المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في كتاب إضاءات على قصائد شعبيه


مشعل الوسامي
02-26-2009, 07:38PM
مساء & صباح
الخير

أولا أشكر أخي عادل الظفيري لدعوتي لموقع الأميره والشاعره ريما السديري وأتشرف بأن أكون أحد منتسبي هذا الصرح الرائع وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم إن شاء الله..

مصافحتي الأولى معكم هي قراءة لقراءة ناقد وأدبي وهو الأستاذ محمد مهاوش الظفيري آمل أن ترتقي لذائقتكم :-

قراءتي في كتاب :
قراءة في كتاب :

" إضاءات على قصائد شعبية "

لـ محمد مهاوش الظفيري

.
.

" إضاءات على قصائد شعبية " هذا هو عنوان كتاب الأستاذ والناقد المعروف محمد مهاوش الظفيري ، وهو من إصدارات هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث / أكاديمية الشعر ، وقد جاء الإصدار بإخراج مميز وألوان جميلة وكانت نوعية الورق فاخرة .
يتكون هذا الكتاب من 313 صفحة من الحجم المتوسط , وقد افتتحه المؤلف بإهداء خصه لوالديه كبادرة إنسانية منه ، ومن ثم جاءت المقدمة ، ومن بعدها تناول الكاتب قصائد الشعراء متسلسلة حسب ترتيب الحروف
" الكتابة الإبداعية هي ليست فضفضة عن كوامن الذات، بقدر ماهي إصغاء لصوت الذات المدوي في أعماقنا " , تلك كانت البداية لمقدمة الكتاب ، وعند قراءتي للمقدمة لاحظت أنها ترتكز على قواعد معينة انقسمت إلى قسمين : قسم يخص العمل الأدبي الشعري , والقسم الآخر يخص العمل الأدبي النقدي , وهي كالأتي:-

= قسم العمل الأدبي الشعري:-

أ‌- كيفية كتابة النص الشعري:-
في هذه النقطة يتحدث المؤلف عن قناعاته بكيفية كتابة النص الشعري ، وعن وجوب ترك هذا النص فترة من الزمن لكي يتعتق داخل نفس الشاعر " تركه يتخصب داخل النفس فترة من الزمن بما يشبه الحضانة " , وقد أوضح السبب لترك هذا النص وعدم الاستعجال بكتابته حيث يقول معللا " حتى يتمكن الأديب فيما بعد من بلورة هذا الشعور في قالب فني إبداعي "

ب‌- الإبداع :-
هنا يوضح المؤلف مفهوم الإبداع حسب وجهة نظره حيث يقول : " الإبداع هو ليس ذلك القائم على موافقة آراء الناس والاستجابة لتوجيهاتهم أو الاستسلام لمتطلبات المجتمع ، الإبداع عمل فردي والمجتمع لا يؤمن بالأعمال الفردية " , ونستشف من هذا الكلام ، أن الإبداع ليس بكمية حجم الجماهيرية التي يمكن أن تمر من خلال الفزعة القبيلية أو الإنتماء لنفس الوطن أو من خلال العلاقات والنفوذ في الإعلام ،..؟؟

ج - التجديد :-
هنا يفصح المؤلف عن نقطة جوهرية غابت عن الكثير من المهتمين بالشعر الشعبي , وهي أن التجديد ليس تجديدا بالمفردة كما يظن الكثير ، بل هو تجديد بالشكل والمضمون والخروج عن الأطر المسبقة الصنع ، وإعادة هيكلة القصيدة بشكل جديد ومغاير عن السائد، حيث يقول الظفيري : " التجديد بالشعر ليس من خلال التناغم أو التكيف مع متطلبات الحياة المعاصرة، ومحاولة حشو القصيدة بالمسميات الحديثة والألفاظ الأجنبية ، إنما هو اختراق للسائد من الكلام والمألوف من الصياغة والبحث عن لغة شعرية فريدة "

د - القصيدة:-
يقول المؤلف : " القصيدة هي حلم إنساني والحلم لا يمكن أن نحدد له موعداً معيناً للقدوم " , فالحلم هو جزء من الخيال فمن غير المعقول أن نمنطق أحلامنا أو أن نجعلها تنساق خلف أنماط معينة ..

