وليد البراهيم
02-14-2009, 09:15PM
لقد اعتنى الإسلام عناية فائقة بالعلماء، وجعل لهم المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، وأمر بطاعتهم فيما أمر الله تعالى به، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وأولو الأمر هنا هم العلماء والأمراء.
ومن المعلوم لكل مسلم أن المسلمين على مدى العصور الماضية -وحتى عصرنا الحاضر- يقدرون علماءهم، ويجلونهم ويحترمونهم، ويأخذون العلم عنهم، ويتأدبون عند سؤالهم أو طلب العلم على أيديهم. ولا يزال أهل العلم -قديما وحديثا- يؤكدون على التأدب مع العلماء والسمع لهم. وقد بوب الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه بقوله: {باب الإنصات للعلماء}.
ثم أورد قول الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- الذي ذكر فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له في حجة الوداع: "استنصت الناس. فقال: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
حياء شرعي
وذكر ابن حجر -رحمه الله- مبينا أهمية التأدب مع العلماء والاستحياء منهم: "وقد تقدم أن الحياء من الإيمان، وهو: الشرعي الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر، وهو محمود؛ وأما ما يقع سببا لترك أمر شرعي، فهو مذموم، وليس بحياء شرعي؛ وإنما هو ضعف ومهانة".
وكان السلف -رحمهم الله- يحرصون على إجلال العلماء وتوقيرهم ويدل على هذا ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه طاووس، قال: "من السنة أن يوقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد".
وهاهو الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- يجل ويقدر زيد بن ثابت -رضي الله عنه- مع أن زيدا كان مولى، وابن عباس هو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم. قال الشعبي: "صلى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قُربت له بغلة ليركبها، فجاء ابن عباس -رضي الله عنه- فأخذ بركابه، فقال له زيد: خل عنها يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء والكبراء".
قال ابن عبد البر: أنشدني يوسف بن هارون بنفسه في قصيدة له:
وأجلّه في كل عين علمه
***
فيرى له الإجلال كل جليلِ
وكذلك العلماء كالخلفاء عند
***
الناس في التعظيم والتبجيل
الحفاظ على مكانة العالم.. واجب شرعي
ومن التأدب مع العلماء إضافة إلى الإنصات عندما يتحدثون وعدم مقاطعتهم، أن يتأدب السائل في عبارته عند سؤاله للعالم، فيقول أحسن الله إليك، أو يقول عظّم الله أجرك ما حكم كذا، أو أشكل عليّ كذا، وهذا بلا شك من التواضع للعالم والتقدير له، قال الشعبي: "جالسوا العلماء فإنكم إن أحسنتم حمدوكم، وإن أسأتم تأولوا لكم وعذروكم، وإن أخطأتم لم يعنفوكم، وإن شهدوا لكم نفعوكم".
وقال الخليل بن أحمد: "إذا علّمت عاقلا علما حمدك، وإن علّمت جاهلا ذمك ومقتك، وما يتعلم مستح ولا متكبر قط". فالمسلمون عامة -وطلبة العلم خاصة- لا بد أن يكونوا عقلاء حامدين للعلماء، آخذين عنهم مستفيدين من علمهم، وشاهدين لهم بالعلم والفضل.
وأشار ابن جماعة الكناني -في كتابه تذكرة السامع والمتكلم في أدب العلم والمتعلم- متحدثا عن أدب طالب العلم مع شيخه: "أن ينظر إلى الشيخ بعين الإجلال؛ فإن ذلك أقرب إلى نفعه به".
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحا رفيقا هيبة له، لئلا يسمع وقعها. وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له. وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه -أي كاف الخطاب- ولا يناديه من بُعد، يقول يا سيدي ويا أستاذي".
وبعد نحن نرى اهتمام ولاة أمر هذه البلاد بالعلماء منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وصولا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
الذي يخصص يوما في الاسبوع لاستقبال العلماء وهو حريص على تقديمهم وتصديرهم في المجالس وزيارتهم في منازلهم في الأعياد والمناسبات وحال مرضهم وعيادتهم والحرص عليهم كما فعل خادم الحرمين أيده الله بحفظه من زيارة للشيخ ابن جبرين بالمستشفى للاطمئنان عليه وهذا مثال وقليل من كثير
ومن المؤسف مانراى اليوم من تطاول على علماءنا الكبار الأجلاء بالغمز واللمز والسخريه من بعض المحسوبين على اعلامنا
يقول الدكتور عبدالعزيز الثنيان عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقا
إن من المؤسف أن نرى توقيرا للبابا عند الغرب حتى أنهم يقبلون يده
ولايجرؤ أحد لمقاطعته مجرد مقاطعه وتقيم له الدول استقبالا أيما استقبال بينما نحن لانقيم وزنا لعلماءنا .
