براء الأحمد
12-20-2008, 06:24PM
سار الزمان بقاربٍ نحو الشمال ---- حيث الجواري والمرايا والثمال(1)
وأنــا ألــوّح باســلاً و مــودعــاً ---- وأهلُّ دمعــي لاشتياقي لا محال
شوقي كبحرِ لا حدود لقطره ---- يزداد عرضا كلما زاد الجمال
شوقي لرؤية منزلٍِ في واحةٍ ---- وحبيبةٍ تأتي على ظهر الجِمال
هي قصةٌ قيلت بيومٍ مظلمٍ ---- عن طفلةٍ خرجت مع الأطفال
ذهبوا لحقلٍ في الفلاةِ ليلعبوا ---- وليرتعوا وسط البهائم والنغال (2)
كانوا ثلاثاً والفتاة وأختها ---- يجرون بحثاً في الكهوف وفي التلال
كانت تريد بأن يخلد اسمها ---- دخلت إلى كهفٍ لكي تكتب ( دلال )
وهنا أضاع الفتية بعضهم ---- الخوف كان يؤخر الأبطال
سارت دلال طريقها في كهفها ---- ترجو شعاع النور بالأعمال
تدعو الإله لكي يفرج كربها ---- تتلو الصلاة بصدق واكتمال
إلى أن أجاب الله دعاءها ---- والله أفضل من أجاب سؤال
رزقت بماء باردٍ وبفرشةٍ ---- وبشعلةٍ وأتى إليها الرزق فور الحال
مرت ليالي على الفتاة النائمة ---- مرت كبرقٍ يخطف الأطلال
رأت الفتاة طريقها في حلمها ---- سهل الطريق وسهل المنال
فتحت عيونها كي تتابع سيرها ---- كي تنتهي من وحشة الأظلال
شع البريق بعينها وكأنما ---- رأت الطريق يقود للأدغال
لابد أن البنت أخطت دربها ---- سلكت طريقاً ... العيش فيه محال
ارض الوحوش محال العيش بوسطها ---- لا سيما أن الليالي طوال
رضت الفتاة بقسوة الدهر الأليم!! ---- فلربما يأتي إليها منال
سكنت جنان الأرض دون توهمٍ ---- حيث الفواكه كانت إليها تطال
رأت الظلام وماء النهر موحشةٌ ---- ورأت جمال الفجر والإقبال
عاشت دلال مع الغزلان فرحتها ---- في كل يوم تحتم في الشلال
أعطت حناناً للبهائم كلها ---- وتعلمت منها الوفاء والإبجال
عشرون عاماً في الأدغال أمضتها ---- ما من صديق يحمل الأحمال
تلك الفتاة لها جمال قاتلٌ ---- يرمي الطيور كأنما ترمي النبال
الوجه بدرٌ كاملٌ ومكملٌ ---- هي كالملاك وهذا عنها يقال
فـي صوتها إعجاز ربٍ خالقٍ ---- سبحانه من خالقٍ متعال
الثغر يحمي ثروة للمكتشف ---- يحمي اللئالئ كي تكون مثال
الشهد يقطر في الشفاه كأنما ---- خمر الجنان وماءٌ زلال
سأجول في الأدغال كل مغارة ---- وأرى على الأشجار وحتى الدوال(3)
فذهبت أبحث راكباً في قاربٍ ---- لأجول كوني بادئاً أقصى الشمال
لأرى ملاكاً قد حرمنا نورها ---- وأعيدها إذا شاء الوصال
إلى أن رأيت حبيبتي في بركةٍ---- فبدأت القي ذلك الموال
رنمت لي كالبلابل قائله ---- أنت البراء فقلت لها هذا احتمال
ها قد أتيت لكي أشارك مهجتي ---- وأعيش حلماً لم تراه رجال
أدعو الإله بكل اسم هو اسمه ---- أن يصبح الحلم حقيقةً لا خيال
(1) الثُّمال: كهيئة زُبْد الغنم 6/ 11/ 2008 م
