعوبها كي يعلم الجميع عقبات مثل هذه الخطوة التاريخية، وبالتالي يتشارك الجميع في تذليلها.
بقلم : د. محمد حسين اليوسفي
التعليق : قال خبير مالي إماراتي إن العملة الخليجية الموحدة، بغض النظر عن التوقيت اللازم لإنشائها، ستكون رابع أكبر العملات العالمية.ويعتقد ناصر الشعالي رئيس مجلس إدارة مركز دبي المالي العالمي بعدم وجود مؤشرات لإمكانية حدوث اندماج بين البورصات الخليجية
والحق، أن تحويل فكرة العملة الموحدة إلى واقع، في هذه الدول التي ارتضت أن تدخل طواعية في مجلس مشترك فيما بينها قبل ما يقارب ثلاثة عقود، قد تأخر كثيراً. فلا نعلم العقبات التي قد حالت دون تجسيدها على أرض الواقع، ولا نعلم حق العلم لماذا قررت سلطنة عمان الانسحاب من تلك العملية وتبعتها مؤخراً دولة الإمارات، هل يا ترى مرجع ذلك لما نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام، أم أن ثمة أسباباً خفية؟! بيد أن ما تطرحه تلك الانسحابات، والتلكؤ الذي نلحظه عند البقية الباقية من دول مجلس التعاون نحو تحقيق توحيد عملتها، هو أن الفائدة التي تجنيها الأطراف المؤسسة للمجلس متفاوتة، أو هي لا تساوي التضحيات التي ستقدم عليها، ذلك أنه لو كانت ثمة فوائد واضحة المعالم لكل دول الخليج العربي من تلك العملية لما تأخر أحد منها عن الركب، ولسارعت جميعها إلى تحقيق ذلك الهدف الذي طرح منذ مدة طويلة، دون الالتفات إلى هذه الميزة أو تلك.
نتمنى أن تكون ثمة مصارحة بين حكومات المنطقة وشعوبها كي يعلم الجميع عقبات مثل هذه الخطوة التاريخية، وبالتالي يتشارك الجميع في تذليلها.
بقلم : د. محمد حسين اليوسفي
التعليق : قال خبير مالي إماراتي إن العملة الخليجية الموحدة، بغض النظر عن التوقيت اللازم لإنشائها، ستكون رابع أكبر العملات العالمية.ويعتقد ناصر الشعالي رئيس مجلس إدارة مركز دبي المالي العالمي بعدم وجود مؤشرات لإمكانية حدوث اندماج بين البورصات الخليجية