رغدة عيد
01-15-2009, 05:22AM
الأرض والـورد
قالوا أن ابني شهيد ، قالوا أنه فقد الروح وأصبح بين التراب فتات دقيق، قالوا أنه مات بيد عدو تليد، قالوا أن ابني شهيد، تلاقفته المدافع والصواريخ من مدى قريب ولم يكن عنه بعيد، ومازالوا يؤكدوا أن ابني شهيد، فكيف أعرف أي أبنائي هو الشهيد؟!
هل من مات وهو بجواري أم من كان يحارب العدو الغريب؟
ولكنهم قالوا وعرفوا ان ابني شهيد، ولن يعرفوا يوما من مات وهو نائم بجواري ويغط في نوم عميق.
مات من ابنائي العديد العديد، مئات ومئات ولكنهم مازالوا يتنفسوا الهمّ والظلم ونقص الدم في الوريد، منهم من تاهـ عن الطريق، ومنهم من انتمى لوطنه ولكنه غريق، ومنهم من جاهد من خلف الجدران وبقي مجهولاً وحيد، تنقصهم دماء العروبة فهل أنا من لم يعرف العطاء حيث كان الولد وليد ؟!
نظرت لتراب بلدي، وقلبت فتات ولدي، بحثت عن دموع جدي، وجدت صرخات علمي، وبكيت فرقة قومي، وسمعت هتاف الصخر صدى يردده الهواء من حولي، انه صوت ولدي، يواسيني ويطلب الصبر لي، فزادت الحرقة في صدري وزاد الامل في قومي.
أسمعتني بني؟ أ،سمعت بكائي ؟ أسمعت نحيبي ؟ أسمعتني يامن فقدته و فقدني؟ أسمعتني يامن فقده وطني؟
أين أنت بني أين أنت؟ لا تحزن بني أنا لا أبكي الشهيد، ولكنني أبكي زمن العبيد، أخاف على اخوتك، أخاف على وطنك وعدم تقدير تضحيتك، أخاف أن يستمر الجهل ويتحكم الخوف برجولة أمتك.
نعم بني أنت في تراب وطني منثور، أشم دمائك برائحة كل الزهور، كل مايزيد الحنين لك سأحمل حفنة من تراب وطني وأضمها لصدري، هكذا أشم رائحة عرقك هكذا أتلمس جبينك وخدك، وسأصرخ في صحراء بلدي وبلدك ومن فوق جبال أمتي وأمتك، وأنادي لأخوتك في كل بقاع الأرض، أنهضوا من النوم أستيقظوا يارجال فقد مات أبني اليوم، تحركوا ولا تنتظروا حتى نخسر بقية القوم.
رحمة الله على شهداء الإسلام في كل بقاع الأرض وتحية تقدير ووسام عظيم لكل أم شهيد ولترفع رأسها عاليا وتقول أبني شهيد ابني شهيد.
رغده عيد
17\2\2000
قالوا أن ابني شهيد ، قالوا أنه فقد الروح وأصبح بين التراب فتات دقيق، قالوا أنه مات بيد عدو تليد، قالوا أن ابني شهيد، تلاقفته المدافع والصواريخ من مدى قريب ولم يكن عنه بعيد، ومازالوا يؤكدوا أن ابني شهيد، فكيف أعرف أي أبنائي هو الشهيد؟!
هل من مات وهو بجواري أم من كان يحارب العدو الغريب؟
ولكنهم قالوا وعرفوا ان ابني شهيد، ولن يعرفوا يوما من مات وهو نائم بجواري ويغط في نوم عميق.
مات من ابنائي العديد العديد، مئات ومئات ولكنهم مازالوا يتنفسوا الهمّ والظلم ونقص الدم في الوريد، منهم من تاهـ عن الطريق، ومنهم من انتمى لوطنه ولكنه غريق، ومنهم من جاهد من خلف الجدران وبقي مجهولاً وحيد، تنقصهم دماء العروبة فهل أنا من لم يعرف العطاء حيث كان الولد وليد ؟!
نظرت لتراب بلدي، وقلبت فتات ولدي، بحثت عن دموع جدي، وجدت صرخات علمي، وبكيت فرقة قومي، وسمعت هتاف الصخر صدى يردده الهواء من حولي، انه صوت ولدي، يواسيني ويطلب الصبر لي، فزادت الحرقة في صدري وزاد الامل في قومي.
أسمعتني بني؟ أ،سمعت بكائي ؟ أسمعت نحيبي ؟ أسمعتني يامن فقدته و فقدني؟ أسمعتني يامن فقده وطني؟
أين أنت بني أين أنت؟ لا تحزن بني أنا لا أبكي الشهيد، ولكنني أبكي زمن العبيد، أخاف على اخوتك، أخاف على وطنك وعدم تقدير تضحيتك، أخاف أن يستمر الجهل ويتحكم الخوف برجولة أمتك.
نعم بني أنت في تراب وطني منثور، أشم دمائك برائحة كل الزهور، كل مايزيد الحنين لك سأحمل حفنة من تراب وطني وأضمها لصدري، هكذا أشم رائحة عرقك هكذا أتلمس جبينك وخدك، وسأصرخ في صحراء بلدي وبلدك ومن فوق جبال أمتي وأمتك، وأنادي لأخوتك في كل بقاع الأرض، أنهضوا من النوم أستيقظوا يارجال فقد مات أبني اليوم، تحركوا ولا تنتظروا حتى نخسر بقية القوم.
رحمة الله على شهداء الإسلام في كل بقاع الأرض وتحية تقدير ووسام عظيم لكل أم شهيد ولترفع رأسها عاليا وتقول أبني شهيد ابني شهيد.
رغده عيد
17\2\2000