هـ - المقارنة بين القصيدة التقليدية والقصيدة التجديدية :
يقوم المؤلف بوضع مقارنة بسيطة وسريعة بين القصيدة التقليدية والقصيدة التجديدة , حيث يقول : " القصيدة التقليدية تدور في فلك المعايير والحديث عن المضامين المغروسة في الوعي الجمعي للناس" , وعن التجديدية يقول : " هي استشراف للمستقبل وحلم متواصل مع الزمن يمتد عبر أشكاله الثلاث المتحركة بشكل تصاعدي وتفاعلي " , وحتى لايحسب على المؤلف وجود قصائد تقليدية في هذا الكتاب ، وهو من الشعراء والنقاد المحسوبين على الشعر التجديدي يقول : " هذا الكلام لا يعني حقيقة تفوق فني دائم ومستمر للنص الحديث على القصيدة التقليدية " , فكلام المؤلف يؤكد حقيقة أن النص الجيد يفرض نفسه على المتلقي سواء أكان المتلقي نخبويًّا أو متلقيًّا بسيطًا ..

= قسم العمل الأدبي النقدي:-

أ-العمل النقدي:-
في هذه النقطة يتحدث المؤلف من أن القراءات التقدية , عمل تكاملي موازي للنص الشعر بحيث يتناغم مع النص الشعري ولا يكون تحت وطأة ورحمة هذا النص " اذ أنه يتناغم مع النص ولا يكون ظلاً ظليلاً " , لأن في هذه الحالة وكما أوضح المؤلف فإن قوة النص الشعري ستطغى على القراءة النقدية وبذلك تفقد القراءة قيمتها ولا تكون لها أي فائدة ..

ب- الإبداع:-
يتقاسم الشعر والنقد هذه النقطة ، إذ هذه النقطة نرى أن كلام الكاتب ينطبق على الشعر وعلى النقد سواء بسواء ، ولا يمكن أن نقطع هذه الجزئية وننسبها للشعر فقط ، وأنا تحدثت عنها في قسم العمل الشعري , لذلك لن أتطرق لها..
ج - معوقات العمل النقدي :-

1- المجاملات:-
يعزي الكاتب خبوء ضوء النقد في الشعر الشعبي ، إلى الكيفية التي تعامل بها الأكاديميون من خلال بعض الممارسات الخاطئة وهذه كفيلة بإضعاف النقد وإبتعاد القراء عن قراءة هذه النصوص من باب أولى ..

2- الغيبوبة الفكرية:-
حيث أن أساتذة الجامعات والمهتمين بهذا الحقل ، جعلوا بينهم وبين الساحة الشعبية ستارًا مبنيًّا على اللغة التقعيرية التي يتحدثون بها من خلال قراءة بعض النصوص ، وهذه هوة يجب ردمها ، فعلى الناقد أن لا يعزل نفسه ثقافيا عن الساحة ، ويكون هناك جسور ممدودة بينه وبينها..

3-الدواوين المطبوعة:-
وجود الدواوين يعطي الناقد مساحة من الحرية للتحرك وقراءة النصوص وانتقائها ، وهذه الدواوين تعتبر توثيق وتخليد لتجربة الشاعر ، وربما يرى البعض أن الديوان الصوتي يفي بالغرض وتنتفي الفائدة من وجود الديوان المطبوع ، وهنا كان للكاتب كلمة في هذا الخصوص حيث يقول: " ظاهرة الدواوين الصوتية التي أضحت من أبرز صرعات الساحة الشعبية ، وهذا التوجه يعمق ويؤصل في نفس الوقت لإستمرارية ثقافة المشافهة في الشعر الشعبي "
في إطلالة على أقسام الكتاب الأخرى , نرى أن اللغة التي تعامل بها المؤلف لغة راقية ، لم تكن لغة تقعيرية أو أكاديمية ، كما هو الحال في مثل هذه القراءات .
إن المقدمة لأي كتاب هي متنفس الكاتب ، ففي المقدمة يوضح معتقدة أو الطريقة التي إعتمد عليها بالكتابة ، وتكون بمثابة المفتاح للمادة الرئيسية ، التي تضمنها الكتاب ، لذلك يتحتم على كل قارئ أن يتمعن بمقدمة الكتاب الذي يريد أن يقرأه ، لأن بدون قراءة المقدمة سيصعب عليه فهم الموضوع أو التناغم معه
لقد إختار المؤلف في هذا الكتاب تسعة عشر نصاً ، لثمانية عشر شاعرا أي أن هناك شاعر واحد فقط تكرر إسمه مرتين ، وهو الشاعر عبد الله عبيان اليامي , والجميل أن الكاتب عنون القصائد بعناوين هو من إبتدعها ، فكانت كالأبواب لهذا الكتاب..
وهذا تفصيل بأسماء الشعراء وأسماء قصائدهم والأسماء التي أطلقها المؤلف على تلك القصائد وسأكتبها حسب الترتيب الذي وضعه الكاتب في كتابه :-

