سبيع السبيعي
04-06-2009, 11:46AM
"مستحيل أن يحدث التقدم من دون القدرة على التغيير, فأولئك الذين لا يستطيعون تغيير طرق تفكيرهم لن يغيروا أي شيء" (جورج برنارد شو).
ثمة خاصية ذهنية معينة تُميز بين طرق التفكير الغربية النموذجية وبين العقلية العربية التقليدية. السابقة, أي الذهنية الغربية أي التي تُمارس حالياً في كثير من تلك المجتمعات لديها حيوية وقدرة مميزة على تغيير منهج تفكيرها وحتى الطبائع السلوكية للفرد بل ونظراته العامة إلى الحياة اليومية ما دام ذلك سيؤدي إلى تحقيق الرقي والتقدم. أيضاً, هذا الأخير أي "التقدم" يأخذ في تلك المجتمعات الغربية شكل محاولات حثيثة ومستمرة كذلك لتطوير أساليب الحياة اليومية للفرد وللمجتمع. ما كان يتم استخدامه في الأمس من طرق ووسائل وإجراءات معينة إذا ثبت اليوم أو غداً عدم جدواها فسيتم تغييرها مباشرة من دون تحفظ وشخصانية,وهكذا.
ننعم في الكويت في خيرات لا حصر لها, ونمتلك موارد بشرية وطنية وذهنيات لا حدود لإبداعها. إضافة إلى ذلك, أصبحت الرغبة في التطور والتقدم شغفاً محلياً نحلم به خلال حياتنا اليومية. معظمنا مثلاً يحلم في إنجاز خدمات صحية وتعليمية راقية تواكب ما يوجد حالياً في دول خليجية أخرى. لكن المشكلة في سياقنا المحلي هو أننا نحلم كثيراً بما يمكن أن يتحقق في بلدنا المعطاء والزاخر بكنوز هائلة من الفرص الذهبية و أحلامنا الوطنية تصطدم غالبية الوقت مع واقع يومي مختلف: آمالنا وتطلعاتنا الفردية والمجتمعية لا زال يُعطل تحقيقها طرق تفكير تقليدية لا تريد أن تتغير ولا يبدو أنها ترغب في إتاحة الفرصة للآخرين أن يفعلوا ذلك.
في كل فرصة تقدم ثمة مجازفة نوعاً ما وفي كل رغبة صادقة في الرقي ثمة رهان ربما يُخسر قليلاً وربما يربح كثيراً. المعضلة في هذا السياق هي أن الذهنية التقليدية في مجتمعنا لا ترغب في المجازفة ولو كانت هذه الأخيرة مجازية بحتة ولو كنا نعرف تماماً أن نتائجها ستكون حميدة ورقيقة ولطيفة لا تؤذي عقلاً رهفا كالحرير!
تغيير طرق التفكير كما شهدته مجتمعات إنسانية مختلفة على طول تاريخها لن يعتبر أطلاقاً ضعفاً أو تخاذلاً عن مسؤوليات متخيلة ولكنه سيستمر برهاناً على مقدرة الفرد والمجتمع في مواكبة التطور والتقدم والرقي الحضاري. يعرف غالبية العقلاء مثلاً أنه أفضل للإنسان أن يُصبح فاتحاً لأبواب جديدة لمن سيأتون بعده بدلاً من تعلقه الشغف, وربما بعض الأحيان المنافي للحس السليم, بما كان يتحقق في الماضي ولكنه أصبح الآن مفارقة تاريخية لا تشبع ولا تدرء من فاقة.
قبول ضرورة المرونة الاجتماعية, وتقبل التغيير الايجابي, ومحاولة مواكبة تقادم الأيام والسنوات عن طريق تغيير الذهنية الفردية والمجتمعية لتصبح أكثر حيوية وتفتحاً هو الحل الناجح لما يختار البعض أن يطلق عليها أزماتنا المحلية. بالنسبة للعقول التي تقبل التغيير الايجابي والتقدم والرقي الأزمة ليست سوى فرصة جديدة لتحقيق ما لم يتم إنجازه في السابق, فلعل وعسى.
