تهاني إبراهيم
03-14-2009, 12:09AM
سنواتها تمر و هي تنام على تفاصيل الحنين وتستيقظ عليها...
تعمل بكفاح في المزرعةالصغيرة بالقرب من منزلها... وتبيع القليل الذي تحصده منها لتكسب منه قوتها
ومع ذلك كانت تتنفس التعب ولم تزفر يوما الضجر أو الألم ..وفي ذلك اليوم
وهي تغمر يديها بتراب مزرعتها مجتهدة في جني محصولها .. تسلل ابن جارتها الصغير من بين الأشجار وتقافزبخطواته الطفولية بين السلال التي تحوي الثمار
مرددا بصوت مبتهج : خالتي لقد جاء ولدك من المدينة ومعه مجموعة من الأشخاص المتأنقين وبيدهم رسومات هندسية ومخطوطات ملونة و أوراق وقد سمعت من البعض أنهم قادمون لبناء برج كبير .. وهم الآن في دارة الضيوف المكيفة الجميلة عند شيخ القرية..
غادر ذاك الطفل ولحقت هي به ولكن وجهتها كانت الى منزلها ,,حيث ذكريات ولدها الذي تنتظره منذ سنين,, تتعاقب في ذهنها ,,كمشاهد من فيلم كلاسيكي قديم!!
ركضت تغالب تعبها
فسارت بقوة حب الأم ,, يدفعها شوق القلب ليحتضن من يحب...
بعد أن غاب لأعوام من دون رسالة أو حتى سؤال يتيم...
غاب فرسمت سنوات الانتظار تضاريسها على ملامح وجههاالخمسيني ..
وانتظرت كفيه تحنو عليها.. لتعيد البهجة إلى تلك الملامح!!
وفي مأواها الصغير ... أعادت بسرعة ترتيب المجلس ذو الأثاث القديم
والذي يبدوا جليا أنه قد تحجر ,, فلم يتبدل مكانه منذ زمن,,
وكأن سرعتها ستزيد من سرعة وصوله لها ..
ثم اتجهت إلى خزانتها لتنتقي أجمل ثوب لديها
والذي كان الوحيد في تلك الخزانة المتهرئ اغلب ما فيها من ملابس ..
وجهزت على عجل مائدة الطعام والتي كانت تحوي الطعام البسيط الذي كان يحبه سابقا
قبل ان يغادر الى المدينة كي يلتحق بالجامعة ويدرس القانون وينجح ليلتحق باللدراسات العليا
ويتزوج بإبنة أستاذه ويصبح ذو شأن .. كما سمعت من بعض من قابله هناك ليطلب مساعدته
فيقدمها له ويتفاخر بخدمة أبناءقريته البسطاء...
كان الوقت يمر بطيئا تارة ... وكلمح البصر تارةاخرى!!!
تتسأل عن سبب تأخرهـ؟؟ فتهزها الاجابات ويرهقها التفسير
يتوارى لها طيفه.. فتحتضنه قليلا وتعاتبه قليلا وتحتويه بحنان عجيب
صبرت وشاخ انتظارها .. فقد غفي الليل في جسد النهار وانتشرت العتمة
وبرز القمر لترسم صورة ولدها كشجرة سنديان تبكي الفؤوس قبل أن تسقط ..
نظرت إلى السماء وهي تكابد ندائها الجريح وتعبت عينيها من التحديق في ذلك الطريق المتجه للمدينة و...الحزن
يخيم على سفوح مقلتيها جماعات وفرادى إلى أن هاجمها الوسن...
أطلت الشمس من بين شقوق شرفاتها لتعلن بداية يوم جديد إذ بولد جارتها يزورها صباحا كعادته وقال لها:
لقد غادر ولدك الآن مع إمراءة وطفلين وبعض الذين جاءوا معه في سيارته الفارهة
وسأذهب الآن من بعد إذنك لأقطف بعض البرتقالات الشهية اليانعة من مزرعتك ..
اتكأت بصمت علىأريكة المجلس العتيق بعد أن غطت جراح قلبها النازفة ,,جسدها بأكمله..