ومن المعلوم لكل مسلم أن المسلمين على مدى العصور الماضية -وحتى عصرنا الحاضر- يقدرون علماءهم، ويجلونهم ويحترمونهم، ويأخذون العلم عنهم، ويتأدبون عند سؤالهم أو طلب العلم على أيديهم. ولا يزال أهل العلم -قديما وحديثا- يؤكدون على التأدب مع العلماء والسمع لهم. وقد بوب الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه بقوله: {باب الإنصات للعلماء}.
ثم أورد قول الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- الذي ذكر فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له في حجة الوداع: "استنصت الناس. فقال: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
حياء شرعي
وذكر ابن حجر -رحمه الله- مبينا أهمية التأدب مع العلماء والاستحياء منهم: "وقد تقدم أن الحياء من الإيمان، وهو: الشرعي الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر، وهو محمود؛ وأما ما يقع سببا لترك أمر شرعي، فهو مذموم، وليس بحياء شرعي؛ وإنما هو ضعف ومهانة".
وكان السلف -رحمهم الله- يحرصون على إجلال العلماء وتوقيرهم ويدل على هذا ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه طاووس، قال: "من السنة أن يوقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد".
وهاهو الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- يجل ويقدر زيد بن ثابت -رضي الله عنه- مع أن زيدا كان مولى، وابن عباس هو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم. قال الشعبي: "صلى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قُربت له بغلة ليركبها، فجاء ابن عباس -رضي الله عنه- فأخذ بركابه، فقال له زيد: خل عنها يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء والكبراء".
قال ابن عبد البر: أنشدني يوسف بن هارون بنفسه في قصيدة له:
وأجلّه في كل عين علمه
***
فيرى له الإجلال كل جليلِ
وكذلك العلماء كالخلفاء عند
***
الناس في التعظيم والتبجيل
الحفاظ على مكانة العالم.. واجب شرعي
ومن التأدب مع العلماء إضافة إلى الإنصات عندما يتحدثون وعدم مقاطعتهم، أن يتأدب السائل في عبارته عند سؤاله للعالم، فيقول أحسن الله إليك، أو يقول عظّم الله أجرك ما حكم كذا، أو أشكل عليّ كذا، وهذا بلا شك من التواضع للعالم والتقدير له، قال الشعبي: "جالسوا العلماء فإنكم إن أحسنتم حمدوكم، وإن أسأتم تأولوا لكم وعذروكم، وإن أخطأتم لم يعنفوكم، وإن شهدوا لكم نفعوكم".
وقال الخليل بن أحمد: "إذا علّمت عاقلا علما حمدك، وإن علّمت جاهلا ذمك ومقتك، وما يتعلم مستح ولا متكبر قط". فالمسلمون عامة -وطلبة العلم خاصة- لا بد أن يكونوا عقلاء حامدين للعلماء، آخذين عنهم مستفيدين من علمهم، وشاهدين لهم بالعلم والفضل.
وأشار ابن جماعة الكناني -في كتابه تذكرة السامع والمتكلم في أدب العلم والمتعلم- متحدثا عن أدب طالب العلم مع شيخه: "أن ينظر إلى الشيخ بعين الإجلال؛ فإن ذلك أقرب إلى نفعه به".
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحا رفيقا هيبة له، لئلا يسمع وقعها. وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له. وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه -أي كاف الخطاب- ولا يناديه من بُعد، يقول يا سيدي ويا أستاذي".
وبعد نحن نرى اهتمام ولاة أمر هذه البلاد بالعلماء منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وصولا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
الذي يخصص يوما في الاسبوع لاستقبال العلماء وهو حريص على تقديمهم وتصديرهم في المجالس وزيارتهم في منازلهم في الأعياد والمناسبات وحال مرضهم وعيادتهم والحرص عليهم كما فعل خادم الحرمين أيده الله بحفظه من زيارة للشيخ ابن جبرين بالمستشفى للاطمئنان عليه وهذا مثال وقليل من كثير
ومن المؤسف مانراى اليوم من تطاول على علماءنا الكبار الأجلاء بالغمز واللمز والسخريه من بعض المحسوبين على اعلامنا
يقول الدكتور عبدالعزيز الثنيان عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقا
إن من المؤسف أن نرى توقيرا للبابا عند الغرب حتى أنهم يقبلون يده
ولايجرؤ أحد لمقاطعته مجرد مقاطعه وتقيم له الدول استقبالا أيما استقبال بينما نحن لانقيم وزنا لعلماءنا .