بقلم : د. خالد عايد الجنفاوي
ثمة خاصية ذهنية معينة تُميز بين طرق التفكير الغربية النموذجية وبين العقلية العربية التقليدية. السابقة, أي الذهنية الغربية أي التي تُمارس حالياً في كثير من تلك المجتمعات لديها حيوية وقدرة مميزة على تغيير منهج تفكيرها وحتى الطبائع السلوكية للفرد بل ونظراته العامة إلى الحياة اليومية ما دام ذلك سيؤدي إلى تحقيق الرقي والتقدم. أيضاً, هذا الأخير أي "التقدم" يأخذ في تلك المجتمعات الغربية شكل محاولات حثيثة ومستمرة كذلك لتطوير أساليب الحياة اليومية للفرد وللمجتمع. ما كان يتم استخدامه في الأمس من طرق ووسائل وإجراءات معينة إذا ثبت اليوم أو غداً عدم جدواها فسيتم تغييرها مباشرة من دون تحفظ وشخصانية,وهكذا.
ننعم في الكويت في خيرات لا حصر لها, ونمتلك موارد بشرية وطنية وذهنيات لا حدود لإبداعها. إضافة إلى ذلك, أصبحت الرغبة في التطور والتقدم شغفاً محلياً نحلم به خلال حياتنا اليومية. معظمنا مثلاً يحلم في إنجاز خدمات صحية وتعليمية راقية تواكب ما يوجد حالياً في دول خليجية أخرى. لكن المشكلة في سياقنا المحلي هو أننا نحلم كثيراً بما يمكن أن يتحقق في بلدنا المعطاء والزاخر بكنوز هائلة من الفرص الذهبية و أحلامنا الوطنية تصطدم غالبية الوقت مع واقع يومي مختلف: آمالنا وتطلعاتنا الفردية والمجتمعية لا زال يُعطل تحقيقها طرق تفكير تقليدية لا تريد أن تتغير ولا يبدو أنها ترغب في إتاحة الفرصة للآخرين أن يفعلوا ذلك.
في كل فرصة تقدم ثمة مجازفة نوعاً ما وفي كل رغبة صادقة في الرقي ثمة رهان ربما يُخسر قليلاً وربما يربح كثيراً. المعضلة في هذا السياق هي أن الذهنية التقليدية في مجتمعنا لا ترغب في المجازفة ولو كانت هذه الأخيرة مجازية بحتة ولو كنا نعرف تماماً أن نتائجها ستكون حميدة ورقيقة ولطيفة لا تؤذي عقلاً رهفا كالحرير!
تغيير طرق التفكير كما شهدته مجتمعات إنسانية مختلفة على طول تاريخها لن يعتبر أطلاقاً ضعفاً أو تخاذلاً عن مسؤوليات متخيلة ولكنه سيستمر برهاناً على مقدرة الفرد والمجتمع في مواكبة التطور والتقدم والرقي الحضاري. يعرف غالبية العقلاء مثلاً أنه أفضل للإنسان أن يُصبح فاتحاً لأبواب جديدة لمن سيأتون بعده بدلاً من تعلقه الشغف, وربما بعض الأحيان المنافي للحس السليم, بما كان يتحقق في الماضي ولكنه أصبح الآن مفارقة تاريخية لا تشبع ولا تدرء من فاقة.
قبول ضرورة المرونة الاجتماعية, وتقبل التغيير الايجابي, ومحاولة مواكبة تقادم الأيام والسنوات عن طريق تغيير الذهنية الفردية والمجتمعية لتصبح أكثر حيوية وتفتحاً هو الحل الناجح لما يختار البعض أن يطلق عليها أزماتنا المحلية. بالنسبة للعقول التي تقبل التغيير الايجابي والتقدم والرقي الأزمة ليست سوى فرصة جديدة لتحقيق ما لم يتم إنجازه في السابق, فلعل وعسى.
بقلم : د. خالد عايد الجنفاوي