ونامت كما لم تعتد ان تنام نهارا ... ولن يتمكن أحدا من إيقاضها أو مضايقتها بعد ذلك!! ...
تعمل بكفاح في المزرعةالصغيرة بالقرب من منزلها... وتبيع القليل الذي تحصده منها لتكسب منه قوتها
ومع ذلك كانت تتنفس التعب ولم تزفر يوما الضجر أو الألم ..وفي ذلك اليوم
وهي تغمر يديها بتراب مزرعتها مجتهدة في جني محصولها .. تسلل ابن جارتها الصغير من بين الأشجار وتقافزبخطواته الطفولية بين السلال التي تحوي الثمار
مرددا بصوت مبتهج : خالتي لقد جاء ولدك من المدينة ومعه مجموعة من الأشخاص المتأنقين وبيدهم رسومات هندسية ومخطوطات ملونة و أوراق وقد سمعت من البعض أنهم قادمون لبناء برج كبير .. وهم الآن في دارة الضيوف المكيفة الجميلة عند شيخ القرية..
غادر ذاك الطفل ولحقت هي به ولكن وجهتها كانت الى منزلها ,,حيث ذكريات ولدها الذي تنتظره منذ سنين,, تتعاقب في ذهنها ,,كمشاهد من فيلم كلاسيكي قديم!!
ركضت تغالب تعبها
فسارت بقوة حب الأم ,, يدفعها شوق القلب ليحتضن من يحب...
بعد أن غاب لأعوام من دون رسالة أو حتى سؤال يتيم...
غاب فرسمت سنوات الانتظار تضاريسها على ملامح وجههاالخمسيني ..
وانتظرت كفيه تحنو عليها.. لتعيد البهجة إلى تلك الملامح!!
وفي مأواها الصغير ... أعادت بسرعة ترتيب المجلس ذو الأثاث القديم
والذي يبدوا جليا أنه قد تحجر ,, فلم يتبدل مكانه منذ زمن,,
وكأن سرعتها ستزيد من سرعة وصوله لها ..
ثم اتجهت إلى خزانتها لتنتقي أجمل ثوب لديها
والذي كان الوحيد في تلك الخزانة المتهرئ اغلب ما فيها من ملابس ..
وجهزت على عجل مائدة الطعام والتي كانت تحوي الطعام البسيط الذي كان يحبه سابقا
قبل ان يغادر الى المدينة كي يلتحق بالجامعة ويدرس القانون وينجح ليلتحق باللدراسات العليا
ويتزوج بإبنة أستاذه ويصبح ذو شأن .. كما سمعت من بعض من قابله هناك ليطلب مساعدته
فيقدمها له ويتفاخر بخدمة أبناءقريته البسطاء...
كان الوقت يمر بطيئا تارة ... وكلمح البصر تارةاخرى!!!
تتسأل عن سبب تأخرهـ؟؟ فتهزها الاجابات ويرهقها التفسير
يتوارى لها طيفه.. فتحتضنه قليلا وتعاتبه قليلا وتحتويه بحنان عجيب
صبرت وشاخ انتظارها .. فقد غفي الليل في جسد النهار وانتشرت العتمة
وبرز القمر لترسم صورة ولدها كشجرة سنديان تبكي الفؤوس قبل أن تسقط ..
نظرت إلى السماء وهي تكابد ندائها الجريح وتعبت عينيها من التحديق في ذلك الطريق المتجه للمدينة و...الحزن
يخيم على سفوح مقلتيها جماعات وفرادى إلى أن هاجمها الوسن...
أطلت الشمس من بين شقوق شرفاتها لتعلن بداية يوم جديد إذ بولد جارتها يزورها صباحا كعادته وقال لها:
لقد غادر ولدك الآن مع إمراءة وطفلين وبعض الذين جاءوا معه في سيارته الفارهة
وسأذهب الآن من بعد إذنك لأقطف بعض البرتقالات الشهية اليانعة من مزرعتك ..
اتكأت بصمت علىأريكة المجلس العتيق بعد أن غطت جراح قلبها النازفة ,,جسدها بأكمله..
ونامت كما لم تعتد ان تنام نهارا ... ولن يتمكن أحدا من إيقاضها أو مضايقتها بعد ذلك!! ...