سبيع السبيعي
04-06-2009, 12:14PM
خفت الأضواء فجأة دون أن تصل إلى درجة الظلمة الحالكة وأنا جالس في بهو أحد فنادق دبي ليل الثامن والعشرين من الشهر الفائت، وأبصرت الندلاء (جمع نادل) والعاملين في الفندق من موظفين وغيرهم وقد حمل كل واحد منهم بيده قلماً مضيئاً باللون الفستقي ينير له الطريق، ويخفف من وطأة السواد الذي حل من دون إنذار!! وحينما سألت عما يجري من حولنا قيل لي إن ذلك مشاركة بمبادرة «ساعة الأرض» التي ستستمر إلى الساعة التاسعة والنصف مساءً. ولا أخفيكم مبلغ سروري من ذلك العمل، فقد بدا لي الجو «رومانسياً» أكثر، وذكرني بأيام الطفولة حينما كنا نتسامر على سيف البحر أو في «حوش» البيت والظلام يلفنا!! ثم لعلمي أيضاً بأن توفير الطاقة يساهم في تقليل نفقاتنا ويحافظ على البيئة لأنه يقلل من حرق الوقود الأحفوري الذي يشغل محطات الطاقة الكهربائية لدينا وبالتالي فهو يؤدي إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، المسبب لما يعانيه العالم من احتباس حراري.
وكم كان مبلغ سروري وأنا أطلع على الصحف فيما بعد، حينما علمت أن من ساهم في «ساعة الأرض» تلك لم يكن «فندقنا» الفخم وحده، بل شمل وزارات الدولة في الإمارات الشقيقة، والسواد الأعظم من مؤسساتها الرسمية والتجارية كمركز «دبي المالي» ووزارة الخارجية وغيرها، وأن هذا النشاط الطوعي إنما جاء بناء على مبادرة من منظمة اسمها «الصندوق العالمي لصون الطبيعة». وما أكد فعالية التأثر الحميد لمثل تلك المبادرات في ترشيدها لاستهلاك الكهرباء فضلاً عن مساهمتها في المحافظة على البيئة، تلك الأرقام التي نشرتها الصحف، ونستعين بما نشرته جريدة «البيان» الغراء برهاناً على ذلك. فتلك الساعة من «التخفيف» وفرت 146 ألف كيلو واط من الطاقة الكهربائية في دبي، وهذا يمثل انخفاضاً في انبعاث غاز الكربون بمقدار 88 ألف كيلوغرام.
والحق، أننا في دول الخليج العربي بحاجة ماسة إلى نشر وعي ترشيد استهلاك الطاقة، الذي هو بدوره السبيل إلى نظافة بيئتنا، فكم إهدار الطاقة عندنا كبير قياساً إلى استهلاك الشعوب الأخرى. ولعل ذلك ما أراه بأم عيني في بيتي ومع عيالي، إذ إنني في ملاحقة دائمة لهم في إطفاء الأنوار الزائدة عن الحاجة أو في تقليل برودة المكيف المركزي التي تصل في بعض الأحيان إلى مستويات لا تحتمل. ونحمد الله أننا دون سوانا من أبناء الخليج العربي قد كفلتنا الدولة بنعمة الكهرباء المجانية، حيث لم تحاسبنا عليه منذ سنوات، مما يزيد بالطبع من استهلاكنا الترفي ومن هدرنا لهذه النعمة التي لا نعرف قيمتها!!
نريد ترشيداً لاستهلاك كافة أنواع الطاقة وأشكالها، لننعم ببيئة نظيفة تبعد عنا البلايا الصحية والأمراض.
بقلم : د. محمد حسين اليوسفي
وكم كان مبلغ سروري وأنا أطلع على الصحف فيما بعد، حينما علمت أن من ساهم في «ساعة الأرض» تلك لم يكن «فندقنا» الفخم وحده، بل شمل وزارات الدولة في الإمارات الشقيقة، والسواد الأعظم من مؤسساتها الرسمية والتجارية كمركز «دبي المالي» ووزارة الخارجية وغيرها، وأن هذا النشاط الطوعي إنما جاء بناء على مبادرة من منظمة اسمها «الصندوق العالمي لصون الطبيعة». وما أكد فعالية التأثر الحميد لمثل تلك المبادرات في ترشيدها لاستهلاك الكهرباء فضلاً عن مساهمتها في المحافظة على البيئة، تلك الأرقام التي نشرتها الصحف، ونستعين بما نشرته جريدة «البيان» الغراء برهاناً على ذلك. فتلك الساعة من «التخفيف» وفرت 146 ألف كيلو واط من الطاقة الكهربائية في دبي، وهذا يمثل انخفاضاً في انبعاث غاز الكربون بمقدار 88 ألف كيلوغرام.
والحق، أننا في دول الخليج العربي بحاجة ماسة إلى نشر وعي ترشيد استهلاك الطاقة، الذي هو بدوره السبيل إلى نظافة بيئتنا، فكم إهدار الطاقة عندنا كبير قياساً إلى استهلاك الشعوب الأخرى. ولعل ذلك ما أراه بأم عيني في بيتي ومع عيالي، إذ إنني في ملاحقة دائمة لهم في إطفاء الأنوار الزائدة عن الحاجة أو في تقليل برودة المكيف المركزي التي تصل في بعض الأحيان إلى مستويات لا تحتمل. ونحمد الله أننا دون سوانا من أبناء الخليج العربي قد كفلتنا الدولة بنعمة الكهرباء المجانية، حيث لم تحاسبنا عليه منذ سنوات، مما يزيد بالطبع من استهلاكنا الترفي ومن هدرنا لهذه النعمة التي لا نعرف قيمتها!!
نريد ترشيداً لاستهلاك كافة أنواع الطاقة وأشكالها، لننعم ببيئة نظيفة تبعد عنا البلايا الصحية والأمراض.
بقلم : د. محمد حسين اليوسفي