(2) النغل : ابن الفرس
(3) الدوال : جمع داليه وهي شجرة العنب
وأنــا ألــوّح باســلاً و مــودعــاً ---- وأهلُّ دمعــي لاشتياقي لا محال
شوقي كبحرِ لا حدود لقطره ---- يزداد عرضا كلما زاد الجمال
شوقي لرؤية منزلٍِ في واحةٍ ---- وحبيبةٍ تأتي على ظهر الجِمال
هي قصةٌ قيلت بيومٍ مظلمٍ ---- عن طفلةٍ خرجت مع الأطفال
ذهبوا لحقلٍ في الفلاةِ ليلعبوا ---- وليرتعوا وسط البهائم والنغال (2)
كانوا ثلاثاً والفتاة وأختها ---- يجرون بحثاً في الكهوف وفي التلال
كانت تريد بأن يخلد اسمها ---- دخلت إلى كهفٍ لكي تكتب ( دلال )
وهنا أضاع الفتية بعضهم ---- الخوف كان يؤخر الأبطال
سارت دلال طريقها في كهفها ---- ترجو شعاع النور بالأعمال
تدعو الإله لكي يفرج كربها ---- تتلو الصلاة بصدق واكتمال
إلى أن أجاب الله دعاءها ---- والله أفضل من أجاب سؤال
رزقت بماء باردٍ وبفرشةٍ ---- وبشعلةٍ وأتى إليها الرزق فور الحال
مرت ليالي على الفتاة النائمة ---- مرت كبرقٍ يخطف الأطلال
رأت الفتاة طريقها في حلمها ---- سهل الطريق وسهل المنال
فتحت عيونها كي تتابع سيرها ---- كي تنتهي من وحشة الأظلال
شع البريق بعينها وكأنما ---- رأت الطريق يقود للأدغال
لابد أن البنت أخطت دربها ---- سلكت طريقاً ... العيش فيه محال
ارض الوحوش محال العيش بوسطها ---- لا سيما أن الليالي طوال
رضت الفتاة بقسوة الدهر الأليم!! ---- فلربما يأتي إليها منال
سكنت جنان الأرض دون توهمٍ ---- حيث الفواكه كانت إليها تطال
رأت الظلام وماء النهر موحشةٌ ---- ورأت جمال الفجر والإقبال
عاشت دلال مع الغزلان فرحتها ---- في كل يوم تحتم في الشلال
أعطت حناناً للبهائم كلها ---- وتعلمت منها الوفاء والإبجال
عشرون عاماً في الأدغال أمضتها ---- ما من صديق يحمل الأحمال
تلك الفتاة لها جمال قاتلٌ ---- يرمي الطيور كأنما ترمي النبال
الوجه بدرٌ كاملٌ ومكملٌ ---- هي كالملاك وهذا عنها يقال
فـي صوتها إعجاز ربٍ خالقٍ ---- سبحانه من خالقٍ متعال
الثغر يحمي ثروة للمكتشف ---- يحمي اللئالئ كي تكون مثال
الشهد يقطر في الشفاه كأنما ---- خمر الجنان وماءٌ زلال
سأجول في الأدغال كل مغارة ---- وأرى على الأشجار وحتى الدوال(3)
فذهبت أبحث راكباً في قاربٍ ---- لأجول كوني بادئاً أقصى الشمال
لأرى ملاكاً قد حرمنا نورها ---- وأعيدها إذا شاء الوصال
إلى أن رأيت حبيبتي في بركةٍ---- فبدأت القي ذلك الموال
رنمت لي كالبلابل قائله ---- أنت البراء فقلت لها هذا احتمال
ها قد أتيت لكي أشارك مهجتي ---- وأعيش حلماً لم تراه رجال
أدعو الإله بكل اسم هو اسمه ---- أن يصبح الحلم حقيقةً لا خيال
(1) الثُّمال: كهيئة زُبْد الغنم 6/ 11/ 2008 م
(2) النغل : ابن الفرس
(3) الدوال : جمع داليه وهي شجرة العنب