سبيع السبيعي
04-06-2009, 12:17PM
كل ما حولنا يمكن ان يتحول الى مصدر اضافي للسعادة، القضية لا تحتاج سوى الى شحذ الطاقة لاستثمار ما هو في متناول اليد، ففنجان القهوة الصباحي يمكن ان يصبح فرصة للاستمتاع بالطعم والرائحة، وفي الاطار نفسه يمكن لمطر الايام الفائتة، والشمس المستحية خلف الغيوم ان تترك في النفس مشاعر طيبة، نوقظ بها كل الذكريات الرومانسية الممكنة. وتعتبر الحياة ضمن ظروف الرفاهية والبحبوحة المادية سببا مهما يبعث على السعادة وبناء على هذا يحظى مواطنو الدانمارك بالمرتبة الاولى في قائمة السعداء، ويقول الكاتب اوسكار وايلد: «عندما كنت شابا ظننت ان المال مهم، وانا في سن الشيخوخة تأكدت من ذلك». كما ان النجاح في العمل، والشعور بالحب، مصدران اضافيان لتوليد السعادة، فالطموح ورسم خطة للمستقبل، والتمتع برضا الحبيب امور تلون الحياة بـ «البمبي». ويؤكد الباحثون على ان السعادة تنتقل بالعدوى ضمن دائرة العلاقات الاجتماعية بين العائلة والاصدقاء وقد توصلت الدراسات النفسية الى ان حالة القرب الجغرافي بين الاصدقاء والاحباء تزيد احتمالات سعادة الفرد بنسبة 42 في المئة، هذه النسبة تتراجع كلما بعدت المسافة بينك وبين من تحب. وبامكان الاشخاص السعداء واصحاب الابتسامة الدائمة التأثير ايجابيا بمن حولهم، من خلال ذبذبات معينة تحيط بهم وتؤثر بالآخرين، وينصح باختيار السكن في منطقة تنعم بهدوء البال، لا تعلو فيها اصوات الخناقات الزوجية والمشاكل العائلية، اذ بناء على ما يقوله باحث من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو فان «التفاوت في مستوى سعادة الفرد يمكن ان ينتشر على موجات عبر مجموعات اجتماعية، ويشكل بنية اوسع ضمن شبكة واحدة، وبالتالي تنتج عن ذلك مجموعات من الافراد السعداء والتعساء، «ما يجعل المثل القائل» «جاور السعيد تسعد» صحيحا بحكم تأكيدات العلم. وقد تفسر هذه الحقائق تحاشينا للشخص العابس ذي التقضيبة، دائم التكشيرة، دائم الشكوى، فمع الوقت تنتابنا حالته الاكتئابية، وكي نخرج منها نحتاج الى جو مرح والى وجه بشوش، فحتى المصابون بامراض لا شفاء منها، واولئك الذين تتوالى عليهم المصائب يبحثون عمن ينسيهم همومهم ولو للحظة.