1- إبراهيم المرحبي رحمه الله وقصيدة أغنية الجوع ((صراع بين الجوع والجمال)) . 2ـ بدر بن عبدالمحسن وقصيدة حلم غرفة ((الإنتهاء ... بداية)). 3- بدر صفوق وقصيدة روح جدة (( إنشطار الشاعر إلى نصفين)) . 4- تركي ابن حميد وقصيدة نومك طرب (( المحاور الثلاث)) . 5- خليل ذياب الشمري وقصيدة مرثية للريح (( إزدواجية الغربة)) . 6- ريمية وقصيدة أنا .. فقيرة .. ومشهورة(( شموخ إمراءة)) . 7 - سعد معيوف وقصيدة رحلة التكوين (( الإنكماش والتمدد)) . 8- صالح الظفيري وقصيدة أخر الغرقى (( الضياع بين مدائن الكبريت)) . 9 ـ صالح مصلح الحربي وقصيدة غرام المناوي (( قصيدتان في قصيدة )) . 10- عبدالله ابن سبيل وقصيدة يوم الركايب (( وجدانية الزمن )). 11- عبدالله عطية الحارثي وقصيدة الضال (( بين السفر والإستغراق في الذاتية)) . 12- عبدالله عبيان وقصيدة مجد بابل (( العنفوان والأصالة)) . 13- عبدالله عبيان وقصيدة بارق الوسمية (( الممدوح والربيع)) . 14- عيضة السفياني وقصيدة طلع الغرب علينا (( الشعر.. والإيدولوجيا)) . 15- محمد الوبير وقصيدة نورس حنيني (( الغياب والتشرد)) . 16- محمد عيضة وقصيدة خيطان الشجن ((الشاعر الحالم)) . 17- مساعد الرشيدي وقصيدة سيف العشق (( الأنثى والجغرافيا)) . 18- مسفر الدوسري وقصيدة ايدين الحرير (( الأنثى كطبيعة أخرى)) . 19- مشعل دهيم وقصيدة ويش أعني لك أنا (( البحث عن الأنا في عيون الأخر)).

هذا وقد أحتوى الكتاب على ستة عشر نصا عموديًّا وقصيدتي تفعيلة، ونصًّا واحدًا جمع بين النوعين وهو للشاعر بدر صفوق . وربما يستغرب القارئ لوجود أسماء لشعراء ليسو نجوما ، ويتساءل لماذا أختارهم الكاتب ..؟؟
يتضح من خلال قراءة الكتاب ، أن الكاتب اعتمد على جودة وقوة النص ولم يعتمد على قوة اسم الشاعر إعلاميا ، وهذا ما نحتاجه في الساحة الشعبية

في هذا الإصدار الجديد لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث وبالأخص أكاديمية الشعر ، نرى أن هذه الهيئة قد بنت إستراتجية خاصة بها للنهوض بالمستوى الفكري والثقافي للساحة الشعبية في هذا المجال
فهذا الكتاب فائدته ليست محصورة على أبناء الخليج ، بل لكل الجنسيات العربية ، لأنه يلقي الضوء على مفردات نتحدث فيها نحن أبناء الخليج ، ولا يعرف دلالتها الأخوة العرب ومؤلف الكتاب يعتمد بقراءاته على دلالة المفردة في النص الشعري ..

وتقبلوا فائق التقدير

أخوكم / مشعل الوسامي
إعلامي وصحفي في مجلة مقناص..

الحظ العنيد
02-26-2009, 07:53PM
هلا وغلا فيك استاذ\ مشعل

نورت المنتدى
ويعطيك الف عافيه على هالموضوع
وعلى هالمجهود الواضح

تقبل مروري لك مني كل التحيه